السعي القاتل تحت المجهر بواسطة ADF آخر تحديث يوليو 10, 2015 A police officer in a protective suit takes part in a chemical, biological, radiological and nuclear field exercise for the East Asian Games in Hong Kong October 27, 2009. China, Guam, Hong Kong, Japan, Macau, North Korea, South Korea, Mongolia and Taiwan will take part in the East Asian sports event to be held in the territory between December 5 and 13. REUTERS/Tyrone Siu (CHINA POLITICS SPORT IMAGES OF THE DAY) - RTXQ1OD شارك جماعات متطرفة تسعى إلى حيازة أسلحة كيماوية وبيولوجية وإشعاعية ونووية، ولكن ما هي احتمالات شن هجوم بها؟ أليكزاندر ديتيرت/ خريج مركز جورج سي. مارشال الأوروبي للدراسات الأمنية دفع عدم الاستقرار في أعقاب الربيع العربي وحصيلة جديدة من التنظيمات الإرهابية العدوانية، من بينها تنظيم داعش، البعض إلى الإعلان بأننا ندخل حقبة جديدة من التطرف. وهذا يعني أن من الضروري أن ننظر إلى التهديدات القديمة من زوايا جديدة، مثل استخدام منظمات إرهابية لأسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية. هل تغير التطرف إلى درجة أن الجماعات الإرهابية المعاصرة قد تسعى إلى حيازة أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية، ونووية؟ يمكن للجماعات التي كانت مترددة في السابق أن تتغلب على ما يصفه آدم دولنيك الباحث في مجال مكافحة الإرهاب “بالقيود التحفيزية” وتستخدم أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية بسبب جاذبية اهتمام وسائل الإعلام والرغبة في الفوز في المنافسة مع منظمات إرهابية أخرى. كما أنها يمكن أن تستغل التغيير في توافر هذه الأسلحة، وطريقة إطلاقها، ودرجة تعقيدها. ولدراسة هذا التهديد، من الأهمية بمكان أن ننظر إلى الجوانب الثلاثة الرئيسية للهجوم الإرهابي التي حددها خبير الإرهاب جيمس فورست بأنها النية، والقدرة والفرصة المتاحة. المحفزات الإرهابية اهتمام وسائل الإعلام يستخدم الإرهابيون العنف كشكل من أشكال التواصل للتأثير على جمهورهم. لذلك، يُعد اهتمام وسائل الإعلام هدفاً مركزياً للكثير من التنظيمات الإرهابية. فأكثر ما يجذب وسائل الإعلام هي الحوادث الإرهابية الكثيرة الضحايا، مثل اختطاف الطائرات والهجمات على أهداف مرتبطة بالدول الغربية. وعلى العكس من ذلك، يُنظر بشكل عادي إلى الهجمات في أماكن مثل العراق وأفغانستان وتحصل على قدر أقل من اهتمام وسائل الإعلام الدولية واهتمام الرأي العام. وللحفاظ على اهتمام وسائل الإعلام أو استعادته، يجب على الإرهابيين “أن يصعّدوا الحد الأدنى لهجوم مذهل”، حسب قول روبرت كوبرمان، من الوكالة الأمريكية لمراقبة التسلح ونزع السلاح. وهذا يساعد في تفسير ميل الإرهابيين للتركيز على إسقاط أكبر عدد من الضحايا من خلال مهاجمة أهداف مدنية بدون تمييز وبزيادة استخدام الهجمات الانتحارية. ومن شأن الهجمات الكيماوية، والبيولوجية، والإشاعية والنووية، مقارنة بالتكتيكات الإرهابية التقليدية، أن توفر الحافز اللازم لجذب اهتمام وسائل الإعلام. وقد أطلق على أسلحة الدمار الشامل “أسلحة التعطيل الشامل” نظراً لتأثيرها الواسع النطاق على المجتمع. واستخدام الإرهابيين لأسلحة الدمار الشامل هو أكبر تهديد لأمن الدول الغربية ويمثل خوفها الأعظم. لذلك، قد تكتفي المنظمات الإرهابية ببساطة بالتهديد باستخدام مثل هذه الأسلحة. ففي 24 كانون الأول/ ديسمبر1998، مثلاً، أعلن أسامة بن لادن في مقابلة مع مجلة تايم أن “حيازة أسلحة دمار شامل للدفاع عن المسلمين هو واجب ديني”، وهو تصريح لفت انتباه المؤسسات الإعلامية