المحافظة على الزخم تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث مايو 11, 2018 شارك يرى قائد إحدى القوات الإقليمية أن الاستقرار والسلام سيؤديان إلى مستقبل مشرق لحوض بحيرة تشاد أسرة ايه دي اف رويترز الجنرال النيجيري اللواء لاكي إيرابور قائد قوة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات (MNJTF) التي تتخذ من نجامينا، تشاد، مقراً لها. من عام 2016 إلى عام 2017، عمل قائداً لمسرح العمليات في عملية لافيا دول، البعثة العسكرية النيجيرية لهزيمة بوكو حرام. عَمل كضابط إشارة وخدم في العديد من بعثات حفظ السلام، بما في ذلك فريق الرصد التابع للجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. كما شغل منصب قائد الفرقة الثالثة في لواء الإشارة في شمال شرق نيجيريا. وبتوجيه من الرئيس، أنشأ مركز القيادة والتحكم في مايدوجوري في عام 2015 لتنسيق جهود مكافحة الإرهاب. وتحدث إلى أيه. دي. أف في مكالمة هاتفية في تشرين الثاني / نوفمبر 2017 من مقر قوة العمل المشتركة المتعددة الجنسيات. وقد تم تحرير ملاحظاته لتناسب هذه التهيئة. أيه. دي. إف: في آذار / مارس 2016، تم تعيينك قائداً لمسرح العمليات لعملية لافيا دول. ما الذي خطر ببالك عندما تم اسناد هذه المهمة لك، وما الذي تمثله هذه العملية من حيث استخدامها كاستراتيجية جديدة؟ اللواء إيرابور: في كانون الثاني / يناير من ذلك العام، تم تعييني نائباً لقائد مسرح العمليات. وفي غضون ثلاثة أشهر فقط، تم تعيني قائداً لمسرح العمليات. لذلك، يمثل هذا المنصب بالطبع تحدياً جديداً بالنسبة لي، على الرغم من أنني كنت على بينة من الأمور التي ينبغي التعامل معها. وكنت بالفعل على دراية بالنهج الذي يود رئيس أركان الجيش إتباعه. وتمكنت سريعاً من تحديد ما كنت احتاج للقيام به في مسرح العمليات من حيث إعادة تنسيق فلسفة القيادة، والتعامل أيضاً مع القضايا الخاصة بالخدمات اللوجستية، ومعنويات القوات، ومتطلبات التدريب. وكنا بحاجة إلى توطيد علاقة ممتازة مع سلسلة القيادة العليا: كرئيس أركان الجيش ورئيس أركان الدفاع. وكان من اللازم فهم هذه العلاقة على نحو سليم للتأكد من تحقيق الإجراءات التي نقوم باتخاذها في الميدان للأثر المنشود منها. وكانت هذه بعض التحديات التي تعين علىّ مواجهتها، وإذا تمكنت من التعامل مع هذا الجانب من العملية بشكل صحيح ، فإنك على الأرجح ستحقق تقدماً. أيه. دي. إف: عندما تم الإعلان عن عملية لافيا دول لأول مرة، كان جزء كبير من أراضي شمال شرق نيجيريا إما في طور التحرير أو تم تحريره بالفعل. وفي الفترة ما بين شباط / فبراير وأيار / مايو 2015، تم استعادة 36 مدينة من قبضة بوكو حرام. لذا يبدو أن أهم ما حققته عملية لافيا دول كان الاحتفاظ بالأراضي وتأمينها. هل هذا صحيح؟ عمال الانقاذ يحملون جثة من سيارة اسعاف بعد هجوم انتحارى فى سوق خارج مايدوجورى في بنيجيريا. اسوشيتيد برس اللواء إيرابور: لقد تطلب الأمر فعلا تحولاً استراتيجياً. فقد وجدنا أنه هناك حاجة إلى أن نكون أقرب إلى قوات الجبهة لتحسين الوضع اللوجستي للقوات. كما كان هناك حاجة أيضا إلى تحسين الحافز العام للقوات المتعلق بخدمات الرعاية الاجتماعية. وكنا بطبيعة الحال، في الوقت الذي توليت فيه القيادة، قد بدأنا بالفعل في رؤية انخفاض في الخسائر، وإن كانت وتيرة هذا