أسرة منبر الدفاع الإفريقي
تسلم جيش الطيران التونسي الدفعة الأولى من ثماني طائرات تدريب من طراز «بيتشكرافت تي-6 سي تكسان 2» من الولايات المتحدة، ومن المتوقع تسليم الأربع طائرات الأخرى في وقت لاحق من شهر آب/أغسطس.
وهذه الطائرة من تصميم وتصنيع شركة «تيكسترون للدفاع الجوي»، وهي طائرة توربينية ذات محرك واحد يبلغ طول جناحيها 10 أمتار تقريباً، وتتميز بقمرة قيادة زجاجية رقمية بالكامل ومضغوطة توفر للطيارين رؤية شديدة الوضوح. وتشمل مزاياها الأخرى مقاعد طرد، وأنظمة تحذير لتجنب الاصطدام والاقتراب من الأرض، ونظام أكسجين يوفر الأكسجين التكميلي للطيارين.
قال اللواء محمد الحجام، رئيس أركان جيش الطيران التونسي، في بيان صحفي: ”تعد ريادتنا الإقليمية في مجال التميز في التدريب على الطيران العسكري من المعالم البارزة على طريق تحقيق متطلبات مهامنا الخاصة بمكافحة الإرهاب وأمن الحدود.“
وقال السيد عماد مميش، وزير الدفاع التونسي، إن الطائرات الجديدة ستزود القوات الجوية بقدرات تدريبية متقدمة.
وستُخصص طائرات «تي-6 سي» للسرب 13 بجيش الطيران التونسي في قاعدة صفاقس الجوية / مطار صفاقس طينة الدولي، ويعززها نظام تدريب أرضي، ومحاكي طيران، ومعمل كمبيوتر للتدريب. وقد بدأ الطيارون التونسيون التدريب عليها في منشآت شركة «تيكسترون» في ويتشيتا بولاية كانساس في أواخر تشرين الأول/أكتوبر 2022، نقلاً عن موقع «ديفنس ويب».
وقال السيد ريان بوهل، المحلل المختص بشؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في شركة «رين»، وهي شركة عالمية معنية باستخبارات المخاطر، لموقع «بريكينغ ديفنس»: ”فيما يتعلق بالأغراض التي ربما تستخدم تونس طياراً أفضل تدريباً من أجلها، فمن المرجح أن تكون لمهام اعتراض التهريب، على الرغم من وجود خطر ضئيل، ولئن كان موجوداً، بحاجتها إلى القوة الجوية للتصدي للقواعد الإرهابية التي قد تظهر في جارتها ليبيا.“
ستحل طائرات «تي-6 سي» محل طائرات التدريب التونسية المتقادمة من طراز «إل-59 تي سوبر ألباتروس» المتقدمة. ويشمل العقد الأمريكي خدمة ميدانية ودعم بسبل الإمداد والتموين داخل البلاد، ودعم إدارة البرنامج، ودعم المتعهد المؤقت خلال السنة الأولى، وتدريب الطيارين وكوادر الصيانة، ومحركات احتياطية، وقطع الغيار، ومعدات دعم الطائرات، نقلاً عن موقع «بريكينغ ديفنس».
وجدير بالذكر أن التهديدات الإرهابية في تونس قد تراجعت بشدة خلال السنوات الأخيرة بفضل زيادة الاستثمار في قطاع الأمن وارتفاع مستوى القدرات الأمنية.
ويشن المتشددون هجمات في العاصمة تونس من حين لآخر، لكن معظم العمليات الإرهابية تقع في المرتفعات الوسطى الغربية بالقرب من الحدود الجزائرية، نقلاً عن موقع «كرايسيز 24». وتكثف الدولة الإجراءات الأمنية على حدودها الجنوبية بسبب التهريب عبر الحدود والأنشطة الإرهابية والتهديدات القادمة من ليبيا.
ومن المعروف كذلك أن الإرهابيين يهاجمون الوجهات السياحية التونسية، إذ قُتل خمسة أشخاص في هجوم على كنيس يهودي تاريخي في جزيرة جربة التونسية يوم 9 أيَّار/مايو، ونقلت طائرة عسكرية الضحايا إلى مستشفىً عسكري في تونس العاصمة.
وندد الرئيس التونسي قيس سعيد بالهجوم ووصفه بأنه”عملية إجرامية جبانة“ وأصر على أن العناصر الإجرامية لن تتمكن من زرع بذور الفرقة والانقسام في المجتمع التونسي.
وقال في تقرير لصحيفة «جيروزاليم بوست»: ”هناك دولة ومؤسسات والشعب التونسي يعرف جيداً مخططات هؤلاء المجرمين، يفضحون أنفسهم كل يوم. دولتنا قوية بمؤسساتها وقواتها المسلحة وقواتها الأمنية وشعبها الواعي واليقظ، ومَن يعمل على التشكيك في قدرات الدولة فهو واهم.“
وقد استُهدف هذا الكنيس من قبل في هجوم شنه أحد عناصر القاعدة أسفر عن سقوط 19 قتيلاً، معظمهم من السياح، في نيسان/أبريل 2002.