الدولية والحكومات الغربية. فريق من الخبراء الليبيين والمهندسين العسكريين يقوم بتفريغ الوقود من صواريخ إس أيه-2 المنتهية الصلاحية تحت اشراف الأمم المتحدة في طرابلس. يقوم الفريق بإزالة المواد الكيماوية السامة الموجودة في صواريخ الدفاع الجوي. رويترز ويمكن للمرء أن يجادل بأن من شأن استخدام الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والإشعاعية والنووية أن يشوّه سمعة جماعة إرهابية، لا سيما حين يتعاطف الناس مع الضحايا. غير أن الجماعات المتطرفة تعتقد أن التغطية الإعلامية المكثفة والأعداد الضخمة من المشاهدين تستحق تلك المخاطرة. فمن شأن الهجوم أن يسهّل انتشار الخوف ويحقق زيادة كبيرة في اهتمام الزبائن مما يمكّن الجناة من بث رسالتهم على نطاق غير مسبوق. وتُعد الرغبة في البروز وسط تدفق مستمر للتقارير المتعلقة بالإرهاب حافزاً محتملاً قوياً يدفع المنظمات المتطرفة المعاصرة إلى استخدام الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والإشعاعية والنووية. المنافسة بين المنظمات الإرهابية عندما أصدر تنظيم القاعدة بياناً في 2 شباط/ فبراير 2014، بأنه لا علاقة له بتنظيم داعش، كان ذلك علامة على أن الكفاح من أجل شغل المنصب الأعلى بين المنظمات المتطرفة قد وصل إلى مستوى جديد من الحدة. فخوف القاعدة من فقدان النفوذ العالمي والمصداقية بين أتباعها المتطرفين والجماعات المرتبطة بها مثل القاعدة في شبه الجزيرة العربية والقاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، التي تفضل داعش، يمكن أن تمثل حافزاً محتملاً لشن هجوم إرهابي مذهل آخر. ويمكن للقاعدة أن تستخدم الدعاية التي ستجنيها لإظهار قدراتها أمام جمهور عالمي وتستعيد موقعها القيادي بين المنظمات المتطرفة. ولتحقيق الأثر النفسي المطلوب وإلحاق الأذى بأكبر عدد من الضحايا، فإن محاولة القاعدة شن هجوم باستخدام أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشاعية ونووية، أصبحت الآن أكثر احتمالاً مما كانت عليه في الماضي. وستقوم، في هذا السياق، بتقييم جدوى تلك الأسلحة. ويتفق معظم المحللين على أن حادثة من هذا القبيل من شأنها أن تحمل بصمة القاعدة بشن هجمات انتحارية متزامنة وجيدة التنسيق على أهداف متعددة مرتبطة بالغرب. احتمالات استخدام الإرهابيين أسلحة كيماوية، وبيولوجية وإشعاعية ونووية حيازة أسلحة كيماوية إن حيازة أسلحة كيماوية جاهزة الاستخدام وذات استخدام عسكري بكميات تسمح بشن هجوم إرهابي فعّال وأنظمة الإطلاق اللازمة، لن يكون ممكناً إلا لجهات فاعلة من غير الدول تحت ثلاثة ظروف: (1) من خلال قنوات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية؛ (2) أو من خلال دولة مارقة تقتني أسلحة كيماوية، كما يمكن أن يحدث مع حزب الله ونظام الأسد في سوريا؛ أو (3) عن طريق الاستيلاء بالقوة على أسلحة من مخزونات مملوكة للدولة، مثلما ربما حدث فعلاً أثناء الانتفاضة السورية، أو أثناء استيلاء تنظيم داعش على مجمع الأسلحة الكيماوية العراقي المهجور في المثنى. إن تطوير وتصنيع أسلحة كيماوية بكميات كافية، سيكون على الأرجح عملية بالغة التعقيد وباهظة التكاليف بالنسبة لمعظم المنظمات الإرهابية، كما بينت ذلك جماعة أوم شينريكيو ، التي أطلقت غاز الأعصاب السارين في عربات مترو الأنفاق في طوكيو عام 1995، فقتلت 12 وأصابت حوالي 6000 شخص. فالحصول على مواد سامة ذات استخدام مزدوج للتطبيقات الصناعية أو الزراعية أسهل من الحصول على أسلحة كيماوية ذات استخدام عسكري. قابلية استخدام الأسلحة الكيماوية إن أبسط طريقة لاستخدام أسلحة كيماوية هي إطلاق عناصر كيماوية في المنطقة