وكالة الأنباء الفرنسية
المنطقة الواقعة غرب بلدة أبينغتون، بجنوب أفريقيا، صحراء في معظمها. ولكن بالقرب منها يلوح برج في الأفق.
تنتصب على بعد 5 كيلومترات أسفل طريق ترابي وعر، اسطوانة ترتفع 200 متر إلى عنان السماء، تحيطها أكثر من 4000 من المرايا الشمسية الكبرى التي تبدو كالجدار. قد يبدو أنه موقع تصوير فيلم للخيال العلمي، ولكن هذه هي كهي صولار وان، أول مشروع في أفريقيا للطاقة الشمسية المركزة.
سوف ينتج المشروع المقام فوق 140 هكتاراً 50 ميغاوات من الطاقة ويقلل انبعاثات ثاني أكسيد الكربون في جنوب أفريقيا بـ 138000 طن متري في السنة.
يشكل مشروع كهي صولار وان جزءاً من محاولة وزارة الطاقة تشغيل 1400 ميغاوات من طاقة الرياح والطاقة الشمسية بحلول عام 2016 وهو جزء من الاستراتجيية الأكبر لحكومة جنوب أفريقيا لتوليد 17800 ميغاوات من الطاقة المتجددة بحلول عام2030
وسوف تباع الطاقة المولّدة لربطها بالشبكة الوطنية. وقال كيرت دروز، المدير العام لمشروع كهي صولار وان، إنها ستخدم مواطني جنوب أفريقيا في المساء، عندما يكون استهلاك الطاقة في ذروته.
استقت الطاقة الشمسية المركزة اسمها من استخدام المرايا لتركيز أشعة الشمس، فتخلق درجات حرارة عالية بما يكفي لتشغيل التوربينات البخارية أو المحركات التي تقوم بدورها بتوليد الكهرباء. ويوجد في قلب محطة كهي صولار وان البرج الشمسي الأجوف المعبأ بالبخار العالي التسخين. ويحاط بالبرج الذي يرتفع 205 أمتار، بـ 4200 من ألواح المرايا المقعرة. وتميل هذه الألواح بزاوية تعكس أشعة الشمس على الجزء العلوي من البرج. ولكل لوحة نظام تحكم كمبيوتري مستقل يلتقط إشارة يبثها جهاز تحديد المواقع عالمياً يبلغه بالوقت المحدد من اليوم. ويحدد زاوية الشمس ويضبط درجة الضوء الذي ينعكس على قمة البرج.
يعبأ البرج بأنابيب غليان، مطلية باللون الأسود لامتصاص الحرارة من الانعكاس. وتحتوي هذه الأنابيب على مياه ضغط عالي تُضخ من نهر أورانج. وعندما تنعكس أشعة الشمس على الأنابيب، ترتفع درجة حرارة المياه إلى أن تتحول إلى بخار. ويتم تسخين البخار إلى درجة أعلى تصل إلى 500 درجة مئوية، لخلق ما يكفي من الضغط لتشغيل التوربين وتوليد الكهرباء.
ويحتوي البرج على نظام تبريد جاف، وهو ابتكار في مجال الطاقة الشمسية المركزة. قال دروز إن بالجدران فتحات تسمح بدخول الهواء، مما يجعل البرج وسيلة تسخين أو تبريد حسب الحاجة.
والطاقة الشمسية المركزة هي تكنولوجيا الطاقة المتجددة الوحيدة التي يمكن أن تخزّن الطاقة على نحو فعال. ومحطة كهي صولار وان لديها طاقة تخزين البخار لمدة ساعتين – وهي أطول مدة في العالم. ورغم أن هذه المدة قد تبدو قصيرة، فإن ميزة الطاقة الشمسية المركزة هي أنه يمكن تعديلها لتلبية الطلب. وإذا دعت الحاجة إلى زيادة القدرة، لن يحتاج الأمر إلى تكبير البرج. وإنما سيحتاج ببساطة إلى زيادة مسطح المرايا، الذي قال دروز إنه من السهل عمله.