الجيوش تعدل التدريب ليتناسب مع تغير الأزمنة تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث يناير 20, 2016 شارك المؤتمر الأفريقي للقادة يشجع الجيوش على التعلم من بعضها البعض جرت العادة على أن تكون التغيرات الجذرية في المجتمع أحداثاً فردية. نهاية الحرب العالمية الثانية. انهيار الاتحاد السوفيتي. الأزمة المالية العالمية. لخص الكاتب جوشوا كوبر رامو أحداث القرن الحادي والعشرين أنها بمثابة “انهيار جليدي من التغير لا ينقطع”. وكما هو الحال دائماً تقريباً، يتم استدعاء الجيش للمساعدة في إدارة التغيرات. والآن أكثر من أي وقت مضى، أصبح الجيش المدرب تدريباً عالياً أمراً ضرورياً. وهنا يأتي دور كليات الأركان للدول الأفريقية، المعروفة أيضاً بالكليات الحربية. فهي تدرب ضباط الجيش على علوم الحرب وإدارة الأزمات. يبدأ تدريب الضباط عادة بمدرسة الكاديت، أو مدرسة إعداد الضباط. ولكن في كثير من الأحيان ينتهي تدريب الضباط عند التخرج. تجري كليات الأركان ذلك التدريب العسكري الأساسي وتتوسع فيه، إلى ما هو أبعد من المهارات القتالية الأساسية. وحسب قول الكاتب ميلان فيغو، فإن التعليم العسكري المهني “يجب أن يشجع على تنمية المبادرة، والمرونة، والحسم، والاستعداد لتحمل المسؤولية”. ولكليات الأركان الأفريقية تقليد طويل في تبادل الطلبة، والمعلمين والإداريين. من الناحية التاريخية، عادة ما تكون مثل هذه التبادلات قاصرة على المناطق دون الإقليمية. وقد تطلع ممثلو كليات الأركان لعمل المزيد وشكلوا المؤتمر الأفريقي للقادة في جنوب أفريقيا في تشرين الثاني/ نوفمبر 2007. درس منظمو المؤتمر منظمات مماثلة مثل مؤتمر القادة بمنظمة معاهدة أمريكا الشمالية، وكلية الدفاع بحلف شمال الأطلسي ومركز أفريقيا للدراسات الاستراتيجية في الولايات المتحدة. ضباط يدخلون مركز مؤتمرات كلية القوات المسلحة بملاوي في آب/ أغسطس 2014. القيادة الأمريكية لقارة أفريقيا وقد تطور المؤتمر باطراد. وحضر ممثلون عن تسع كليات أركان الاجتماع الأول عام 2007 في جنوب أفريقيا، وحضره ممثلو 11 كلية في العام التالي في غانا. وحضر الاجتماع الثالث، الذي استضافته مصر عام 2009، ممثلون عن 18 من بين 25 كلية أركان في أفريقيا. واستضافت الاجتماعات السنوية أيضاً كل من بتسوانا، وإثيوبيا، ونيجيريا، وأوغندا وزامبيا. وتضم القائمة الحالية للأعضاء النشطين ممثلين من بتسوانا، والكاميرون، وساحل العالج، ومصر، وغانا، وكينيا، وليبيا، وملاوي، وناميبيا، ونيجيريا، وجنوب أفريقيا، وأوغندا وزامبيا. وعضوية المؤتمر آخذة في التطور ويمكن أن تضم ممثلين من منظمات غير حكومية. وقد واظبت بعض الدول، مثل مصر وليبيا، على المشاركة في المؤتمر، رغم الاضطرابات السياسية. العميد الزامبي دينيس أليبوزوى، رئيس المؤتمر الأفريقي للقادة. المؤتمر الأفريقي للقادة قال بوب يانسن، أمين عام المؤتمر الأفريقي للقادة، وهو عقيد متقاعد خدم في قوة الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا، إن الموضوعات التي طُرحت في الاجتماع التخطيطي عام 2015، شملت البحوث العملياتية، والمحاكاة الحربية، وتطوير المناهج الدراسية، والتفكير النقدي، والسيناريوهات، ومنهجيات المستقبل وتحليل التكاليف والمنافع. كتب يانسن يقول، “إن المؤتمر الأفريقي للقادة يؤمن بأن الضباط المدربين تدريباً مهنياً عالياً يمكن أن يوفروا الكتلة الحرجة اللازمة لإلهام المجتمعات باحترام القيم المجتمعية والمساهمة في تنمية ثقافة المعايير الأخلاقية الرفيعة. إن تنمية روح التميز لدى فيلق الضباط في بلدنا سوف يفضي إلى نوعية أفضل من البعثات العسكرية لحفظ السلام، الأمر الذي يفيد جميع أصحاب