من الرسائل إلى الفوضى تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث مايو 11, 2018 Boko Haram burned Maiduguri Experimental School, a private nursery, primary and secondary school, in May 2012. [AFP/GETTY IMAGES] شارك دراسة حول التواصل العام الذي تقوم به بوكو حرام تقدم تلميحات حول استراتيجيتها أسرة ايه دي اف في يوليو / تموز 2011، كشفت الحكومة النيجيرية النقاب عن خطط لجعل شركات الاتصالات تكرس خطوط هاتفية مجانية حتى يتمكن المدنيون من الإبلاغ عن نشاطات بوكو حرام. وبعد أشهر، هدد المتحدث باسم المتمردين، أبو قعقاع، بمهاجمة مقدمي الخدمات ومكاتب لجنة الاتصالات النيجيرية. يقول قعقاع، “لقد أدركنا أن مشغلي الهواتف النقالة ولجنة الاتصالات النيجيرية يساعدون الأجهزة الأمنية في تعقب واعتقال أعضائنا من خلال التنصت على خطوطهم، وتمكين وكلاء الأمن من تحديد مواقعهم” وذلك وفقاً لمقال نشره موقع العلاقات الدولية الإلكترونية، فريدوم أونوها، في عام 2013. بعد ثمانية أشهر، قامت بوكو حرام بتنفيذ تهديد القعقاع. فقد شنت الجماعة المسلحة هجوماً استمر يومين على أبراج الاتصالات السلكية واللاسلكية الخاصة بالعديد من مقدمي الخدمات في خمس مدن هي: باوتشى، وجومبى، وكانو، ومايدوجورى، وبوتيسكوم. وأعلن القعقاع أن بوكو حرام شنت الهجمات على الأبراج “نتيجة للمساعدة التي تقدمها لأجهزة الأمن”. ومن بين 530 محطة اتصالات تضررت في نيجيريا في عام 2012، كانت بوكو حرام مسؤولة عن الضرر الذي لحق 150 منها. دمرت بوكو حرام برج الاتصالات هذا في مايدوغوري، نيجيريا، في عام 2012. هاجم المتمردون 150 برجاً من هذا النوع في ذلك العام. أسوشيتيد برس ويظهر الهجوم على مقدمي خدمات الاتصالات جانباً هاماً من الرسائل التي ترسلها بوكو حرام. فكثيراً ما استخدمت المجموعة رسائلها إلى العامة باعتبارها نذير للأشياء القادمة. وعلى الرغم من أنه قد يبدو من الغباء أن يتم الإعلان عن الهجوم على أهداف مرجحة، إلا أن عُمر أس. محمود، الباحث في معهد الدراسات الأمنية (ISS)، يقول أنه يمكن لهذه المجازفة أن تساعد بوكو حرام على تحقيق هدفين هامين. الهدف الأول هو أنه قد يساعدها على الحصول على تنازلات من خلال التخويف، مثل الإفراج عن المحتجزين. يقول محمود ” الهدف الآخر هو في رأيي أنها رسالة قوية جداً عندما تظهر بوكو حرام وتقول ” أنا سأقوم بمهاجمة X بسبب هذا “، ثم يخرجون ويقومون بالهجوم”. ويضيف “فهذا يجعل تحذيرها المقبل أكثر تخويفاً وفعالية”. الرسائل تنذر بالهجمات أظهر محمود، في بحثه الذي نشر في آذار / مارس 2017 لمعهد الدراسات الأمنية تحت عنوان “أكثر من مجرد دعاية: استعراض رسائل بوكو حرام العامة”، أن عددا كبيرا من رسائل بوكو حرام بين عامي 2010 و 2016 أصدرت تحذيرات وهددت بالعنف. والواقع أن التحذيرات والتهديدات تشكل الموضوع الثاني الأكثر شيوعاً لرسائل المجموعة من بين الرسائل ال 145 التي تمت دراستها. يقول محمود في بحثه: “نظراً لانتشار التحذيرات في رسائل بوكو حرام، وخصوصاً خلال الأحاديث الغاضبة الموسعة لقائدها )ابو بكر( شيكاو والتي يتهم فيها أساساً جميع المعارضين له، فقد يكون من الصعب التمييز بين التهديد الحقيقي والترهيب”. ويضيف” لكن القراءة المتأنية للوضع قد تحدد هدف بوكو حرام القادم، والذي