أسرة منبر الدفاع الإفريقي
شأن بلدان عدة في شتَّى بقاع العالم، أمست بنين في خضم موجة مخيفة من ارتفاع أعداد الحالات المصابة بفيروس كورونا (كوفيد-19) فيما تجتاح القارة الموجة الثانية من الجائحة.
وحرصاً منها على تعزيز جهود هذه الدولة الواقعة غرب إفريقيا لمكافحة الفيروس، تبرَّعت الولايات المتحدة مؤخراً بكمية من المستلزمات الوقائية واللوازم الصحية.
فقد تضاعف المتوسط اليومي لأعداد الإصابات المؤكدة أربعة أضعاف منذ الأول من كانون الثاني/يناير، إذ سجَّلت بنين 2,726 إصابة في الأول من تشرين الثاني/نوفمبر 2020، وتفيد هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها أنَّ الإصابات وصلت إلى 5,634 إصابة حتى يوم 28 شباط/فبراير.
وارتفعت أعداد الوفيات بها خلال الفترة من الأول من كانون الثاني/يناير حتى يوم 28 شباط/فبراير من 44 إلى 70 حالة وفاة.
وقال الدكتور بنيامين هونكباتين، وزير الصحة في بنين، في بيان صدر يوم 19 شباط/فبراير: “أمسينا الآن في خضم الموجة الثانية، وأعداد الإصابات آخذة في الارتفاع، ويعد المريض الذي يموت بمثابة خسارة كبيرة في الأرواح، وسجلنا وفيات كثيرة خلال الأيام الأخيرة.”
وتسلَّم هونكباتين خلال حفل أقيم في نفس اليوم المنحة الأمريكية من السفيرة باتريشا ماهوني.
وتقدم الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية مساعدات صحية بقيمة 415,000 دولار أمريكي في منطقة مونو ومساعدات بقيمة 337,000 دولار في منطقتي أتلانتيك وكولينز، في إطار حزمتها الكبرى التي تتضمن 4.5 ملايين دولار لجهود مكافحة فيروس كورونا في أرجاء بنين.
وتصل أهداف حزمة الإغاثة عبر العديد من وزارات الدولة:
- تسليم 1,323 محطة لغسل اليدين لتحسين مستوى النظافة للمرضى في 105 منشأة صحية ولأكثر من 149,000 طالب في 297 مدرسة ابتدائية و190 مدرسة ثانوية.
- إمداد 1,181 من العاملين في قطاع صحة المجتمع بالكمامات ومحطات غسل اليدين والأجهزة الصوتية لتوعية المواطنين حول فيروس كورونا وتعزيز بروتوكولات الوقاية كغسل اليدين والتباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات.
- تدريب 1,030 فرقة صحية متطوعة وتجهيزها لمراقبة الحالات المصابة والالتزام بإرشادات وزارة الصحة.
- دعم فريقين متنقلين للاستجابة السريعة لمساعدة المرافق الصحية على إجراء الاختبارات وتعقب المخالطين وإدارة الحالات المرضية.
وإجمالاً، فقد وفرت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية 69,066 كمامة، و16,150 لتراً من الصابون، و3,205 علبة من القفازات، و1,030 مكبِّر صوت، و53 سمَّاعة، وغيرها من مستلزمات الدعم.
وقالت ماهوني: “يعتمد القضاء على الجائحة على مدى استعدادنا للتعاون، والالتزام بالعادات الصحية، ومساندة بعضنا البعض كأسر ومجتمعات وشركاء؛ لذا دعونا نواصل العمل معاً للتصدِّي لهذه الجائحة وبناء مستقبل أكثر إشراقاً وصحة للجميع.”
وقد وقع ما كان هونكباتين يخشاه من ارتفاع أعداد الإصابات خلال العام الجديد.
فقد ظهر على شاشة التليفزيون الوطني في تشرين الأول/أكتوبر 2020 لمناشدة مواطني بنين لمواصلة التحلِّي باليقظة خلال مكافحة المرض.
وقال: “يظن بعض الناس أنَّ الفيروس قد اختفى بالفعل بسبب قلة الوفيات، وهذا خطأ فادح.”
وعلى الرغم من الأعباء المزمنة الملقاة على كاهل منظومة الرعاية الصحية، فقد تمكنت بنين من تجنب الوقوع في أزمة خلال عام 2020، وربما يرجع ذلك إلى أنَّ نصف سكانها دون 19 عاماً، ولكن يرى وزير الصحة أنَّ الأرقام تأخذ منحىً محزناً في ظل انتشار السلالات الجديدة.
وقال في بيانه الصادر يوم 19 شباط/فبراير: “لدينا مواطنون شباب ليس لديهم عوامل خطر يأتون إلى المركز [أي مركز العلاج] ويموتون به، وهنالك شباب دون سن الأربعين بين آخر الوفيات التي سجلناها.”
وأردف قائلاً: “يرجع كل شيء خلال الأيام الأخيرة إلى حضور الحفلات والمناسبات والمآتم، دون احترام لتدابير التباعد، ولا سيما ارتداء الكمامات – وهي ممارسات تعمل الحكومة حالياً على التصدِّي لها.”