فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني عبد الله مار دياي، وهو مواطن سنغالي، هو مدير المكتب الإقليمي لأفريقيا التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي. هذه نسخة منقحة من مقال افتتاحي كتبه في يناير/ كانون الثاني 2014 لوكالة أنباء إنتر برس سرفيس. [ديلان لوثيان/ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي] العنف الطائفي في جمهورية أفريقيا الوسطى اجبر ما يقارب مليون شخص على النزوح، ويقدر بأن يصل الى 2,2 مليون نسمة، أي نحو نصف السكان، هم بحاجة الى مساعدات انسانية. تعطلت إمدادات الأدوية إلى العيادات والمستشفيات، ودمرت البنية التحتية العامة مثل المدارس والمباني الحكومية، وتلوح الآن أزمة غذاء كبرى. في حين أن تلبية الاحتياجات الإنسانية العاجلة أمر ضروري، على المجتمع الدولي المساعدة على معالجة الفجوات التنموية التي أدت إلى الأزمة في المقام الأول. إذا فشلت في القيام بذلك، يمكن أن تحدث أزمة أخرى مرة ثانية وقريبا. على هذا النحو، العمل الإنساني يحتاج إلى أن يكون جزء من جهد أوسع نطاقا يهدف إلى وضع البلاد مرة أخرى على مسار أكثر قوة للتنمية. الأزمة الراهنة في جمهورية أفريقيا الوسطى هي نتيجة لفشل الدولة على المدى الطويل، والفقر المزمن وانعدام القانون إلى جانب عقود من نقص الاستثمارات في الخدمات الاجتماعية والتنمية الاقتصادية. يعيش حوالي 63 في المئة من سكان البلاد تحت خط الفقر، في حين أن عدم المساواة التي طال أمده والتنافس على السلطة والموارد دفع إلى نزاعات متتالية، آخرها تغذيها الهوية الدينية. نظرا لعدم تمكن مختلف الإدارات من تنفيذ سيادة القانون، فالنساء والأطفال وغيرهم من الفئات الضعيفة معرضون لخطر متزايد من العنف. وعلى نفس المنوال، وبما أن الناس لم يُشملوا في التخطيط للتنمية المحلية، تشعر الجماعات المهمشة والمستبعَدة أن العنف هو السبيل الوحيد. عندما تخف حدة العنف، يجب الاستمرار في تركيز الإنتباه على التدابير اللازمة لإعادة بناء البنية التحتية الأساسية مثل خزانات المياه والمجاري والجسور والعيادات المحلية. يمكن لمثل هذه المبادرات أن تساعد على استعادة الثقة والطمأنينة بين المجتمعات المحلية من مختلف الفئات العرقية والدينية، بينما تشركهم في إعادة تأهيل الإدارات المحلية. معالجة حقوق الإنسان والعنف القائم على نوع الجنس من خلال الحوار والمصالحة المحلية، إلى جانب ضمان التوسط في النزاعات، ودعم الضحايا من خلال المساعدة القانونية والحماية البدنية، يمكن لها أن تقطع شوطا طويلا نحو منع نشوب الصراعات. على المدى المتوسط، ولأن ضعف الحكم الذي يضاعفة فراغ السلطة الحالي هو في صميم المشكلة، سوف تكون هناك حاجة إلى استثمارات كبيرة لإعادة بناء قدرة الدولة على تقديم الخدمات الأساسية للسكان. وهذا يشمل إنشاء نظام قضائي ووحدات أمنية فعالة، بما في ذلك وحدات الشرطة والدرك التي تكون قادرة على ملاحقة المجرمين وتطبيق العقوبات. بعد أن عَمِلَ مع الجهات المانحة، والجهات الفاعلة الوطنية والشركاء الدوليين لوضع خريطة طريق للانتقال بجمهورية أفريقيا الوسطى، سوف يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي استقرار البلاد من خلال التنفيذ المرحلي لأمن المجتمع، وسبل العيش، والتماسك الاجتماعي، ومبادرات المصالحة.