فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني الأجهزة المتطورة تصبح أكثر يسراً وتعمل كقوة مضاعفة في حفظ السلام مع تغيير الطائرات بدون طيار لأستراتيجية الحرب، ينبغي ألا نفاجأ بأن التكنولوجيا تحوّل عمليات حفظ السلام أيضاً. فمنذ نهاية عام 2013 استخدمت الأمم المتحدة الطائرات بدون طيار، للتحليق فوق المنطقة الشرقية المضطربة من جمهورية الكونغو الديمقراطية. وتراقب الطائرات بدون طيار التي يبلغ طولها 5 أمتار المناطق النائية التي لا تستطيع قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة الوصول إليها. ويمكن لهذه الطائرات، المجهزة بكاميرات، وأجهزة إشارة حرارية وتكنولوجيا الرؤية الليلية، أن تقوم بالمراقبة في الظلام ورصد التحرك تحت مظلة شجرة سميكة – وهي جبهة جديدة في جمع المعلومات الاستخباراتية. تقوم الطائرات بدون طيار بدوريات في الحدود الشرقية على ارتفاع منخفض، لتراقب المتمردين والميليشيات، وترصد أيضاً عمليات التعدين غير المشروعة في المنطقة. ضابط أوغندي يخدم مع بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يستخدم كمبيوتر محمول في تصوير الاستعدادات لعملية تقدم باتجاه بلدة بور هاكابا الصومالية المركزية في عام 2013. [ستيوارت برايس/ فريق دعم المعلومات بالاتحاد الأفريقي/ الأمم المتحدة] وبعثة الأمم المتحدة لتحقيق الاستقرار في جمهورية الكونغو الديمقراطية، تمثل المرة الأولى التي تستخدم فيها الأمم المتحدة طائرات بدون طيار لحفظ السلام. ورغم أن هذه الطائرات المتطورة ليست رخيصة الثمن، فإنها بدأت تتوفر بأسعار في متناول اليد. فكانت تكلفة المهمة التي تستخدم طائرتين تقدر بـ 15 مليون دولار سنوياً، أو نحو 1 بالمائة من الميزانية السنوية للبعثة. ومنذ ذلك الحين أضافت البعثة ثلاث طائرات أخرى، رغم أن واحدة منها تحطمت في تشرين الأول/ أكتوبر 2014 قال مسؤول من الأمم المتحدة لموقع FoxNews.com “إنها توفر دوياً جيداً للغاية مقابل سعرها. فعندما يكون انتشارك خفيفاً في المنطقة، توفر هذه الطائرات عينين إضافيتين لقواتنا لحفظ السلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية”. لقد جاء استخدام الطائرات بدون طيار في الجيش إلى هنا ليبقى. فاعتباراً من أوائل عام 2012 أنشأت 10 دول أفريقية على الأقل نوعاً من أنواع برامج الطائرات بدون طيار. التكنولوجيا العصرية في الميدان يمثل استخدام الأمم المتحدة للطائرات بدون طيار في عمليات حفظ السلام تغيراً في الفلسفة، حيث يجري على نحو متزايد نقل التكنولوجيا من المكاتب إلى الميدان. وفي السنوات الأخيرة اتهم النقاد الأمم المتحدة بأنه رغم استخدامها التكنولوجيا في مقرها، فإنها كانت بطيئة في اعتمادها في بعثاتها الميدانية. ودعا تقرير للأمم المتحدة عام 2000 إلى مزيد من الاستخدام المكثف للأنظمة العالمية لتحديد المواقع وغيرها من أنظمة المعلومات الجغرافية في عمليات حفظ السلام. ودعا تقرير مماثل عام 2009 إلى “استخدام أفضل للتكنولوجيا لدعم عمليات الانتشار الأخف، والأكثر مرونة”. وقال مركز التعاون الدولي، إنه رغم الحاجة إلى مزيد من التكنولوجيا في حفظ السلام، فإن “الكثير