البنك الدولي
في تنزانيا، كان سكان قرية غيديواري البالغ عددهم 3,600 نسمة يعيشون حياة ذات مفارقات عجيبة، إذ كانوا يرتحلون لمسافة 8 كيلومترات يوميًا للحصول على الماء رغم أنهم يعيشون بجوار بحيرة جيديواري المالحة، ما يعني أن مياهها غير صالحة للشرب.
وتقول روزالي مارغوي، وهي زوجة وأم لثلاثة أطفال: “إن أولى مهامي الروتينية التي أقوم بها يوميًا في وقت مبكر جدًا من الصباح هي الذهاب إلى كنيسة داردا الكاثوليكية، التي تبعد 5 كيلومترات سيرًا على الأقدام، وإحضار وعاء ماء سعة 20 لتر والعودة به إلى المنزل، رغم أن الماء هناك غير نظيف أيضًا، ولكن لم يكن هناك خيار آخر.”
وبالنسبة لغير القادرين على مشي هذه المسافة إلى الكنيسة، فقد كان الخيار الوحيد المتاح أمامهم هو شراء ثلاث أوعية سعة 20 لتر من المياه بقيمة 1000 شلن (44 سنتًا). “وهو مبلغ كبير لينفق يوميًا هنا ” على حد قول مارغوي.
وقالت اليزابيث سفاري إحدى سكان القرية: “كان علينا الاهتمام بحدائقنا، ولكن حتى برغم مساعدة كافة أفراد الأسرة فإن الأمر في الأيام العادية كان يستغرق ما لا يقل عن أربع ساعات لجلب المياه للاستعمال المنزلي وللحيوانات، وفي بعض الأحيان كان يتحتم علينا تغييب الأطفال عن المدرسة أو تأخيرهم للمساعدة في إحضار المياه.”
وأخيرًا، جاء الغوث للقرويين في نوفمبر عام 2016 عندما دشن مشروع مياه بيريسيما، الممول من منظمة ووتر ميشن والبنك الدولي وصندوق تنمية بلدان الشمال الأوروبي. ينتمي هذا المشروع لمجموعة من الوحدات الريفية الرائدة التي تعمل في الوقت الراهن بمضخات تعمل بالطاقة الشمسية كحل مبتكر لحل مشكلة إمدادات المياه في المناطق الريفية في تنزانيا.
وكان للتحول إلى الطاقة الشمسية تأثيرًا ماليًا بالغًا على عمليات توفير المياه إلى المناطق الريفية. فإذا كانت الكهرباء والتقنيات التي تعمل بالديزل تشّكل عبئًا ماليًا، فإن الطاقة الشمسية يمكن اعتبارها دعمًا يمتد 20 عامًا للطاقة. وستتمتع القرية، بفضل الطاقة الشمسية، بطاقة مجانية طوال فترة الخطة المائية، مما يسمح لها بتوفير المدخرات لأعمال الصيانة والإصلاحات المستقبلية.
ويمكن لمضخة المياه، التي تعمل بالطاقة الشمسية لمدة 5-6 ساعات، أن تضخ 24,000 لتر ماء يوميًا. وقال جيسون اسوغو منسق المشروع: “إن المياه آمنة ونظيفة لأنها تعالج بالكلور”.