الدروس المستفادة تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث نوفمبر 16, 2017 شارك تفشي فيروس إيبولا كشف نقاط الضعف في النظم الصحية في قارة أفريقيا لكن المسؤولين عازمون على إصلاحها. أسرة عمل أيه دي إف أظهر تفشي التهاب السحايا في شمال غرب نيجيريا التقدم الذي تم إحرازه منذ أزمة مرض الإيبولا والعمل المتبقي. فبدءًا من ديسمبر/كانون الأول 2016، ظهر شكل شديد العدوى من التهاب السحايا النخاعي الدماغي في ولاية زامفارا. والتهاب السحايا هو مرض معدٍ بكتيري مميت سبب أورامًا بالعمود الفقري والدماغ. ينتشر هذا المرض عن طريق العطس والسعال وعن طريق تشارك أدوات المائدة. وهو مرض شائع في شمال نيجيريا، حيث يتركز في منطقة تُعرف باسم “حزام التهاب السحايا”. عامل بالصحة في ليبيريا يرش مطهرًا على سيارة إسعاف. رويترز تم تطعيم الكثير من سكان هذه المنطقة ضد بعض سلالات التهاب السحايا. ولكن كان هذا الوباء من السلالات غير الشائعة، وهو النوع C، ولم يكن متوفرًا لدى الحكومة ما يكفي من اللقاحات. وبحلول أبريل/نيسان 2017، كان قد تم الإبلاغ عن 9646 حالة في 43 منطقة حكومية محلية، وتوفي 839 شخصًا. وفي هذا السياق، قدم الدكتور تشيكو إيكويزو الرئيس التنفيذي للمركز النيجيري للسيطرة على الأمراض (CDC) تصريحًا إلى أيه دي إف يقول فيه: “لم تختلف الصعوبات كثيرًا عن وباء الإيبولا”. وتابع: “فلم نكتشف تفشي هذا الوباء بالسرعة اللازمة؛ ولم نؤكد الحالات بأسرع ما يمكننا. لذا، كان بإمكاننا الاستعداد بشكل أفضل، وبشكل خاص لالتهاب السحايا، وهو مرض يحدث كثيرًا في محيطنا”. لقد أحرزت نيجيريا تقدمًا بعد بدايتها البطيئة. فبدعمٍ من مركز السيطرة على الأمراض النيجيري، وجمعية الصليب الأحمر النيجيري، ومنظمة الصحة العالمية (WHO) ومنظمات أخرى، أطلقت البلاد “فريقها الخاص بالسيطرة على تفشي الوباء”. وقام مسؤولو الصحة العامة بصرف 500000 لقاحٍ تبرعت بها مجموعة التنسيق الدولية المعنية بتوفير اللقاح وطلبوا المساعدة من الحكومة البريطانية التي تبرعت بـ 800000 جرعة. وقد سافر اثنان وستون فريقًا طبيًا إلى المناطق الأكثر تضررًا من الوباء، يضم كل فريق أطباء وممرضين/ممرضات وعلماء مختبرات. وقد تم أخذ عينات من الحالات المشتبه في إصابتها واختبار هذه العينات في الميدان أو إرسالها إلى المختبرات. وبحلول أواخر شهر أبريل/نيسان، كان عدد الحالات في انخفاضٍ مستمر، وبدأ العاملون في الصحة في بذل جهودٍ حثيثة من بابٍ إلى آخر لتحديد أي شخص لا يزال بحاجة إلى المساعدة. كما تبث الإذاعة معلومات صحية يتم تشغيلها عبر الموجات الهوائية. وقد تلقت فئات سكانية معرضة للخطر – مثل السجناء – اللقاحات. وأضاف إيكويزو: “نحن نتعلم الكثير، ويوجد الآن على الأقل فهمٌ حقيقي وقبولٌ بأنه يتعين علينا الاستثمار في تلك الأنظمة. وهذا أمر لا يمكنك القيام به في خضم تفشي الوباء. فيجب أن تنفذ ذلك قبل تفشي الوباء.” التحلي بالمبادرة والاستباقية هو ما تهدف إليه القارة في أعقاب وباء الإيبولا. وهو الذي أدى لإنشاء المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها (Africa CDC) – وهي المؤسسة الصحية على مستوى القارة – كما تستثمر البلدان بشكلٍ كبير في