فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني تتبع الجوع وتخفيفه يمكن أن يمثل تحديًا. هل هو الدور الرئيسي للجنود؟ معرفة أدوارهم أسرة عمل أيه دي إف في الوقت الذي يسمع فيه العالم عن مجاعة، ربما يكون ذلك قد جاء متأخرًا للغاية. تقول منظمات المساعدة الدولية أن الإنذارات المبكرة والاستجابات السريعة لنقص الغذاء هي الطرق الوحيدة لإنقاذ حياة الأفراد. وقبل أن تعلن الأمم المتحدة عن وجود مجاعة في الصومال في عام 2011، كانت قد أصدرت 16 تحذيرًا بأن الخطر كان وشيكًا. وقد كان في الأغلب يتم تجاهل هذه التحذيرات، وفي الوقت الذي تم فيه الإعلان المجاعة رسميًا، كان قد توفي 120000 شخص. وقد كتب أرين باكر في مجلة تايم: “ما إن تتوغل المجاعة، يصبح علاجها أصعب”. وأضاف: “لكن الدعوة إلى منع المجاعة لم تكن ذات صوت مسموع، أو لم تكن تلقى استجابة فعلية، بقدر الاحتياجات العاجلة لإيقافها”. أفراد يقومون بتفريغ حمولة مساعدات الإغاثة من طائرة هليكوبتر حربية في جنوب مالاوي بعد أن جرفت الأمطار المحاصيل. وكالة فرانس برس/وكالة غيتي إيميجيز المجاعة ليست غريبة على أفريقيا. ففي القرن العشرين وحده، انتشرت المجاعات واسعة النطاق في القارة في ما لا يقل عن 18 مرة، مسفرًا عن وفاة 5000 شخص إلى مليون شخص في المرة الواحدة. وفي عام 2017، انتشرت مرة أخرى، وهذه المرة في جنوب السودان، وبدرجة أقل في شمال نيجيريا والصومال – وكانت تأثيراتها مدمرة. في جنوب السودان، كان هناك 100000 شخصًا على وشك الموت جوعًا طبقًا للوضع في فبراير 2017، وقد احتاج 5 مليون شخص – أي 40 بالمائة من التعداد السكاني لهذه الدولة الناشئة حديثًا – إلى المساعدة الفورية. أفاد سيرجي تيسوت من منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) للأمم المتحدة شبكة CNN قائلاً “لقد تحققت أسوء مخاوفنا”. وأضاف: “لقد استنفذت العديد من الأسر جميع الوسائل المتاحة لديهم للبقاء على قيد الحياة”. وأضاف مسؤول آخر للمساعدات الإنسانية أن الناس قد لجأوا إلى كسح المستنقعات بحثًا عن الطعام. سوف تتواصل هذه المشكلة في السنوات المقبلة نظرًا لأنماط الطقس المتغيرة، والنمو السكاني والنزاعات التي تهدد الأمن الغذائي الهش بالقارة السمراء. لذا، كيف يمكن ملاحظة الأزمات الغذائية مبكرًا وما الدور الذي يجب أن تلعبه قوات الأمن في معالجتها؟ المراحل والأسباب كلمة المجاعة هو مصطلح خاص ذو معنى خاص. فتعريفها يتجاوز مجرد حالات الجفاف ووجود عدد كبير من الجوعى. في الواقع، تعد المجاعة هي آخر مرحلة في تطور انعدام الأمن الغذائي المكون من خمس مراحل، وفقًا لشبكة أنظمة الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET). تتنقل المراحل الخمسة بمرور الوقت، وهي الحد الأدنى، والضغط، والأزمات والطوارئ، وتبلغ الذروة مع المجاعة. تحدث المجاعة عندما تعاني أسرة واحدة على الأقل – من أصل خمس أسر في منطقة متضررة – من نقص شديد بالغذاء، ويعاني أكثر من 30 بالمائة من السكان من سوء التغذية الحاد، ووفاة ما لا يقل عن شخصين من أصل 10000 شخص يوميًا. تم الإعلان عن مجاعة في جزءٍ من جنوب السودان مبكرًا في عام 2017، وكانت ثلاثة بلدان أخرى – وهي نيجيريا والصومال واليمن – في المستوى الرابع، مما يعني أنها كانت معرضة لخطر كبير من تطور الأمر والوصول إلى مجاعات فعلية. قد تكون أسباب حدوث المجاعة معقدة بقدر مراحلها. فعندما يضرب الجفاف أو النزاع أو كلاهما إحدى المناطق، فربما