أفريقيا جزء من استراتيجية داعش العالمية تحت المجهر بواسطة ADF في أبريل 6, 2016 شارك القارة في محور سعي ثلاثي الجبهات للجهاد العالمي يمضي تنظيم داعش قدماً في خططه الرامية إلى إقامة خلافة إسلامية حول العالم على ثلاث جبهات متزامنة. تقول هارلين غامبهير، محللة مكافحة الإرهاب في معهد دراسة الحرب، تخيل استراتيجية منظمة في حلقات متحدة المركز. الأولى، يقاتل التنظيم من أجل السيطرة على الأراضي وتوسيعها في العراق وسوريا. بعد ذلك يؤجج الاضطراب ويعزز شركاءه فيما تصفه بـ”الخارج القريب” للشرق الأوسط وشمال أفريقيا الأوسع. وأخيراً، يخطط مسلحو داعش لشن هجمات في “الخارج البعيد” في الغرب، استراليا وجنوب شرق آسيا. كتبت غامبهير في “استراتيجية داعش العالمية: لعبة حرب”، تقول، “إن داعش تكتسب نفوذاً في مناطق الاضطراب والنزاع عن طريق مضاعفة الانشقاقات القائمة في الدول والمجتمعات. ويضطر خصوم داعش، من ثم، إلى التصدي لوجود التنظيم على الأرض في العراق وسوريا فضلاً عن قدرته على التوسع والتجنيد من أنحاء العالم. وهي مهمة كبرى تنطوي على مساع متماسكة، وإن كانت مشتتة جغرافيا، يتم تنسيقها على الأرجح مع حلفاء متعددين”. تعتبر داعش مركز خطتها في العراق وسوريا. ولهذا السبب أطلقت الجماعة على نفسها اسم الدولة الإسلامية في العراق والشام. ومن الدول الأخرى في هذه الحلقة الداخلية الأردن، ولبنان وإسرائيل. وللتحرك خارجياً، تعمل داعش في حلقة الخارج القريب، التي تضم بقية الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وتمتد بعيداً إلى شرق أفغانستان وباكستان، كما تقول غامبهير. جاء التوسع في هذه المناطق فيما أعلنت داعش عمليات متفرقة بإنشاء “ولايات” أو مناطق محكومة. واعتباراً من أيلول/ سبتمبر 2015، ادعت داعش إقامة ولايات في الجزائر وسيناء المصرية وليبيا. لم تكن العملية التي جلبت جماعة بوكو حرام المتمركزة في نيجيريا إلى فلك داعش عادية. فعادة، كما قالت غامبهير، تعلن داعش عن إنشاء ولاية بعد أن تكون جماعة ما قد “اصطفت تحت قائد واحد”، الذي يتواصل بعدها مع داعش بخطة عمليات لمنطقة الجماعة. هنا فقط تعتمدها داعش وتعلن عن انتساب الجماعة لها. وقالت إن بوكو حرم” اندفعت” نحو تطوير العلاقة عندما أعلنت ولاءها لداعش وأعلنت نفسها ولاية التنظيم في غرب أفريقيا في آذار/ مارس 2015. والآن تُعرف بوكو حرام بولاية غرب أفريقيا. وتؤكد غامبهير، المتخصصة في استراتيجية وعمليات داعش حول العالم، أن الخارج القريب، الذي يضم شمال أفريقيا، من المرجح أن يكون المكان الذي ستقوم فيه داعش “بمفاجأة استراتيجية” ضد القوات المناوئة لها. ويرجح أن يتم هذا الهجوم في ليبيا، حيث داعش في أقوى حالاتها. ويسيطر مسلحوها فعلاً على أراض بمحاذاة الساحل الأوسط ويفرضون أحكام الشريعة الإسلامية ويديرون معسكرات تدريب. وقالت إن من المرجح أن تشن داعش في أوائل عام 2016 هجوماً ضد موارد النفط الليبية. يتجاوز العنصر الثالث لخطة داعش العالمية المناطق التي لها وجود نشط فيها ومنظمات منتسبة إليها. ويضم هذا الذي يُسمى الخارج البعيد سائر أنحاء العالم، لا سيما آسيا، وأوروبا