من البعثات لا تزال تفتقر إلى التكنولوجيا التي قد تكون ضرورية لتنفيذ تفويضاتها”. والتر دورن، الذي يدرّس في كلية القوات الكندية والكلية العسكرية الملكية في كندا، هو واحد من بين خمسة أشخاص تم تعيينهم في لجنة للأمم المتحدة للنظر في استخدام التكنولوجيا في عمليات حفظ السلام. حيث ألف كتاباً حول الموضوع، المراقبة المستمرة: الرصد، والتكنولوجيا والابتكار في عمليات الأمم المتحدة لحفظ السلام، تم نشره في عام 2011 يعتقد دورن أن على الأمم المتحدة أن تواكب العصر وكتب يقول، “إن حفظ السلام لم يعد يتعلق بأصحاب البيريهات الزرقاء الذين يجلسون بين طرفين، ولكنه أصبح تحدياً متعدد الأبعاد أكثر تعقيداً من ذلك بكثير يُشرك الأمم المتحدة في مكافحة التمرد، المهام الشرطية، وجمع المعلومات الاستخباراتية وبناء الدولة، والتي تصبح فيها التكنولوجيا العسكرية أمراً ضرورياً”. قال دورن لمجلة أيه دي إف بأن الأجهزة ذات التقنية العالية، رغم تكلفتها الباهظة، تلعب دوراً حاسماً في حفظ السلام، وأن التكنولوجيات الأرخص المتداولة مثل الهواتف الذكية توفر أكبر قيمة في البعثات. كتب دورن يقول في الكتاب، “إن المنتجات غير المكلفة مثل الكاميرات الرقمية عالية التكبير، وكاميرات الإنترنت وكاميرات الفيديو أصبحت من الأدوات المنزلية الشائعة. والدوائر التلفزيونية المغلقة وشبكات الفيديو الرقمية تجعل المتاجر والشوارع أكثر أمناً في المدن حول العالم. لكن مفهوم مراقبة المواقع الاستراتيجية بالفيديو في المدن التي تمزقها الحروب إبداع جديد في حفظ السلام. وأجهزة رصد الحركة مستخدمة على نطاق واسع في أجهزة الإنذار بالمنازل وفي مداخل السيارات، وعلى سبيل المثال في أنظمة الإضاءة الليلية لتنبيه سكان البيوت بوجود زوار ومتطفلين محتملين، ولكنها لم تصبح بعد أدوات لقوات حفظ السلام في أكثر مناطق النزاع سخونة في العالم”. معلومات التعدين إن التكنولوجيا أكثر من مجرد أدوات- إنها أيضاً الاستخدام المتطور للبيانات. في تقرير عام 2013 حول تكنولوجيا حفظ السلام، قالت الباحثتان آن كال وهيلينا بويغ لاروري، “إن الملامح الرئيسية للتكنولوجيا، الحديث منها والأقدم على حد سواء، تبشر بجعل عملية حفظ السلام أكثر فعالية”. وكتبتا تقولان إن معالجة البيانات، على وجه الخصوص، يمكن أن يكون مكوناً رئيسياً لأي برنامج لحفظ السلام. تشمل معالجة البيانات جمع، وتنظيم وتحليل المعلومات، التي يمكن أن تضم أي شيء من الصور التي تلتقطها الطائرات بدون طيار إلى بناء قواعد بيانات باستخدام معلومات حشد المصادر المجتمعية من البريد الإلكتروني والرسائل النصية. قال التقرير، “إن التطبيق الأكثر وضوحاً لهذه الأدوات هو المساعدة في جمع بيانات أفضل لأنظمة الإنذار المبكر للصراع”. واستشهدت الباحثتان على وجه التحديد ببرنامج فوا دي كيفو، وهو برنامج لجمع المعلومات من حشد المصادر المجتمعية استخدم في جمهورية الكونغو الديمقراطية منذ عام 2009. وقد شارك بيتر فان دير فينت، وهو باحث ومدرس في نيويورك، في البرنامج منذ بدايته. كتب فان دير فينت لموقع Ushahidi.com يقول، “إن الفظائع في المناطق التي يصعب الوصول إليها – مثل مناطق