مع قيام أفريقيا بسد الفجوة الرقمية، يتعين عليها تحسين الأمن السيبراني
أسرة ايه دي اف
إنتشار الإنترنت
إنتشار الإنترنت في أفريقيا متخلف عن الكثير من بلدان العالم، ولكن القارة تلحق بالركب بسرعة. تستثمر الدول بكثافة في كابلات الألياف الضوئية وغيرها من الوسائل لتوصيل الإنترنت للناس من جميع مستويات الدخل. بين عامي 2017 و 2018، حققت أفريقيا نمواً بنسبة 20 ٪ فيما يتعلق بالوصول إلى الإنترنت، وهو أسرع معدل نمو في العالم. ففي بنين وسيراليون وموزامبيق والنيجر، زاد عدد مستخدمي الإنترنت بأكثر من الضعف خلال تلك الفترة. اليوم، هناك 52 دولة أفريقية متصلة بكابلات الإنترنت المغمورة أو شبكة الألياف البصرية، و يعيش 44 في المئة من الناس على بعد 25 كيلومترا من عقدة شبكة الألياف البصرية التي توفر إنترنت عالي السرعة. ورغم أن هذا النمو يفتح سبلاً عديدة للتنمية الاقتصادية وتحسين الحوكمة، إلا أنه ينطوي على مخاطر.
كيف تؤدي الهجمات السيبرانية إلى التأثير على الأمن القومي
أصبحت الهجمات الإلكترونية التكتيك المفضل من قبل أولئك الذين يحبون الهجوم من مسافة بعيدة و بتكلفة منخفضة نسبيًا. مجموعات مثل الحكومات الأجنبية العدائية والناشطين والإرهابيين والمجرمون يستخدمون الآن هذه التكتيكات “اكتسب تهديد الهجمات الإلكترونية موطئ قدم في أفريقيا، ومع ذلك لا يزال على الحكومات والقطاع الخاص أن تستثمر في الدفاعات الكافية للحد من انتشارها”، بحسب ما قاله ويليام ماكاتياني، الرئيس التنفيذي للشركة الكينية المتخصصة بأمن الانترنت، سيريانو. “تأمين البيانات ينبغي أن يكون بالتالي أولوية للمؤسسات العامة والخاصة في ضوء التهديدات المتطورة بسرعة.”
البنية التحتية الحيوية:
كانت الشبكات الكهربائية وشبكات المياه والصرف الصحي ومترو الأنفاق والسدود وحتى محطات الطاقة النووية هدفاً للهجمات السيبرانية. في أجزاء كثيرة من العالم، يتم تشغيل هذه الشبكات باستخدام أنظمة عفا عليها الزمن وهي ضعيفة بشكل خاص بالنسبة للهاكرز. ومن الأمثلة على ذلك الهجوم الذي وقع في كانون الأول/ ديسمبر 2015 واستهدف شبكة الكهرباء في أوكرانيا. ويقال إن المهاجمين استخدموا رسالة إلكترونية تصيّدية للوصول إلى شبكة الكهرباء والتسبب في انقطاع التيار الكهربائي عن 000 230 شخص.
أنظمة الأسلحة:
لمنظومات الأسلحة الحديثة برمجيات وتكنولوجيا معلومات أساسية. ويمكن أن يشمل ذلك أنظمة الاستهداف المستخدمة لإطلاق القذائف وبرامجيات الطيران وآليات إطلاق الأسلحة. على الرغم من أن هذا الترابط يسمح بالتقدم فيما يتصل بالقتال في الحروب، إلا أنه يترك هذه الأنظمة معرضة للإختراق والتعطيل من قبل الخصوم.
المؤسسات المالية:
البنوك هي الأهداف الأكثر شيوعاً للهجمات السيبرانية. في بعض الهجمات، يستخدم المجرمون البرمجيات الخبيثة أو غيرها من الطرق للوصول إلى المعلومات المخزنة مثل أرقام بطاقات الائتمان وبيانات اعتماد تسجيل الدخول وأرقام الهوية الصادرة عن الحكومة. وتهدف هجمات أخرى إلى رفض الخدمة والتسبب في تعطل النظام. يمكن أن يؤدي إغراق خادم بطلبات متزامنة إلى شل هذا الخادم. في عام 2017 في كينيا، تم إغلاق حسابات عملاء M – Shwari، وهي خدمة مصرفية متنقلة، لمدة خمسة أيام. وبمجرد استعادة إمكانية الوصول، أبلغ البعض عن فقدان أموال.
الجهات الحكومية:
المكاتب الحكومية هي هدف جذاب لمجرمي الإنترنت. ويستخدم بعض المهاجمين برامج طلب الفدية للسيطرة على المواقع الإلكترونية الحكومية ؛ ويسعى آخرون إلى سرقة معلومات سرية أو مكتومة تحتفظ بها الحكومة. في بعض الأحيان يكون الهدف هو استخدام الإختراق لعمل بيان سياسي. فقد استولى مخترق سيء السمعة في جنوب أفريقيا على مواقع الرئاسة ووزارة المالية ومركز الأمن السيبراني وإدارة الشؤون البيئية لكي يقوم بعرض الرسائل السياسية.
