Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

تقييد الإرهاب

شرطة‭ ‬إفريقيا‭ ‬في‭ ‬الخطوط‭ ‬الأمامية‭ ‬لمكافحة‭ ‬التطرف

المقال‭ ‬لأسرة‭ ‬أيه‭ ‬دي‭ ‬إف،‭‬والصور‭ ‬لرويترز
تتجاوز‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬المواجهات‭ ‬العسكرية‭ ‬والمهام‭ ‬الكبرى‭ ‬مثل‭ ‬غارات‭ ‬القوات‭ ‬الخاصة‭ ‬لتحرير‭ ‬الرهائن‭. ‬فالمهمة‭ ‬اليومية‭ ‬لتفكيك‭ ‬شبكات‭ ‬الإرهاب‭ ‬تأخذ‭ ‬أشكالاً‭ ‬عادية‭ ‬أكثر‭. ‬فهي‭ ‬تشمل‭ ‬وقف‭ ‬حركة‭ ‬المرور،‭ ‬والتحقق‭ ‬من‭ ‬جوازات‭ ‬السفر،‭ ‬والتواصل‭ ‬مع‭ ‬المجتمع‭ ‬وجمع‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬الذين‭ ‬على‭ ‬دراية‭ ‬بمجتمعاتهم‭ ‬في‭ ‬أفضل‭ ‬وضع‭ ‬لإنجاز‭ ‬المهمة‭. ‬وهذا‭ ‬ما‭ ‬يحدث‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة‭ ‬في‭ ‬المدن‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتنوعة‭.‬
ولكن‭ ‬ليست‭ ‬كل‭ ‬إدارات‭ ‬الشرطة‭ ‬تنهض‭ ‬بمهمة‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬أو‭ ‬تلقت‭ ‬التدريب‭ ‬الذي‭  ‬يؤهلها‭ ‬لذلك‭. ‬وتعرض‭ ‬البحوث‭ ‬التي‭ ‬أجراها‭ ‬خبراء‭ ‬الأمن‭ ‬خطوطاً‭ ‬إرشادية‭ ‬حول‭ ‬الكيفية‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬بها‭ ‬لرجال‭ ‬الشرطة‭ ‬تحسين‭ ‬قدرتهم‭ ‬على‭ ‬كشف‭ ‬وتعطيل‭ ‬وتفكيك‭ ‬شبكات‭ ‬الإرهاب‭.‬
جرائم‭ ‬أولية
تميل‭ ‬التنظيمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬إلى‭ ‬ترك‭ ‬أثر‭ ‬لأنشطتها‭ ‬وراءها‭. ‬ويقول‭ ‬الخبراء‭ ‬أنه‭ ‬خلال‭ ‬الشهور‭ ‬التي‭ ‬تسبق‭ ‬هجوماً‭ ‬ما،‭ ‬غالباً‭ ‬ما‭ ‬يكون‭ ‬هناك‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ “‬الجرائم‭ ‬الأولية‭” ‬المرتبطة‭ ‬بالجماعة‭. ‬وقال‭ ‬الدكتور‭ ‬بول‭ ‬هوارد،‭ ‬كبير‭ ‬الباحثين‭ ‬في‭ ‬معهد‭ ‬منهاتن‭ ‬الذي‭ ‬يدرس‭ ‬اتجاهات‭ ‬الجرائم،‭ ‬إن‭ ‬العنصر‭ ‬الرئيسي‭ ‬لتعريف‭ ‬هذا‭ ‬الأثر‭ ‬هو‭ ‬تثقيف‭ ‬الشرطة‭ ‬بشأن‭ ‬العلامات‭ ‬التحذيرية‭. ‬وهذا‭ ‬يعني‭ ‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬تضع‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬طليعة‭ ‬عقولهم‭ ‬في‭ ‬كل‭ ‬مرة‭ ‬يوقفون‭ ‬فيها‭ ‬سيارة‭ ‬ما،‭ ‬أو‭ ‬يدققون‭ ‬في‭ ‬الهوية‭ ‬أو‭ ‬يعتقلون‭ ‬مشبوهاً‭ ‬بارتكاب‭ ‬جريمة‭ ‬تافهة‭.‬
أفراد من قوة العمليات الخاصة التابعة لشرطة جنوب إفريقيا يوفرون الأمن خارج محكمة في شرقي جوهانسبرج.
أفراد من قوة العمليات الخاصة التابعة لشرطة جنوب إفريقيا يوفرون الأمن خارج محكمة في شرقي جوهانسبرج.
