أسرة منبر الدفاع الإفريقي
افتتحت وزارة الصحة والعافية في موريشيوس مؤخراً مركز اختبارات للكشف عن فيروس كورونا (كوفيد-19) على جزيرة رودريغز النائية.
وكان افتتاح المركز في أواخر آب/أغسطس، ويقع في قرية مونت لوبين، على مسيرة تقارب 623 كيلومتراً شرق جزيرة موريشيوس الرئيسية. وقد افتُتح المركز بدعم من
منظمة الصحة العالمية وشركة أفريكان رينشورانس.
ويهدف إلى تعزيز إجراءات المراقبة على تلك الجزيرة التي يبلغ عدد سكانها نحو 42,000 نسمة؛ وجزيرة رودريغز جزء من جمهورية موريشيوس.
قال الدكتور إندراجيت هزاريكا، ممثل منظمة الصحة العالمية، في بيان صحفي: ”تعد جائحة كورونا واحدة من الأزمات التي تحدث مرة واحدة كل قرن، وقد تسببت في خسائر فادحة للأفراد والأسر والمجتمعات والاقتصادات؛ ويعتبر ارتفاع عدد الحالات والوفيات على مستوى العالم علامة واضحة على أننا لم نخرج من الأزمة حتى الآن،
وما تزال الجائحة تضغط على المنظومات والكوادر الصحية المنهكة في ربوع العالم.“
كما أكد على أنَّ الجائحة لا تزال تؤثر على حياة الناس وعلى أرزاقهم؛ يتجاوز عدد سكان موريشيوس 1.25 مليون نسمة، وتأتي ضمن خمسة بلدان إفريقية عانت من موجة سادسة من كورونا.
وقال: ”يجب أن نبذل قصارى جهدنا لاستباق الفيروس؛ وعلينا تعزيز المراقبة، بما يشمل الاختبارات وفحص التسلسل الجينومي وغيرها، من أجل تنسيق الاستجابة الصحية للتصدي لانتقال الجائحة وإنهائها.“
موريشيوس جزيرة تقع على مسيرة 1,130 كيلومتراً شرق مدغشقر، وتعد، شأن جزيرة رودريغز، وجهة سياحية شهيرة تتميز بمناخها الاستوائي وشواطئها الساحرة ومياهها الجاذبة للغوص والغطس. وكما هي الحال في المناطق السياحية الأخرى، فقد أضر كورونا بقطاعي السياحة في كلتا الجزيرتين.
عودة السياح
قال السيد رينجنادن بادياشي، وزير المالية والتخطيط الاقتصادي والتنمية في موريشيوس، في بيان صحفي إنَّ موريشيوس سجلت عجزاً بنحو 122 مليار دولار أمريكي في تدفق العملات الأجنبية بين عامي 2020 و2022، ويرجع ذلك في المقام الأول إلى التراجع الكبير في عائدات السياحة والصادرات والخدمات المالية.
ولكن ذكر السيد أرفيند بوندون، مدير هيئة الترويج السياحي في موريشيوس،
أنَّ حركة الطيران إلى الجزيرة شهدت تحسناً كبيراً بحلول منتصف أيلول/سبتمبر؛ إذ بلغ عدد السائحين الوافدين ما يزيد قليلاً على 40,000 سائح في كانون الثاني/يناير، لكنهم تجاوزوا 86,600 سائح في الشهر بحلول آب/أغسطس.
وقال لموقع «ترافل ديلي ميديا»: ”تغيرت عقلية المسافرين في ظل الجائحة، فصاروا يبحثون الآن عن تجارب أكثر ثراءً وأماناً قبل اختيار وجهتهم؛ فسلامة المسافرين والمواطنين أولويتنا، وإننا حريصون على استقبال المسافرين للاستمتاع بالجزيرة والانغماس في الثقافة والطبيعة وكرم الضيافة في موريشيوس .“
وأوضح أنَّ مسؤولي السياحة استخدموا تقنيات جديدة للوصول للسياح خلال الجائحة.
وأضاف للموقع: ”لسهولة الوصول للمعلومات المفيدة عن الوجهة السياحية أهمية قصوى لأن هذا يؤثر على قرار المسافر؛ وقد صارت جهود رقمنة استراتيجيات التسويق لدينا التي بدأت قبل كورونا تسير الآن بسرعة هائلة.“