كثيرة في شرقي الكونغو – كثيراً ما تغيب عن ملاحظة أحد بسبب عدم وجود إمكانية للوصول إليها، سواء لضعف البنية التحتية أو الحقيقة البسيطة بأن القتال يجعل من الخطورة بمكان الاقتراب منها. إن عجز المنظمات الدولية والمنظمات الإنسانية غير الحكومية عن جمع معلومات في ظل هذه الظروف يعوق إيصال المساعدات في الوقت المناسب وبطريقة فعّالة”. أفراد حفظ سلام تابعين للأمم المتحدة يستخدمون طائرات بدون طيار يبلغ طول الواحدة 5 أمتار في عمليات المراقبة. [وكالة الأنباء الفرنسية / صور غيتي] قال فان دير فينت، “إن الأمر يسير على هذا النحو، في كل قرية مشاركة في فوا دى كيفو، هناك ثلاثة أشخاص يحملون هواتف نقالة: يمثل أحدهم الزعامة التقليدية، والثاني يمثل المجموعات النسائية، والثالث منتخب من قبل المجتمع. والثلاثة مدربون تدريباً مكثفاً على كيفية إرسال رسائل إلى النظام. وكل منهم مزود بهاتف ورصيد شهري، وورقة تعليمات برمجية تسرد الأحداث المحتملة التي يمكن أن تقع في القرية. وإرسال الرسائل إلى النظام بالمجان ولكنه أيضاً طوعي – رغم أن المستخدمين ليسوا مضطرين لدفع ثمن كل رسالة، فإنهم لا يحصلون على أي مكافآت مالية لإرسال المحتوى إلى النظام”. ”بالنسبة للمجتمعات المحلية المشاركة، يوفر فوا دى كيفو نظاماً لتسجيل أحداث التاريخ، وأرشفة أقوال الشهود والتواصل مع بقية العالم بشأن الأحداث التي تؤثر على حياتها اليومية. وبالنسبة للباحثين والممارسين العاملين في المنطقة، تشكل المعلومات المجمعة مورداً هاماً لمعرفة المزيد عن الوضع على الأرض في المناطق التي يصعب الوصول إليها”. الرؤية الليلية تغير كل شيء لا يمكن المبالغة في أهمية الثورة التي حدثت في المراقبة الليلية. وكما أشار دورن، فإنه باستثناء حراس الليل، كان حفظ السلام التقليدي “وظيفة نهارية”. ولأنه لا يرى سوى القليل في الظلام بالعين المجردة، فإن الليل يعطي الأطراف العنيفة نحو 10 ساعات من الانطلاق الحر. إن أجهزة الرؤية الليلية، إلى جانب تكنولوجيا المراقبة الأخرى، تغيّر قواعد الحرب الليلية. فتكنولوجيا الرؤية الليلية فعالة جداً إلى درجة أن الجنود يرفضون الآن الذهاب إلى الميدان بدونها. إن أجهزة الكشف بالأشعة تحت الحمراء التي ترصد الحرارة هي الأدوات الأكثر فعالية للرؤية الليلية، ولكنها تكلف بصورة عامة أكثر من 5000 دولار للوحدة الواحدة – وهو سعر غير عملي بالنسبة لمعظم بعثات الأمم المتحدة أو الاتحاد الأفريقي. وبدلاً من ذلك، يستخدم أفراد حفظ السلام شكلاً بسيطاً من أشكال الرؤية الليلية، يسمى تكثيف الصورة. ترصد هذه الأجهزة وتضخّم الضوء المرئي بنحو 25000 مرة أو أكثر. وهي تعتمد على الضوء المنعكس من سماء الليل أو من مصادر أخرى. وفي ظل ظروف ممتازة، مثل سماء الليل الصافية مع قمر مكتمل، فإن خفيراً يستخدم مكثفاً حديثاً للصور يمكن أن يرى الأشخاص وهي تتحرك على بعد 1500 متر. ويمكن أن تباع مكثفات الصورة بأقل من 300 دولار للوحدة الواحدة. الأداة الأفضل لحفظ السلام إن الهاتف النقال هو الأداة الأكثر تنوعاً في ترسانة حفظ السلام، وفي الآونة الأخيرة الهاتف الذكي. وقد نما استخدام الهاتف النقال في أفريقيا