ألقى رئيس غانا جون دراماني ماهاما خطاباً أمام الدورة 68 للجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 26 أيلول/ سبتمبر 2013، في مدينة نيويورك بعد أيام من مهاجمة إرهابيين مركز وستغيت للتسوق في نيروبي بكينيا. وهذه نسخة مختصرة من خطابه.
قبل أن أغادر غانا لحضور هذا التجمع، علمت بالهجوم الإرهابي الذي وقع في نيروبي بكينيا. لقد صُدمت وحزنت بشدة لسماع أن أرواحاً كثيرة أزهقت نتيجة أعمال العنف الحمقاء والجبانة تلك.
ومع زيادة عدد القتلى ازداد حزني، وأنا أعرف أن كل رقم إضافي يرمز إلى ضياع حياة إنسان آخر. تلك الأرقام ترمز إلى أفراد ربما كانوا غرباء بالنسبة لكم أو لي ولكن كانت لهم أهمية قصوى في حياة أحبائهم: الآباء والأمهات، والأطفال، والأزواج، والزوجات، والأصدقاء، والزملاء.
عندما كان الاستقلال على كاهلنا وشعرنا بأن مسؤولياتنا لا نهاية لها، رأى العالم كيف يمكن لضوء إفريقيا أن يتألق مشرقاً. عندئذ، ولعقود، خفت ذلك الضوء. وجاء وقت حين بدا القتل أمراً مألوفاً تقريباً في إفريقيا. والواقع، أن هناك الكثير من المقابر التي تظل بدون شواهد. جاء وقت حين بدا أن ضراوة الطغاة أمر يومي عادي. لقد تسببت عقود من فساد، وجشع وانحراف القلة في معاناة قارة بأكملها.
كان يمكن أن نستسلم بسهولة للحروب، والفقر، والأمراض – ولكننا لم نفعل. قمنا بشق طريقنا بصعوبة سنة بعد سنة، ولكننا وصلنا في نهاية المطاف. بقينا على قيد الحياة.
لا مكان اليوم في إفريقيا للكراهية والتعصب وقتل الأبرياء. ليس بعد الآن. لن يحدث هذا أبداً. ولذا سوف نُرثي موتانا. سوف نعزي أنفسنا وبعضنا البعض من خلال الحزن. ولكن لا يمكننا أن نسمح للإرهاب بأن يهزمنا. هذا يجب أن يقوّي عزيمتنا.
غانا ظلت صامدة في تعاونها مع الدول المجاورة للحفاظ على أمن تلك الدول التي تتمتع بالاستقرار، واستعادة الأمن لتلك الدول، مثل ساحل العاج ومالي، التي خرجت لتوها من الفوضى.
نود أن نذكر كيف أصبح العالم قرية عالمية، لا سيما عند الحديث عن التكنولوجيا، والثقافة والسفر. إن تسهيلات تلك القرية العالمية متاحة أيضاً أمام دعاة الحرب والجماعات الإرهابية. إنهم يستخدمونها لتجنيد أعضاء جدد، وتوسيع خلاياهم، وخلق شبكات عابرة للقارات، والحصول على الأسلحة، وإخفاء هوياتهم فضلاً عن مواقعهم.
وإذا كان علينا أن نرد على القتال بالمثل، يجب أن نعمل بشكل تعاوني. يجب على الدول في العالم المتقدم أن تصطف مع الدول في العالم النامي. يجب أن نشكل شراكات ونعمل سوياً.
إن الديمقراطيات الوليدة تميل لأن تكون هشة. وحدود قدراتها لا تزال موضع اختبار؛ وخصائصها لم تتحدد بعد. فالديمقراطية ليست مشروعاً بمقاس موحد يناسب الجميع. ولا هي حدث يقع مرة واحدة. إنها نظام يستغرق بناؤه عشرات السنين، عملية تدفعك نحو كمال لن تبلغه أبداً، ولكن عليك، مع ذلك، أن تواصل المحاولة.
إن السبب في أننا نجتمع جميعاً هنا اليوم هو إيجاد السبل والوسائل لخلق عالم أفضل، وأكثر سلاماً وازدهاراً.