من المرجح أن يؤدي إلى القيام بعمل ما عندما يرتبط بمظالم محددة والتصريح بها”. وأظهرت بوكو حرام هذه النزعة بشكل أكثر في تهديدها ضد المدارس. ففي كانون الثاني / يناير 2012، اشتكى شيكاو علناً من سوء المعاملة المزعومة للمدارس والطلاب المسلمين، وهدد بشن هجمات. ومرة أخرى، نفذت بوكو حرام تهديدها. ففي الفترة من يناير إلى أوائل مارس 2012، دمر المسلحون ما لا يقل عن 12 مدرسة في منطقة مايدوغوري في ولاية بورنو. وفي حوالي 20 فبراير 2012، تم اشعال النيران في المدارس الثلاث الأولى. وبعد ستة أيام، قالت بوكو حرام إن الهجمات كانت انتقاماً من هجمات الدولة على المدارس الإسلامية، وذلك وفقا لهيومن رايتس ووتش. وخلال الفترة من 26 الى 29 فبراير، أحرق المسلحون أربع مدارس على الأقل، وحرقوا بتاريخ 1 مارس خمسة مدارس اخرى. ويمكن أيضا رؤية العلاقات بين الرسائل والهجمات في هجوم بوكو حرام على وسائل الإعلام النيجيرية وصناعة النفط في البلاد. فعندما اشتكى القعقاع من أن وسائل الإعلام أعطت صورة سيئة عن بوكو حرام، قام المتمردون بقصف مكاتب صحيفة “ذا داي” في أبوجا وكادونا في أبريل 2012. وكان غضب بوكو حرام من الصحيفة ينبع من مقال عمره 10 سنوات حول مسابقة ملكة جمال العالم نشرته الصحيفة ووجد بعض المسلمين أنه من محض التجديف. وكانت قد وقعت احتجاجات سلمية بالفعل قبل المسابقة، ولكن المقال أدى إلى اشتباكات عنيفة بين المسيحيين والمسلمين وأسفر عن مقتل 250 شخصاً، وذلك وفقاً لهيومن رايتس ووتش. في نهاية المطاف، تم نقل مسابقة عام 2002، التي كان من المقرر أن تتم أصلاً في نيجيريا، إلى لندن. ولكن غضب بوكو حرام توج بالهجوم على الصحيفة بعد سنوات. بعد شهر من الهجوم على صحيفة “ذا داي”، أصدرت بوكو حرام شريط فيديو مدته 18 دقيقة صنف وسائل الإعلام النيجيرية إلى ثلاث مجموعات على أساس تصور الجماعة لتجاوزات وسائل الإعلام هذه. تم وضع صحيفة “ذا داي” وحدها في الفئة الأولى بسبب حادث مسابقة ملكة جمال العالم وغيرها من الجرائم المتصورة. وشملت الفئة الثانية عدة صحف ومحطة إذاعية. حيث قال المتحدث باسم الجماعة إنه سيتم مهاجمة هذه المحطات الاعلامية قريبا. وتضمنت الفئة الثالثة منظمات وسائط الإعلام التي قد تتعرض للهجوم إذا لم تكن حذرة، حيث تم إدراج المزيد من الصحف، وخدمة إذاعية دولية، وموقع على شبكة الإنترنت ضمن هذه الفئة. في يونيو 2014، فجر أحد الانتحاريين نفسه خارج مصفاة النفط في لاغوس. يقول محمود أن قرار مهاجمة المصفاة حتى الآن من قاعدة بوكو حرام قد يكون اعتداءاً على مصادر الثروة الحكومية وليس دليلاً على التظلم بشأن صناعة النفط. ولم يتبع ذلك هجمات مماثلة، ونادراً ما تم تكرار رسائل تتعلق بالنفط. ويضيف محمود قائلاً: وبدلا من أن ينبثق الهجوم من لا شيء، تم التنويه إليه في رسائل بوكو حرام في فبراير ومارس ومايو من ذلك العام [2014]، مما يدل على التزام الجماعة وقدرتها على التنفيذ حتى فيما يتعلق بتعهداتها التي اعتبرت غير واقعية في ذلك الوقت”. الرهائن والسجناء أكثر عمل معروف لبوكو حرام هو اختطاف 276 تلميذة في تشيبوك في عام 2014. ففي منتصف ليلة 14 أبريل، هاجم مسلحون مدرسة داخلية في تشيبوك، ولاية بورنو. واقتحم المتمردون صالات نوم التلميذات، وأجبروا الفتيات على الركوب في شاحنات وأخذوهن. قفزت