كتب‭ ‬هاورد‭ ‬يقول،‭ “‬إن‭ ‬الإرهابيين‭ ‬لا‭ ‬يعملون‭ ‬في‭ ‬فراغ‭ ‬لوجستي‭. ‬لا‭ ‬يدخلون‭ ‬عادة‭ ‬دولهم‭ ‬المضيفة‭ ‬ولديهم‭ ‬مبالغ‭ ‬كبيرة‭ ‬من‭ ‬العملة‭ ‬الصعبة‭ ‬ولذلك‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬ينخرطوا‭ ‬في‭ ‬طائفة‭ ‬واسعة‭ ‬من‭ ‬الأنشطة‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬لتمويل‭ ‬وإعداد‭ ‬عملياتهم‭”.‬
قال‭ ‬هوارد‭ ‬إن‭ ‬الجرائم‭ ‬الأولية‭ ‬المرتبطة‭ ‬بالإرهاب‭ ‬تميل‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تشمل‭:‬
  •   ‬النصب‭ ‬ببطاقات‭ ‬الائتمان
  • ‭  ‬التزييف
  • ‭  ‬سرقة‭ ‬الهوية
  • ‭  ‬الإتجار‭ ‬في‭ ‬المخدرات
  • ‭  ‬التهريب
  • ‭  ‬غسل‭ ‬الأموال
هذه‭ ‬الجرائم‭ ‬تحذر‭ ‬من‭ ‬شيء‭ ‬أكبر‭. ‬وقارن‭ ‬هوارد‭ ‬التركيز‭ ‬على‭ ‬الجرائم‭ ‬الأولية‭ ‬المتكررة‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬حيث‭ ‬بدأت‭ ‬الشرطة‭ ‬تعتقل‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يقفزون‭ ‬فوق‭ ‬بوابات‭ ‬المترو‭ ‬ليتجنوا‭ ‬شراء‭ ‬التذاكر‭. ‬أدت‭ ‬هذه‭ ‬الحملة‭ ‬إلى‭ ‬انخفاض‭ ‬شامل‭ ‬في‭ ‬جرائم‭ ‬المترو،‭ ‬واكتشفت‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬عدداً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬المعتقلين‭ ‬مطلوب‭ ‬القبض‭ ‬عليهم،‭ ‬أو‭ ‬كان‭ ‬بحوزتهم‭ ‬مخدرات‭ ‬أو‭ ‬يحملون‭ ‬أسلحة‭ ‬نارية‭ ‬غير‭ ‬مرخصة‭.‬
كتب‭ ‬هوارد‭ ‬يقول،‭ “‬إن‭ ‬المرادف‭ ‬لمقارنة‭ ‬الإرهاب‭ ‬بالقفز‭ ‬فوق‭ ‬بوابات‭ ‬المترو‭ ‬في‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك‭ ‬هي‭ ‬عمليات‭ ‬العبور‭ ‬غير‭ ‬المشروعة‭ ‬للحدود،‭ ‬وتزوير‭ ‬الوثائق،‭ ‬والجرائم‭ ‬البسيطة‭ ‬نسبياً‭ ‬التي‭ ‬يرتكبها‭ ‬الإرهابيون‭ ‬لتمويل‭ ‬عملياتهم‭”.‬
البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحرجة‭ ‬
يتمثل‭ ‬جزء‭ ‬أساسي‭ ‬في‭ ‬أي‭ ‬جهد‭ ‬للشرطة‭ ‬لمكافحة‭ ‬الإرهاب‭ ‬في‭ ‬تحديد‭ ‬أهداف‭ ‬الهجوم‭ ‬المحتمل‭. ‬وعادة‭ ‬ما‭ ‬تسمى‭ ‬هذه‭ ‬المواقع‭ ‬بالبنية‭ ‬التحية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحرجة‭ ‬ويقدر‭ ‬الإرهابيون‭ ‬قيمتها‭ ‬لأن‭ ‬لها‭ ‬أكبر‭ ‬أثر‭ ‬اقتصادي‭ ‬واسع‭ ‬النطاق،‭ ‬ويمكن‭ ‬أن‭ ‬تؤثر‭ ‬الهجمات‭ ‬ضدها‭ ‬على‭ ‬نفسية‭ ‬الأمة‭. ‬وتميل‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحرجة‭ ‬لأن‭ ‬تكون‭ ‬في‭ ‬القطاعات‭ ‬التالية‭:‬
  • ‬الاتصالات
  • ‭‬الحكومة
  • خدمات‭ ‬الطوارئ
  • النقل
  • الطاقة‭/ ‬المياه
  • ‬المالية
إضافة‭ ‬إلى‭ ‬هذه‭ ‬القطاعات،‭ ‬من‭ ‬المهم‭ ‬للشرطة‭ ‬أن‭ ‬تنظر‭ ‬في‭ ‬الأهداف‭ ‬ذات‭ ‬الأهمية‭ ‬الرمزية،‭ ‬مثل‭ ‬دور‭ ‬العبادة،‭ ‬والشواهد‭ ‬الوطنية‭ ‬والمراكز‭ ‬الاقتصادية‭ ‬مثل‭ ‬مراكز‭ ‬التسوق،‭ ‬أو‭ ‬البنوك‭ ‬أو‭ ‬البورصة‭. ‬ومتى‭ ‬تم‭ ‬تحديد‭ ‬هذه‭ ‬المواقع،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬تعتمد‭ ‬موارد‭ ‬إضافية‭ ‬لحمايتها‭ ‬والعمل‭ ‬مع‭ ‬قادة‭ ‬المواقع‭ ‬لضمان‭ ‬السلامة‭.‬
كتب‭ ‬هوارد‭ ‬يقول،‭ “‬يجب‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬أن‭ ‬تقيم‭ ‬علاقات‭ ‬عمل‭ ‬مستمرة‭ ‬مع‭ ‬تلك‭ ‬المواقع‭ ‬عن‭ ‬طريق‭ ‬’شركاء‭ ‬موثوق‭ ‬بهم‘‭ ‬داخل‭ ‬المنظمة‭ ‬يتبادلون‭ ‬معهم‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية،‭ ‬ويضعون‭ ‬خطط‭ ‬طوارئ،‭ ‬وينسقون‭ ‬العمليات‭ ‬في‭ ‬حالة‭ ‬الطوارئ‭”.‬
ستكون‭ ‬هذه‭ ‬الشراكة‭ ‬عملاً‭ ‬متوازناً‭. ‬ففي‭ ‬معظم‭ ‬الدول،‭ ‬تكون‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الحرجة‭ ‬مملوكة‭ ‬للقطاع‭ ‬الخاص‭ ‬إلى‭ ‬حد‭ ‬كبير؛‭ ‬ووجدت‭ ‬دراسة‭ ‬للولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬أن‭ ‬85‭ ‬بالمائة‭ ‬من‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬الوطنية‭ ‬الحرجة‭ ‬في‭ ‬أيدي‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬فإن‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬ملاك‭ ‬القطاع‭ ‬الخاص‭ ‬ليس‭ ‬لديهم‭ ‬الموارد‭ ‬لحماية‭ ‬البنية‭ ‬التحتية‭ ‬من‭ ‬هجوم‭ ‬واسع‭ ‬النطاق‭.‬
تستطيع‭ ‬الشرطة‭ ‬المساعدة‭ ‬في‭ ‬سد‭ ‬هذه‭ ‬الفجوة‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬تقديم‭ ‬النصح‭ ‬والتدريب‭ ‬على‭ ‬سيناريوهات‭ ‬مختلفة‭ ‬من‭ ‬إجراءات‭ ‬الحماية،‭ ‬مثل‭ ‬التحكم‭ ‬في‭ ‬بوابات‭ ‬الدخول‭ ‬للمنشآت،‭ ‬وخطط‭ ‬الإخلاء،‭ ‬وأنظمة‭ ‬اتصالات‭ ‬الطوارئ‭ ‬والتحري‭ ‬عن‭ ‬خلفيات‭ ‬الموظفين‭. ‬كما‭ ‬تستطيع‭ ‬الشرطة‭ ‬إقامة‭ ‬شراكة‭ ‬مع‭ ‬أصحاب‭ ‬الأعمال‭ ‬لإجراء‭ ‬تقييم‭ ‬لمنشآتهم‭ ‬لتحديد‭ ‬نقاط‭ ‬الضعف‭.‬
مدنيون يفرون من مركز وستغيت للتسوق في نيروبي بعد أن فتح مسلحون النار في 21  أيلول/ سبتمبر 2013.