السيطرة على الأمراض والاستجابة لها. يقول إيكويزو: “لقد تمت قيادة الكثير من أمور الصحة العامة في نيجيريا وعلى مستوى القارة السمراء من خلال برامج خاصة بالأمراض مثل، البرامج الخاصة بفيروس نقص المناعة البشرية والملاريا والسل”. ويضيف: “وأعتقد أن هذا الأمر جاء متأخرًا، ولكن أن تأتي متأخرًا خير من ألا تأتي أبدًا، فقد أدركنا أننا بحاجة إلى وضع منهجٍ شامل لجميع المخاطر يهدف إلى الوقاية من المرض المعدي واكتشافه والاستجابة له”. المراقبة السرعة هي عدو أي وباء. فالأمراض تنتقل بمعدلات مختلفة ولكنها تميل إلى اتباع أنماط محددة. فعلى سبيل المثال، تستخدم منظمة الصحة العالمية نموذجًا يوضح أن تفشي بعض الأمراض يبدأ في الوصول إلى الزخم بحلول اليوم العاشر ويصل إلى ذروته في اليوم الحادي والعشرين. كلما أسرع مسؤولو الصحة العامة بالاستجابة واتخاذ رد فعل، كانت فرصهم أفضل. وهذا هو الموضع الذي يجب أن تتم فيه المراقبة. فيجب على النظم – المنوطة بالإبلاغ عن تفشي الأوبئة – أن تعمل على الوصول إلى كل مكانٍ بالبلد وأن تتيح للأشخاص العاملين في عيادات نائية نقل المعلومات إلى الحكومة المركزية. عامل كونغولي بالصحة يقوم بتجهيز لقاح للحمى الصفراء. رويترز يتوافر لدى نيجيريا نظامٌ متكامل لمراقبة الأمراض، وهو يهدف إلى نقل المعلومات الخاصة بالأمراض من مستوى الحكومة المحلية إلى مستوى حكومة الولاية ثم إلى الحكومة الفيدرالية. ولكن هذا النظام يعتمد بشكل كبير على المستندات الورقية ويتطلب التحديث. وفي هذا السياق قال إيكويزو إن البلاد تقوم الآن على إعداد نظام إلكتروني يتيح الإبلاغ في الوقت الفعلي، وأن المشروع مكتمل الآن بنسبة 40 بالمائة تقريبًا. وبالإضافة إلى الشبكة الرسمية للمركز النيجيري للسيطرة على الأمراض، يضم المركز أيضًا مركزًا للاتصالات يمكن من خلاله للأفراد الإبلاغ عن الحوادث الصحية الخطيرة. ويقول إيكويزو: “نحن لم نصل إلى تلك المرحلة بعد، ولكننا نعمل الآن على الإصلاح من أسفل الهرم إلى قمته؛ بدءًا من المرافق الصحية إلى الحكومة المحلية”. ويضيف: “وهذا سوف يمكننا حقًا من الاستجابة بشكل أسرع مما يمكننا القيام به في الوقت الراهن”. تعمل بلدان أخرى في الوقت الراهن على القيام بعملٍ مماثل. حيث تعمل سيراليون على وضع نظامٍ لتجميع البيانات في الوقت الفعلي عبر مراكز عمليات الطوارئ التابعة لها. كما يتوفر لديها أيضًا شبكة للمراقبة القائمة على أحداث المجتمع، حيث يكون فيها المتطوعون مدربين على الإبلاغ عن علامات المرض. وفي هذا الصدد، يقول الدكتور فوداي دافاي، مدير مركز الوقاية من الأمراض والسيطرة عليها في سيراليون: “لم يعد التركيز منصبًا على وباء الإيبولا وحده، ولكن على أمراضٍ أخرى – حيث يعمل مواطنو سيراليون على وضع أنظمة لتتبع الأمراض في كل مكان بالبلاد، وقد ولَّد مرض الإيبولا شعورًا بالإلحاحية والحاجة لبذل جهودٍ منسقة وتدفق المزيد من المعلومات المتوفرة”. يمول البنك الدولي مشروعًا إقليميًا لتعزيز أنظمة مراقبة الأمراض (REDISSE) يهدف إلى تحسين مراقبة الأمراض وفحصها والاستجابة لها في جميع الدول الخمس عشرة في الجماعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا. المختبرات يُعدّ تحديد