أسرة منبر الدفاع الإفريقي
”التعاون قوة.“
تلك كانت الرسالة التي خرج بها الفريق أول بحري عادل جهان، رئيس أركان القوات البحرية التونسية، من تمرين «فينيكس إكسبريس» لهذا العام، وهو عبارة عن تمرين بحري متعدد الجنسيات يشارك فيه كافة البلدان الساحلية في شمال إفريقيا.
استضافت تونس النسخة الـ 16 من التمرين خلال الفترة من 17 وحتى 28 أيَّار/مايو، وشارك فيها قوات البحرية من 13 دولة؛ وهي الجزائر ومصر وليبيا وموريتانيا والمغرب وتونس، بالإضافة إلى بلجيكا وفرنسا واليونان وإيطاليا ومالطا وإسبانيا والولايات المتحدة.
انضمت فرقاطات من الجزائر ومصر والمغرب إلى الأسطول التونسي للقيام بالجزء الرئيسي من التمرين في قاعدة حلق الوادي البحرية في تونس العاصمة، وشاركت في مناورات لاختبار قدرتها على التعامل مع الأنشطة الإجرامية.
ويأتي التدريب في إطار جهد شمال إفريقي أوسع لتعزيز العلاقات العسكرية والقضاء على شبكات الاتِّجار وتبادل الخبرات، وتخلل فعاليات التمرين محاضرات وتمارين عملية ومؤتمرات.
وتبادل رجال البحرية سبل التحرك وتعلموا من بعضهم البعض، وعملوا في أحد التدريبات على أجهزة تقييد الحركة، وتمرنوا على كيفية السيطرة على المعتقلين العدوانيين وكيفية التعامل مع المعتقلين الممتثلين للأوامر، وتناولت ندوة أخرى للمشاركين في الصعود على متن السفن الأساليب التي ينتهجها مهربو المخدرات وكيفية جمع الأدلة والاحتفاظ بها.
وتتمثل أهداف هذا الحدث السنوي في زيادة التعاون الإقليمي، والوعي بالمجال البحري، وممارسات تبادل المعلومات والقدرات العملياتية، مع تعزيز سبل الأمن والأمان في البحر المتوسط والمياه الإقليمية لشمال إفريقيا.
وفي تلك المياه، اختبرت القوات البحرية قدراتها على مكافحة الاتِّجار غير المشروع، كما تطرق التمرين لكيفية التعامل مع الهجرة غير النظامية.
وصرَّح العميد بالبحرية التونسية جمال بن عمران أنَّ تمرين «فينيكس إكسبريس» يقدم أكثر من أهدافه المعلنة بكثير.
وقال في بيان صحفي: ”يمثل فرصة استراتيجية لكافة البلدان المشاركة لإقامة شراكة مثمرة والاستفادة من خبرة الآخرين.“
وذكر عمران أنَّ التمرين اختبر قدرات القوات البحرية في المنطقة على عدة مستويات.
فيقول: ”لتمرين «فينيكس إكسبريس» لعام 2021 ثلاثة أبعاد، إذ ينتقل من الجانب الاستراتيجي، حيث يجد القادة الفرصة لرسم الخطوط العريضة لأمن البحر المتوسط، ثم يعبر المجال العملياتي، حيث يمكن للمرء ممارسة القيادة والسيطرة على مجموعة متعددة الجنسيات لفرض هدف مشترك، للوصول أخيراً إلى المستوى التكتيكي الذي يعطي ضباط القيادة إمكانية تنفيذ مختلف أنواع المناورات بحراً.“
وتجدر الإشارة إلى أنَّ تمرين «فينيكس إكسبريس» يُقام في مكان مختلف كل عام، وتمثل نسخة 2021 العودة إلى رحاب التعاون في البحار بعد إلغاء نسخة 2020 على إثر القيود المفروضة جرَّاء فيروس كورونا (كوفيد-19).
وقال جهان: ”تمكنا من خلال العزم والمثابرة والالتزام من التغلب على محن لا حصر لها بسبب الجائحة العالمية.“