أسرة منبر الدفاع الإفريقي
تجلى المعنى الحقيقي للتعاون متعدد الجنسيات خلال فعاليات تمرين «الأسد الإفريقي» التدريبي العسكري المشترك لعام 2023 خلال الفترة الممتدة من 31 أيَّار/مايو إلى 14 حزيران/يونيو 2023.
وجرت إحدى فعاليات التدريب المشترك حول مكافحة المتفجرات الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية في تامالي بغانا، وكانت خير مثال على الروح التي يحتفي بها تمرين «الأسد الإفريقي»، بتركيزها على مبدأ أننا ”أشد قوةً وبأساً معاً.“
تعلم أفراد القوات المسلحة الغانية كيفية التعامل في بيئة المخاطر الكيميائية أو البيولوجية أو الإشعاعية أو النووية وتبادلوا أساليب مكافحة الحرائق مع نظرائهم من الجيش الأمريكي. وأشاد الرقيب الغاني ريتشارد داركوا، المتخصص في تفكيك العبوَّات الناسفة، بتبادل المعرفة.
فقال: ”كان التنسيق جيداً جداً لأنهم يرحبون بأن نطرح عليهم أي أسئلة، وإذا لم تفهم شيئاً ما، فإنهم يجيبون على أي سؤال تطرحه عليهم بصدر رحب، ويتصفون بأنهم متفهمون جداً.“
وأضاف: ”ينبغي تنظيم المزيد من مثل هذه التمارين حتى تتاح الفرصة أيضاً لمن يعملون في مجالات مختلفة لمعايشة هذه التجربة.“
وأعرب الرقيب بالجيش الأمريكي مايكل أندروس، المتخصص في تفكيك العبوَّات الناسفة، عن دواعي سروره للعمل على تقنيات مع أشخاص شغوفين بالتعامل مع المتفجرات مثله.
فقال: ”لقد توصلوا إلى بعض الحلول الإبداعية بالفعل للمشكلات، ويعلموننا أيضاً، وهذا أمر طيب.“
يعتبر تمرين «الأسد الإفريقي» أكبر تمرين سنوي مشترك تجريه القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا، ويعد أكبر تمرين مشترك في القارة. وفي نسخة هذا العام، ركز أكثر من 8,000 مشارك على تعزيز الجاهزية، وتوطيد الشراكات، والنهوض بالقدرات الدفاعية المشتركة، ورفع مستوى التوافق العملياتي.
وشارك 19 من القوات المسلحة من إفريقيا وأوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية في فعاليات التمرين التي استضافتها أربع دول: غانا والمغرب والسنغال وتونس.
وشمل التمرين تمريناً لمركز قيادة فرقة عمل مشتركة، وتمارين مشتركة بالذخيرة الحية، وتمريناً بحرياً، وتمارين جوية، وتمريناً مشتركاً للدخول القسري، وبرنامجاً للأسلحة الكيميائية والبيولوجية والإشعاعية والنووية، وتدريباً على الدفاع السيبراني، وفعاليات لتقديم المساعدات الإنسانية للمدنيين.
ويهدف التمرين إلى توفير تدريب يتسم بالواقعية والديناميكية والتعاون يوضح الالتزام الاستراتيجي بالاستقرار الإقليمي الإفريقي للدول الحليفة.
وقال الفريق محمد بريظ، المفتش العام للقوات المسلحة الملكية المغربية وقائد المنطقة الجنوبية المغربية، إن ”الدورات التدريبية المخطط لها تزامنت مع سياق جيوسياسي وجيوستراتيجي ملئ بالتوترات.“
وقال السيد هشام معتضد، الأكاديمي المغربي والخبير في العلاقات الدولية، لصحيفة «عرب ويكلي»: ”عملت القوات المسلحة المغربية خلال السنوات الأخيرة على تحديث شامل لترسانتها البرية والجوية والبحرية بما يتماشى مع متطلبات ساحة الحرب إقليمياً وقارياً، علاوة على التهديدات الأمنية التي قد تأتي من منطقة الساحل والصحراء الكبرى اللتين تعرَّضتا لتزايد الأنشطة الإرهابية والإجرامية.“