لامفر من أهمية الدعم اللوجستي. فبدون القدرة على التحرك وإعالة القوات بفعالية، لن تستحق خطط القادة الورق الذي طُبعت عليه. باختصار، الدعم اللوجستي يمكن أن يكون بمثابة الفارق بين نجاح المهمة وفشلها.
وهذه الحقيقة مؤلمة بوضوح في القارة الأفريقية، حيث تندلع الصراعات في المناطق التي يصعب الوصول إليها جواً أو براً. وهذا البعد النائي يعيق جهود حفظ السلام ويزهق اﻷرواح.
يدرك الاتحاد الأفريقي هذا التحدي، والدعم اللوجستي عنصر رئيسي في القوة الاحتياطية الأفريقية التي بدأت عملها حديثاً. ولبلوغ هدف “إسكات المدافع” في القارة بحلول عام 2020، يعمل الاتحاد الأفريقي على إيجاد طريقة لنشر وإعالة قوات حفظ السلام التابعة له لفترات طويلة على وجه السرعة. وهو يحرز تقدماً في هذا السبيل. فمن المقرر إقامة قاعدة لوجستية قارية في دوالا، بالكاميرون، ستتولى تخزين المعدات للانتشار السريع وإقامة مقر قيادة للبعثة عندما تكون القوة الاحتياطية الأفريقية على أرض الواقع. أنشأ الاتحاد الأفريقي مركزاً قارياً لتنسيق الحركة لتحديد أفضل الموارد للنقل الجوي والبحري الاستراتيجي لنقل القوات، والمركبات والمعدات إلى الجبهة. كذلك تؤكد الكثير من الجيوش في القارة على أهمية تدريب ضباط الدعم اللوجستي لمواجهة تحديات عمليات حفظ السلام المتعددة الأبعاد في القرن الحادي والعشرين.
يمكن للقياد الأمريكية لقارة أفريقيا والشركاء الأفارقة العمل معاً لتوفير التدريب، وتبادل أفضل الممارسات، وإتاحة وسائل النقل الجوي أو البحري، وإقامة فعاليات مثل المنتدى السنوي للدعم اللوجستي في أفريقيا من أجل بناء العلاقات. فالخدمات اللوجستية الفعالة تُبنى على الشراكات والتخطيط. ومعالجة التحديات اللوجستية قبل أن تنشأ تساعد في التقليل إلى أدنى حد من المشاكل التي بدت يوماً ما مستعصية على الحل.