نجم التنوير الأسود أقسام المجلةنظرة للوراء بواسطة ADF آخر تحديث مايو 11, 2018 شارك أسرة ايه دي اف في عام 1827، شرع الكسندر بوشكين أعظم شاعر روسي في كتابة أول أعماله النثرية وهي روايته التاريخية “زنجي بطرس الأكبر”، التي قص فيها حكاية جده أبرام بيتروفيتش هانيبال الذي ولد في أفريقيا وتحول من عبد إلى جندي ومهندس وعالم. لم يُكمل بوشكين روايته، وربما كان ذلك أفضل لأن حياة جده كانت حافلة بالأحداث حتى أن كتاب واحد لم يكن ليوفيها حقها. ولد هانيبال في البلد المعروفة الآن باسم الكاميرون في عام 1696، وكان اسمه عند ولادته أبرام، وكان ابن الأمير الصغير للمنطقة، وعندما بلغ السابعة من عمره اختطفته قبيلة مناوئة واستعبدته ثم قدمته هدية لسلطان القسطنطينية قبل أن يتملكه لاحقًا سفير روسي الذي بدوره أهدى الصبي الأسود الصغير إلى بلاط القيصر الروسي بطرس الأول. أحب القيصر شيئًا ما في هذا الصبي ما جعله يقيم على تعليمه، وحين كبر أبرام، قرر بطرس أن يصبح الصبي جنديًا في المستقبل. وحين بلغ أبرام من العمر 20 عامًا، بدأ تدريباته في باريس حيث درس العلوم العسكرية والرياضيات والهندسة، وبعد أربع سنوات التحق بأكاديمية المدفعية الفرنسية الجديدة، وحتى يحظى بأفضل خبرة هندسية مُمكنة، قاتل أبرام في سبيل فرنسا وحلفائها ضد إسبانيا في حرب التحالف الرباعي، وقد اعتقلته إسبانيا أثناء الحرب ثم أطلقت سراحه في عام 1722 أي بعد عامين من انتهاء الحرب. وأثناء عمله في فرنسا، سمى نفسه هانيبال، نسبة لهانيبال الفاتح، ونظرًا لتعليمه المتميز، فقد حظي بصداقة عدد من المثقفين الفرنسيين في ذلك العصر من أمثال الفيلسوف فولتير الذي وصف صديقه بأنه “نجم التنوير الأسود”. عاد هانيبال إلى روسيا في عام 1723 كمهني عسكري وخبير في الحصون، وتقلّد عدة مناصب عسكرية كمهندس ثم لاحقًا كمدرس رياضيات. توفي بطرس في عام 1725 ولم يكن خليفته يثق بالأجنبي المثقف في بلاطه، فنفى هانيبال إلى سيبيريا التي تبعد 4,000 ميل وذلك في عام 1727. وبعد ثلاث سنوات حصل هانيبال على عفو بسبب مهاراته الهندسية التي أظهرها في المنفى. وفي عام 1741، صارت إليزابيث ابنة القيصر بطرس هي الحاكم الجديد لروسيا وحظي هانيبال بمكانة جيدة في بلاطها، وأنجب 10 أولاد من زوجته التي تنتمي لأصول اسكندنافية وألمانية نبيلة. وفي نهاية المطاف حصل على رتبة لواء وتولى لعشر سنوات الإشراف على شؤون منطقة تشكل جزءاً من البلد المعروفة الآن باسم إستونيا. كما منحته الإمبراطورة إليزابيث عزبة في منطقة قريبة مع مئات من الخدم – الفلاحين الذين كانوا أحسن حالًا من الرقيق من أمثاله، ثم تقاعد ولازم عزبته في عام 1762، وتوفي اللواء المحبوب الذي كان يعرف باسم “السيد الأسود” عام 1781 عن عمر يناهز 85 سنة. لم ينس هانيبال أصله الأفريقي، فحينما طلب من الإمبراطورة إليزابيث نيل رتبة النبلاء، صمم شعار النبالة بنفسه وجعل في القلب منه صورة فيل كُتب تحته الحروف FVMMO. يعتقد باحثون أن هذه الحروف ترمز لعبارة لاتينية تعني “الحظ غير حياتي تغيرًا تامًا”.
التعليقات مغلقة.