فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني أسرة ايه دي اف بالرغم من أن القرصنة ليست جديدةً على شرق أفريقيا، إلا أن بذور القرصنة الحديثة قد زُرعت قبالة سواحل الصومال بعد انهيار الحكومة الوطنية في عام 1991. ومع عدم وجود قوات بحرية للقيام بدوريات في خليج عدن، أصبحت المياه الصومالية عرضةً لسفن الصيد الدولية التي نهبت الثروة السمكية واتهمها السكان المحليون بإلقاء النفايات السامة في المحيط. وأشار تقرير لمجلة تايم في عام 2009، إلى أن القرصنة قد زادت تجاوبًا مع الصيد العشوائي الخارجي بشباك الجر، والذي أخذ كمياتٍ هائلة من سمك الماكريل والسردين والتونة بوتيرة “قد تقضي فعليًا على مخزون محيطات العالم بحلول عام 2050” نقلاً عن دراسة في مجلة ساينس في عام 2006. ومع تصاعد أعمال القرصنة في الصومال، أصبح بإمكان الخارجين عن القانون القبض على السفن والاعتماد على فدية سريعة حيث أن شركات النقل البحري لم ترغب في لفت الانتباه إلى ممارسات الصيد التي تقوم بها. في عام 2003، كانت جنوب شرق آسيا – ولا سيما المنطقة المحيطة بمضيق ملقا – هي الموقع الرئيسي للقرصنة البحرية. لم تتجاوز حوادث القرصنة في شرق أفريقيا الإجمالي الآسيوي حتى عام 2007. بعد عامٍ واحد، وصل عدد حوادث القرصنة في كلٍ من شرق وغرب أفريقيا إلى ضعف العدد الخاص بجنوب شرق آسيا لكلٍ منهما، وفقًا لقاعدة بيانات مركز لاهاي للدراسات الاستراتيجية للقرصنة. كان القراصنة الصوماليين يهاجمون السفن عادةً إما باستخدام قوارب صغيرة أو قوارب أكبر تسمى “السفن الأم”. ويتم الصعود على متن السفينة والعودة بها إلى الأراضي الصومالية، حيث يطالب القراصنة بالفدية مقابل أفراد الطاقم والسفينة. بعد اكتساب الاهتمام الدولي في عام 2008، وصلت القرصنة الصومالية إلى ذروتها في عامي 2010 و2011، لكن عدد الهجمات انخفض بعد ذلك بقليل. وبدأت جهود ثلاث دوريات بحرية دولية، بالإضافة إلى الجهود الأمنية التي تبذلها شركات الشحن الخاصة، للتخلص من أعمال القرصنة في البحر الأحمر وخليج عدن وما وراءهما. وبحلول عام 2015 انخفض العدد الإجمالي للحوادث إلى 16 من أصل 239 حالة في عام 2011. إلا أن عدد الحوادث ارتفع في عام 2016 إلى 27 حالة بنسبة 69 في المائة، ثم إلى 54 حالة بنسبة 100 في المائة في وقتٍ لاحق وفقًا لتقرير منظمة OBP. يمكن أن تعزى الزيادة في الحوادث، والتي تشمل الهجمات الفاشلة وعمليات الاختطاف والأنشطة المشبوهة إلى بعض الأمور. أولاً، أن الصراع المستمر في اليمن، والذي يمتد عبر خليج عدن من الصومال، يضاعف من عدم الاستقرار في المنطقة. ثانيًا، قيام الائتلافات البحرية الدولية بتقليص وجودها في الخليج والبحر الأحمر. أنهى حلف الناتو عملية Ocean Shield في ديسمبر 2016. كانت القوات المنتشرة، بخلاف قوات التحالف، تمثل التواجد البحري الرئيسي بالمنطقة، وقد قلل كلاهما من أوقات الدوريات. وأخيرًا، تمتلك مجموعات القراصنة النية والقدرة والفرصة لشن هجمات.