مدنيون يفرون من مركز وستغيت للتسوق في نيروبي بعد أن فتح مسلحون النار في 21 أيلول/ سبتمبر 2013.
الشرطة‭ ‬المجتمعية
لكي‭ ‬تبقى‭ ‬الشرطة‭ ‬متقدمة‭ ‬دائماً‭ ‬على‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية،‭ ‬يجب‭ ‬أن‭ ‬تتبنى‭ ‬أيضاً‭ ‬أنواعا‭ ‬جديدة‭ ‬من‭ ‬العمل‭ ‬الشرطي‭. ‬والشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬تحتاج‭ ‬إلى‭ ‬ضباط‭ ‬للتواصل‭ ‬مع‭ ‬الناس‭ ‬بطرق‭ ‬غير‭ ‬تقليدية،‭ ‬وذلك‭ ‬لمواكبة‭ ‬التطورات‭ ‬المحلية‭ ‬وكسب‭ ‬حلفاء‭ ‬هم‭ ‬في‭ ‬موقع‭ ‬أفضل‭ ‬لتنبيههم‭ ‬بأي‭ ‬نشاط‭ ‬غير‭ ‬عادي‭.‬
وطبقا‭ ‬للدكتورة‭ ‬باسيا‭ ‬سباليك‭ ‬من‭ ‬جامعة‭ ‬برمنغهام‭ ‬بالمملكة‭ ‬المتحدة،‭ ‬فإن‭ ‬هذه‭ ‬الأنواع‭ ‬من‭ ‬أنشطة‭ ‬الشرطة‭ ‬تقتضى‭ ‬أن‭ ‬يعمل‭ ‬الضابط‭ ‬كمحقق‭ ‬وكإخصائي‭ ‬اجتماعي‭ ‬في‭ ‬آن‭ ‬واحد‭. ‬فعلى‭ ‬عكس‭ ‬العمل‭ ‬السري،‭ ‬ليست‭ ‬الشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬مسألة‭ ‬التسلل‭ ‬في‭ ‬أوساط‭ ‬الجماعات‭ ‬المتطرفة‭ ‬أو‭ ‬زرع‭ ‬المخبرين،‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬هذا‭ ‬العمل‭ ‬قد‭ ‬يكون‭ ‬ضرورياً‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬الحالات‭. ‬فبدلاً‭ ‬من‭ ‬ذلك،‭ ‬يشمل‭ ‬منح‭ ‬اهتمام‭ ‬خاص‭ ‬للأقلية‭ ‬العرقية،‭ ‬وجاليات‭ ‬المغتربين‭ ‬والأقلية‭ ‬الدينية‭ ‬في‭ ‬المدن،‭ ‬حيث‭ ‬تميل‭ ‬الجماعات‭ ‬الإرهابية‭ ‬إلى‭ ‬تجنيد‭ ‬أتباع‭ ‬لها‭. ‬تستطيع‭ ‬الشرطة‭ ‬توطيد‭ ‬الأواصر‭ ‬بزيارة‭ ‬دور‭ ‬العبادة‭ ‬والمنازل،‭ ‬وحضور‭ ‬حفلات‭ ‬الزفاف‭ ‬والجنازات،‭ ‬والاستماع‭ ‬إلى‭ ‬هموم‭ ‬الناس‭ ‬في‭ ‬تلك‭ ‬المجتمعات‭. ‬ويجب‭ ‬على‭ ‬الشرطة‭ ‬أيضاً‭ ‬أن‭ ‬تبدى‭ ‬اهتماماً‭ ‬نشطاً‭ ‬بمتابعة‭ ‬الحالات‭ ‬التي‭ ‬تؤثر‭ ‬بصورة‭ ‬خاصة‭ ‬على‭ ‬هذه‭ ‬المجتمعات،‭ ‬مثل‭ ‬الجرائم‭ ‬المبنية‭ ‬على‭ ‬اسس‭ ‬عنصرية‭.‬
من‭ ‬خلال‭ ‬هذا‭ ‬العمل،‭ ‬سوف‭ ‬ينظر‭ ‬الناس‭ ‬إلى‭ ‬رجال‭ ‬الشرطة‭ ‬على‭ ‬أنهم‭ ‬حلفاء‭ ‬ويرجح‭ ‬أن‭ ‬يقدموا‭ ‬لهم‭ ‬معلومات‭ ‬عن‭ ‬أي‭ ‬نشاط‭ ‬مشبوه‭. ‬من‭ ‬بين‭ ‬هذا‭ ‬النوع‭ ‬المبتكر‭ ‬من‭ ‬وحدات‭ ‬الشرطة‭ ‬وحدة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المسلمين،‭ ‬التي‭ ‬تشكلت‭ ‬في‭ ‬المملكة‭ ‬المتحدة‭ ‬في‭ ‬أوائل‭ ‬الألفية‭ ‬الثالثة‭. ‬حظيت‭ ‬هذه‭ ‬الوحدة‭ ‬بالدعم‭ ‬من‭ ‬القادة‭ ‬المحليين‭ ‬في‭ ‬الجالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الكبيرة‭ ‬والمتنوعة‭ ‬في‭ ‬لندن‭. ‬حققت‭ ‬الوحدة‭ ‬عدداً‭ ‬من‭ ‬الإنجازات‭ ‬البارزة،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬تسهيل‭ ‬عملية‭ ‬تغيير‭ ‬القيادة‭ ‬في‭ ‬مسجد‭ ‬فينسبري‭ ‬بارك‭ ‬في‭ ‬لندن،‭ ‬الذي‭ ‬أصبح‭ ‬ملاذاً‭ ‬للمتطرفين‭.‬