أكثر من أي منطقة أخرى على وجه الأرض. كان هناك 54 مليون مشترك في خدمة الهاتف النقال في أفريقيا عام 2003؛ وبنهاية 2014 كان هناك نحو 635 مليون مشترك. ويتوقع أن يكون هناك 930 مليون مشترك في خدمة الهاتف النقال في أفريقيا بحلول عام 2019 يمكن للهاتف النقال، في أبسط استخداماته، أن يُستخدم في تنبيه ضباط الجيش والشرطة وتنسيق المساعدات. كذلك يمكن استخدام الهاتف الذكي الحديث، الذي يتكلف ما لا يزيد عن 100 دولار، بوصفه كاميرا مراقبة، وجهاز لجمع الأدلة والمعلومات من حشد المصادر المجتمعية. ويجري الآن فقط تطويره كجهاز ترجمة لأفراد حفظ السلام الذين لا يتكلمون لغة مشتركة. أنظر إلى مجرد العدد الكبير من اللغات التي يتحدث بها الناس في أفريقيا. هناك 14 “أسرة” لغات رئيسية في القارة، مع عدد مذهل من الاختلافات داخل تلك الأسر. تتحدث نيجيريا وحدها أكثر من 500 لغة. وقد يكون هناك أكثر من 3000 لغة مستخدمة في جميع أنحاء القارة. كانت حواجز اللغة لفترة طويلة تمثل عائقاً أمام بعثات حفظ السلام الأفريقية. وظلت بعثات التدريب وعمليات حفظ السلام مكبلة نتيجة أوجه الاختلاف في اللغات بين أفراد حفظ السلام ومع المدنيين المكلفين بحمايتهم. قال دورن إن الهواتف النقالة سوف تغير ذلك. قال دورن، “إن قوات حفظ السلام، باستخدامها الهواتف النقالة أو الإنترنت، يمكن أن تحصل على ترجمات من خدمة ترجمة مركزية بدلاً من الاعتماد على مترجم يسافر معها. وبدلاً من ذلك، يمكن أن تتحقق من دقة ترجمة الشخص المرافق لها، خاصة للكشف عن أي تحيز في الترجمة، الذي يشكل في بعض الأحيان مشكلة خطيرة في عمليات السلام في المجتمعات المنقسمة على نفسها”. ومع ذلك، فإن تطبيقات الترجمة للهواتف الذكية لا تزال تتطور. ويحتاج كثيرون للوصول إلى الإنترنت حتى تتمكن الهواتف من الاستفادة من قواميس الإنترنت. وخاصية التعرف على الصوت يمكن أن ترتكب أخطاء. قالت إليزابيث برنهارت، مديرة مركز اللغات بجامعة ستانفورد، لصحيفة سان هوزى ميركيري نيوز، “إذا كنت سائحاً في شارع وتحتاج لمعرفة مكان محطة القطار، فإن هذه الأدوات مفيدة جداً. وإذا كنت في مهمة عمل وأشارك في مفاوضات جادة، فإنني لن أعتمد على الترجمة الآلية”. ونفس الأمر ينطبق على بعثة حفظ السلام. وفي الوقت الراهن، يواصل أفراد حفظ السلام الاعتماد على أدوات تقليدية لمراقبة المناطق المضطربة. ولا يزال زوج عادي من النظارات المكبرة جزءاً مهماً من أجهزة المراقبة. ولكن المعتدين بدأوا في استخدام تكنولوجيا عصرية، ولن يكون أمام أفراد حفظ السلام خيار إلا مواكبتهم. q التكنولوجيا العصرية لحفظ السلام الطائرات بدون طيار، أو الطائرات غير المأهولة، تُستخدم إلى حد كبير كأسلحة في أفريقيا وأصبحت الآن فقط أدوات مراقبة بحد ذاتها. يمكن للطائرات بدون طيار أن تكون صغيرة كالطير أو كبيرة كطائرة تقليدية. ونظرا لأنها أقل عرضة بكثير من البالونات، يمكن أن تكون الطائرة بدون طيار، في أيدي طيار متمرس على الأرض، أداة مراقبة ليس لها نظير. وهناك بعض الطائرات بدون طيار صامتة تقريباً، اعتماداً على نظام الدفع. الهواتف الذكية هي التكنولوجيا الحديثة الأكثر تنوعاً ويمكن