الأمراض بشكل صحيح عن الاختبارات المعملية أمرًا شديد الأهمية. حيث أظهر تفشي التهاب السحايا في نيجيريا أن السلالات أو الأشكال المتغيرة غير المعتادة يمكن أن تسبب مشكلات، حتى عند التعامل مع أمراض معروفة. لكن في كثير من الأحيان تكون المختبرات بعيدة للغاية عن مكان تفشي الوباء وتعاني من نقص في الموارد. بدت هذه الحقيقة بشكل خاص في منطقة أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى، حيث لا يوجد سوى 34 مختبرًا معتمدًا خارج جنوب أفريقيا. ومعظم دول المنطقة – 37 دولة من أصل 49 دولة – لا يتوفر بها مختبرات معتمدة، وذلك طبقًا لما ورد في مقالة تم نشرها في عام 2014 في دورية American Journal of Clinical Pathology. هذا النقص في المختبرات يؤدي إلى كثرة التشخيص الخاطئ للأمراض. تعتمد أقل من 30 بالمائة من القرارات الطبية في أفريقيا على تشخيصات دقيقة. وعلى العكس، فهذه النسبة تصل إلى 70 بالمائة في الولايات المتحدة. وفي هذا السياق، يقول إيكويزو: “لقد أعلنت صراحةً أن هذه هي أضعف حلقة لدينا في ذلك الوقت”. ويضيف: “فالمراقبة بشكل كامل تتوقف على توافر بنية تحتية متينة للمختبرات المعملية للتحقق من الأمراض. يمكنك إجراء تشخيص سريري، لكن لا يمكنك حقًا التأكد من ماهية المرض بدون تشخيص معملي”. يعمل المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها في الوقت الراهن على تقوية شبكات المختبرات هذه وأطلق عليها اسم “مركز تنسيق إقليمي” في كل منطقة من المناطق الخمس بالقارة السمراء. وعند ظهور العديد من الحالات المرضية المشبوهة ويكون التشخيص غير مؤكد، سوف يتدخل مركز التنسيق للعثور على أفضل المختبرات لإجراء اختبار، مع وضع الخبرة والمسافة في عين الاعتبار. وسوف يضمن المركز تجميع العينات وإرسالها إلى المختبر ورجوع النتائج سريعًا إلى مسؤول الصحة العامة المعني. عاملون بالصحة في سيراليون ينقلون جثمان أحد الضحايا المشتبه في إصابته بالإيبولا. رويترز المجتمع لقد كان من بين النقاط المضيئة في الاستجابة لمرض إيبولا كان نجاح المتطوعين في الأماكن المصابة بالمرض في التنظيم للقيام بأعمال طبية مهمة. ويشمل ذلك تحديد الحالات، وتتبع مخالطي المرضى، ونشر المعلومات الصحية المهمة وفرض الحجر الصحي. والآن وبعد القضاء على الوباء، يريد مسؤولو الصحة العامة الاستفادة من هذه الجهود المجتمعية وتشجيعهم على الاستمرار فيها في المستقبل. وفي هذا السياق يقول الدكتور جون نكنغاسونغ مدير المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها: “هناك مقولة تؤكد أن ما يحدث في المجتمع، يمتد إلى الوطن”. وأضاف: “نحن نخطط للتركيز بشكل أكبر على وضع برامج رعاية صحية مجتمعية وتعزيزها”. لإحداث تقدم في هذا الشأن، يقدم المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها المساعدة في إنشاء الهيئة الأفريقية للصحة العامةAfrica) Public Health Corps) لتدريب المواطنين العاديين وتمكينهم. وتتضمن جوانب هذه الوحدة “قوات متطوعة للاستجابة السريعة”، وبرنامجًا خاصًا بعلم الأوبئة الميداني، والتدريب على نظم المعلومات ومهارات أخرى مهمة. ويأمل المسؤولون أن يكون المواطنون هم خط دفاعهم الأول ضد انتشار الأمراض وأيضًا ضد