المصلحة. وتكمن المكانة القيمة للمؤتمر الأفريقي للقادة في تنوع الدول الأفريقية، وثقافاتها والخلفيات العسكرية المختلفة التي تمثلها، والتي تمكنها تبادلها والتعلم منها”. ومن بين المبادئ العسكرية الأساسية التي تدخل في صلب المناهج الدراسية لكليات الأركان: هياكل الدفاع الوطني. أدوار ومهام جميع الخدمات. العمليات المشتركة والأعمال الحربية القيادة العسكرية المعرفة والدراسات الإقليمية التاريخ العسكري الاستراتيجية تشمل كليات الأركان الحديثة التدريب على الحرب التقليدية، وعمليات دعم السلام، ومعالجة المشاكل الداخلية، وعلى نحو متزايد بين الدول الأفريقية، الاستعانة بالجيش في التصدي للمشاكل الناجمة عن الكوارث البيئية. وبالإضافة إلى تلك المبادئ العسكرية، فإن للمؤتمر الأفريقي للقادة أهدافاً محددة من بينها: المساهمة في الأمن الأفريقي عن طريق تطوير التعليم والتدريب العسكريين. تحسين التفاهم والتنسيق بين كليات الأركان في أفريقيا من أجل تطوير القوة الاحتياطية الأفريقية. تطوير التعاون بين كليات الأركان عن طريق تحسين المعايير القياسية، وأفضل الممارسات في المناهج الدراسية، والاعتمادات الأكاديمية وبرامج التبادل. وللقوة الاحتياطية الأفريقية أهمية خاصة بالنسبة للمؤتمر وكانت نقطة محورية خلال اجتماع وضع الميثاق عام 2007. ولا تزال جزءاً مهماً من الأعمال الجارية للمؤتمر. فكلية القيادة المشتركة والأركان في أوغندا، على سبيل المثال، توفر تدريباً على دعم عمليات السلام، وتراعي على وجه التحديد الاحتياجات ذات الأولوية للقوة الاحتياطية الأفريقية. تعليم كيفية التفكير تتعامل الجيوش الأفريقية في القرن الحادي والعشرين مع حروب غير متكافئة أكثر مما تتعامل مع الحروب التقليدية. ويتطلب هذا النوع من الحروب والأعداء تفكيراً وتدريباً جديدين. قال جيفري ماك كوسلاند وغريغ مارتن في كتابهما، تحويل التعليم الاستراتيجي للقادة للقرن الحادي والعشرين، إن التعليم العسكري الحديث يعلّم التفكير المنضبط وحل المشاكل. وكتبا يقولان، “إن التعليم يتعلق أكثر بكيفية التفكير في المشاكل وكيفية التعامل مع تلك الأشياء التي قد لا تصلح لحلول مطلقة. إنها مسألة تتعلق بالعقل، والفكر، والقيادة غير المباشرة، وتقديم المشورة وبناء التوافق في الآراء”. كتب مارين ليد وديفيد سوكولوف، يقولان في كتابهما، فجوة الإبداع: إدارة الضباط للقرن الحادي والعشرين، إن وظيفة الضباط العصريين “جزء منها لمكافحة الإرهاب، وجزء لمكافحة التمرد، وجزء لأنشطة الاستقرار والدعم”. كتب ليد وسوكولوف يقولان، “إن هذا التنوع، وإن كان لم يسبق له مثيل، كان مفاجئاً نسبياً في بدايته واستقر به المقام خلال فترة زمنية مضغوطة”. وقالا إنه سيكون على الضباط أن يخوضوا تدريباً على طرق جديدة ومتطورة. ”أولاً، سوف تستمر مسؤوليات صغار الضباط في التوسع إلى ما هو أبعد من مهاراتهم الأساسية التقليدية. ثانياً سوف يواجه الضباط من جميع الرتب باطراد مشاكل شريرة أو سيئة الهيكلة، تزداد تفاقماً جراء نقص المعلومات وبطائفة واسعة من الآثار التي لم تعد تطبقها النماذج التقليدية لصنع القرار”. يقول المعلمون العسكريون المحنكون إن أسلوب المقاس الواحد لتعليم الضباط الذي يناسب الجميع لم يعد له وجود، مع الاحتياجات المختلفة لدورات كليات الأركان المختلفة في أوقات مختلفة. ومن المؤكد فإن الحالة الراهنة للنزاعات في أفريقيا تتطلب تركيزاً متزايداَ على التعامل مع الحروب غير المتكافئة. قال ويندل سي. كينغ من كلية القيادة والأركان العامة الأمريكية إنه يتعين على أي شخص يتولى تصميم برنامج تدريبي لكلية الأركان أن يطرح ثلاثة أسئلة رئيسية: ما الذي يجب على الخريجين أن يكونوا قادرين على عمله في اداء واجباتهم كضباط ميدانيين؟ كيف تصمم وتدير منهجاً دراسياً لإعداد صغار القادة العسكريين على أفضل وجه، وأنت تعلم أنه ليس لديك أي فكرة ماذا سيُطلب منهم أن يفعلوه في المستقبل؟ كيف تحدد ما إذا كان الطلاب قد أنجزوا أهداف التدريب؟ وقال كينغ في تقرير للمؤتمر الأفريقي للقادة إنه على عكس الجامعة المدنية، فإن التغيير في الكليات العسكرية متواصل. “إن البيئة العملياتيه في حالة تغيير ونحن في حاجة إلى تعديل نتائج التعليم لدينا للتنبؤ بهذا التغيير”. قال كينغ، إنه عندما تقرر كلية ما أنها لا تحقق أهدافها من التدريس، فإن عليها أن تغيّر منهجها الدراسي، أو تغيّر أساليب التدريس أو توفر تنمية إضافية لأعضاء هيئة التدريس. في تقرير عقب الاجتماع السنوي السادس للمؤتمر الأفريقي للقادة، قال اللواء طيار النجيري المتقاعد إم. إن. عمرو إنه يجب على الضباط أن يدرسوا الاستراتيجية في وقت مبكر من حياتهم العسكرية ويواصلوا دراستها على مستوى كلية الأركان. ولكن التدريب على مستوى كليات الأركان يجب أن يتوسع ليشمل استراتيجية الأمن القومي والاستراتيجية العسكرية الوطنية. كما أشار إلى أن التدريب العسكري المتقدم يجب أن يؤكد على تأثير التكنولوجيا والتطورات العالمية. قال، “ليست التكنولوجيا فقط، ولكن الحرب السيبرانية تشكل تهديداً رئيسياً اليوم. يجب تدريب الناس وتعليمهم كيفية الدفاع ضد أي هجوم على بنية تحتية للأمن السيبيراني. ويجب على الجيش أن يكون في صدارة المدافعين عن قضية التنمية التكنولوجية وتأثيرها على الأمن القومي”. يضم المؤتمر الأفريقي للقادة نظاماً ثلاثياً، يجتمع بمقتضاه ثلاثة أعضاء سنوياً لوضع جدول أعمال الاجتماع السنوي الكامل للمؤتمر. تألف ثلاثي عام 2015، من اليسار، اللواء طيار جون كريس إيفيميجي من نيجيريا، والعميد دينيس أليبوزوى من زامبيا واللواء شادراك مولوي من بوتسوانا. المؤتمر الأفريقي للقادة نهج إقليمي وضع المؤتمر الأفريقي للقادة أساساً للتضافر والتعاون، ولكن وقت، وموارد والقوى العاملة لأعضاء كليات الأركان محدودة. وقد اقترح أعضاء المؤتمر الأفريقي للقادة أن اتباع نهج إقليمي يمكن أن يتغلب على بعض هذه القضايا. وهناك سابقة لمثل هذا التعاون، مثل تعاون كينيا وأوغندا عن طريق برامج تبادل الطلاب. وتُعد كلية القيادة المشتركة والأركان الأوغندية نموذجاً لتلك المدارس التي تدرّب طلاباً من الدول العشر الأعضاء في قوة الأمن لشرق أفريقيا، وكذلك للطلاب من دول أخرى أعضاء في الاتحاد الأفريقي. ناقش المؤتمر أيضاً توسيع عضويته لتضم المؤسسات العليا والأدنى. ولدى ست دول على الأقل مثل هذه المؤسسات التي لا تشارك في المؤتمر. ويمكن لإضافة هذه المؤسسات أن يعني تنمية الضباط طوال مشوارهم المهني. وللمؤتمر مصلحة مستمرة في شبكة كمبيوتر مشتركة لتبادل موارد التدريب. وتلعب شبكات الكمبيوتر دوراً رئيسياً في التدريب السنوي الأفريقي المشترك والموحد الذي تجريه المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي نيابة عن المؤتمر الأفريقي للقادة والاتحاد الأفريقي. وقال يانسن في تقريره لعام 2015 إن التدريب هو واحد من بين الوسائل لتطوير التعاون بين الكليات الأفريقية، جنباً إلى جنب مع المعايير القياسية، وأفضل الممارسات في المناهج الدراسية، وبرامج تبادل الضباط والاعتماد الأكاديمي. كتب يانسن يقول، “إن تنمية الضابط العسكري المحترف عملية تشمل التعليم مدى الحياة والنمو المستمر. وهدف المؤتمر الأفريقي للقادة هو صقل مهارات قلة مختارة تُظهر معدن القيادة على نحو من شأنه أن يسهم في جعل أفريقيا أكثر أمناً واستقراراً ورخاء”.
التعليقات مغلقة.