المقال والصور لوكالة الأنباء الفرنسية
مخترع غاني وزعيم كنيسة بدأ محاولة صنع أجهزة تلفزيون يمكن التحكم فيها بالصوت، يطلبان من شركات السيارات العملاقة في العالم أن تفسح المجال لمنتج جديد. حقق كوادوو سافو كانتانكا- الملقب “بالرسول” لأنه يدير أيضاً شبكة من الكنائس- حلمه في تطوير وتسويق سيارات “صُنعت في غانا”.
قال كوادو سافو الإبن، وهو واحد من أبناء المخترع، “إن المشروع قيد الإنجاز منذ عام 1971. بدأ مع والدي، واستغرق زمناً طويلاً”.
لقد دفعت السيارات ذات الدفع الرباعي والشاحنات الصغيرة التي صنعها كانتانكا الغانيين إلى الحديث عنها في وسائل التواصل الاجتماعي، وهذا جزئياً بفضل حملة إعلانات استعانت بنجوم السينما والموسيقي المحليين. يتراوح السعر الرسمي للسيارة بين 18000 إلى 35000 دولار، وهو خارج قدرة معظم الناس في غانا. ولكن يُتوقع أن تُعرض النسخة الأرخص للبيع في عام 2016.
تدخل السيارات المحلية الصنع سوقاً صعبة، في منافسة مع الماركات التجارية الراسخة في بلد يستورد نحو 12000 سيارة جديدة و100000 مستعملة كل سنة. غير أن ابن المخترع، وهو المدير التنفيذي لمجموعة كانتانكا، واثق من أن الطلب موجود وأن باستطاعة الشركة أن تصمد في وجه المنافسة.
دأب الرئيس الغاني جون دراماني ماهاما على دفع مواطنيه إلى شراء السلع المحلية لتعزيز اقتصاد متعثر نتيجة التضخم، وتخفيض قيمة العملة والديون الكبيرة المتراكمة على القطاع العام.
وفي عام 2014، استعرض زوجاً من الأحذية الغانية الصنع خلال خطابه السنوي عن حالة البلاد وانتقد عدم تقدير السلع المحلية الصنع والاعتماد المفرط على الواردات.
وأشار إلى أنه تم إنفاق 5,1 مليار دولار بالعملة الصعبة على مواد مثل الأرز، والسكر، وزيت الطهي، والطماطم والأسماك ذ وكلها أموال “كان يمكن أن تدخل في جيوب رجال الأعمال الغانيين”.
بالنسبة لكانتانكا، فإنه يستورد بعض المكونات الرئيسية مثل الزجاج، والإطارات والمكابح. ولكن السوق المحلية عنصر رئيسي لسيارات كانتانكا، التي تحمل شبكة الرادياتير بها شعار النجمة الخماسية لغانا.
تُستخدم أخشاب من الغابات الغانية في صنع لوحات المعلومات أمام قائد السيارة، وتُصنع المقاعد الجلدية ذات اللون الكريم في بعض السيارات في كوماسي، ثاني أكبر مدينة تجارية في البلاد.
يصر ابن كانتانكا على وصف سياراتهم بأنها فريدة حيث حصلت كلها على تصديق بالسلامة من جانب سلطة ترخيص السيارات في غانا. وشعار صُنع في غانا يعني، كما قال، أنه “إذا صادفتك أي مشاكل مع السيارة، لن تضطر إلى استيراد قطع الغيار من الهند أو الصين أو أمريكا. فجميع القطع موجودة هنا، ولدينا خدمة صيانة على مدار الساعة”.
في أوائل عام 2015، تلقت شرطة غانا إحدى الشاحنات الصغيرة، مما يمهد الطريق على الأرجح أمام تقديم جهات حكومية أخرى طلبات لشراء هذه السيارات.