رويترز
في مستودع مجدد في كنشاسا، يرتدي عشرات من الشباب الكونغوليين سماعات الرأس ويجلسون في صفوف من المقصورات البرتقالية المتماثلة، يجرون مكالمات هاتفية بست لغات.
يعطي أول مركز اتصالات في جمهورية الكونغو الديمقراطية لمحة عن الكيفية التي يمكن للبلد أن تتخذ بها مساراً سبقته إليه الفلبين والهند بالفعل ويوفر وظائف لقوة عاملة آخذة في النمو.
يتناول مركز اتصالات الكونغو استفسارات تأتيه من 8500 شخص كل يوم عن كل شيء من فواتير الهاتف إلى القلق الروحي والعنف المنزلي أو العنف الجنسي. من بين العملاء المحليين شركتان كبيرتان للاتصالات، ومصارف، وعمليات محلية لهيئات مثل برنامج الغذاء العالمي، والكنائس وخط حكومي ساخن لضحايا الاغتصاب.
أسس مركز اتصالات الكونغو امرأتان كونغوليتان عام 2005. وحتى الآن لديه حفنة فقط من العملاء في الخارج، عادة بعقود قصيرة الأجل. ومع ذلك، فإن نشاطه ينمو بسرعة، فيما تحتاج جهورية الكونغو الديمقراطية قطاعاً للخدمات لتحصّن نفسها ضد أي تراجع في عائدات التعدين والنفط التي تمثل عادة 95 بالمائة من عائدات التصدير.
وبالنظر إلى منطقتها الزمنية، التي تماثل أجزاء من أوروبا الغربية، يمكن لجمهورية الكونغو الديمقراطية أن تكون في وضع جيد لتصبح مركزاً للاتصالات.
قال هوغيت سامو، المؤسس المشارك في المقر الجديد لمركز اتصالات الكونغو، “من حيث اللغة نحن متمكنون جيداً. سواء كانت الإنجليزية أو الفرنسية، فالعملاء لا يلاحظون اللكنة على الهاتف”.
كما تتعامل الشركة باللغات الوطنية الأربع لجمهورية الكونغو الديمقراطية – اللينغالا، والسواحيلية، والتشيلوبا والكيكونغو- وتوظف 350 وكيلاً ـ كلهم تقريباً في العشرينات أو الثلاثينات من أعمارهم، ويحصل كل منهم على 300 دولار كراتب شهري في المتوسط. ويأمل مركز اتصالات الكونغو في التوسع ليكون له 600 وكيل في غضون ثلاث سنوات.
إن قطاع الاتصالات المتنامي ينعش الآمال. إذ تُعد جمهورية الكونغو الديمقراطية أكبر سوق للهاتف النقال في غرب ووسط أفريقيا بعد نيجيريا. وبصورة عامة، ارتفعت مساهمة هذا القطاع الخدمي في نمو إجمالي الناتج المحلي من 28 بالمائة عام 2014 إلى أكثر من 40 بالمائة عام 2015.
يشعر مدير مركز اتصالات الكونغو فالي تامونا لوكواكا بالتفاؤل على المدى الطويل. قال، “إن السوق الكنغولية تضم 70 إلى 80 مليون نسمة نحن رواد، ولكننا نعتقد أنه قطاع آخذ في النمو السريع “.