استخدامها في عشرات التطبيقات في البعثات الميدانية. والهاتف الذكي عبارة عن هاتف، وكاميرا، وكاميرا فيديو، ومسجل صوت، وجهاز اتصال لاسلكي، ونظام لتحديد المواقع، ومترجم لغات، وجهاز إنترنت، وآلة حاسبة ومصباح يدوي. والتطبيقات الجديدة قيد التطوير بشكل مستمر. وفائدته كجهاز عسكري ليس لها مثيل. كاميرات الصور الثابتة وكاميرات الفيديو الرقمية يمكن أن يستخدمها أفراد حفظ السلام لالتقاط صور أو تصوير مقاطع فيديو للتقارير وقواعد البيانات. وكاميرات الفيديو المتينة تتكلف أقل من 130 دولاراً. كاميرات الفيديو عن بعد يمكن أن تراقب النقاط الساخنة حتى في غياب قوات حفظ السلام. يمكن أن ترصد الصراعات لحماية المدنيين. ويمكن تركيب الكاميرات للمساعدة في منع التعدي على ممتلكات الغير والاتجار غير المشروع في الأسلحة، والموارد الطبيعية والناس. ويمكن للكاميرات عن بعد أن تنقل لقطات فيديو حية أو صوراً يمكن للدوريات المارة تحميلها. كاميرات الخوذات أصبحت أداة قياسية في الكثير من الجيوش. والمشهد الذي يراه الجندي يمكن تسجيله ونقله في الوقت الحقيقي إلى جنود وضباط قيادة آخرين. [أسوشييتد برس] نظارات الرؤية الليلية مفيدة جداً لدرجة أن بعض الجنود يصرون على ارتدائها في جميع الدوريات الليلية. فالمشهد الذي يراه الجندي الذي يرتدي نظارات رؤية ليلية يمكن تسجيله على جهاز جيب أو نقله في وقته الحقيقي. وتستخدم نظارات الرؤية الليلية حين يكون العنف أثناء الليل مصدر قلق. ويمكن أن تشمل الأجهزة الليلية كاميرات بمكبرات للصور المنخفضة الإضاءة ولرصد الأشعة تحت الحمراء. أجهزة رصد الحركة للكاميرات يمكن أن تنبه الجنود عن تسلل وتحركات قوات. كما يمكن استخدامها بإضاءة أثناء الليل لتبين للمتطفلين أن هذه المنطقة مراقبة. وكثيراً ما تعمل مثل هذه الأجهزة ببطاريات شمسية. برامج كمبيوتر تقوم بتجميع البريد الإلكتروني، والرسائل النصية والصور لتبين الاتجاهات، وتحركات القوات ومناطق الاضطراب. وقد أحدثت مثل هذه البرامج ثورة في جمع المعلومات من حشد المصادر المجتمعية في أفريقيا. الميكروفونات عن بعد، التي تدفعها الأصوات غير العادية إلى التشغيل، يمكن استخدامها مع كاميرات كأجهزة رصد، أو كأجهزة قائمة بذاتها. الأنظمة العالمية لتحديد المواقع لديها تطبيقات عسكرية لا حصر لها تقريباً، من تحديد موقع المعتدين بالضبط، إلى رسم خرائط اتجاهات القوات على وجه الدقة. ويمكن استخدام هذه الأجهزة في الظلام وفي الأماكن غير المألوفة. ويمكنها رصد الأهداف البرية والجوية. ويمكن العثور بسرعة على الطيارين والطائرات التي أسقطت عندما تكون مزودة بالنظام العالمي لتحديد المواقع. أجهزة الكشف بالليزر يمكن أن ترصد التسلل عبر الحدود أو إلى داخل المناطق المحظورة. تكون بعض هذه الأجهزة مقرونة بنظام عالمي لتحديد المواقع لتحديد موقع الأجسام البعيدة بدقة. أنظمة المعلومات الجغرافية الحقيقية يمكن أن تحل محل الخرائط. تسمح هذه الأنظمة بإدخال البيانات ويمكن الاتصال بها من أي مكان في الوقت الحقيقي. أجهزة الاستشعار السمعية/ الزلزالية يمكن أن ترصد تحرك الأفراد أو الأسلحة. يمكن لهذه الأجهزة أن تدفع الكاميرات