يتم إجبار السكان على الهجرة إلى مناطق أخرى أو إلى بلدان مجاورة. وقد يؤدي حدوث الجفاف في منطقة تعاني بالفعل من النزاعات إلى تلف المحاصيل أو الزراعة أو رعاية الماشية. وأحيانًا تعيق الفصائل المقاتلة الوصول إلى المناطق، مما قد يؤدي إلى منع السكان والعاملين بالمساعدات الإنسانية من الانتقال بحرية. وقد يؤدي ذلك إلى تفاقم المشكلات القائمة. قد يؤدي تدفق أعداد كبيرة من الأشخاص إلى زيادة الحمل على الموارد وزيادة انتشار بعض الأمراض، مثل الكوليرا. ففي جنوب السودان، شهدت بعض القري التي لا تزال تحت سيطرة جماعة الشباب زيادة حالات الإصابة بالكوليرا، وفقًا لإذاعة صوت أمريكا (VOA). وفي مايو/أيار 2017، كانت الصومال تفيد بوقوع 200 إلى 300 حالة إصابة بالكوليرا يوميًا. وقد أصيب أكثر من 40000 صومالي بالمرض منذ ديسمبر/كانون الأول 2016، وكان نصفهم في جنوب غرب البلاد. في أيار/ مايو 2017، قام أطباء بزيارة أكثر من 150000 شخص نازح يعيشون في مخيمات بالقرب من بيدوا، بالصومال. وكان الكثير ممن في المخيمات ينامون في العراء بدون غطاء. وكانت المياه الراكدة والوحل منتشرًا في كل مكان، ولم يكن هناك مياه نظيفة كافية حولهم. وقد قام العاملون بمنظمة اليونيسيف ومنظمة الصحة العالمية (WHO) بإمداد الأطفال بلقاحات فموية مضادة للكوليرا. وقد أفاد دكتور عبد الناصر أبوبكر خبير الكوليرا في منظمة الصحة العالمية إذاعة صوت أمريكا أنه ترتبط القدرة على مكافحة الكوليرا والأمراض الأخرى بالقدرة على مكافحة الجوع والمشكلات الإنسانية الأخرى. ويقول أبوبكر: “لا يمكننا حل مشكلة مرض الكوليرا، ولا يمكننا التعامل مع مرض الكوليرا ما لم نتعامل مع مشكلة انعدام الأمن الغذائي، وما لم نتعامل مع مشكلات المياه وسوء التغذية. … نحن نعمل جنبًا إلى جنب ونقوم بالتنسيق معًا، ولكن نعيد التأكيد من جديد على أن إحدى التحديات التي نواجهها في الصومال [هي] نقص الموارد اللازمة لدعم جميع هذه التدخلات”. أنظمة الإنذار المبكر يوجد الكثير من الطرق للتنبؤ باحتمالية حدوث مجاعة. توضح بيانات الطقس أن موعد سقوط الأمطار السنوية كان ولا يزال غير مناسب للمحاصيل الشرهة للمياه. وتوضح بيانات السوق الأوقات التي تصبح فيها المواد الغذائية نادرة وأكثر تكلفة سعرية. وتشير بيانات الهجرة الجماعية إلى الأوقات التي تم فيها إجبار العامة على الفرار من ديارهم بسبب النزاعات أو الأمراض أو الضغوط البيئية. تمتلك شبكة نظم الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET) 22 مكتبًا ميدانيًا حول العالم لرصد هذه العوامل. حيث يصدرون تقارير دورية ويصدرون تحذيرات. عندما يصعب الوصول إلى بعض المناطق بسبب النزاعات أو بعد المسافة، تعتمد المنظمة على شركاء محليين، والتصوير بالأقمار الصناعية وتكنولوجيا الهاتف الجوال لتجميع البيانات. على سبيل المثال، أطلقت شبكة نظم الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET) مشروعًا تجريبيًا باستخدام الهواتف الخلوية لتجميع بيانات الأجور وبيانات السوق في مدغشقر لتحديد الأوقات التي ينخفض فيها الطلب على العاملين، وهي الأنباء التي تشير إلى عام سيء بالنسبة للحصاد. وفي بلدانٍ أخرى، أنشأت شبكة نظم الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET) شبكات للمزارعين تعتمد على المعلومات عن طريق الهاتف. أخبر كريس هيلبرنر من شبكة نظم الإنذار المبكر للمجاعة (FEWS NET) إذاعة صوت أمريكا قائلاً: “نحن نجرب