كتبت‭ ‬سباليك‭ ‬تقول،‭ “‬لقد‭ ‬نجحت‭ ‬وحدة‭ ‬التواصل‭ ‬مع‭ ‬المسلمين‭ ‬في‭ ‬استعادة‭ ‬مسجد‭ ‬من‭ ‬أنصار‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭.  ‬ساعدت‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬مبادرات‭ ‬مجتمعية‭ ‬استهدفت‭ ‬منع‭ ‬التطرف‭ ‬العنيف‭ ‬في‭ ‬لندن؛‭ ‬ووفرت‭ ‬الدعم‭ ‬لقطاعات‭ ‬الأقلية‭ ‬بالجالية‭ ‬الإسلامية‭ ‬الذين‭ ‬تعرضوا‭ ‬للوصم‭ ‬لتصنيفهم‭ ‬’كجاليات‭ ‬مشبوهة‘؛‭ ‬وعززت‭ ‬الثقة‭ ‬في‭ ‬الشرطة‭ ‬لدى‭ ‬قطاعات‭ ‬من‭ ‬السكان‭ ‬المسلمين‭ ‬بدعمها‭ ‬ضحايا‭ ‬الهجمات‭ ‬العنصرية‭ ‬والإسلاموفوبيا؛‭ ‬وأشركت‭ ‬ضباطاً‭ ‬مسلمين‭ ‬في‭ ‬عمليات‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب‭”.‬
إن‭ ‬العلاقة‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬والمدنيين‭ ‬لها‭ ‬أهمية‭ ‬حيوية‭ ‬في‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية،‭ ‬حيث‭ ‬أدى‭ ‬الفساد‭ ‬إلى‭ ‬فقدان‭ ‬الشرطة‭ ‬قدراً‭ ‬كبيراً‭ ‬من‭ ‬الاحترام‭ ‬في‭ ‬نظر‭ ‬الكثيرين‭ ‬من‭ ‬السكان‭. ‬ففي‭ ‬كينيا‭ ‬ـ‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬وجد‭ ‬تقرير‭ ‬لمنظمة‭ ‬الشفافية‭ ‬الدولية‭ ‬أن‭ ‬سمعة‭ ‬الشرطة‭ ‬أسوأ‭ ‬من‭ ‬أي‭ ‬مؤسسة‭ ‬أخرى‭ ‬شملتها‭ ‬الدراسة‭. ‬وفقدان‭ ‬الاحترام‭ ‬هذا‭ ‬يجعل‭ ‬المواطنين‭ ‬غير‭ ‬راغبين‭ ‬في‭ ‬التعاون‭.‬
قال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬باروسي،‭ ‬وهو‭ ‬ناشط‭ ‬كيني‭ ‬من‭ ‬المدافعين‭ ‬عن‭ ‬حقوق‭ ‬الإنسان،‭ “‬إنه‭ ‬نظراً‭ ‬للسجل‭ ‬الملوث،‭ ‬لا‭ ‬يزال‭ ‬عدد‭ ‬الناس‭ ‬العاديين‭ ‬الذين‭ ‬يخشون‭ ‬الشرطة‭ ‬كبيراً‭. ‬ويعتقد‭ ‬الناس‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬المجتمع‭ ‬المحلي‭ ‬أن‭ ‬الشخص‭ ‬الذي‭ ‬يقدم‭ [‬معلومات‭] ‬للشرطة‭ ‬عن‭ ‬جريمة‭ ‬ما‭ ‬هو‭ ‬بمثابة‭ ‬خائن‭ ‬لنفسه‭”.‬
ولمحو‭ ‬هذا‭ ‬الانطباع،‭ ‬أطلقت‭ ‬كينيا‭ ‬مشروعاً‭ ‬وطنياً‭ ‬للشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬يسعى‭ ‬إلى‭ ‬تشجيع‭ ‬التعاون‭ ‬والثقة‭ ‬بين‭ ‬المواطنين‭ ‬والشرطة‭. ‬وبالمثل،‭ ‬وافق‭ ‬قادة‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬المجموعة‭ ‬الاقتصادية‭ ‬لدول‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬عام‭ ‬2013‭ ‬على‭ ‬إقامة‭ ‬مراكز‭ ‬إقليمية‭ ‬للتميز،‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬مركز‭ ‬في‭ ‬أوغندا‭ ‬مخصص‭ ‬للشرطة‭ ‬المجتمعية‭.‬
تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية
ضباط شرطة من جنوب إفريقيا يقومون بدورية في الشوارع في بيكرسدال، غربي جوهانسبرغ، أثناء احتجاجات تطالب بتوفير الخدمات في تشرين الأول/ أكتوبر 2013.
ضباط شرطة من جنوب إفريقيا يقومون بدورية في الشوارع في بيكرسدال، غربي جوهانسبرغ، أثناء احتجاجات تطالب بتوفير الخدمات في تشرين الأول/ أكتوبر 2013.