إلى التشغيل وتنبه الدوريات. ويمكن استخدامها في الأمن والتحقق من اتفاقيات السلام. كاميرات التصوير الحراري، أو كاميرات الأشعة تحت الحمراء المصوبة إلى الأمام، ترصد الأشعة تحت الحمراء، عادة من مصدر حراري. وتتميز هذه الكاميرات، المعروفة عموماً باسم تكنولوجيا FLIR ، بمميزات واضحة على تقنيات التصوير الأخرى. فهي ترى الإشعاع في طيف الأشعة تحت الحمراء، وهو أمر يصعب إخفاؤه. ويمكنها أن ترى من خلال الدخان، والضباب، والثلوج وغيرها من الظروف الجوية. وهي كاميرات يكاد يكون من المستحيل على العدو أن يكتشفها لأنها تتلقى معلومات، على عكس الرادار والسونار، والتي تقوم ببثها. وإضافة إلى الرصد، يمكن أيضاً استخدام تكنولوجيا FLIR في الملاحة. البالونات المربوطة، وتسمى أيضاً المناطيد، المزودة بكاميرات فيديو نهارية أو ليلية، توفر مشاهد عالية وواسعة لمناطق المراقبة. غير أن مثل هذه البالونات يمكن أن تكون عرضة لضربها، وكثيراً ما تستخدمها قوات العدو في التدرب على ضرب الأهداف. التكنولوجيا البيومترية تحدد هوية الناس باستخدام أدوات أكثر تقدماً من طبع البصمات. ويمكن للكاميرات وغيرها من أجهزة تجميع الصور أن تحدد هوية الأشخاص عن طريق ملامح الوجه، وهندسة اليد، وأنماط شبكية وقزحية العين، والسلوكيات، بما في ذلك نوع الحديث أو طريقة المشي. استخدم الاتحاد الأوروبي مسح القزحية بالأشعة في توزيع أجور الجنود الكنغوليين، لضمان ألا يحصل أي جندي على أكثر من أجر في فترة العمل الواحدة. طائرات المراقبة بدون طيار «خطوة في الاتجاه الصحيح» عضو في لجنة بالأمم المتحدة يقول إن التكنولوجيا الحديثة تُحدث ثورة في بعثات حفظ السلام التكنولوجيا في عمليات حفظ السلام في تغير مستمر وتؤثر على جوانب جديدة من البعثات. ورغم أن تكاليف تكنولوجيا المراقبة والاتصالات قد انخفضت بدرجة كبيرة، فإنها لا تزال في غير متناول بعض الدول والمنظمات. في حزيران/ يونيو 2014، أعلنت الأمم المتحدة تعيين لجنة خبراء من خمسة أعضاء لتقديم المشورة للمنظمة بشأن أفضل السبل لاستخدام التكنولوجيات الجديدة من أجل منفعة بعثات حفظ السلام. ترأس اللجنة الأمريكية جين هول لوت، الخبيرة في مجال السلام والأمن. والأربعة أعضاء الآخرين هم الفريق متقاعد الهندي أبهيجيت غوها، واللواء متقاعد من جنوب أفريقيا مايكل فراير، واللواء متقاعد الدنماركي إب جوهانس باغر والدكتور الكندي والتر دورن. وهذه المبادرة جزء من مجهود لتحقيق مكاسب في الكفاءة ووفورات في تكاليف استخدام تكنولوجيات وابتكارات جديدة وناشئة. قال فراير، وهو مفوض شرطة سابق لبعثة الأمم المتحدة -الاتحاد الأفريقي في دارفور، لمجلة أيه دي إف، إنه من الناحية المثالية، يمكن يتشارك الجيش، والمدنيون والشرطة في استخدام تكنولوجيا حفظ السلام. وقال إنه “لا حاجة هناك لأن يكون لكل طرف تكنولوجيته الخاصة المتاحة”. اللواء مايكل فراير يتحدث إلى الشرطة أثناء بعثة لحفظ السلام. [اللواء مايكل فراير] قال فراير، “إنه لا توجد تكنولوجيات رخيصة متوفرة في السوق يمكن أن تحسّن عمليات حفظ السلام”. وضمت قائمته وحدات النظام العالمي لتحديد المواقع، وطائرة مربوطة أخف من