والولايات المتحدة. كتبت غامبهير تقول، “من بين تلك المناطق، تركز داعش بصورة أكثر من غيرها على أوروبا، التي تضم عدداً كبيراً من السكان المسلمين وقريبة مادياً من المساعي الرئيسية لداعش على نحو أكثر من آسيا أو الأمريكيتين”. تريد داعش الدفاع عن الأراضي في الداخل والخارج القريب بينما تواصل أعمال الإرهاب في الخارج البعيد على أمل “تشجيع ودعم الهجمات الإرهابية في العالم الغربي”. وتأمل داعش بذلك، كما كتبت غامبهير، في أن تعادي الحكومات الغربية المسلمين، وتدفعهم من ثم نحو اعتناق الخلافة الإسلامية. وتستهدف كل هذه الأعمال التحريض على حرب عالمية رهيبة. هل أفريقيا أرض الفرصة بالنسبة لداعش؟ قال مايكل هوروفيتز، كبير المحليين في شركة ماكس سيكيوريتي سوليوشنز لاستشارات الأخطار الجيوبوليتيكية، للطبعة الأوروبية من مجلة نيوزويك بأن داعش تركز تركيزاً كبيراً على أفريقيا. قال هوروفيتز في نيسان/ إبريل 2015، “لقد كان واحداً من الأهداف الاستراتيجية لداعش منذ البداية لأن مشكلة داعش أنها في حاجة إلى تصدير هذه الصورة التي تبين أنها آخذة في التوسع. وتمثل أفريقيا فرصة لأنها تضم الكثير من الدول غير المستقرة، وجماعات قائمة انحرفت بعيداً عن تنظيم القاعدة”. أحد الضحايا يُنقل على نقالة عقب هجوم إرهابي في آذار/ مارس 2015 عند متحف باردو الوطني في تونس العاصمة. أسوشييتد برس وأضاف، “أنهم يريدون مواصلة التوسع، يريدون حماية مكاسبهم. إن ما يقولونه هو أنهم يجعلون أفريقيا مكاناً للجهاديين. يريدون أن ينقلوا إلى الجهاديين أن أفريقيا هي سوريا الجديدة، والعراق الجديد. هذا ما دأبوا على عمله في ليبيا لفترة من الوقت”. قالت غامبهير لمجلة أيه دي إف أن داعش تقول الآن للمجندين إنهم إذا عجزوا عن الوصول إلى العراق وسوريا، يجب أن يهاجروا إلى ليبيا ودول أفريقية أخرى. والحقيقة أنه بالنظر إلى أن داعش لديها فروع في شمال أفريقيا تعمل الآن عسكرياً، فإن هذا يوسّع احتمالات انخراط مجندين جدد، لا سيما أولئك القادمين من أفريقيا. وقالت، “أعتقد أن تجنيد المقاتلين سوف يكون على مسار تصاعدي بالنسبة لداعش في أفريقيا لمجرد أن لديها الآن عمليات عسكرية تتطلب مقاتلين من خارج العراق وسوريا”. تجنيد داعش في أفريقيا بدأت تتبلور بالفعل إمكانية ضم مجندين جدد. ففي حزيران/ يونيو 2015، غادر ما لا يقل عن 12 طالباً من جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا في الخرطوم، بالسودان متوجهين إلى تركيا في طريقهم إلى سوريا. ويُعتبر الطلبة – وهم مواطنون من كندا، والمملكة المتحدة والولايات المتحدة – اختيارات مجزية بالنسبة لداعش لأنهم على مستوى عال من التعليم، ولا يحتاجون إلى المال، ويحملون جوازات سفر أجنبية، كما جاء في مقال بصحيفة ذا ناشونال إنترست في آب/ أغسطس 2015. جاء في المقال، “أن تجنيد ’مقاتلين أجانب‘، كما يسمون، كان واحداً من مفاتيح النجاح الكثيرة لداعش. كما أنه أمر تتباهى به الجماعة لأن قادتها يعتقدون أنه يمثل إهانة كبرى للحكومات الغربية إذا كان مواطنوهم، الذين يُفترض أنهم يعيشون حياة رغدة في الغرب، يخاطرون بكل شيء من أجل