فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني نجاح الجنود يجب أن يتضمن التعليم إلى جانب التدريب العسكري الأساسي سيكون على الجندي المشارك في بعثة للأمم المتحدة في جمهورية أفريقيا الوسطى أن يعرف أكثر بكثير من حدود منطقة دوريته أو كيفية تنظيف بندقيته. إذا كان، مثلاً، من جنوب أفريقيا أو غانا، سوف يواجه حاجز اللغة فوراً. فمعظم الناس في بلده يتحدثون الفرنسية أو السانغو، وهي لغة الكريول الأفريقية. بينما يتحدث آخرون طائفة منوعة من اللهجات القبلية المتباينة. سوف يصادف رجل حفظ السلام أكثر من سبع مجموعات عرقية بارزة، وثلاث ديانات رئيسية والعديد من المعتقدات المحلية، فضلاً عن ثقافات محلية وإقليمية لا تُعد ولا تُحصى. لن يعرف الزعماء المحليين. وفيما يتعلق بالثقافة، لا يُرجح أن يعرف أي شيء على الإطلاق. وهذا يضعه وزملاءه من أفراد حفظ السلام فوراً في وضع غير موات. سوف يصل إلى البلاد بمهارات صعبة مختبرة وموثوق بها. ومع ذلك من المرجح أن يكون، في بعض النواحي، غير مستعد بدرجة كبيرة للوظيفة التي أمامه. وعادة ما يشتمل تدريب قوات حفظ السلام قبل نشرها على أربعة إلى ستة أسابيع من المهام والمهارات الإدارية أو القتالية، حسب ما كتبت نانا أودوي في بحث لمركز كوفي عنان الدول للتدريب على حفظ السلام في غانا. ومع ذلك، بالنسبة لمعظم الدولي الأفريقية، كما كتبت أودوي فإن “المكون الثقافي في هذا التدريب قبل الانتشار يميل لأن يُهمل، فيما يُنفق الجانب الأكبر من الأسابيع الأربعة في تدريبات إدارية عامة ومهام قتالية وبالتالي تدريب ’المهارات الصعبة‘. وهكذا يبدو أن هناك قصوراً في الفهم داخل الجيش بأن الكفاءات الثقافية، أو ما يسمى ’بالمهارات الناعمة‘ تدعم فعلاً التنفيذ الوظيفي ’للمهارات الصعبة‘”. قوات حفظ السلام تقوم بدورية في زام بشمالي دارفور في آذار/ مارس 2015 . تعمل العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور وسط بيئة دينية وعرقية معقدة. العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور ما هي التضاريس البشرية؟ تمثل التضاريس قلقاً يومياً بالنسبة للجنود في أي عملية انتشار، سواء كانت محلية أو أجنبية، في مناطق نزاع أو وقت السلم. وتحتاج الشاحنات والدبابات إلى اجتياز الطرق بفعالية. ويجب على الجنود أن يعرفوا ما يمكن توقعه من حالة الطقس وأفضل مكان لإقامة القواعد والمعسكرات. كل هذا هو مضمون التدريب العسكري الأساسي والعمليات. ولكن هناك نوعاً ثانياً من التضاريس التي لا تُرى في أي خريطة أو صورة للأقمار الصناعية. تطلق عليها الدكتورة ليندي هاينيكين، أستاذة علم الاجتماع في جامعة ستيلينبوش بجنوب أفريقيا، وآخرون “التضاريس البشرية”. وهي تشمل المسائل القانونية، والسياسية، والاجتماعية، والاقتصادية، والمتعلقة بالمساواة بين الجنسين. قالت هاينيكين في مؤتمر أفريقيا للقوات البرية عام 2012، أن فهم هذه المسائل يساعد الجنود في رؤية الأشياء من منظور محلي. عندها فقط يمكن أن يفهموا “الثقافة، والتقاليد، والممارسات و هياكل قوة الدولة المضيفة التي يحاولون مساعدتها دون أن يُنظر إليهم باعتبارهم قوة للتدخل، تحاول أن تدفع بأجندة معينة إلى السكان”. قالت هاينيكين إن الحرب “غير تقليدية، وغير نظامية وتتمركز حول السكان. لذلك فإن هذا يعني أن على الأفراد أن يعملوا في سياقات مدنية إلى حد كبير، وأن هناك أولاً، ثم ثانياً حاجة أكبر لفهم هياكل القوة المحلية والاعتبارات الاجتماعية الاقتصادية التي تؤثر على هذه البعثات”. ويؤكد الفرق في التضاريس على الأختلافات بين التدريب والتعليم. وقالت هاينيكين لمجلة أيه