وكالة الأنباء الفرنسية
على الواجهة البحرية لمدينة كيبتاون في الطرف الجنوبي لإفريقيا، يجري نحت أكبر متحف للفن المعاصر في العالم من مختلف انحاء القارة، من كتل أنبوبية خرسانية ترتفع تسعة طوابق.
ويعود الدافع وراء المشروع الذي يتكلف 50 مليو دولار لتحويل 42 من صوامع الغلال القاتمة غير المستغلة منذ الحقبة الاستعمارية، إلى تكريم عصري فائق للإبداع الإفريقي، إلى فريق دولي من خبراء ومهندسي الفنون.
يُعتبر المشروع بالنسبة لمارك كوتزى، المدير التنفيذي لمتحف زايتس للفن المعاصر في إفريقيا، تحقيقاً لتعهد قطعه على نفسه قبل ربع قرن.
قال المدير السابق لمجموعة أسرة روبل في ميامي بالولايات المتحدة، المولود في جنوب إفريقيا، “كان حلم حياتي أن أبني متحفاً معاصراً في إفريقيا. وحينما غادرت كيبتاون قبل 25 عاماً، تعهدت بألا أعود إلا بعد أن أكتسب المهارات وأقيم العلاقات لتحقيق هذا الهدف”.
وبالنسبة للمعماري البريطاني توماس هيذرويك، الذي من بين المشاريع المشهودة له المرجل الأوليمبي لدورة الألعاب في لندن عام 2012، كان ذلك تحدياً مثيراً.
قال هيذرويك، “كيف تحوّل 42 أنبوباً خرسانياً عمودياً إلى تجربة ثقافية معاصرة؟ كان علينا إما أن نعيد بناء هيكل مصنوع من الأنابيب الخرسانية أو نستمتع بشكله الأنبوبي”.
يقول المصممون إنه سيتم تجويف قسم بيضاوي من مركز المبني المؤلف من تسعة طوابق لخلق ردهة كبرى يغرمها الضوء من سقف زجاجي أعلاها. وسيتم نحت بعض غرف الصوامع لتنفتح على المستوى الأرضي لاستيعاب صالات العرض؛ بينما تضم الأخرى المصاعد.
تستعصي هذه الرؤية على الفهم عند زيارة موقع البناء على واجهة فكتوريا وألبرت البحرية حيث يعمل العمال في المراحل الأولى من المشروع المقرر استكماله في أواخر عام 2016 .
قال كوتزي، “إن هناك اهتماماً متزايداً بالفنون البصرية في إفريقيا ومنها. فالسوق مزدهرة، ويتم إشراك فنانين من إفريقيا في جميع البيناليات، والمعارض الرئيسية ومن بين هواة جمع التحف فنانون من إفريقيا في تخصصاتهم”.
وبصرف النظر عن وجود مجموعة تحف دائمة، فإن الـ 80 معرضاً للمتحف سوف تضم معارض مؤقتة ومتجولة. وسوف يركز المتحف على القرن الحادي والعشرين، مع تركيز سياسة الجمع على العمل من عام 2000 فصاعداً.