الانخفاض أبطأ بكثير. وعندما تولينا مهامنا، كانت هناك حاجة إلى زيادة سرعة استرداد الأراضي. وعبر استدامة هذا الزخم، قمنا باستعادة السيطرة على 18 حكومة محلية في ولاية بورنو، إضافة إلى ثلاث حكومات محلية في ولاية أداماوا، فضلاً عن حكومتين محليتين في ولاية يوبي كانتا تخضعان تماماً لسيطرة بوكو حرام. وبحلول الوقت الذي أنهيت فيه مهمتي، كانت جميع الحكومات المحلية في جميع أنحاء شمال شرق البلاد قد تحررت. لذلك فقد توجب علينا مواصلة الضغط والتأكد من تدمير المخابئ الصغيرة في بعض الغابات. ومع مرور الوقت، تغير التهديد وصار ما تجده الآن. وفي محاولة منها للاحتفاظ بقدر من الأهمية، لجأت بوكو حرام إلى استخدام العبوات الناسفة يدوية الصنع بأعداد أكبر وكذلك العبوات الناسفة التي تحملها المركبات والعبوات الناسفة المحمولة جواً. أيه. دي. إف: كانت أسوأ سنة بالنسبة للهجمات الانتحارية هي 2015، وذلك عندما قامت بوكو حرام بعدد 101 تفجيراً. وإن كان هذا العدد قد انخفض في العام التالي، ولم يعد إلى مستوياته السابقة. هل كانت هناك استراتيجيات استخدمتها لمكافحة تهديدات الحرب غير النظامية؟ اللواء إيرابور: قمنا بشراء معدات لمكافحة العبوات الناسفة مما كان له تأثير كبير على القوات. فقد كان لكل هجوم تستخدم فيه المركبات المفخخة أثراً محبطاً تماماً على معنويات القوات. لذلك بذلنا جهداً لشراء بعض المعدات المضادة للعبوات الناسفة، مما رفع من معنويات القوات وقلل من تأثير الهجمات. كما قمنا بزيادة جمع المعلومات الاستخباراتية لمعرفة مصادر المواد المستخدمة في العبوات الناسفة وأماكن وجودها. وقد بذلنا جهوداً جادة لتحديد مكانها وإتلافها. وقد ساعد ذلك على تقليل الهجمات إلى أن لجأت الجماعة إلى استخدام الفتيات كأدوات لحمل هذه العبوات للتحايل على بعض التدابير التي قمنا باتخاذها. أيه. دي. إف: في كانون الأول / ديسمبر 2016، استعادت القوات النيجيرية معسكر زايرو الذي كان قاعدة لعمليات بوكو حرام في غابة سامبيسا. ما مدى أهمية هذا الأمر من الناحية الرمزية والاستراتيجية؟ فتيات يتحدثن أمام إحدى المدارس في مايدوغوري، نيجيريا، والتي أجبرت على إغلاق أبوابها بسبب هجمات بوكو حرام الإقليمية. اسوشيتيد برس اللواء إيرابور: أتذكر هذا اليوم بوضوح تام. كانت هذه عملية قد خططت لها مع القادة والأفراد العاملين معي، وقد استغرقت وقتاً للتداول ومعرفة ما يجب القيام به. فقد كانت عملية استراتيجية جدا. وقبل تلك العملية، كانت بوكو حرام، وزعيمها أبو بكر شيكاو على وجه التحديد، تظهر كجماعة ماهرة وخطيرة. وعندما دخلنا غابة سامبيسا، ومعسكر زايرو على وجه التحديد، تم تحطيم الأسطورة التي تحيط بالغابات وتحطمت معها قيادة بوكو حرام. تحطم هذا الشعور باستحالة تدمير هذا الهيكل القيادي المنيع. أطلقنا على هذه العملية اسم “عملية الإنقاذ النهائي”. وكان لها تأثير كبير أن عجلت بالإفراج عن المزيد من فتيات تشيبوك المخطوفات. وتزايد من بعدها الضغط بصورة هائلة على قيادة بوكو حرام، ولم يكن لديهم خيار سوى إجراء المزيد من المفاوضات مع الحكومة الاتحادية وسرعة الإفراج عن بعض فتيات تشيبوك. من جانبنا، شعرنا بأننا قد حققنا مكاسب كبيرة بالذهاب الى تلك الغابة، وكانت القوات متحمسة بالفعل. إن الانتصارات من هذا القبيل تعزز المعنويات، مما ساعدنا على تحفيز