تُعد صحراء ناميب على الساحل الجنوبي الغربي لأفريقيا واحدة من بين عدد من “المحميات الدولية النائية للسماء المظلمة”، التي تجذب المحدقين الباحثين عن سفاري سماوي. وقد اشترت الكثير من الفنادق تلسكوبات بحوث واستعانت بفلكيين مقيمين لمحاولة جذب السياح.
قالت ميشا فيكاس، المرشدة السابقة في المرصد العام في سيدني، بأستراليا ـ ولكنها الآن من نزلاء فندق بيوند سوسوفلي الصحراوي، “إن معظم الناس يأتون إلى هنا من أجل أنشطة أخرى، فيزورون الكثبان أو المحمية الطبيعية حيث يشاهدون جميع الحيوانات البرية. وهذا نوع من المكافأة “.
خلال النهار، تتوهج الكثبان والجبال النحاسية، والحمراء والصفراء على نحو يعمي الأبصار، بما يليق بأقدم صحراء في العالم. ولكن أثناء الليل، فإن وهج كوكب المريخ، والغيوم الماجلانية- وهي مجرات قزمية خارج مجرتنا – والسدم الغازية المتنوعة، تظهر كلها بصورة مرئية.
قالت فيكاس، “إن النظر إلى السماء جيد من هنا، لأن درب اللبانة، وهي الجزء الرئيسي من مجرتنا، عادة ما تكون عالية جداً فوقنا”، مما يعني أن انكسار الضوء في حده الأدنى. كما قالت أن “هناك الكثير الذي يمكن التحديق فيه”.
في عام 2012، أطلقت الجمعية الدولية للسماء المظلمة ومقرها الولايات المتحدة، على المحمية الطبيعية ناميبراند، وهي خصلة في وسط صحراء ناميب بحجم موريشيوس وصف أول محمية سماء مظلمة. ومن بين المواقع الأخرى أوراكي ماكنزي في الجزيرة الجنوبية لنيوزيلندا وشبه جزيرة إيفيراغ على الساحل الجنوبي الغربي لإيرلندا. كذلك تشتهر هاواي وتشيلي بأن لديهما بقعاً ساخنة للسياحة الفلكية.
في السماء التي تعلو صحراء ناميب، يتألق كوكبا الزهرة والمشتري بصورة مشرقة. ويُعزى الفضل للطقس الجيد والجو البالغ الجفاف لصحراء ناميب في جعل الليالي صافية والجو شفافاً على طول الطريق إلى الأفق. فتلوث الضوء من صنع الإنسان عبر نصف الكرة الأرضية تقريباً مسؤول عن حجب رؤية النجوم.
قال جون بارنتين من الجمعية الدولية للسماء المظلمة، “إن ناميبراند تقع في واحدة من أحلك الأماكن التي يسهل الوصول إليها على الأرض. إنها أقرب ما تحصل عليه لمعرفة الطريقة التي كان عليها العالم، قبل اختراع الأنوار الصناعية وانتشارها”.