وكالة الأنباء الفرنسية
لم تكن مدينة لاجوس النيجيرية المزدحمة تعرف من قبل الصوت الرائع لأنغام الأوبرا الإيطالية، ولذلك عندما انتشر خبر ظهور سوبرانو محترف تدعى أوملو بيللو في الجمعية الموسيقية في مدرسة نيجيريا للموسيقى، توافدت الحشود لرؤيتها.
من جهتها صرّحت الفنانة البالغة من العمر 33 عامًا بعد أداء مقطوعة “O mio babbino caro” بالإيطالية وتعني “يا أبي العزيز”، من أوبرا جياني شيتشي لسنة 1918، للملحن جياكومو بوتشيني، قائلةً: “لم أكن أدرك مدى معرفة الناس في نيجريا بي”.
واضافت “أنا بعيدة عن البلاد منذ أكثر من عشر سنوات، وأظن أن الأمور قد تغيرت ولم أكن أدرك حجم ذلك التغير، وعندما قيل لي أنه سيتوافد جمهور كبير، كنت مندهشة بعض الشيء، إلا أن هذه مفاجأة سارة، ولكني لا زلت مندهشة”.
حصلت بيلو وهي تدرس العلوم في لاجوس على منحة دراسية في معهد كونسرفتوار باريس. بعد ذلك قامت بجولات كثيرة أصدرت فيها ألبوم وحازت جوائز من بينها جائزة مغني التينور الراحل لوتشيانو بافاروتي، ولديها في الوقت الحالي مسيرة فنية حافلة تتنوع بين بيليني وفيردي.
ففي نيجيريا التي تحب “الأفروبيت” و”الهايلايف” أكثر من “الألبينوني” أو “هايدن”، خلق الإنترنت جمهوراً جديداً لأنماط موسيقية مختلفة.
وأضافت قائلة: “أعلم أن عددًا كبيرًا من الناس اكتشفوني على موقع YouTube في نيجيريا ووسائل التواصل الاجتماعي، وهذا أمر جيد أن يرى الناس ويسمعون هذه الموسيقى ويفاجئون أنها جميلة للغاية”.
وأضافت “إن حقيقة أن هذه الوسائط مفتوحة للجميع يخلق جمهورًا أكبر، لذلك أنا سعيدة للغاية باكتشاف أن عدد عشاق هذه الموسيقى يزيد في نيجيريا”.
وانطلاقًا من كونها فنانة تحقق نجاحات متزايدة، تدرك بيلو أيضًا الحاجة إلى المساعدة في تطوير هذا النوع من الموسيقى، وترغب في أن ترى في نيجيريا معهد موسيقى ودار أوبرا.
وقالت إن استخدام خريجي أحدث الأكاديميات الموسيقية في أوروبا للمساعدة على إيجاد فنانين في أماكن مثل نيجيريا قد يساعد في التعرف على الجيل القادم من أصحاب المواهب ورعايتهم.
وقالت: “لقد ذهبت الموسيقى الإفريقية إلى الغرب، فلماذا يكون العكس مستحيلاً؟”.