دي إف، “إن التدريب هو كيف نفعل ذلك. فالتدريب العسكري يضفي مهارات معينة لها صلة مباشرة بسير العمليات العسكرية، مثل التعامل مع السلاح، واستراتيجيات الحرب وما هو مطلوب”. وأضافت، “أن التعليم في الواقع يتعلق بالسبب وليس بالكيف”. إنه يسعى إلى غرس التفكير النقدي ومهارات حل المشاكل. وينشأ التحدي عند محاولة إدماجه في التدريب. نساء يستقبلن قوات حكومية في قرية تابيت في شمال دارفور عام 2014. وصل مدع خاص للتحقيق في اغتصاب 200 امرة وفتاة هناك. رويترز طوبوغرافيا التضاريس تشمل التضاريس البشرية عدداً من القضايا الشائكة. فرغم بروزها في النزاعات وبعثات حفظ السلام في جميع أنحاء القارة، فإن الجهود المبذولة لتثقيف الجنود بكيفية التعامل معها ليست شائعة دائماً. ومن بين التصنيفات الرئيسية: المرأة: من بين الأمثلة التي استعانت بها هاينيكين من العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور هو سياق الجنسين في العمليات العسكرية، لا سيما كيفية تأثير النزاع بشكل مختلف على كل من الرجال والنساء. قالت هاينيكين، “خلال أحاديثي مع أفراد حفظ السلام، قالوا لي جميعاً إنهم لم يتلقوا على الإطلاق سوى تدريب عسكري خالص. لم يتلقوا تدريباً على فهم السبب في أن المرأة تتأثر تأثراً شديداً بهذه الحروب. بل إنهم لا يفهمون حقاً كيف يمكن استخدام الاغتصاب كسلاح في الحرب بشكل فعّال….لا يفهمون كيف يعمل النظام الأبوي….كما لا يفهمون، مثلاً، كيف لمثل هذا النوع من الحروب، التي تستهدف النساء في الحروب، يمكن أن تدمر النسيج الاجتماعي بأكمله للمجتمع ومدى فعالية هذا في تدمير المجتمعات”. لقد بذلت الأمم المتحدة جهوداً متضافرة لزيادة تمثيل المرأة في عمليات حفظ الاسلام. ولا يتجاوز عدد الجنديات النظاميات 3 بالمائة، وعدد الشرطيات الرسميات 10 بالمائة، وعدد المدنيات العاملات في البعثات هو الآن نحو 30 بالمائة، وفقاً لأرقام نشرتها جامعة الأمم المتحدة عام 2012. وفي عام 2014، أصبحت اللواء النرويجية كريستين لوند أول امرأة تخدم كقائدة قوة في عملية حفظ سلام تابعة للأمم المتحدة عندما تولت قيادة قوة حفظ السلام في قبرص. العرق والدين: في العملية المختلطة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور، أدى عدم فهم السبب في أن الناس في دارفور يقاتلون، إلى أخطاء فادحة. ويمكن لمثل هذه الأخطاء أن تربك العمليات التكتيكية. تحدثت هاينيكين عن وقت عندما أرسلت قوات حفظ السلام رجلاً مسلماً أسود إلى اجتماع مع ممثلي الجنجويد، الميليشيا العربية البدوية التي هي على خلاف مع المزارعين في دارفور. ورغم أن نزاع دارفور كثيراً ما يتم تبسيطه على أنه مجرد نزاع بين السود والعرب، فإنه قائم إلى حد كبير على المصادمات بين المزارعين ذوي البشرة القاتمة والرعاة العرب من ذوى البشرة الفاتحة. قالت إنه كان من الأكثر منطقية لو أرسلوا عربياً مسلماً، أو حتى مسيحياً، لأن النزاع متجذر أساساً في الخلافات العرقية، وليس الدينية. ومع ذلك، فإنه على السطح اعتقد القادة خطأ أن إرسال مسلم لإجراء مباحثات مع مسلمين آخرين كان عملاً منطقياً. وهذه المشاكل ليست فريدة من نوعها لبعثات حفظ السلام. فهي يمكن أن تنشأ في أي وقت يتم فيه نشر الجنود في مكان يكون عليهم أن يتفاعلوا فيه مع السكان المدنيين والمجموعات الأخرى، مثل المنظمات غير الحكومية. التاريخ والثقافة: إن معرفة وفهم التاريخ الإقليمي والثقافة المحلية مسألة هامة بالنسبة للقوات المنتشرة خارج حدود بلدانها. ففهم جذور النزاع أمر حيوي لتسويته. على سبيل المثال، من الأهمية بمكان أن يعرف أفراد حفظ السلام العاملين في مالي