الهواء برادار أرضي، ودائرة تلفزيونية مغلقة للمراقبة، وكاميرات الأشعة تحت الحمراء مصوبة إلى الأمام، وأجهزة لاسلكي متنقلة يو اتش إف، وأجهزة تكرار صوتي في اتش إف، وإضاءة أمنية وأجهزة الكشف عن الأعيرة النارية. قال فراير، “إن الهواتف الذكية وأجهزة الآي باد، بطائفة التطبيقات التي لا تنتهي بهما، سوف تساعد كثيراً بكل تأكيد. ستوفر لك معلومات في وقتها الحقيقي، وفيديوهات وصوراً لاتخاذ القرارات السريعة. وسوف تتيح رصد حركة الأشخاص مما يحسّن أمن الأفراد. ويمكن أن يكون الجانب السلبي الوحيد في تغطية بعض المناطق النائية من عمليات حفظ السلام”. قال فراير إن استخدام طائرات المراقبة بدون طيار، المعروفة أيضاً بالطائرات غير المأهولة، هو “بالقطع خطوة في الاتجاه الصحيح”. ولكنه أشار إلى أن تكلفة الأشخاص المدربين تدريباً عالياً اللازمين لتشغيل وتوجيه الطائرات بدون طيار، باهظة. فقد أظهرت دراسات حديثة أخرى أن التكلفة الإجمالية لدعم الأفراد الذين يتولون تشغيل هذه الطائرات تقرب من تكلفة الطائرات المأهولة. ولا ينبغي النظر إلى الطائرات المتطورة بدون طيار كبدائل لخفض تكاليف الطائرات “الحية”. غير أن فراير يدعو بالفعل إلى استخدام الطائرات بدون طيار كأدوات لجمع المعلومات “لاتخاذ القرارات الخاصة بالبعثات المتكاملة”. وقال، “إن باستطاعتها أن تعمل كنظام إنذار مبكر، مما يمكّن البعثة من أن تكون سباقة إلى الفعل بدلاً من رد الفعل. وسوف تؤكد المهام المتعددة لمكونات البعثة لتلبية الاحتياجات المحددة من المعلومات أن الطائرة بدون طيار هي مكسب مهم للبعثة”. يعتقد فراير كذلك أن الطائرات بدون طيار الأصغر، والميسرة من حيث السعر المتوفرة تجارياً، لديها مكان في مستقبل عمليات حفظ السلام. وقال إن أي شخص تقريباً بحد أدنى من التدريب يمكن أن يستعمل هذه الطائرات. ويمكن برمجتها لأنماط طيران طويلة فوق المناطق المضطربة ومخيمات اللاجئين لرصد أنماط الجريمة وتحليلات البقع الساخنة. وقال، “إن هذه الطائرات تستطيع خلال الدوريات فوق مناطق البقع الساخنة المعروفة جيداً أن تعمل كنظام للإنذار المبكر من الكمائن المحتملة أو غيرها من الحالات الملتهبة”. وأضاف أن مثل هذه الطائرات يمكن أن تحلق على ارتفاع 150 قدماً لمدة 45 دقيقة. ونظراً لتجهيزها بكاميرات للتصوير الحراري، يمكن أن تكون لها “قيمة هائلة” في حماية قوات حفظ السلام. ويعتبر فراير أن استخدام تكنولوجيا الترجمة مهم للمستقبل أكثر من الحاضر. وأضاف أن ترجمة اللغات مشكلة حقيقية، مشيراً إلى أن جنوب أفريقيا وحدها لديها 11 لغة رسمية. وقال إنه بالنسبة للوقت الحاضر “فإن المترجمين هم الوسيلة الوحيدة للتغلب على هذه المشكلة”. وقال إن تكنولوجيا برامج الترجمة سوف تساعد على ” تطوير المحاضرات في جهود بناء القدرات”. وقال فراير، إن تكنولوجيا حفظ السلام، مثلها مثل جميع المعدات العسكرية، يجب أن تختار بعناية. وأضاف، “نحن لدينا بالفعل طائفة واسعة من المنتجات التي يمكن أن تكون مفيدة في عمليات حفظ السلام. ولكن علينا أن نأخذ في الحسبان الآثار المالية، والآثار السياسية وفكرة «أنه من الجميل حيازتها» مقابل الاحتياجات الحقيقية”.