أسرة أيه دي إف
حكم الملك تنكامينين مملكة غانا بشياكة. فقد أصر على أداب السلوك الطيبة. وتم بناء بلاطه الملكي بنوافذه الجيدة التهوية من خشب الساج والحجر وحفل بلوحات زيتية وتماثيل. ارتدى الملك ملابس جميلة وقبعة ذهبية طويلة، وزيّن نفسه بقلائد وأساور من الذهب. وفي بلاطه، وقف وراءه 10 غلمان يحملون دروعاً وسيوفاً ذهبية. وبالقرب منه عشرة خيول كل منها مزين بقطعة قماش مطرزة بالذهب. ووقف على يمينه أبناء ملوك أقل شأناً بضفائرهم الذهبية وقد ارتدوا ثياباً أنيقة.
اقترب رعاياه منه على ركبهم، وأخذوا يرشون الأوساخ فوق رؤوسهم إظهاراً للتواضع والاحترام. وعنما كان يسافر، كانت تلازمه دقات الطبول.
لكن المظاهر قد تكون خادعة. فرغم بذخه، وأسلوب حياته الثمين، كان في نواح كثيرة حاكماً عادلاً وصاحب رؤية. وازدهرت البلاد في ظل حكمه.
في زمن تنكامينين، كانت مملكة غانا، التي هي الآن أجزاء من مالي وموريتانيا، واحدة من أغنى وأقوى المناطق على وجه الأرض. وقيل إنه لم يكن هناك فقراء في مملكته، وكان غير المتعلمين قلة. شجع الملك رعاياه على التعرف على العالم الخارجي.
قام شخصياً بزيارة رعاياه على ظهر حصان ليسمع شكاواهم وكان عنيداً في إيجاد الحلول. وعندما غزا الدول المحيطة، تركها تواصل الحكم الذاتي، طالما كانت تدفع الضرائب له وتهتم به.
وُلد تنكامينين عام 1037. وكما جرت التقاليد في مملكته، كان هو وريث العرش بحكم كونه ابن أخت الملك. وتم تتويجه وعمره 25 عاماً.
لم يزر المؤرخ الإسباني البكري المملكة مطلقاً، أو أي جزء من أفريقيا، ولكنه كتب روايات تفصيلية عن حكم تنكامينين تُستخدم في الأبحاث حتى يومنا هذا. وبناء على روايات المسافرين، شرح نظام حكم تنكامينين ونظامه المالي:
فرض الملك ضريبة تصدير واستيراد تُدفع بالذهب على التوابل، والنحاس، والعاج وخشب الأبنوس. سيطر على مبيعات الملح، وهي سلعة أساسية ذات أهمية بالغة، وفرض عليها ضريبة. وضمن الملك سلامة التجار الذين يسددون ضرائبهم. وأصبحت غانا محور التجارة في جميع أنحاء غرب أفريقيا.
ساعد تنكامينين في إنشاء نظام نزيه للتجارة في مملكته يشجع على الإنصاف. كما فرض شكلا من أشكال الضريبة على مناجم الذهب بالمنطقة. كانت كل شذرات الذهب التي يتم استخراجها تذهب إليه، بينما سمح بالإتجار في غبار الذهب. في ظل ذلك النظام، كانت هناك رقابة على تضخم قيمة الذهب، بينما سيطر هو على الاحتياطيات منه.
لم يدم طويلاً عصر غانا كدولة قوية. فبعد وفاة تنكامينين عام 1075، تقلصت القوة المركزية للمملكة بعض الشيء فيما تزاوجت عائلات التجار الأثرياء وأصبحت جهات فاعلة أكبر في الحكم. وبات المسلمون في المنطقة أكثر نفوذاً، وحمل بعضهم السلاح ضد حكامهم. قُطعت الطرق التجارية. وأصبح رعايا المملكة محبطين تجاه حكامهم. وأخيراً، هلكت المنطقة نتيجة سلسلة من الجفاف. ووُضعت نهاية لعصر غانا “كمملكة الذهب”.
هذه اللوحة في أكرا، بغانا تصور مشهداً احتفالياً من مملكة غانا. جامعة ويسكونسون- ميلووكي
التعليقات مغلقة.