أن السكان الطوارق في البلاد طالما سعوا إلى الاستقلال عن الحكومة في باماكو. وفي السودان، يجب أن يعرف رجل حفظ السلام كيف تأسست البلاد وتاريخ العلاقة البالغة التوتر بين الحكومة المركزية في الخرطوم والمناطق النائية. يوصي دليل كتيبة المشاة التابعة للأمم المتحدة، “بأن يكون لجميع أفراد حفظ السلام فهم شامل للتاريخ والعادات السائدة والثقافة في منطقة البعثة، فضلاً عن القدرة على تقدير المصالح والدوافع الناشئة للطرفين”. جنود من بعثة الأمم المتحدة المتكاملة والمتعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى يواجهون متظاهرين خارج مقر بعثتهم في بانجوي بعد وفاة اثنين من المسلمين. كثيراً ما يجد الجنود العاملون في بلاد أخرى أنفسهم وسط ظروف دينية وثقافية معقدة. بعثة الأمم المتحدة المتكاملة والمتعددة الجنسيات لتحقيق الاستقرار في جمهورية أفريقيا الوسطى تكامل التعليم والتدريب العسكري تبرز قائمة دورات برامج تدريب المجندين في دولة أفريقية ما التركيز على معظم العملية التعليمية العسكرية الأساسية: دورة التدريب والواجبات المتقدمة، دورة التدريب والواجبات الأساسية، والمهارة المتقدمة في السلاح، والمهارة الأساسية في السلاح، والتدريب العسكري الأساسي للمجندين. وهذا لا يعني أنه لا توجد فرص تعليمية للعسكريين المحترفين الأفارقة تتناول قضايا التضاريس البشرية. وقالت هاينيكين إن الأكاديمية العسكرية في كينيا تقدم “دورات ممتازة”، وأن مركز السلام الدولي لدعم التدريب يقول إنه يهدف إلى “توفير عمليات تدريب على السلام ومشورة لجميع أفراد القوات المسلحة الكينية، والشرطة والمؤسسات المدنية”. كما تقوم الأكاديمية العسكرية في جنوب أفريقيا بتجديد دوراتها التدريبية. غير أنه في كثير من الأحيان تكون هذه الخدمات متاحة أكثر للنخبة في فيلق الجنود. ومن غير الواضح كم المعرفة التي تصل إلى أصحاب الرتب الصغيرة. قال الدكتور هابيل إيسترهوزي، أستاذ الاستراتيجية المشارك في الأكاديمية العسكرية لجنوب أفريقيا، لمجلة أيه دي إف، إنه عندما يتعلق الأمر بالتعليم، فمن الأفضل عمل أكبر قدر ممكن في أبكر وقت ممكن. وأضاف، “إذا لم تفتح عقول العسكريين قبل أن يلتحقوا بحياتهم المهنية، لن يكون هناك أساس لتوفير هذا التعليم. وأنه من الصعوبة جداً بمكان تثقيف عقل مدرب…. عليك أن تفتح عقل شخص ما قبل أن تدربه. وإذا دربته، وإذا وضعت عقله في صندوق قبل أن تثقفه، يكون من الصعب جداً توفير هذا التعليم، هذا التعليم السياقي، ذلك الذي تتحدث عنه”. إن ما تفتقده الدول الأفريقية، حسب قول إيسترهوزي، هو “الحلقة الاسترجاعية” التي يمكن لكبار الضباط المتمرسين من خلالها أن يعودوا من أماكن انتشارهم ويتبادلوا المعرفة، والخبرات والدروس المستفادة مع الجنود الأصغر والأقل خبرة. قال، “إنهم تعلموا، وخدموا في القيادة العليا، ثم يختفون. إننا لا نعيد الضباط إلى النظام للتدريس من جديد. لذلك ليس لدينا دائرة كاملة من العملية التعليمية؛ إنها وسيلة ذات بعد واحد. إننا نعلمهم، ثم نتخلص منهم تدريجياً. وأعتقد أن هذه مشكلة خطيرة في الجيوش الأفريقية”. ومن شأن عملية من هذا القبيل أن تملأ الفراغات التي يتركها التدريب العسكري التقليدي. وقالت هاينيكين إن الجيوش تعمل كتنظيم هرمي: تُعطي الأوامر، ثم تتابع. والثقافة لا تعزز عملية صنع القرار الجانبي، أو التفكير النقدي، أو حل المشاكل أو التحليل. “أنت في حاجة لتطوير المزيد من هذا على المستويات الأدنى حتى إذا ما واجهت حالة ما، يمكن أن تفهمها، وتعقلها، وتستخلص الدروس المستفادة منها، وتلتقط نوعاً من الذكاء وتتخذ قرارات ذكية ومستنيرة”.