بعض الفتيات على الشجيرات بينما أسرعت الشاحنات بعيدا، مما ترك 219 طفلة رهينة بين الجماعة. كان الرد على هذه الفظائع إدانة عالمية وهي تضارع تظلم طويل الأمد لبوكو حرام: الرغبة في الإفراج عن أعضائها المسجونين. تشكل المفاوضات والشروط الموضوع الثالث الأكثر تكرارًا في الرسائل التي يدرسها محمود، حيث يقول “على وجه التحديد، كان طلب الافراج عن جميع أعضاء بوكو حرام السجناء موضوعاً متكرراً في الرسائل”. في التوجه نحو عمليات الاختطاف في تشيبوك، أشار شيكاو إلى زوجات وأطفال المحتجزين ما لا يقل عن سبع مرات في عامي 2012 و 2013، واتهم المسؤولين الاتحاديين باختطاف أفراد أسر المتمردين. في عام 2012، قال المتحدث باسم القعقاع: “سنبدأ قريبا في اختطاف زوجات وأطفال جميع الناس الذين كان لهم أيدي في اعتقال زوجاتنا وأطفالنا”. في أكتوبر 2016، وبعد أشهر من المفاوضات، أطلقت بوكو حرام سراح 21 من فتيات تشيبوك مقابل الحصول على فدية نقدية، وذلك بحسب ما ذكرته صحيفة ديلي تروست. وفي مايو 2017، قام المتمردون بإطلاق سراح 82 فتاة أخرى مقابل إطلاق سراح خمسة من قادتها المسجونين. امتداد العنف، الانضمام إلى داعش نمت بوكو حرام كتمرد محلي بين الأعوام 2009 إلى 2012. وفي عام 2013، برزت الرغبة في التوسع في العمليات الإقليمية مع اختطاف أسرة فرنسية في الكاميرون، وكانت هذه أول غزوة للمتمردين عبر الحدود مع جار لنيجيريا. وقالت المجموعة ان عملية الاختطاف كانت رداً على اعتقال أعضاء بوكو حرام فى الكاميرون. ومنذ ذلك الوقت، ازدادت العمليات في الكاميرون في عام 2014. وبحلول أوائل عام 2015، كان شيكاو يهدد علناً رؤساء تشاد والنيجر أيضاً. يقول محمود، “تزامن ذلك مع أول عمليات عنيفة لبوكو حرام في كلا البلدين في فبراير 2015، مما يدل مرة أخرى على التقارب الوثيق بين رسائل وعمل الجماعة، كما يؤكد تمديد مجال حربها إلى منطقة بحيرة تشاد”. وكان هذا هو تقريباً الوقت الذي أعلنت فيه الجماعة المتمردة الولاء لداعش. وذكرت هيئة الاذاعة البريطانية (بى بى سى) أن موقع تويتر الجديد باللغة العربية يدعي انه المنفذ الرسمي لمجموعة اعلامية جديدة أطلقتها جماعة بوكو حرام تسمى “العروة الوثقة”. كان اعلان الولاء لداعش بداية تغييرات كبيرة في رسائل بوكو حرام. وحتى ذلك الحين، كانت الرسائل مرتبطة ارتباطاً وثيقاً بما تمر به المجموعة أو تنجزه. يقول إرنست أوغبوزور، وهو طالب دكتوراه نيجيري بجامعة جورج ماسون في الولايات المتحدة، إن أبحاثه تشير إلى ثلاث مراحل متميزة لرسائل بوكو حرام، بلغت ذروتها بإعلان الولاء لداعش. ركزت المرحلة الأولى، التي امتدت تقريباً من عام 2009 إلى عام 2012، على المظالم والتجنيد والانتقام. في عام 2009، قتلت القوات النيجيرية مؤسس الجماعة محمد يوسف، ودمرت المساجد، وعطلت برنامج إقراض القروض الصغيرة. يقول اوجبوزور، “الان لم يبقى للمجموعة أي شيء”، مضيفاً ان الرسائل سعت الى الحصول على تأييد شعبي لهذه المظالم. فترة بوكو حرام الأقوى كانت من عام 2013 إلى عام 2015، عندما قامت بالاستيلاء على الأراضي والاحتفاظ بها، وإلحاق النكسات بالقوات العسكرية. وركزت الرسائل في هذه الفترة على الثناء على الإنجازات الإقليمية والعسكرية. بحلول أواخر عام 2015 وحتى عام 2017، بدأت الاعتداءات العسكرية النيجيرية