مجموعة متنوعة من الأدوات وأعتقد أنه يمكن للتكنولوجيا مساعدتنا، ولكني أود أيضًا القول بأن هناك قيود”. وأضاف: “كما إننا حتى في نهاية اليوم يمكننا الحصول على أفضل المعلومات عندما يتمكن الأفراد من الذهاب إلى هذه المناطق والوقوف على أرض صلبة لجمع المعلومات بخصوص ما يحدث”. تبحث منظمات أخرى عن طرق لتجميع المعلومات بخصوص انعدام الأمن الغذائي في الأماكن البعيدة للغاية عن المراقبين أو التي يكون دخول المراقبين إليها خطرًا للغاية. تستخدم المنصة الإلكترونية Tomnod – التي تديرها شركة الأقمار الصناعية DigitalGlobe – تحليلاتٍ من مصادر الحشد مستقاة صور القمر الصناعي لتخطيط البيانات. وقد قامت المجموعة بتخطيط صور القمر الصناعي على مدار 18000 كيلومتر مربع في جنوب السودان لتحديد مساكنهم الدائمة، ومساكنهم المؤقتة وقطعان المواشي. يصدر القمر الصناعي صورًا عالية الجودة حيث يمثل كل بكسل بها 30 سنتيمترًا على الأرض. وسوف يساعد هذا التخطيط شركة DigitalGlobe في تتبع أثر النزاعات المستمرة وإعطاء فكرة عن المكان الذي من المرجح أن يكون قد حدث فيه انعدام للأمن الغذائي. وفي هذا السياق، قال ريانان بريس المدير العام لبرنامج Seeing a Better World Program التابع لشركة DigitalGlobe: “بالنسبة للعاملين بالمجال الإنساني لتغطية ذلك النوع من الأراضي، ولاسيما عندما تكون غير آمنة، لا يكون ذلك نهجًا آمنًا”. ويضيف: “توفر صور القمر الصناعي أداةً مساعدة حقًا عندما يتعلق الأمر بتقدير وتقييم ما يحدث على الأرض، وذلك لمحاولة العثور على هؤلاء الأفراد حتى يمكننا الحصول على موارد وتحديد الموقف هناك”. جنود حفظ السلام مع بعثة الأمم المتحدة في جمهورية جنوب السودان يقابلون النساء والأطفال خلال إحدى الدوريات. رويترز يقوم نظام الإنذار المبكر للتغذية (NEWS) الذي أطلقه المركز الدولي للزراعات الاستوائية (ICTA) بتتبع المعلومات الصحية والغذائية للبحث عن اتجاهات مثل ضعف نمو الأطفال، والذي قد يكون مؤشرًا على تفشي انعدام الأمن الغذائي. ومن المتوقع أن يكون النظام جاهزًا للعمل في إثيوبيا ونيجيريا والصومال وجنوب السودان بنهاية عام 2017. كيف يمكن للجنود تقديم المساعدة كثيرًا ما يُطلب من أفراد قوات حفظ السلام والأفراد العسكريين المساعدة في توفير المساعدات الغذائية، لكنهم عادةً لن يلعبوا الدور القيادي. فهناك وسيلتان رئيسيتان يمكن للجنود من خلالهما المساعدة في ضمان الاستجابة السريعة للمجاعات، وهما: الحماية والتنسيق. الحماية إن انعدام الأمن يمنع وصول الغذاء إلى الأشخاص الذين يحتاجون إليه. وعندما يتعرض العاملين بالمساعدات للهجوم أو التهديد، فعادةً ما تقوم المنظمات بسحب موظفيها. ففي أبريل/نيسان 2017، قامت منظمة الأغذية والزراعة (الفاو) التابعة للأمم بسحب العاملين من بعض المناطق الأكثر تضررًا في جنوب السودان بعد أن تم قتل ثلاثة من العاملين المقدمين للمساعدات. صرح يوجين أوسو يوجين أوسو منسق الشؤون الانسانية لدى الأمم المتحدة في جنوب السودان قائلاً “إن شن الهجمات على العاملين بالمساعدات وأصول المساعدات غير مقبول نهائيًا.” وأضاف: “فهم لا يعرضون حياة العاملين بالمساعدات للخطر فحسب، لكنهم أيضًا يهددون حياة آلاف الجنوب سودانيين الذين يعتمدون على مساعداتنا لإبقائهم على قيد الحياة”. تستطيع القوات المسلحة توفير الأمن لمجموعات العمل الإنساني عن طريق حماية القوافل أثناء تحركها على الطرق، وتوفير الأمن في محطات