القوات بشكل كبير، كما أضعف الإرهابيين من جماعة بوكو حرام، ولا سيما فصيل شيكاو. وبعد هذه العملية، لم يرى أحداً شيكاو وقيادته مرة أخرى. أما عن أهمية استعادة مخيم زايرو، فنقول إنها كانت خطوة استراتيجية جدًا، بل كانت في الواقع المرحلة الأهم في العملية عندما كنت قائداً لمسرح العمليات. أيه. دي. إف: تم تفعيل قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات في عام 2015، وأصبحت قائداً لهذه القوة في عام 2017. هل تعمل البلدان الآن معا للقيام بعمليات مشتركة؟ هل يتشاركون المعلومات الاستخبارية؟ كيف تمكنت قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات من تحسين العلاقات الأمنية الثنائية والمتعددة الأطراف في المنطقة؟ اللواء إيرابور: العلاقة لم تتحسن فقط، بل هي الآن في أفضل حالاتها. وقد استفادت سلسلة القيادة بأكملها من أعلاها إلى أدناها من الاتفاق والتعاون مع القيادة السياسية. وعلى أرض الواقع، تم تكليف قادة القطاعات بإجراء عمليات ثنائية مع قوات وطنية مختلفة. فهناك استيعاب لفكرة أنك لا تستطيع العمل داخل حدودك فقط لأن التهديد لا يلتزم بالحدود. لقد غيرنا إجراءات التواصل المُقيَد الذي كان موجوداً في السابق. وقد ساعدنا ذلك على التخلص من انعدام الثقة الذي كان موجوداً لفترة طويلة. وبالإضافة إلى ذلك، فإن وكالات الاستخبارات تتشارك الآن في المعلومات. ولدينا منصة مشتركة يتم فيها تبادل المعلومات الاستخبارية بشأن القضايا المتعلقة بهذه العملية. فالتعاون في أفضل حالاته، وآمل أن يكون ذلك التعاون مستداما حتى بعد احتواء هذا التهديد. وأعتقد أن هذا شيء يمكننا أن نستفيد منه في المستقبل في جهود التنمية. أيه. دي. إف: هل هناك أوجه ضعف في قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات يلزم التعامل معها؟ اللواء إيرابور: بالطبع، هناك دائما تحديات تواجه كل مشاركة، والموارد في الوقت الراهن تمثل تحدياً كبيراً. وإلى جانب الموارد الخاصة بالخدمات اللوجستية، نواجه أيضاً تحدياً في الاستخبارات. فالمعلومات الاستخباراتية لا يمكن أن تكون كافية أبداً، والعملية التي نقوم بها تعتمد بشكل أساسي على المعلومات الاستخباراتية. ولكي تتمكن من التأثير بصورة كبيرة على مجرى الأحداث، ينبغي على المعلومات الاستخبارية أن تصقل العمليات الخاصة بك وأن تكون أكثر حسماً. ونحن نعلم أيضا أنه ليس لدى كل البلدان المشاركة بقوات نفس المستوى من الإمكانات. فالإمكانات ليست موحدة في جميع الدول. ولكن أمامنا بالطبع فرصة للبدء في معرفة ما نحتاج إليه للتنسيق في المستقبل. وهناك أيضا مسائل تتعلق بأصحاب المصلحة الآخرين خارج بلدان لجنة حوض بحيرة تشاد الذين جعلوا من الصعب الحصول على هذا النوع من الدعم سواء من حيث الكم أو ملائمة الوقت، وذلك بسبب تحيزاتهم السابقة. أما الآن، فالجميع بدأوا يفهمون أن قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات ليس كما كانوا يظنون. وهكذا تحسنت الأمور بشكل أفضل بكثير. ونأمل أن يتم دعم هذا الفكر وأن يتم تعزيزه للحصول على دعم أكبر للتغلب على هذا التحدي. لكنني لا استسلم أبداً أمام مثل هذه التحديات، وأعتقد بوجود فرصة دائماً لتحسين الوضع القائم، وأؤمن بضرورة إقناع أولئك “المشككين” حتى يعرفوا أن هناك خير أكبر يكمن فيما لدينا هنا. أيه. دي. إف: هل تعتقد بأن قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات تمثل نموذجاً يمكن أن تحتذي به مناطق أخرى في مواجهة جماعات متطرفة مماثلة عابرة للحدود؟ اللواء إيرابور: أنا أرى قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات نموذجاً يحتذى به. فقبل شهرين فقط، كانت قيادة مجموعة خمسة بالساحل هنا لدراسة ما نقوم به ومعرفة ما يحتاجون إليه لضمان قيامهم بدورهم على نحو صحيح. وآمل أن أقوم بزيارتهم لأنني أعتقد أن قوتهم ستكون مكملة لما نقوم به. عند التعامل مع التهديدات، يجب فهم الخصائص المحلية لمختلف المناطق أو المناطق الفرعية. وبلدان لجنة حوض بحيرة تشاد تتمتع بفهم مشترك لطبيعة التهديد والأثر المترتب عليه. كما أنها تعرف أن العمل المنفرد لن يجدي. فنحن أفضل معاً، والنهج المشترك ضروري لحل المشكلة، وهذا يساعد على تشجيع التعاون. ومن الآن فصاعداً، عندما تتمتع المناطق الأخرى، التي تواجه تهديدات مماثلة، بهذا الفهم المشترك وتوقن أن الازدهار يصب في المصلحة المشتركة لجميع الأمم، فسيكون من الأسهل صياغة آليات لإدارة الصراع. ما لدينا هنا هو نموذج جيد يمكن للآخرين اتباعه. وهناك بالطبع مجال للتحسين، وقد بدأنا بالفعل في مراجعة مفهوم العمليات ومعرفة أوجه تعزيزه. لكنه نموذجاً جيداً. أيه. دي. إف: الآن، بعد أن تدهورت حركة التمرد، ما الذي يجب أن يحدث في العام المقبل لتعزيز هذه المكاسب وإرساء الأساس لسلام دائم؟ اللواء إيرابور: أولاً، وقبل كل شيء، نحن لنسا بصدد إيقاف عمليتنا العسكرية، بل نسعى للحفاظ عليها. وهذا أمر أساسي لأي تدابير أخرى سنقوم باتخاذها. [في نوفمبر 2017] عقدنا أول اجتماع حول تحقيق الاستقرار في حوض بحيرة تشاد، وبدأنا ننظر في كيفية صياغة استراتيجية لتحقيق الاستقرار في المنطقة. ونحن بحاجة إلى تنفيذ إجراءات من شأنها تحسين هياكل الحكم المحلي في مختلف الولايات. كما أننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهد لضمان إعطاء الأولوية للتعليم. لقد تُركت منطقة حوض بحيرة تشاد كمنطقة غير خاضعة للرقابة لفترة طويلة من الزمن. ونعتقد أن تمكين الشعب، ولا سيما النساء والأطفال، سيكون أمراً حاسماً. ونرى أيضاً إمكانية إدماج الآليات المحلية التقليدية لإدارة الصراعات فيما نقوم به في المستقبل من جهود. كما يجب أن تكون هناك مشاركة جادة للشباب. فإذا طفت في أرجاء المنطقة، ستجد أن عدداً كبيراً من الشباب الأصحاء جسدياً عاطلين بلا عمل من أي نوع. لذلك، فإن اتخاذ تدابير من شأنها إقصاءهم عن الشارع ليتسنى إشراكهم بشكل بناء سيكون أمراً مفيداً جداً. ومن الأهمية بمكان أن يفهم الشركاء الاستراتيجيين الآخرين من خارج المنطقة طبيعة التحدي ونوع الدعم الذي ينبغي عليهم تقديمه، حتى يكون الأمر شفافاً وموضوعياً ومجدياً. إن تقديم الدعم إلى قوة العمل المشتركة متعددة الجنسيات ليس مجرد دعماً لهذه القوة وحدها، إنما هو دعم لتعزيز السلام والأمن في العالم أجمع. وإذا تم تقديم مزيداً من الدعم لطبيعة المشاركة التي لدينا هنا، فسيكون لذلك تأثير على أجزاء أخرى من العالم. فالإرهابيون قد يظهرون في أي مكان وينتقلون لارتكاب أعمالهم في أجزاء أخرى من العالم. وعندما يتم تقديم دعم بالغ الموضوعية والشفافية لما نقوم به هنا، فنحن بدورنا نقوم بتعزيز السلام والأمن على مستوى العالم بأسره.
التعليقات مغلقة.