القتال مع داعش في سوريا والعراق. كما تستخدم قيادة داعش المقاتلين الأجانب كدليل على أن خلافتهم المزعومة بديل صالح للفكر الغربي”. ربما غادر أكثر من 5600 شخص دولاً أفريقية للقتال في العراق أو سوريا، طبقاً لتقرير صدر في كانون الثاني/ يناير 2015 عن المركز الدولي لدراسة التطرف والعنف السياسي. ويمثل هذا الإجمالي أكثر من 25 بالمائة من المجموع العالمي. جاء معظم المقاتلين الأجانب الذين غادروا القارة الأفريقية متوجهين إلى العراق أو سوريا، من شمال أفريقيا. وغادر عدد أصغر من المقاتلين دولاً أفريقية أخرى مثل تشاد، وساحل العاج، وإريتريا وموريتانيا، طبقاً لتقرير صدر في حزيران/ يونيو 2014 تحت عنوان “المقاتلون الأجانب في سوريا”، نشرته مجموعة صوفان. وذكرت تقارير إخبارية في آب/ أغسطس 2015، أن داعش جنّدت نحو 10 أشخاص من غانا. بدأت داعش، وهي ترى أدلة على أن بعض فئات جماعة الشباب بدأت تميل إليها، في بذل جهد لتجنيد صوماليين. وشملت هذه المحاولة فيديوهات موجهة إلى “المجاهدين” الصوماليين، ومنبراً إعلامياً لإنتاج مواد باللغة الصومالية. ماذا يمكن أن تفعله الأمم الأفريقية؟ لن يكون من السهولة بمكان التصدي لداعش في أفريقيا. ففي ليبيا تعقّد الأمر بعدم وجود جيش موحد أو حكومة موحدة بها. وتمكنت داعش من الاستفادة من الفوضى هناك في إنشاء ملاذات آمنة. والبلدان الأخرى، مثل نيجيريا والصومال، مشغولة بما يكفي في محاربة حركات التمرد المحلية مثل بوكو حرام والشباب، على التوالي. أعضاء ميليشيا تعهدوا بالولاء لداعش يقودون سيارة على طريق في درنه بشرقي ليبيا.رويترز حققت المغرب بعض النجاح في السنة الماضية، حيث أغارت بانتظام على الخلايا الإرهابية المرتبطة بداعش. وفي حزيران/ يونيو 2015، قال المكتب المركزي للتحقيقات القضائية، الذي تم تأسيسه في البلاد في نفس السنة كجزء من تعزيز المملكة للحرب ضد التطرف، بمداهمة خلية إرهابية من سبعة أفراد على علاقة بتنظيم داعش. وقالت الحكومة إن المجموعة كانت تنوي اختطاف سياح وقتلهم في منتجعات ساحلية، حسب ما أوردته صحيفة ديلي ميل. قالت غامبهير إن دولاً مثل الجزائر، والمغرب وتونس سوف تحتاج لمواصلة تفكيك الشبكات الإرهابية في محاولتها منع هجوم رئيسي. فإذا تمكن هجوم إرهابي كبير من الوقوع، مثلما حدث في تونس عندما قتل مسلح 38 وجرح 40 آخرين في منتجع بالقرب من سوسه، سيتعين على السلطات إدارة رد فعل وطني لمنع داعش من استخدام الهجوم في زعزعة استقرار البلاد. قالت غامبهير إن داعش منظمة ذات خطاب تدميري. فهي تسعى إلى إثارة الفوضى، والحرب في النهاية، مع أولئك الذين لا يمثلون جزءاً من الخلافة التي نصبتها لنفسها. ورغم أن العمل العسكري قد يبدو في صالح المتطرفين، فإن التقاعس يعطي داعش سبباً لادعاء النصر. وأضافت، ” أنني أعتقد بدلاً من ذلك، أن ما نحتاج عمله من منظور الخطاب هو التنافس، من أجل بلورة خطاب يتحدى داعش بالفعل من حيث ما تقول إنها تفعله. تقول إنها أقامت دولة؛ ويجب أن نقوم بحملة لنشر خطاب يركز على إثبات أن داعش لم تفعل ذلك… يجب علينا أن نصيغ خطاباً يمكن أن ينافس خطاب داعش”.
التعليقات مغلقة.