‭ ‬رغم‭ ‬أن‭ ‬ملاحقة‭ ‬الشرطة‭ ‬للإرهاب‭ ‬تبدأ‭ ‬على‭ ‬المستوى‭ ‬المحلي،‭ ‬لا‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تنتهى‭ ‬هناك‭. ‬فوفقاً‭ ‬لمارتن‭ ‬إيوي،‭ ‬الخبير‭ ‬في‭ ‬التهديدات‭ ‬الدولية‭ ‬والجريمة‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭ ‬لدى‭ ‬معهد‭ ‬الدراسات‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬بريتوريا،‭ ‬يجب‭ ‬على‭ ‬الدول‭ ‬الإفريقية‭ ‬أن‭ ‬تقوم‭ ‬بعمل‭ ‬أفضل‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭. ‬وجد‭ ‬إيوي‭ ‬أنه‭ ‬برغم‭ ‬تحقيق‭ ‬التكامل‭ ‬السياسي‭ ‬والاقتصادي‭ ‬تقدماً‭ ‬في‭ ‬السنوات‭ ‬الأخيرة،‭ ‬فإن‭ ‬هذا‭ ‬لم‭ ‬يتحقق‭ ‬في‭ ‬مجال‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭.‬
كتب‭ ‬إيوي‭ ‬يقول،‭ “‬إن‭ ‬العقبات‭ ‬الرئيسية‭ ‬أمام‭ ‬التعاون‭ ‬العملي‭ ‬تمثلت‭ ‬في‭ ‬سيادة‭ ‬الدولة‭ ‬والرأي‭ ‬القائل‭ ‬بأن‭ ‬التعاون‭ ‬العملي‭ ‬في‭ ‬مكافحة‭ ‬الإرهاب،‭ ‬لاسيما‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬والشرطة،‭ ‬هو‭ ‬مساس‭ ‬بخصوصية‭ ‬الدولة‭. ‬بل‭ ‬إن‭ ‬هذا‭ ‬أكثر‭ ‬وضوحاً‭ ‬فيما‭ ‬يتعلق‭ ‬بالتعاون‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬والأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬الأخرى‭ ‬مثل‭ ‬الدرك،‭ ‬وأجهزة‭ ‬المخابرات،‭ ‬والجيش،‭ ‬والجمارك،‭ ‬وسلطات‭ ‬الموانئ‭/ ‬الحدود‭. ‬وغالباً‭ ‬ما‭ ‬تتسم‭ ‬هذه‭ ‬العلاقة‭ ‬بالتنافس‭ ‬وعدم‭ ‬الثقة‭”.‬
إن‭ ‬هذا‭ ‬النقص‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يكون‭ ‬له‭ ‬آثار‭ ‬كارثية‭. ‬فقد‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالات‭ ‬تم‭ ‬فيها‭ ‬اعتقال‭ ‬مشبوهين‭ ‬بالإرهاب‭ ‬مطلوبين‭ ‬دولياً‭ ‬وأفرجت‭ ‬عنهم‭ ‬السلطات‭ ‬التي‭ ‬لم‭ ‬تكن‭ ‬على‭ ‬علم‭ ‬بأهمية‭ ‬المشتبه‭ ‬به‭ ‬لأن‭ ‬دولة‭ ‬أخرى‭ ‬أو‭ ‬وكالة‭ ‬محلية‭ ‬لم‭ ‬تتبادل‭ ‬معها‭ ‬ببساطة‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭.‬
يوصي‭ ‬إيوي‭ ‬بأن‭ ‬تلعب‭ ‬الشرطة‭ ‬الدولية،‭ ‬الإنتربول،‭ ‬دوراً‭ ‬أكبر‭ ‬في‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬حول‭ ‬التطرف،‭ ‬والمخدرات‭ ‬والجرائم‭ ‬الأخرى‭ ‬العابرة‭ ‬للحدود‭. ‬كتب‭ ‬إيوي‭ ‬يقول،‭ “‬إنه‭ ‬من‭ ‬خلال‭ ‬الإنتربول،‭ ‬يمكن‭ ‬للشرطة‭ ‬حول‭ ‬العالم‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬قواعد‭ ‬البيانات‭ ‬الجنائية،‭ ‬وأدوات‭ ‬التحقيق،‭ ‬والتدريب‭ ‬المستهدف‭ ‬وخطوط‭ ‬الاتصالات‭ ‬الآمنة،‭ ‬من‭ ‬بين‭ ‬أدوات‭ ‬أخرى‭ ‬لمكافحة‭ ‬الجريمة‭ ‬لا‭ ‬يسع‭ ‬معظم‭ ‬بلدان‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬تحمل‭ ‬تكاليفها‭. ‬فالانتربول،‭ ‬على‭ ‬سبيل‭ ‬المثال،‭ ‬لديه‭ ‬نظام‭ ‬اتصالات‭ ‬عالمي‭ ‬يعمل‭ ‬24‭ ‬ساعة‭ ‬في‭ ‬اليوم‭ ‬سبعة‭ ‬أيام‭ ‬في‭ ‬الأسبوع‭ ‬يمكّن‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المختلفة‭ ‬من‭ ‬الاتصال‭ ‬مع‭ ‬بعضها‭ ‬البعض،‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الهامة،‭ ‬وتيسير‭ ‬تبادل‭ ‬المساعدة‭ ‬القانونية،‭ ‬والقيام‭ ‬بعمليات‭ ‬مشتركة‭”.‬