الأعراف الثقافية والشائعات الضارة التي تقوض أعمال الصحة العامة. وأدرف نكنغاسونغ: “نحن نعلم أنه إذا أخفق المجتمع في ذلك، فسوف تصبح جهودنا شديدة الصعوبة”. الخطط أظهر تفشي وباء إيبولا أنه – في العديد من البلدان – لم يكن هناك أي خطط للاستجابة لتفشي الأوبئة أو حتى وجود خطط مكتوبة ولم يتم تنفيذها. فعلى سبيل المثال، أفاد ضباط بالجيش الليبيري بأن التسلسل القيادي خلال تفشي الوباء لم يكن واضحًا، ولم يكن الجنود مدربين بشكل ملائم لتنفيذ مهامٍ مثل، فرض الحجر الصحي. يريد المركز الأفريقي للسيطرة على الأمراض والوقاية منها تغيير ذلك. حيث يبدأ المركز في الوقت الحالي العمل مع حكوماتٍ في جميع أنحاء القارة لتحديث خطط الاستجابة لديها حتى يمكنها ممارستها بانتظام على الصعيدين الوطني والإقليمي. وتلعب جميع الجيوش العسكرية المشتركة دورًا رئيسيًا في هذه الممارسات. ويقول هنا نكنغاسونغ: “نريد أن نضمن مشاركة جميع وزارات الدفاع بالكامل”. ويضيف: “وذلك حتى يمكنهم في أوقات الأزمات هذه التدخل والمساعدة بتقديم دعمٍ لوجستي وإنشاء مراكز علاجية سريعًا”. محاربة الخوف بالحقائق يزداد تفشي الأمراض من خلال الخوف والتضليل. ويعد التواصل الفعال هو أفضل طريقة لضمان أن المدنيين يمكنهم حماية أنفسهم ومساعدة مسؤولي الصحة والمتخصصين الأمنيين على القيام بأنشطة الاستجابة للأمراض. وتقدم منظمة الصحة العالمية دليلاً إرشاديًا تم اختباره ميدانيًا وهو خاصٌ بالتواصل مع الجمهور أثناء حدوث الأزمات الصحية: اكتساب الثقة: المبدأ الرئيسي الذي يجب اتباعه أثناء تفشي الأوبئة هو التواصل بطرق تبني الثقة بين الجمهور والسلطات الحكومية أو تحافظ عليها أو تستعيدها. ومن دون هذه الثقة، لن يصدق الجمهور المعلومات الصحية التي يتم نشرها عليهم أو يعيرونها اهتمامًا وينفذونها. التحلي بالمبادرة: يعد التواصل حول المخاطر الصحية القائمة أو المحتملة أمرًا بالغ الأهمية. فالإبلاغ مبكرًا – حتى مع عدم توفر معلومات كاملة – يمنع انتشار الشائعات والمعلومات المغلوطة والمضللة. وكلما زادت فترة حجب المسؤولين للمعلومات، ازدادت المخاوف عند انكشاف المعلومات، لاسيما إذا تم كشفها بواسطة مصدر خارجي. فالإعلان المتأخر من شأنه أن يضعف الثقة في قدرة السلطات الصحية العامة على إدارة تفشي الوباء. التمتع بالشفافية: إن الحفاظ على ثقة الجمهور أثناء فترة تفشي الوباء يستلزم الشفافية، ويشمل ذلك توفير معلومات كاملة في الوقت المناسب عن مخاطر المرض وطريقة التعامل معه. ويجب الإعلان عن التطورات الجديدة أولاً بأول. ويجب أن يتحلى القائمون على إدارة تفشي الوباء بالشفافية مع الجمهور والمنظمات الشريكة. ويساعد ذلك في تجميع المعلومات وتقييم المخاطر واتخاذ القرارات. الاستماع: من المهم للغاية أن يفهم الجميع مدى إدراك الجمهور للمخاطر وتصوره لها وأن يستوعبوا أيضًا وجهات نظر الجمهور ومخاوفه. فمن دون معرفة آراء الجمهور وممارساتهم أو مدى فهمهم للخطر، لا يمكن اتخاذ قرارات ضرورية وتغيير السلوكيات. التخطيط: يعد التواصل مع الجمهور أثناء تفشي الأوبئة تحديًا هائلاً ويتطلب التخطيط الصحيح. حيث يعد التخطيط نفسه من المبادئ المهمة، لكن يجب أن تتم ترجمته إلى أفعال.
التعليقات مغلقة.