تولى الفريق فرانسيس أوموندي أوغولا قيادة قوات الدفاع الكينية في نيسان/أبريل 2023، وألقى كلمة يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في ندوة أُقيمت في حامية إمباكاسي بنيروبي بمناسبة الاحتفال بعيد قوات الدفاع الكينية. وكان موضوع الندوة «قوة واحدة.. مهمة واحدة: تعزيز الأمن الوطني والإقليمي». اضطررنا إلى تحرير كلمة أوغولا حفاظاً على المساحة والوضوح.
يُعد هذا اليوم من كل عام خير دليل على روح جيشنا وقواتنا البحرية والجوية التي لا تُقهر. وليس احتفالنا بعيد قوات الدفاع الكينية عرفاً جديداً، بل له أهمية راسخة في ذاكرتنا الوطنية، إذ زُرعت بذور هذا الاحتفال في تشرين الأول/أكتوبر 2011 حين أطلق جنودنا البواسل «عملية ليندا نشي» [وهي تدخل عسكري في الصومال].
تقرر الاحتفال بعيد قوات الدفاع الكينية في تشرين الأول/أكتوبر 2012 ويُحتفل به من يومئذ، ويذكِّرنا بجَلد قواتنا المسلحة والتزامها وسعيها الدؤوب لنشر السلام والأمن في ربوع وطننا الحبيب.
لا تنبثق القوة الحقيقية للدولة من أسلحتها أو براعتها الاستراتيجية في مواجهة الشدائد، بل من وحدتها وشعورها بغاية واحدة، وقد وُضعت تلك الوحدة موضع الاختبار منذ أكثر من عام بقليل، وتبارينا مع شبح يلوح في الأفق ويمد ذراعيه نحو وطننا: وأقصد حركة الشباب.
فأدركنا خطورة هذا التهديد، فتقاربت الركائز الثلاث لقواتنا المسلحة (الجيش والقوات الجوية والبحرية)؛ وقدِم كلٌ منها بمواطن قوته الفريدة، وكلها متحدة في مهمة واحدة. وكان هذا التآزر السلس رمزاً لشعارنا: قوة واحدة.. مهمة واحدة.
وكان الهدف جلياً، وهو التخلص من تهديد حركة الشباب وتأمين وطننا. بيد أن الحرب ليست أمراً يهون، ولم تكن هذه الحرب هينة كذلك، بل كانت الرحلة عسيرة وكثيرة المشاق. وقوبل تخطيطنا الدقيق بعجزنا عن التنبؤ، وقوبل عزمنا بالمقاومة. لكننا وجدنا في كل أمر عسير فرصة؛ وفي كل نكسة درس، وفي كل نصر أمل متجدد.
وإذ نسير وسط كل هذه الصعاب من السياسة العالمية والمشهد الأمني دائم التطور، يظل التزامنا ثابتاً لا يتزحزح، ونتطور ونتكيف، ولا تتغير غايتنا. ولا تنفك أعيننا وآذاننا تتابع ما يحدث للتأكد من أن استراتيجياتنا وقدراتنا ليست مستجيبة فحسب، بل استباقية لأية تحديات تواجه سيادتنا الوطنية.
وفي عصر يكثر فيه ضباب الحرب ويتزايد مسرح الصراع تعقيداً، فإن حجر الأساس لخدمتنا العسكرية الموقرة يظل التزامها بخصال المهنية والاحترافية والأخلاق. وتبجل قوات الدفاع الكينية هذه المبادئ وتقدسها في إطار سعيها لنشر السلام والأمن القومي.
وفي هذا الالتزام بالمهنية والأخلاق أساس من التفاني: التفاني من أجل وطننا، والتفاني في المثل العليا التي ندافع عنها، والتفاني في الثقة المقدسة التي أودعها فينا شعب كينيا.
تُبين لنا صفحات التاريخ أن نجاحات أي مؤسسة، وخاصة القوات المسلحة، لا تتحقق بمعزل عن غيرها. فروح التعاون والدعم الثابت للقيادة هما ما يدفع المؤسسة صوب تحقيق أهدافها. واليوم، أقف أمامكم ممثلاً لقوات الدفاع الكينية، وشاهداً على ما تلقيناه من دعم هائل وثقة ضخمة.
ولهذا، أيها المخلصون في حكومتنا الوطنية، فلا حدود لما في قلوبنا من امتنان وشكر، فإيمانكم الراسخ بقدراتنا ودعمكم المستمر والتزامكم برؤيتنا المشتركة كان القوة الدافعة وراء كل مناورة واستراتيجية ونصر.
وإذ نعيش في عالم يعج بالتعقيدات، حيث تتطور التحديات كل يوم، يظل التزامنا ثابتاً ولا مثيل له. فقوات الدفاع الكينية ملتزمة بالواجب والشرف والحب لوطننا، وستظل حصناً منيعاً، متحدة مع تنوعها، ومكرسة لتحقيق غايتنا.