وتتبلور‭ ‬حالياً‭ ‬مبادرات‭ ‬إقليمية‭ ‬لتحقيق‭ ‬هذا‭. ‬فقد‭ ‬وضعت‭ ‬الإنتربول‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬نظام‭ ‬معلومات‭ ‬لشرطة‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭ ‬يعمل‭ ‬على‭ ‬توفير‭ ‬إطار‭ ‬مركزي‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬مع‭ ‬الأجهزة‭ ‬الأمنية‭ ‬في‭ ‬الدول‭ ‬المشاركة‭ ‬من‭ ‬غرب‭ ‬إفريقيا‭. ‬وتقوم‭ ‬منظمة‭ ‬تعاون‭ ‬قادة‭ ‬الشرطة‭ ‬في‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا‭ ‬بنفس‭ ‬العمل‭ ‬تقريباً‭ ‬لدول‭ ‬شرق‭ ‬إفريقيا،‭ ‬بما‭ ‬في‭ ‬ذلك‭ ‬عقد‭ ‬دورات‭ ‬تدريبية‭ ‬وتبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬المتعلقة‭ ‬بالجماعات‭ ‬الإرهابية‭.‬
في‭ ‬أعقاب‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬التي‭ ‬شنها‭ ‬مسلحون‭ ‬مرتبطون‭ ‬بحركة‭ ‬الشباب‭ ‬على‭ ‬مركز‭ ‬وستغيت‭ ‬للتسوق‭ ‬في‭ ‬نيروبى،‭ ‬دعا‭ ‬بعض‭ ‬خبراء‭ ‬الأمن‭ ‬إلى‭ ‬مزيد‭ ‬من‭ ‬التعاون‭ ‬لا‭ ‬سيما‭ ‬بين‭ ‬الصومال‭ ‬وكينيا‭.‬
جاء‭ ‬في‭ ‬تقرير‭ ‬لموقع‭ ‬Sabahi Online‭ ‬في‭ ‬تشرين‭ ‬الأول‭/ ‬أكتوبر‭ ‬2013،‭ “‬أنه‭ ‬يتعين‭ ‬على‭ ‬جهاز‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الوطني‭ ‬في‭ ‬كينيا‭ ‬وجهاز‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الوطنية‭ ‬والأمن‭ ‬في‭ ‬الصومال‭ ‬حشد‭ ‬مواردهما‭ ‬لتطوير‭ ‬بنك‭ ‬معلومات‭ ‬إقليمي‭ ‬شامل‭ ‬للإرهاب‭ ‬وإقامة‭ ‬منتدى‭ ‬لرجال‭ ‬الاستخبارات‭ ‬ليجتمعوا‭ ‬فيه‭ ‬بانتظام‭ ‬ويقارنوا‭ ‬بيانات‭ ‬وتحليلات‭ ‬الاستخبارات‭”.‬
قال‭ ‬السفير‭ ‬الصومالي‭ ‬لدى‭ ‬كينيا‭ ‬محمد‭ ‬علي‭ ‬نور‭ ‬لموقع‭ ‬Sabahi Online،‭ “‬من‭ ‬شأن‭ ‬بنك‭ ‬المعلومات‭ ‬هذا‭ ‬أن‭ ‬يضم‭ ‬أسماء‭ ‬الإرهابيين‭ ‬المشبوهين،‭ ‬وأحدث‭ ‬صور‭ ‬لهم،‭ ‬وموقعهم،‭ ‬وآخر‭ ‬تحركاتهم،‭ ‬وشركائهم‭ ‬وسجلات‭ ‬اتصالاتهم‭ ‬ومصدر‭ ‬تمويلهم‭”.‬
إن‭ ‬نقص‭ ‬تدفق‭ ‬المعلومات‭ ‬ليس‭ ‬مجرد‭ ‬مشكلة‭ ‬بين‭ ‬الدول‭. ‬إذ‭ ‬يجب‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬الاستخباراتية‭ ‬بين‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬داخل‭ ‬الدولة‭ ‬الواحدة‭. ‬فبعد‭ ‬هجمات‭ ‬11‭ ‬أيلول‭/ ‬سبتمبر‭ ‬2001،‭ ‬في‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة،‭ ‬خلصت‭ ‬لجنة‭ ‬وطنية‭ ‬إلى‭ ‬أن‭ ‬تحسين‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬بين‭ ‬الهيئات‭ ‬الحكومية‭ ‬وبين‭ ‬الحكومة‭ ‬الفيدرالية‭ ‬ومكاتب‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬يحول‭ ‬دون‭ ‬وقوع‭  ‬تلك‭ ‬الهجمات‭.‬
ومن‭ ‬أبرز‭ ‬الملاحظات،‭ ‬أن‭ ‬ثلاثة‭ ‬من‭ ‬خاطفي‭ ‬الطائرات‭ ‬في‭ ‬11‭/ ‬9‭ ‬تم‭ ‬إيقافهم‭ ‬بشكل‭ ‬منفصل‭ ‬لارتكابهم‭ ‬مخالفات‭ ‬مرورية‭ ‬قبل‭ ‬فترة‭ ‬ليست‭ ‬طويلة‭ ‬من‭ ‬الهجمات‭. ‬والثلاثة‭ ‬جميعهم‭ ‬تجاوزا‭ ‬فترة‭ ‬إقامتهم‭ ‬في‭ ‬وثائق‭ ‬السفر‭ ‬الخاصة‭ ‬بهم،‭ ‬وكان‭ ‬أحدهم‭ ‬مطلوباً‭ ‬في‭ ‬ولاية‭ ‬أخرى،‭ ‬وكان‭ ‬واحد‭ ‬من‭ ‬الرجال‭ ‬الثلاثة‭ ‬على‭ ‬الأقل‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬مراقبة‭ ‬وكالة‭ ‬المخابرات‭ ‬المركزية‭. ‬ومع‭ ‬ذلك،‭ ‬ولأن‭ ‬الشرطة‭ ‬المحلية‭ ‬لم‭ ‬يكن‭ ‬لديها‭ ‬حق‭ ‬الوصول‭ ‬إلى‭ ‬تلك‭ ‬المعلومات،‭ ‬أطلقت‭ ‬سراحهم‭.‬