المستهدفة، مثلما حدث في هجوم شنته جبهة نمور تحرير تاميل إيلام عام 1990 على قاعدة عسكرية سريلانكية في كيران الشرقية. كما تمكن المتطرفون من استخدام نظام التدفئة، والتهوية وتكييف الهواء في إحدى البنايات لنثر المواد الكيماوية. وتُعتبر الأسلحة الكيماوية البدائية المصنوعة من متفجرات تقليدية والكيماويات ذات الاستخدام المزدوج، مثل الكيماويات الصناعية السامة أو المبيدات الحشرية، هي النوع الأكثر شيوعاً في الاستخدام الإرهابي. فانخفاض درجة التعقيد وتوفر المكونات الضرورية على نطاق واسع تجعل هذا النوع من السلاح الكيماوي جذاباً للمتطرفين من ذوي الميزانيات المحدودة. وتبين مؤامرة القاعدة عام 2004 لاستخدام أسلحة كيماوية ضد بنايات رسمية في عمّان، بالأردن، ومؤامرة القاعدة عام 2003 ضد مترو الأنفاق بمدينة نيويورك، التي تضمنت كلتاهما مواد كيماوية مزدوجة الاستخدام، أن المنظمات الإرهابية قد استكشفت بالفعل مثل هذه الطرق. ويتمثل سيناريو محتمل آخر لاستخدام الإرهابيين أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية، في إطلاق مواد سامة عن طريق مهاجمة أو تخريب منشأة صناعية تحتوي على كيماويات سامة تقع بالقرب من منطقة الهدف المقصود. ويمكن لهجوم إرهابي من هذا النوع أن يكون له نفس الأثر الذي خلفه تسرب الغاز الصناعي في بوبال، بالهند عام 1984 الذي أودى بحياة الآلاف وأصاب نصف مليون من البشر. حيازة أسلحة بيولوجية إن مسببات الأمراض اللازمة لبناء سلاح بيولوجي يمكن حصدها في الطبيعة، واقتناؤها عن طريق شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية أو سرقتها من مرافق البحوث الطبية. ورغم أن باستطاعة المنظمات الإرهابية أن تنتج مسببات الأمراض بنفسها، فإن العملية تحتاج إلى مرافق انتاج عالية التقنية قادرة على إنتاج كميات كافية ووسائل التخزين المناسبة، ونقل وتسليم العنصر المحدد. فجماعة أوم شينريكيو، مثلاً، لم تتمكن بنجاح من تطوير واستخدام أسلحة بيولوجية، رغم استثماراتها الضخمة، وقررت، بدلاً من ذلك، استخدام أسلحة كيماوية. قابلية استخدام الأسلحة البيولوجية يمكن إطلاق مسببات الأمراض من خلال نظام التهوية، أو الأغذية أو إمدادات المياه، ومن خلال وسائل مثل البريد، أو يمكن وضعها في عبوة ناسفة مرتجلة. ومشكلة أسلوب العبوات الناسفة المرتجلة، طبقاً لأبحاث فورست، أن ما يصل إلى 50 بالمائة من مسببات الأمراض تُدمر في الانفجار. جندي نيجيري يجلس داخل سيارة بالقرب من منجم يورانيوم في صحراء شمالي النيجر. بذل المتطرفون محاولات متقطعة على مدى عدة عقود ماضية للحصول على اليورانيوم لاستخدامه في الأسلحة، ولكن قدرتهم على إنتاج أو استخدام سلاح نووي لا تزال ضعيفة للغاية. وهناك خطر أقل لاستخدام الأسلحة البيولوجية في الإرهاب المعاصر نظراً للتعقيد الكامن في عمليات الحيازة، والتخزين، والنقل والإطلاق. إضافة إلى ذلك، فإنه بمجرد التغلب على مشاكل تحديد العنصر المعين، عادة ما يمكن التخفيف طبياً من أثره على الأهداف البشرية، وفقاً لبحث أجراه إدوارد هوفر. وطبقاً لفورست، فإن درجة التعقد العالية المتعلقة بالتطوير والإطلاق، مقارنة بالأنواع الأخرى للأسلحة الكيماوية، والبيولوجية والإشعاعية، والنووية، وغياب التأثير الفوري على السكان المستهدفين بسبب مدة الحضانة المحددة لمسببات الأمراض، تجعل الأسلحة البيولوجية اختياراً سيئاً بالنسبة للجماعة الإرهابية المعاصرة. حيازة أسلحة إشعاعية يمكن الحصول على عدة عناصر عالية الإشعاع مناسبة لبناء أجهزة إطلاق الإشعاعات أو أجهزة مشعة على نطاق واسع بسبب استخدامها في الطب والصناعة. ويمكن أن يحصل الإرهابيون