أعضاء القيادة الأمريكية لقارة إفريقيا
تقول حكمة أفريقية قديمة، “عندما تتحد شبكات العنكبوت، يمكنها أن تصد أسداً”. وتبين هذه الحكمة ما نعرفه جميعاً بالسليقة: نحن أقوى حين نعمل سوياً.
هذا صحيح على المستوى المحلي مثلما هو في مجال الشراكات الأمنية الدولية. والجماعات الإرهابية لا تعرف حدوداً، وتستفيد من نقاط الضعف أينما وُجدت على الخريطة. وعندما تضيف دولة ما ضغوطاً، ينقل الإرهابيون عملياتهم إلى ملاذ آمن في بلد مجاور.
وهذا ما يضفي أهمية بالغة على الشراكات الإقليمية.
لقد رأينا قيمة هذه الشراكات في الكفاح ضد الجماعة الإرهابية بوكو حرام. فبعد أن وطّدت الجماعة أراض لها في شمال شرق نيجيريا، سعت إلى التوسع بشن هجمات وتجنيد أتباع في دول الجوار الكاميرون، وتشاد والنيجر. غير أن دول المنطقة اختارت أن تواجه الخطر معاً. قامت بتفعيل قوة المهام المشتركة المتعددة الجنسيات، المرخص لها بضم 8700 من القوات وبدأت تستعيد الأراضي عن طريق حملات جوية وبرية.
وهذا النهج الإقليمي يعني أن بوكو حرام عجزت عن العثور على ملاذ آمن. فحق المطاردة يسمح لجيش دولة ما بعبور الحدود لمطاردة الإرهابيين الذين يحالون الإفلات من العدالة. وتبادل المعلومات الاستخباراتية والأصول بين الشركاء الإقليميين يعني أن قوة دولة واحدة تصبح قوة المنطقة. وفي مواجهة هذا النوع من الجبهة الموحدة، أصبحت بوكو حرام أكثر ضعفاً وتمزقاً.
نحن نشهد هذه الأنواع من التحالفات وهي تتشكل عبر القارة وحول العالم. وعند وقوع طارئ ما، لم تعد الدول تنتظر تشكيل بعثة للأمم المتحدة. وإنما تقدم على اتخاذ إجراء. وأصبح القادة على المستوى دون الإقليمي يدركون باطراد أن لديهم مسؤولية لإدارة التهديدات المشتركة. وسواء كان ذلك عن طريق منظمات إقليمية أو من خلال شراكات خاصة، فإن التحالفات الأمنية أمر حيوي. وعندما لا تكون هناك حلقة ضعيفة في سلسلة الأمن الإقليمي، نصبح جميعاً أكثر أمناً.