أثناء‭ ‬جلسات‭ ‬استماع‭ ‬بالكونغرس‭ ‬عام‭ ‬2010‭ ‬حول‭ ‬القضية،‭ ‬أشار‭ ‬عدد‭ ‬كبير‭ ‬من‭ ‬المراقبين‭ ‬إلى‭ ‬أهمية‭ ‬تبادل‭ ‬المعلومات‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬المحلية‭ ‬فوراً‭.‬
قال‭ ‬بريان‭ ‬مايكل‭ ‬جينكينز،‭ ‬خبير‭ ‬الإرهاب،‭ “‬إن‭ ‬الطبيعة‭ ‬الانتشارية‭ ‬للتهديد‭ ‬الإرهابي‭ ‬اليوم‭ ‬والتركيز‭ ‬على‭ ‬التصرف‭ ‬الفردي‭ ‬مع‭ ‬الإرهاب‭ ‬يتعارضان‭ ‬مع‭ ‬فرضية‭ ‬أن‭ ‬المعلومات‭ ‬الخاصة‭ ‬بالمؤامرات‭ ‬الإرهابية‭ ‬ستأتي‭ ‬أولاً‭ ‬إلى‭ ‬السلطات‭ ‬الفيدرالية‭ ‬التي‭ ‬تقوم‭ ‬عندئذ‭ ‬بتبادلها‭ ‬مع‭ ‬سلطات‭ ‬الولايات‭ ‬والسلطات‭ ‬المحلية‭. ‬ومن‭ ‬المحتمل‭ – ‬بل‭ ‬والأكثر‭ ‬احتمالاً‭ – ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬أجهزة‭ ‬الأمن‭ ‬المحلية‭ ‬هي‭ ‬أول‭ ‬من‭ ‬يلتقط‭ ‬خيوط‭ ‬مؤامرات‭ ‬ستقع‭ ‬في‭ ‬المستقبل‭”.‬
ولتصحيح‭ ‬هذه‭ ‬العيوب،‭ ‬أطلقت‭ ‬الولايات‭ ‬المتحدة‭ ‬مبادرة‭ ‬الإبلاغ‭ ‬عن‭ ‬النشاط‭ ‬المشبوه‭ ‬على‭ ‬الصعيد‭ ‬الوطني‭ ‬التي‭ ‬تشجع‭ ‬الشرطة‭ ‬فوراً‭ ‬على‭ ‬تبادل‭ ‬اللقاءات‭ ‬أو‭ ‬المعلومات‭ ‬التي‭ ‬يمكن‭ ‬أن‭ ‬تكون‭ ‬ذات‭ ‬صلة‭ ‬بالإرهاب‭. ‬ومن‭ ‬خلال‭ ‬شبكة‭ ‬وطنية،‭ ‬يتم‭ ‬فحص‭ ‬هذه‭ ‬المعلومات‭ ‬وتوزيعها‭ ‬على‭ ‬الأجهزة‭ ‬المحلية‭ ‬والفيدرالية‭ ‬في‭ ‬جميع‭ ‬أنحاء‭ ‬البلاد‭.  ‬q

الدروس‭ ‬المستفادة من‭ ‬وستغيت

أسرة‭ ‬أيه‭ ‬دي‭ ‬إف
في‭ ‬21‭  ‬أيلول‭/ ‬سبتمبر‭ ‬2013،‭ ‬داهمت‭ ‬مجموعة‭ ‬من‭ ‬الأرهابيين‭ ‬المرتبطين‭ ‬بحركة‭ ‬الشباب‭ ‬مركز‭ ‬وستغيت‭ ‬للتسوق‭ ‬في‭ ‬نيروبي،‭ ‬وباستخدام‭ ‬بنادق‭ ‬هجومية‭ ‬وقنابل‭ ‬يدوية،‭ ‬حاصروا‭ ‬المركز‭ ‬أربعة‭ ‬أيام‭ ‬أسفرت‭ ‬عن‭ ‬مقتل‭ ‬67‭ ‬شخصاً‭. ‬كان‭ ‬الحادث‭ ‬مأساة‭ ‬وطنية،‭ ‬وواحداً‭ ‬من‭ ‬أكثر‭ ‬الهجمات‭ ‬الإرهابية‭ ‬فتكاً‭ ‬ضد‭ ‬هدف‭ ‬مدني‭ ‬في‭ ‬التاريخ‭ ‬الإفريقي‭ ‬الحديث‭. ‬كما‭ ‬كان‭ ‬سبباً‭ ‬في‭ ‬المراجعة‭ ‬الذاتية‭ ‬من‭ ‬قبل‭ ‬الجيش‭ ‬والشرطة‭ ‬في‭ ‬كينيا،‭ ‬اللذين‭ ‬تساءلا‭ ‬عما‭ ‬كان‭ ‬يمكن‭ ‬القيام‭ ‬به‭ ‬لمنع‭ ‬الهجوم‭ ‬أو‭ ‬إنقاذ‭ ‬الأرواح‭ ‬بمجرد‭ ‬بدايته‭. ‬وفيما‭ ‬يلى‭ ‬بعض‭ “‬الدروس‭ ‬المستفادة‭” ‬من‭ ‬مصادر‭ ‬متعددة‭:‬
ضرورة‭ ‬وجود‭ ‬خطة‭ ‬طوارئ‭ ‬للإخلاء‭: ‬في‭ ‬اللحظات‭ ‬الأولى‭ ‬من‭ ‬الهجوم،‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬حالة‭ ‬من‭ ‬الذعر‭ ‬في‭ ‬مركز‭ ‬التسوق‭. ‬واستناداً‭ ‬إلى‭ ‬لقطات‭ ‬الدائرة‭ ‬التلفزيونية‭ ‬المغلقة،‭ ‬بدا‭ ‬أن‭ ‬موظفي‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬والمتسوقين‭ ‬لا‭ ‬يعرفون‭ ‬كيفية‭ ‬العثور‭ ‬على‭ ‬اماكن‭ ‬مخارج‭ ‬الطوارئ‭ ‬الستة‭ ‬ذات‭ ‬السلالم‭ ‬في‭ ‬المركز‭ ‬الذي‭ ‬تبلغ‭ ‬مساحته‭ ‬33000‭ ‬متر‭ ‬مربع‭. ‬كذلك‭ ‬لم‭ ‬يستخدم‭ ‬أفراد‭ ‬أمن‭ ‬المحلات‭ ‬التجارية‭ ‬النظام‭ ‬الإذاعي‭ ‬لمخاطبة‭ ‬الجمهور‭ ‬لتوجيه‭ ‬تعليمات‭ ‬للمتسوقين‭ ‬المذعورين‭. ‬وكان‭ ‬يمكن‭ ‬لخطة‭ ‬طوارئ‭ ‬يتم‭ ‬وضعها‭ ‬وممارستها‭ ‬مسبقاً‭ ‬بالتنسيق‭ ‬مع‭ ‬الشرطة‭ ‬الكينية،‭ ‬أن‭ ‬تؤدي‭ ‬إلى‭ ‬عملية‭ ‬إخلاء‭ ‬أكثر‭ ‬سلاسة‭.‬