على هذه المواد عن طريق الشبكات الإجرامية أو سرقتها من مرافق طبية أو صناعية لا تخضع لإجراءات أمنية. ورغم أن بناء جهاز إشعاعي هو عملية ميكانيكية بسيطة إلى حد ما، فإن الأفراد يخاطرون بالتعرض للإشعاع أثناء تعاملهم مع المواد المشعة، وبناء الجهاز، وتخزينه، ونقله وإطلاقه. قابلية استخدام الأسلحة الإشعاعية يمكن بناء أجهزة إطلاق الإشعاعات في أي من الأشكال المستخدمة في العبوات الناسفة المرتجلة التقليدية. وتزيد المواد المشعة من الآثار الثانوية لتلك العبوات، مثل تلويث المنطقة المستهدفة وتسميم الضحايا وأول المستجيبين بالإشعاع. وعلى الرغم من التدابير الأمنية المشددة وآليات السلامة المدمجة ضد الهجمات المباشرة وغير المباشرة على محطات الطاقة النووية في جميع أنحاء العالم، يجب عدم استبعاد شن هجوم إرهابي على مثل هذه المرافق لتحويلها إلى أجهزة إطلاق إشعاعات ضخمة. وتُطلق الأجهزة المشعة بوضع المادة المشعة حيث يصيب الإشعاع عدداً كبيراً من الناس، مثل محطة قطارات أنفاق أو مطار، أو استاد رياضي مغلق، أو كنيسة، أو مركز حكومي أو بناية إدارية. وتبين حادثة متنزه إسماعيلوفسكي في موسكو عام 1995، التي تظل المحاولة الوحيدة المعروفة لاستخدام أسلحة إشعاعية، إمكانية وجود أجهزة مشعة. وتثير الأسلحة الإشعاعية، على الأرجح، الخوف والذعر على نطاق واسع، لا سيما عندما يكون السكان المستهدفون على بينة من وجود التلوث. وفى عام 2008 كتب آدم دولنيك يقول، عندما كان مديراً لبرامج الأبحاث في مركز منع الجريمة العابرة للحدود الوطنية بأستراليا، “إن الآثار النفسية ستكون أكثر تدميراً، وذلك أساساً بسبب الارتباط التلقائي لكلمة ’مشع‘ مع كلمة ’نووي ‘في أذهان الغالبية العظمى من سكان العالم. والواقع، مع ذلك، أن عدد الناس الذين سيموتون تحت الأقدام أثناء التدافع وفى حوادث السيارات نتيجة رغبة السكان المذعورين في مغادرة المنطقة المصابة فوراً، أكبر بكثير من الذين سيموتون بسبب التعرض المباشر للإشعاع”. وبسبب الأثر النفسي الكبير على السكان المستهدفين، فإن استخدام سلاح إشعاعي في هجوم إرهابي أمر ممكن. ويمكن لمنظمة متطرفة جيدة التمويل استخدام هذا النوع من الأسلحة في هجوم إرهابي عالي التأثير وعلى نطاق واسع. حيازة أسلحة نووية بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، ساد قلق من احتمال حصول إرهابيين على أسلحة نووية أو مواد صنع أسلحة من إحدى الجمهوريات السوفيتية السابقة. وطبقاً لرولف موات-لارسن، المدير السابق للاستخبارات ومكافحة الاستخبارات بوزارة الطاقة الأمريكية، فإن القاعدة بذلت عدة محاولات للحصول على مواد تتعلق بصنع الأسلحة والمعرفة من عناصر من الجمهوريات السوفيتية السابقة، وباكستان ومصادر في أفريقيا. وبالإضافة إلى مخاطر الانتشار النووي التي تشكلها ترسانات باكستان والهند وبرامج أسلحة كوريا الشمالية وإيران، تظل شبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية المصدر الأكثر احتمالاً للأسلحة النووية، والمكونات والمواد المشعة. وتُعتبر جماعة تعمير الأمة، التي يديرها بشير الدين محمود، أو شبكة عبد القادر خان، نموذجان لشبكات الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية التي كانت نشطة في هذا الميدان قبل إغلاقهما. قابلية استخدام الأسلحة النووية تعتبر الولايات المتحدة ودول أخرى أن جماعة إرهابية مسلحة نووياً تمثل أسوأ سيناريو. ومن الواضح أن القاعدة أدركت أيضاً هذه الإمكانات حيث معروف عنها أنها تدير برنامجاً للأسلحة النووية تحت قيادة عبد العزيز المصري منذ عام 1999، رغم أنها لم تسع للحصول على هذا النوع من الاسلحة في الآونة