Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

موسيقيون يحاربون التطرف

يجتذب مهرجان‭ ‬كناوة‭ ‬في‭ ‬المغرب‭ ‬مئات‭ ‬الآلاف‭ ‬من‭ ‬الناس‭- ‬لكنه‭ ‬أكثر‭ ‬من‭ ‬مجرد‭ ‬موسيقي‭ ‬وألوان‭.  ‬فقد‭ ‬بات‭ ‬يرمز‭ ‬إلى‭ ‬مكافحة‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬والتطرف‭.‬

ترتدي‭ ‬كل‭ ‬جماعة‭ ‬كناوة‭ ‬أو‭ “‬أخوة‭” ‬إسلامية‭ ‬أثواباً‭ ‬مختلفة‭ ‬التفصيل‭ ‬والألوان‭. ‬وتغني،‭ ‬وتتوقف‭ ‬للرقص‭ ‬الالتفافي‭ ‬الروتيني،‭ ‬مصحوبة‭ ‬بطبول‭ ‬اليد‭ ‬والصنجات‭ ‬المعدنية‭ ‬التي‭ ‬تصم‭ ‬الآذان‭. ‬والكناوة‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬المسلمين‭ ‬الأتقياء،‭ ‬ولكن‭ ‬دينهم،‭ ‬مثلهم‭ ‬مثل‭ ‬موسيقاهم‭ ‬نوع‭ ‬من‭ ‬الانصهار‭. ‬إنهم‭ ‬يؤمنون‭ ‬بعالم‭ ‬الأرواح‭ ‬وبقدرة‭ ‬الموسيقي‭ ‬على‭ ‬الشفاء‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬مراسم‭ ‬الانتشاء‭ ‬التي‭ ‬تذكر‭ ‬بصلاتهم‭ ‬بغرب‭ ‬أفريقيا‭.‬

عندما‭ ‬بدأ‭ ‬المهرجان،‭ ‬كان‭ ‬الهدف‭ ‬بسيطاً‭- ‬مساعدة‭ ‬الكناوة‭ ‬وتعزيز‭ ‬السياحة‭. ‬زار‭ ‬ما‭ ‬يقدر‭ ‬بـ‭ ‬250000‭ ‬شخص‭ ‬المهرجان‭ ‬على‭ ‬مدى‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬حزيران‭/ ‬يونيو‭ ‬2015‭. ‬توفر‭ ‬الحكومة‭ ‬ما‭ ‬يقرب‭ ‬من‭ ‬ثلث‭ ‬التمويل‭ ‬لهذا‭ ‬الحدث،‭ ‬ويأتي‭ ‬الباقي‭ ‬من‭ ‬الشركات‭ ‬الراعية‭ ‬والقطاع‭ ‬الخاص‭. ‬قالت‭ ‬مديرة‭ ‬المهرجان‭ ‬نايلة‭ ‬التازي،‭ “‬إن‭ ‬كل‭ ‬يورو‭ ‬يوضع‭ ‬كتمويل‭ ‬يدر‭ ‬17‭ ‬يورو‭ ‬تُنفق‭ ‬في‭ ‬الصويرة‭- ‬وأن‭ ‬السياحة‭ ‬ولّدت‭ ‬المزيد‭ ‬من‭ ‬فرص‭ ‬العمل‭”.‬

ولكن‭ ‬في‭ ‬عام‭ ‬2015،‭ ‬برزت‭ ‬للمهرجان‭ ‬أهمية‭ ‬جديدة،‭ ‬فيما‭ ‬بيّن‭ ‬أن‭ ‬الموسيقي‭ ‬والإسلام‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يتعايشان‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬يستهدف‭ ‬فيه‭ ‬تنظيم‭ ‬داعش‭ ‬وأنصاره‭ ‬تدمير‭ ‬الحفلات‭ ‬الموسيقية‭. ‬فعبر‭ ‬الصحراء،‭ ‬في‭ ‬شمالي‭ ‬مالي،‭ ‬تم‭ ‬تأجيل‭ ‬المهرجان‭ ‬الشهير‭ ‬منذ‭ ‬عام‭ ‬2012‭ ‬بسبب‭ ‬المخاوف‭ ‬الأمنية‭ ‬بعد‭ ‬الانتفاضة‭ ‬الإسلامية‭. ‬وعلى‭ ‬طول‭ ‬ساحل‭ ‬البحر‭ ‬الأبيض‭ ‬المتوسط‭ ‬في‭ ‬ليبيا،‭ ‬قام‭ ‬متشددو‭ ‬داعش‭ ‬هذه‭ ‬السنة‭ ‬بإحراق‭ ‬الآلات‭ ‬الموسيقية‭- ‬الطبول،‭ ‬والآلات‭ ‬النحاسية‭ ‬وآلات‭ ‬النفخ‭ ‬–‭ ‬التي‭ ‬كانوا‭ ‬قد‭ ‬صادروها‭ ‬بمقتضى‭ ‬تفسيرهم‭ ‬الخاص‭  ‬للشريعة‭ ‬الإسلامية‭.‬

وأصيب‭ ‬الكناوة‭ ‬بالرعب‭. ‬وقال‭ ‬معلم‭ ‬عبد‭ ‬السلام‭ ‬أليكاني‭ ‬صانع‭ ‬آلات‭ ‬موسيقية،‭ “‬إنهم‭ ‬جهلاء‭. ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬ما‭ ‬يفعلون‭. ‬إنهم‭ ‬أغبياء،‭ ‬الإسلام‭ ‬ليس‭ ‬كذلك‭. ‬إنه‭ ‬سلام،‭ ‬وموسيقى،‭ ‬والوان،‭ ‬واحترام‭. ‬إنه‭ ‬يحترم‭ ‬الديانات‭ ‬الأخرى‭”.‬

ترى‭ ‬نايلة‭ ‬التازي،‭ ‬المولودة‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬الوضع‭ ‬بصورة‭ ‬أوسع‭. ‬فهي‭ ‬تخرج‭ ‬حفلات‭ ‬موسيقية‭ ‬ومهرجانات‭ ‬سينمائية،‭ ‬ويُعتبر‭  ‬مهرجان‭ ‬كناوة‭ ‬والأحداث‭ ‬المماثلة‭ ‬بالنسبة‭ ‬لها‭ ‬رموزاً‭ ‬للمغرب‭ ‬المعاصر‭ ‬ومكانته‭ ‬في‭ ‬العالم‭ ‬الإسلامي‭.‬

قالت،‭ “‬إن‭ ‬الناس‭ ‬يخشون‭ ‬الإسلام‭. ‬ولكن‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬من‭ ‬الفعاليات‭ ‬يبيّن‭ ‬الإسلام‭ ‬الحقيقي‭ ‬في‭ ‬المغرب،‭ ‬الإسلام‭ ‬الإيجابي‭. ‬عندما‭ ‬بدأنا‭ ‬قبل‭ ‬18‭ ‬عاماً،‭ ‬تعرضنا‭ ‬للانتقاد‭ ‬من‭ ‬جانب‭ ‬الإسلاميين‭ ‬في‭ ‬المغرب؛‭ ‬لم‭ ‬تعجبهم‭ ‬ملابس‭ ‬الشباب‭ ‬أو‭ ‬رقصهم‭. ‬ولكن‭ ‬بعضهم‭ ‬أصبح‭ ‬الآن‭ ‬في‭ ‬الحكومة،‭ ‬وهم‭ ‬يدعمون‭ ‬ما‭ ‬نفعله‭. ‬إنها‭ ‬مناسبة‭ ‬شعبية‭”.‬

التعليقات مغلقة.