توزيع الأغذية أو قوارب الحراسة القادمة إلى الموانئ. ومن أبرز الأمثلة على ذلك عملية أتلانتا التي تنفذها القوة البحرية التابعة للاتحاد الأوروبي، والتي أدت إلى حماية السفن التابعة لبرنامج الغذاء العالمي (WFP) القادمة إلى داخل وخارج منطقة القرن الأفريقي منذ عام 2008. ومن الأمثلة الأخرى، تحرير مدينة كيسمايو الساحلية في الصومال في عام 2012 على يد قوات الصومال والاتحاد الأفريقي، والتي مكنت برنامج الغذاء العالمي من استئناف تقديم المساعدات للمرة الأولى منذ أربع سنوات. طائرة هليكوبتر تابعة لبرنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة تحلق فوق الأفراد الذين في انتظار التسجيل لتوزيع الطعام في جنوب السودان. رويترز ليس فقط العاملون بالمساعدات هم الذين يحتاجون إلى الحماية، فمتلقي المساعدات الغذائية قد يكونوا مستهدفين أيضًا. فقد قامت جماعة بوكو حرام في نيجيريا بمهاجمة قرى لسرقة المساعدات الغذائية والأدوية. وفي هذا الصدد، قالت كارين عطية المحررة بقسم الآراء العالمية بصحيفة واشنطن بوست أثناء انعقاد أحد المنتديات في مؤسسة بروكينغز: “إن أي إيصال للمساعدات كان ينطوي على احتمالية عالية لتعرض المدينة للهجوم والإغارة على الموارد”. وأضافت: “تعد هذه مشكلة دائمة متعلقة بتوفير الدعم لهذه المناطق. فكيف تستطيع القيام بذلك بدون تقوية شوكة الإرهابيين الذين تحاول محاربتهم وبدون جعل متلقي المساعدات في موضع الاستهداف؟” التنسيق تختلف هيكلة القوات المسلحة عن المنظمات غير الحكومية. حيث تعمل الجيوش بتسلسل هرمي صارم وتميل إلى السعي نحو إحداث تأثير سريع ومشاركة قصيرة الأجل. بينما يؤدي هيكل المنظمات غير الحكومية إلى تمكين العاملين ذوي المستوى الأدنى، ويفضل هؤلاء العاملين الحفاظ على استقلاليتهم لتجنب إثارة الشبهات حول من يحاولون تقديم المساعدة لهم، طبقًا لما ورد في كتاب Guide to Nongovernmental Organizations for the Military (دليل المنظمات غير الحكومية للجيش)، الذي حررته وشاركت في تأليفه لين لوري خبيرة حقوق الإنسان والصحة. الهدف من كليهما هو حماية الجمهور، وهذا يكون مفيدًا إذا تمكنَا من العمل معًا. وفي هذا السياق، صرّحت شانتال بيرسود نائبة المتحدث الرسمي لبعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان أن أفراد قوات حفظ السلام غير ملزمين بالمساعدة في الإغاثة من المجاعة. لكن في أي بعثة كهذه، سوف تفرض الظروف التقاء أفراد قوات حفظ السلام بعاملين في مجال المساعدات الإنساني. وأضافت بيرسود أن الحل هو دمج الجهود التي يبذلها كل شخص لخدمة البعثة. ويتحقق ذلك من خلال التدريب، ثم ممارسة الدمج في الميدان. وقالت: “لا يعمل أفراد قوات حفظ السلام والعاملون في الشؤون الإنسانية بمعزلٍ عن بعضهم بعضًا، ويتم الإدماج بينهم في البداية من خلال تدريبٍ توجيهي متكامل، وهو تدريبٌ إلزامي للجميع وينفذه مركز تدريب البعثة المتكامل المحلي”. لا يجب أن يتفاجأ اختصاصيو الأمن عندما تختار المنظمات الإنسانية البقاء بعيدًا. ففي الصومال، تم اختطاف 13 عاملًا بالمساعدات في أبريل/نيسان 2017 بواسطة حركة “الشباب”، حيث اشتبهوا فيهم بأنهم مخبرون تابعون للحكومة. فالعمل مع فرق المساعدات الدولية يجعل المواطنين مستهدفين. والعمل مع قوات الأمن يمكن أن يجعلهم مستهدفين بشكلٍ أكبر. يقول أحد الموظفين الصوماليين بمؤسسة “أنقذوا الأطفال” لصحيفة واشنطن بوست: “إن أمسكو بي سيقتلونني، بهذه البساطة”.