الأخيرة، حسب ما كتبه موات-لارسن. ومن غير المحتمل جداً استخدام أسلحة نووية كسلاح إرهابي. ويُفترض عموماً أن الجهات الفاعلة من غير الدول لا تملك قدرات الحصول على مواد أسلحة نووية بالكميات المطلوبة، وتصنيع أجزاء الأسلحة كل على حده، وبناء جهاز عامل من هذه الأجزاء، وصيانة الجهاز على نحو سليم أثناء تخزينه حتى يظل قابلاً للتشغيل. والمنظمات المتطرفة تنوي حيازة أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية من كافة الأنواع إلى درجة معينة. وتعتمد قدرة منظمة ما على حيازة أو بناء أسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية على الجماعة المعينة ونوع السلاح. وقدرات اقتناء جماعة راسخة وجيدة التمويل ومتمرسة مثل القاعدة لمثل هذه الأسلحة أكبر من جماعات أقل رسوخاً في أفريقيا أو أجزاء من الشرق الأوسط. ونية حيازة واستخدام أسلحة بيولوجية وإشعاعية منخفضة نسبياً. فباستطاعة المنظمات المتطرفة حيازة أو إنتاج أسلحة بيولوجية، ولكنها مقيدة بدرجة كبيرة بسبب التعقيد والتكاليف. فحيازة مواد ومكونات الأسلحة الإشعاعية والنووية كانت أسهل عقب تفكك الاتحاد السوفيتي، ولكن الفرص محدودة اليوم. ورغم أن القاعدة أعربت عن نيتها اقتناء أسلحة نووية في تسعينات القرن الماضي والعقد الأول من الألفية الثالثة، فإنها لم تعد الآن تمثل أولوية بالنسبة لها. ويمكن اعتبار القدرات النووية للجهات الفاعلة من غير الدول، بما فيها المنظمات المتطرفة، منخفضة للغاية وربما غير موجودة. لا يوجد دليل على وجود تغيير كبير في القدرات بالنسبة لأي من تكنولوجيات الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والإشعاعية والنووية في السنوات الأخيرة. ويبدو أن اقتناء واستخدام الأسلحة الكيماوية كانت له أولوية على غيرها من الأنواع الأخرى لتلك الأسلحة. فعناصر ومواد الأسلحة الكيماوية متوفرة بصورة عامة بأسعار معقولة، ومن الأسهل الحصول عليها، وبناؤها وتناولها ونشرها أكثر أمناً وبساطة. ولا شك أن الحرب الدائرة في سوريا، حيث لا تزال هناك أسلحة كيماوية ذات استخدام عسكري، قد سهّلت، بدون شك، حيازة مثل هذه الأسلحة. كانت هناك عدة حالات في السنوات الأخيرة حاول المتطرفون فيها حيازة واستخدام أسلحة كيماوية، عادة بمواد كيماوية سامة مزدوجة الاستخدام، والتي هي من الأسهل الحصول عليها وأقل تعقيداً في استخدامها في الأسلحة البدائية. وقضية استيلاء داعش على مجمع عراقي مهجور للأسلحة الكيماوية في المثنى مؤشر يثير الانزعاج بالنسبة لهذا الاتجاه. ونتيجة لذلك، فإن أسوأ سيناريو مرجح لاستخدام المتطرفين لأسلحة كيماوية، وبيولوجية، وإشعاعية ونووية في الإرهاب يتمثل في استخدام أسلحة كيماوية في هجمات عشوائية. فهناك حافز وفرصة لاستخدام هذا النوع من الأسلحة غير المتقدمة المتوفرة بأسعار معقولة لجذب اهتمام وسائل الإعلام الدولية في محاولة لفرض الهيمنة في الاقتتال الداخلي والصراعات على السلطة الدائرة الآن بين المتطرفين. وبالنظر إلى كل ما سبق، فإن استخدام منظمات متطرفة معاصرة لأنواع معينة من الأسلحة الكيماوية، والبيولوجية، والإشعاعية والنووية، أصبح أكثر احتمالاً. q أليكزاندر ديتيرت خريج برنامج الماجستير في مركز جورج سي. مارشال للدراسات الأمنية الدولية، بتخصص في مكافحة الإرهاب. خدم في القوات المسلحة الألمانية في مجال العمليات الخاصة، كطيار في الجيش وكمراقب عسكري تابع للأمم المتحدة. حصل على درجة الماجستير من جامعة القوات المسلحة الألمانية في ميونخ وتخرج من كل من برنامج مركز مارشال في الدراسات الأمنية للإرهاب وبرنامج حول الدراسات الأمنية التطبيقية.
التعليقات مغلقة.