التعرف‭ ‬على‭ ‬هوية‭ ‬القوات‭ ‬التي‭ ‬وصلت‭ ‬للموقع‭:‬‭ ‬كان‭ ‬كثير‭ ‬من‭ ‬أول‭ ‬القادمين‭ ‬من‭ ‬الشرطة‭ ‬الكينية‭ ‬والجماعات‭ ‬الأخرى‭ ‬يرتدون‭ ‬ملابس‭ ‬مدنية‭. ‬وهذا‭ ‬القصور‭ ‬في‭ ‬التعريف‭ ‬جعل‭ ‬من‭ ‬السهل‭ ‬الاعتقاد‭ ‬خطأ‭ ‬أنهم‭ ‬المهاجمون‭. ‬وأدى‭ ‬الارتباك‭ ‬في‭ ‬تعريف‭ ‬من‭ ‬هو‭ “‬الصديق‭ ‬أو‭ ‬العدو‭” ‬إلى‭ ‬وقوع‭ ‬إصابات‭ ‬بالنيران‭. ‬كان‭ ‬هناك‭ ‬أيضاً،‭ ‬كما‭ ‬ذُكر،‭ ‬قصور‭ ‬في‭ ‬الاتصالات‭ ‬والتنسيق‭ ‬بين‭ ‬الشرطة‭ ‬الكينية‭ ‬والقادمين‭ ‬من‭ ‬الجيش‭.‬
السيطرة‭ ‬على‭ ‬المحيط‭ ‬الخارجي‭: ‬لم‭ ‬تنشأ‭ ‬أول‭ ‬دفعة‭ ‬من‭ ‬رجال‭ ‬الأمن‭ ‬في‭ ‬مسرح‭ ‬الحادث‭ ‬طوقاً‭ ‬حول‭ ‬مركز‭ ‬التسوق‭ ‬لمنع‭ ‬الناس‭ ‬من‭ ‬الدخول‭ ‬أو‭ ‬الخروج‭.‬
وضع‭ ‬مركز‭ ‬وستغيت‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الأولويات‭ ‬كهدف‭ ‬محتمل‭:‬‭ ‬ذُكر‭ ‬أنه‭ ‬كانت‭ ‬هناك‭ ‬محادثات‭ ‬بين‭ ‬جهاز‭ ‬الاستخبارات‭ ‬الوطني،‭ ‬والمفتش‭ ‬العام‭ ‬للشرطة‭ ‬وإدارة‭ ‬التحقيقات‭ ‬الجنائية‭ ‬حول‭ ‬خطر‭ ‬وقوع‭ ‬هجوم‭ ‬على‭ ‬وستغيت‭. ‬وإذا‭ ‬كان‭ ‬مركز‭ ‬التسوق‭ ‬قد‭ ‬وُضع‭ ‬على‭ ‬قائمة‭ ‬الأولويات‭ ‬كهدف‭ ‬محتمل،‭ ‬لكان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬وضع‭ ‬خطة‭ ‬تقييم‭ ‬وطوارئ‭ ‬للمخاطر‭.‬
الشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬إيستلى‭: ‬يبدو‭ ‬أن‭ ‬المهاجمين‭ ‬أمضوا‭ ‬أربعة‭ ‬أشهر‭ ‬في‭ ‬نيروبي‭ ‬للإعداد‭ ‬للهجوم‭. ‬قاموا‭ ‬بعدة‭ ‬مشتريات‭ ‬من‭ ‬بينها‭ ‬سيارة‭ ‬وشرائح‭ ‬هواتف‭ ‬نقالة‭. ‬وكثيراً‭ ‬ما‭ ‬كانوا‭ ‬يشاهدون‭ ‬أيضاً‭ ‬في‭ ‬قاعة‭ ‬رياضة‭ ‬محلية‭. ‬وكان‭ ‬يمكن‭ ‬للشرطة‭ ‬المجتمعية‭ ‬في‭ ‬منطقة‭ ‬إيستلى‭ ‬التي‭ ‬تقطنها‭ ‬غالبية‭ ‬من‭ ‬الصوماليين،‭ ‬أن‭ ‬تعثر‭ ‬على‭ ‬أدلة‭ ‬حول‭ ‬نشاطات‭ ‬أولئك‭ ‬الشباب‭ ‬قبل‭ ‬الهجوم‭.‬
حراسة‭ ‬الحدود‭:‬‭ ‬أفادت‭ ‬صحيفة‭  ‬ذا‭ ‬ستار‭ ‬التي‭ ‬تصدر‭ ‬في‭ ‬نيروبي‭ ‬بأن‭ ‬الرجال‭ ‬تدربوا‭ ‬في‭ ‬الصومال،‭ ‬ثم‭ ‬توجهوا‭ ‬جواً‭ ‬إلى‭ ‬أوغندا‭ ‬وعبروا‭ ‬الحدود‭ ‬إلى‭ ‬كينيا‭ ‬سيراً‭ ‬على‭ ‬الأقدام‭ ‬قبل‭ ‬أن‭ ‬يتخذوا‭ ‬طريقهم‭ ‬نحو‭ ‬نيروبي‭. ‬لم‭ ‬يتضح‭ ‬بعد‭ ‬ما‭ ‬إذا‭ ‬كان‭ ‬قد‭ ‬تم‭ ‬إيقافهم‭ ‬أبداً‭ ‬ومطالبتهم‭ ‬بإبراز‭ ‬اوراقهم‭ ‬الرسمية،‭ ‬ولكن‭ ‬معروف‭ ‬عن‭ ‬الشرطة‭ ‬عند‭ ‬حواجز‭ ‬الطرق‭ ‬أنها‭ ‬تسمح‭ ‬للناس‭ ‬بالمرور‭ ‬دون‭ ‬هوية‭ ‬مقابل‭ ‬رشوة‭. ‬وهذه‭ ‬الممارسة‭ ‬تُلغي‭ ‬الجهود‭ ‬الوطنية‭  ‬لتأمين‭ ‬الحدود‭.‬
المصادر‭: ‬تلفزيون‭ ‬كينيا‭ ‬سيتيزين‭ ‬تي‭ ‬في،‭ ‬جيللو‭ ‬كاديدا‭ ‬من‭ ‬صحيفة‭ ‬ذا‭ ‬ستار،‭ ‬وكالة‭ ‬الأنباء‭ ‬الفرنسية،‭ ‬إدارة‭ ‬شرطة‭ ‬مدينة‭ ‬نيويورك

التعليقات مغلقة.