أسرة منبر الدفاع الإفريقي
شاب ينزع كمامته ويصرخ في يأس، وطاهية تسحب كمامتها للأسفل لكي تستنشق قسطاً من الهواء في مطبخ شديد الحرارة، وممرضة تكشف عن التجاعيد العميقة المتبقية على بشرتها بسبب كثرة استخدام الكمامة.
تأتي هذه الصور في إطار حملة إعلانية جديدة تظهر مرارة الإجهاد من الجائحة، لكنها تحث المواطنين على التحمل «دَفعة أخرى» لدحر الفيروس.
وتقول حملة «دَفعة أخرى»: ”نحن أقرب من ذي قبل لاستعادة السيطرة، على الأشياء التي نفتقدها ونحبها، ونصرخ صرخة الاستنفار هذه لإلهام الجميع للقيام بكل ما يلزم للوصول إلى بر الأمان.“
وقد أطلقت هيئة المراكز الإفريقية لمكافحة الأمراض والوقاية منها ومجموعة «إم تي إن» لشبكات الهواتف المحمولة هذه الحملة المشتركة لتشجيع المواطنين على عدم التوقف عن ارتداء الكمامات وغسل اليدين ومراعاة التباعد الاجتماعي للتصدِّي لانتشار كورونا.
كما تهدف الحملة إلى تعزيز فعالية لقاحات كورونا وأمانها، وجاء هذا الجهد بتأييد من وزراء الصحة الأفارقة بما يتماشى مع حملة «الوقاية والمراقبة والعلاج» السابقة ويمثل امتداداً لـ «الاستراتيجية القارية المشتركة لإفريقيا الموائمة لمكافحة جائحة كورونا».
وقال الدكتور جون نكينجاسونج، مدير الهيئة، في بيان صحفي: ”مع اجتياح الموجتين الثالثة والرابعة من كورونا بقاع من إفريقيا، لا يمكننا إلَّا أن نشدد على أهمية أن يبذل الجميع قصارى جهدهم الآن للوقاية من الفيروس، وهكذا تهدف هذه الحملة إلى تشجيع المواطنين على ألَّا ينفكوا عن مراعاة التدابير الاحترازية التي نعلم أنها يمكن أن تحد من انتشار كورونا.“
وعقب وصول الجائحة إلى إفريقيا العام الماضي، تصدَّرت مجموعة «إم تي إن» حملة «ارتديها من أجلي» التي شجعت المواطنين على ارتداء الكمامات لحماية كبار السن، كما ساهمت المجموعة بمبلغ 25 مليون دولار أمريكي لجهود الوقاية من الجائحة في القارة، كطرح 7 ملايين جرعة لقاح للكوادر الصحية في ربوع القارة.
ويجدر بالمواطنين زيارة الموقع الإلكتروني للحملة: onemorepushafrica.com للاطلاع على معلومات دقيقة حول كورونا واللقاحات، ومتابعة وسم #دفعة_أخرى_يا_إفريقيا «#OneMorePushAfrica» على وسائل الإعلام الاجتماعي.
وتجدر الإشارة إلى أنَّ إفريقيا تتخلف كثيراً عن أهداف حملة التطعيم؛ إذ لم تنجح إلَّا في تطعيم نسبة لا تتجاوز 2٪ من سكانها، وأعلنت عدة بلدان، كرواندا والسنغال وجنوب إفريقيا، عن أنها تعتزم إنتاج لقاحات كورونا محلياً بعدما كادت إفريقيا تُحرم تماماً من اللقاحات التي تحصل عليها من خلال مبادرة «كوڤاكس» في أيَّار/مايو على إثر توجيه معهد الأمصال الهندي تلك الجرعات للاستخدام المحلي.
وقال المهندس رالف موبيتا، رئيس مجموعة «إم تي إن» ومديرها التنفيذي، في بيان صحفي: ”تهدف حملة «دَفعة أخرى» إلى تشجيع مواطني إفريقيا على توخي الحيطة والحذر في مكافحة كورونا فيما نشهد موجات جديدة من الإصابات وفيما يزال تقدم حملات التطعيم نحو تحقيق مناعة القطيع بعيداً عن مواطنينا.“
وناشد المهندس ويم ڤانهيلبوت، المدير التنفيذي لشركة «إم تي إن» أوغندا، الأوغنديين كافة ”بمواصلة الكفاح“ ضد كورونا.
وقال لصحيفة «ديلي مونيتور» الأوغندية: ”أمست أوغندا حالياً في منتصف الموجة الثانية من هذه الجائحة، وكانت هذه الموجة أكثر ضرراً من الموجة الأولى، وعلينا جميعاً في هذه الأوقات مضاعفة جهودنا لحماية أنفسنا وأحبائنا من المرض الفتاك.“
وأنتجت شركة «إم تي إن» إفريقيا إعلاناً تجارياً يعرض أغنية شهيرة من سبعينيات القرن العشرين للترويج لحملة «دَفعة أخرى»، ويعرض لقطات لمواطنين عاديين يعانون من الكمامات، ويُرشون بالمطهرات أثناء دخولهم الأعمال التجارية، ويتواصلون مع أحبائهم عبر الهواتف المحمولة، ويتأقلمون مع البطالة الناجمة عن الجائحة.
وتشير رسالة الإعلان، عبر كلمات الأغنية، إلى العودة إلى الحياة الطبيعية إذا واصل الناس الالتزام باحتياطات السلامة من كورونا:
”لا تكونن عن الغد زاهداً
”فليأتينك مسرعاً ومهرولاً
”خير من سابقه ومشرقاً
”فودع الأمس، وكن للأمس مودعاً“