والإقليمية تترك أثراً على بوكو حرام. يقول أوجبوزور، “بدلاً من الإشادة بنفسها، تغيرت الرسالة إلى البحث عن أهمية”. ويضيف، “حدث هذا عندما أعلنت بوكو حرام الولاء للدولة الإسلامية”. الصدع بين الرسائل والجماعة في أغسطس 2016، انقسمت بوكو حرام إلى فصيلين: أحدها يقوده المتحدث الشرس باسمها، شيكاو؛ والآخر بقيادة أبو مصعب البرناوي، الذي اختارته داعش كزعيم للجماعة. وعلى الرغم من أن شيكاو تعهد بالولاء لتنظيم داعش في عام 2015، إلا أن الجماعة سرعان ما تعبت من إدارته للحرب ضد القوات الإقليمية وميله لاستهداف المدنيين. وانفصل فصيل بقيادة البرناوي. ومع هذا التغيير بدأت الاختلافات في الرسائل. أحرقت بوكو حرام الفصول الدراسية في هذه المدرسة في تشيبوك، نيجيريا، واختطفت 276 فتاة في أبريل 2014. وكالة الأنباء الفرنسية / جيتي إمجيز وقد ظهر شيكاو بشكل بارز في رسائل بوكو حرام. وبعد فترة وجيزة من إعلان الولاء لداعش، انتهى هذا الأمر. وبدأ فصيل البرناوي بإطلاق مجموعات من الصور من خلال وسائل التواصل الاجتماعي تسلط الضوء على الجوانب غير العسكرية لنضال الجماعة، مثل الحوكمة والعدالة والخدمات التي يمكن أن توفرها بوكو حرام كجزء من داعش. يقول محمود ان الانشقاق بين أيضاً أن فصيل البرناوي المنظم لداعش هو الفائز الواضح من حيث طول العمر المحتمل والقدرة على الفتك. إن جناح شيكاو يحاول فقط البقاء، لكنه لا يزال يستخدم شعارات داعش في الرسائل. توصيات للعمل يقول محمود أن هناك حاجة إلى مزيد من البحوث لمعرفة تأثير رسائل بوكو حرام على السكان المحليين. ويضيف انه من الممكن أن لا تكون رسائل بوكو حرام فعالة بشكل خاص محلياً. وإذا كان الأمر كذلك، فإن جهود مكافحة الرسائل قد لا تؤدي إلى نتيجة أيضاً. ومع ذلك، فإنه يقول،: “رسائل بوكو حرام توفر نافذة على جماعة تبقى بخلاف ذلك غامضة إلى حد كبير ومبهمة. ومن ثم يمكن للرسائل أن تعبر عن رؤى هامة تتجاوز مجرد تقديمها كأداة دعائية. وبالتالي يجب مراقبتها عن كثب “. ويقترح أن يقوم المراقبين بما يلي: •مواصلة البحث في تأثيرات رسائل بوكو حرام على السكان المحليين، مع التركيز على التجنيد. سيؤدي ذلك إلى وضع برامج أكثر فعالية للحد من هذا التأثير. •تحليل رسائل بوكو حرام لرؤية التغييرات في الانقسامات داخل الجماعة أو في تحديد أهداف جديدة. •الاستمرار في إحباط رسائل بوكو حرام عن طريق احتجاز خبراء وسائل الإعلام الخاصين بها أو إزالة تعليقاتها على وسائل الإعلام الاجتماعية. ويمكن لهذه التكتيكات أن تقلل من الرسائل أو أن تؤدي إلى توقف ممارسات معينة، مثل استخدام وسائل التواصل الاجتماعي. •الحد من العقوبات والوصم بالنسبة لأولئك الذين يشاهدون رسائل بوكو حرام للحيلولة دون تعزيز جاذبيتها. قد تظهر الخطابات الغاضبة الطويلة الجماعة كجماعة سلبية ومتقلبة. •تحقيق التوازن بين التغطية الصحفية الواقعية لرسائل بوكو حرام والحاجة إلى الحد من قدرة الجماعة على التواصل. ومن شأن المبادئ التوجيهية الحذرة للإعلام أن تحول دون تحول وسائل الإعلام إلى أداة دعائية للجماعة. يقول محمود، “إن الرسائل تقول الكثير عن استراتيجية الجماعة”. ويضيف، “إنها تسير جنباً الى جنب، لذلك من المهم أن ننظر حقا إلى هذه الجوانب لأنها يمكن أن تقول لنا الكثير عن الجماعة”.
التعليقات مغلقة.