مقا بلة تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث فبراير 15, 2018 شارك إبراز القوة لحماية دولة قائد قوة المونوسكو يقول أن التكنولوجيا ستساعد قوات حفظ السلام في التغلب على التحديات في جمهورية الكونغو الديمقراطية، بيد أنه هناك حاجة للتحسينات صور من المونوسكو يشغل الفريق ديريك مبويسلو مغويبي منذ عام 2016 منصب قائد قوة بعثة منظمة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية (المونوسكو) التي تعد أكبر بعثة لحفظ السلام تابعة للأمم المتحدة في العالم. ويتمتع الفريق الجنوب أفريقي بخبرة عسكرية تمتد لأكثر من 35 عامًا، وتقلد العديد من المناصب الرفيعة في قوات جنوب أفريقيا للدفاع الوطني، بما في ذلك منصبه الحالي كرئيس للعمليات المشتركة. وعمل من قبل مديرًا للقوات الخاصة ومدير التدريب والعمليات والسكرتير العسكري لوزارة الدفاع ومدير مشاة جيش جنوب أفريقيا، كما شغل في الفترة ما بين عامي 2004 و2006 منصب قائد قوة عملية الأمم المتحدة في بوروندي. وقد تحدّث إلى منبر الدفاع الأفريقي من مقر المونوسكو في كينشاسا. وقد تم تنقيح المقابلة التالية لتناسب هذه الصياغة. أيه دي إف: تواجه جمهورية الكونغو الديمقراطية تحديات فريدة بسبب مساحتها وجغرافيتها الوعرة وحقيقة أنها لا تملك سوى 2,250 كيلومترًا من الطرق المعبدة، فكيف عملت على التغلب على هذه التحديات الصعبة؟ الفريق مغويبي: لقد كنا على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية أو نحو ذلك، باعتبارنا قوة تابعة للمونوسكو، أكثر ثباتًا إذ كنا نتمركز في بعض المناطق المتوترة فنضع فيها قواعد لعمليات السرايا، ونمارس عملياتنا من تلك القواعد. ولكن بعد تخفيض أعداد القوة، نحن مطالبون بالعمل على نحو أكثر ذكاء إلى حد ما. لقد أوعز إلينا مجلس الأمن عبر الأمين العام أننا بحاجة إلى أن نتسم بالمرونة والتفنن. وتستلزم هذه المرونة في الوقت الحالي أن تتمكن القوات من الحصول على المعلومات باستخدام التكنولوجيا، وانطلاقًا من الوعي الميداني، فإنه لا ينبغي أن يقتصر ذلك على استخدام الطائرات بدون طيار، بل يلزمنا جمع المعلومات الاستخبارية والقدرة على رصد الموقع الجغرافي لأولئك الذين يتواصلون لغايات سيئة والتمكن من معرفة أماكن تآمرهم. وحتى نتسم بالمرونة والنشاط، فنحن بحاجة إلى عتاد جوي. ويتعين أن تمدنا المخابرات بالمعلومات في الوقت المناسب، ثم تنطلق عملياتنا القائمة على أسس استخباراتية باستخدام طائرات الهليكوبتر. وهذا يعني لزوم تدريب قواتك على القيام بعمليات على متن طائرات الهليكوبتر: الهبوط بالحبال والتطويق السريع والقدرة على البقاء لمدة 14 أو 15 يومًا دون إمدادات جديدة. ستحتاج أيضًا إلى أن تكون قادرًا على التواجد هناك وفعل ما يلزمك فعله بجهد أقل من السفر البري، ولهذا نتطلع إلى العتاد الجوي والتكنولوجيا وأي نوع مختلف من القوة. وبطبيعة الحال، فإن ذلك يستلزم تدريبًا وتوجهات. وستتحقق حماية المدنيين عبر إبراز القوة. أيه دي إف: في عام 2013، صارت المونوسكو أول بعثة حفظ سلام في العالم تستخدم الطائرات بدون طيار عندما تسلمت خمسة طائرات من فئة سيليكس أي اس فالكو الإيطالية. فهل ساهمت هذه الطائرات في تحقيقكم لمهمة حماية المدنيين؟ الفريق مغويبي: نعم أسهمت. فقبل كل شيء، هناك جماعات مسلحة مختلفة في الكونغو تعمل في المناطق النائية، توفر لك الطائرات بدون طيار الوقت والجهد والموارد للذهاب إلى أي مكان كان. إذ تستطيع الطائرات بدون طيار مسح البيئة والتقاط الصور، سواء في النهار أو الليل، ثم يمكنك فحص الجسم الذي تراه، هل هو قاعدة لمجموعة معادية مسلحة أم قاعدة للقوات المسلحة الحكومية؟ يمكنك التأكد من ذلك. وإذا حددت هل هم أشخاص مسلحون أو نساء وأطفال، فإن الطائرات بدون طيار تساعدك وتسهل عليك الاستهداف. وكذلك إذا قررت الذهاب إلى هناك، فأنت تعرف نوع القوة الذي تحتاج إلى استخدامها بناءً على تحليلك للهدف. أيه دي إف: أصبحت المونوسكو تمثل نوعًا مختلفًا من بعثات الأمم المتحدة في عام 2013 حين أنشأت لواء تدخل تابع للقوة من وحدة قوامها 3,000 جندي مخولة باستخدام القوة لتحييد الجماعات المعادية المسلحة. كيف استخدمتم لواء التدخل وإلى أي مدى ساعدكم في قتال مجموعات الميليشيا؟ وهل أدى الدور المنشود منه؟ الفريق مغويبي: هل أدى الدور المنشود منه؟ الجواب نعم ولا. أما نعم، فلأن هذا اللواء عندما تشكّل كان واضحًا تمامًا سيطرة جماعة 23 مارس المتمردة على غوما، وكان أفرادها يرتدون ملابس دفاعية واضحة تماما، ولا وجود للنساء ولا الأطفال، فكانوا بذلك عدوًا كلاسيكيًا يراه الجميع. لذلك كانت فكرة اللجوء للواء التدخل فكرة جيدة في التعامل مع حركة 23 مارس، فأبلوا بلاء حسنًا للغاية. فأدركوا منذ ذلك الحين أن الجماعات المسلحة المتبقية، لا سيما الجماعات الأجنبية، مثل [تحالف القوى الديموقراطية]، والقوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وجيش الرب للمقاومة، ليسوا إلا مزيج متنافر. فكانوا يرتدون الزي العسكري للقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، ويشركون أطفال ونساء في الجيش، كما كانوا يخالطون المجتمعات المختلفة، فإذا ما تأهبت لمهاجمتهم، يقومون في بعض الأحيان بتغيير ملابسهم ويدعون أنهم مزارعين عاديين، ولذلك كانت المعركة معهم معركة غير عادية، وهذا يتطلب بدوره تغيير توجهات لواء التدخل وثقافته ومعداته وتدريباته الأصلية تغيرًا تامًا. ومن هنا، أدركت هذا في عام 2016، عندما أصبحت قائدًا للقوة. فعدنا إلى الدول الأعضاء المساهمة في اللواء، وطلبنا منهم مراجعة ثقافة لواء التدخل وتدريباته ومعداته، وقلنا لهم: “هل أنتم على استعداد جدي للمشاركة في هذه الحرب غير التقليدية؟” وقد اتفقنا جميعًا على ضرورة القيام بشيء ما. ومن ثم بدأنا نبحث عن ثقافة مختلفة ومعدات مختلفة للتعامل مع ما يواجهنا. لهذا السبب قلت “نعم، نجحوا”، غير أنهم في الوقت الحالي صادفوا وضعًا غير متماثل، ونحن بحاجة إلى تحليل للتأكد من استغلال لواء التدخل على نحو فعال. أيه دي إف: خلال الفترة التي يغطيها التقرير الأخير، قال الأمين العام أن 85% من تنبيهات “الحماية المدنية” لاقت استجابات إما من المونوسكو أو القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية. فما معنى ذلك، وهل تعتبره كافياً؟ الفريق مغويبي: هناك تحد يتعلق بسلسلة الدفاع في البلدان المساهمة بقوات، وإذا كنت تسمي هذا حربًا، فإن حفظ السلام مهمة قادة الفصائل وقادة السرايا أكثر من غيرهم، وعليهم الاستجابة في الوقت المناسب بهذا المستوى. وهناك تحد آخر يتمثل في أن البعض لا يستجيب في أقرب وقت ممكن. وقد صممنا آلية لقياس فعاليتهم وأدائهم، فتقدم لنا تلك الآلية مثالًا يجعلنا نقول لقادة الكتائب: “أنتم تأخرتم هنا”. ونظرًا لاحتمالية تقليل أعداد القوات، نقول لهم إذا تبين تقصيركم، فإننا سنوصي بإعادة أي قائد كتيبة وقواته إلى بلادهم لأنهم غير فعالين ولا يؤدون ما يطلب منهم ولا يقومون برد الفعل المناسب. إننا نحاول تشجيعهم ومساعدتهم، لكننا نحاول أيضًا أن نوضح لهم أن عدم الاستجابة يترتب عليه عواقب، ولذلك فإنه بنسبة 70% إلى 80% لا ترضينا هذه النتائج؛ إذ يتعين أن نستجيب بنسبة 100% إن أمكن. نحن لا ندعي الكمال، لكننا نسعى لتحقيقه. أيه دي إف: هل ترون ضرورة تكرار نموذج لواء التدخل في بعثات حفظ السلام الأخرى؟ الفريق مغويبي: إذا نظرت إلى جنوب السودان، فإنهم تبنوا فكرة قوة حماية إقليمية قوامها 4,000 جندي، ما يعني أن الأمم المتحدة تتبع هذا النهج. إنه نموذج جيد لكن بعض الأشياء تحتاج للتنقيح. من بين هذه الأمور مسألة القيادة والتحكم والوحدة على مستوى القوة الأكبر للأمم المتحدة والتماسك الذي يلزم توافره هناك. يمثل هذا تحديًا كبيرًا لأنك تشعر بأن بعض القوات ترى هيكل قوة مثل لواء التدخل بمنظور مختلف، فيما ينظر لواء التدخل إلى الآخرين كما لو أنهم غير ملتزمين وغير مستعدين في الواقع للقيام بما يلزم القيام به. لذلك فإن هياكل القيادة والتحكم وعلاقات العمل، بحاجة إلى قيادة قوية، وهو ما يستلزم بطبيعة الحال تخطيط كيفية كتابة المهام وقواعد الارتباط. أنت بحاجة إلى بناء علاقات عمل مع كل من تخدمهم، لأنك سوف تجد لواء التدخل يعمل في مجال لواء آخر ويحتاج إلى دعم هذا اللواء، أما إذا كانت علاقات العمل غير متينة، مع عدم وضوح خطوط اتصالات القيادة والتحكم، فحينئذ سينطوي الدعم على بعض التحديات وهو ما قد يؤدي إلى خلل وظيفي. إن ترتيبات عملنا حساسة ومعقدة للغاية. أيه دي إف: لقد جددتم اتفاقية التعاون مع القوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية، فكيف تصفون التعاون بين قوات المونوسكو والقوات المسلحة لجمهورية الكونغو الديمقراطية؟ هل تحققت نجاحات؟ وهل هناك جوانب بحاجة للتحسّن؟ الفريق مغويبي: العملية ماضية في طريقها، ونحن في السنة الثالثة على ما يبدو لي، ففي بداية الأمر كانت العملية تخضع للمراجعة كل ستة أشهر، ولكننا رأينا أن ستة أشهر مدة قصيرة للغاية، لذلك جعلناها سنة. ونحن في الوقت الراهن ننظر إلى الإيجابيات والسلبيات. وفي رأيي أنها في معظمها تبلي بلاء حسنًا من حيث التخطيط المشترك والعمليات المشتركة والعمليات المنسقة. ولا بد أن تواجهك صعوبات بخصوص سياسة بذل العناية الواجبة لمراعاة حقوق الإنسان، إذ أنه بمجرد بدء العمل مع قوات غير تابعة للأمم المتحدة نحتاج للتأكد من أن القوات التي نعمل معها لا ولم تشارك في أي انتهاكات لحقوق الإنسان، فيما يشعر بعض القادة الميدانيون في القوات المسلحة بجمهورية الكونغو الديمقراطية على الأرض بنوع من التحرج من هذا الأمر، لكننا نحاول أن نوضح لهم أن هذا لا ينطبق عليهم وحدهم ولكن ينطبق علينا جميعًا، ويمكن أن يدخل ذلك تحت بند تعريفهم بسياسة بذل العناية الواجبة لمراعاة حقوق الإنسان وتدريبهم عليها، وهذا سييسر عملنا، كما أنه سيقلل من بعض انتهاكات حقوق الإنسان التي يرتكبها بعض قادتهم الصغار وأفرادهم في الواقع. بينما أتحدث معكم الآن، فنحن نخطط تخطيطًا مشتركًا. وهذا سيغطينا طوال الطريق من الحدود الشمالية لجمهورية الكونغو الديمقراطية المتاخمة لجمهورية أفريقيا الوسطى وجنوب السودان وأوغندا، وتتجه أقصى الجنوب إلى أوفيرا المتاخمة لبوروندي وتنزانيا. لذلك إذا نظرتم إلى تلك الجبهة الشرقية، فإننا نخطط تخطيطًا مشتركًا، وهو ما سيقودنا إلى تنفيذ عمليات مشتركة ومنسقة في الأشهر الثلاثة المقبلة، ولذا أرى أن هناك تحسّن. أيه دي إف: في أبريل 2017، طُلب منك البقاء لفترة ثانية في منصب قائد القوة، فإذا استشرفنا بقية مدة منصبك، فما أهم شيء في رأيك تستطيع أنت والمونوسكو القيام به لإرساء أسس لإحلال سلام دائم في جمهورية الكونغو الديمقراطية؟ الفريق مغويبي: في رأيي أن أهم شيء لجمهورية الكونغو الديمقراطية هو التوافق السياسي والحكم الرشيد، وإن الغرض من كل ما نقوم به هو محاولة خلق بيئة مواتية لذلك، ولن ننجح ما لم تتفق القيادة والشعب والمجتمع المدني على حاجتهم إلى الحكم الرشيد واحترام الشعب. أما أنا فأود أن ألمس جدية في تنفيذ إصلاحات القطاع الأمني، فأنت تقدم للناس المهارات اللازمة للقيام بالأشياء الصحيحة، ولكن إذا كان الاتجاه الذي يسلكونه على المستوى السياسي والاستراتيجي ليس اتجاهًا جيدًا أو السياسة التي يتبعونها غير جيدة، فإنك ستواجه عقبات طوال ما تبقى من حياتك. لذلك، فأنا على المستوى الشخصي، سأعمل عملًا دؤوبًا في سبيل تعزيز إصلاح القطاع الأمني والعمل الوثيق مع القطاع الأمني الكونغولي حتى يدركوا أنه لا خروج لهم من هذا المأزق إلا إذا تأملوا كيفية إدارتهم وكيفية حكمهم لقواتهم وإدارتها؛ بما في ذلك الرواتب ورعاية المرضى وتصحيح مسار من ينحرفون عن التوجه السياسي الجيد، بل ومعاقبتهم إذا استلزم الأمر حتى يكونوا عبرة للآخرين. هذا ما سأحاول فعله أثناء وجودي هنا. وفي نهاية المطاف نريد أن تتولى قوات الأمن في جمهورية الكونغو الديمقراطية القيام بذلك من تلقاء نفسها، دون الاستعانة بنا.
التعليقات مغلقة.