أسرة منبر الدفاع الإفريقي
ربما اشتهرت بنين في الماضي بصادراتها من القطن وتصميمات ملابسها البراقة، لكنها تشتهر الآن بإجراءاتها الورقية المبسَّطة التي تسمح بإنشاء نشاط تجاري جديد أسرع من أي دولة إفريقية أخرى.
فمن خلال توفير خدمة إلكترونية شاملة، ساعدت الحكومة روَّاد الأعمال على إنشاء أنشطة تجارية وتوفير فرص عمل خلال جائحة فيروس كورونا (كوفيد- 19)، وتفيد الأمم المتحدة أنَّ المرأة تشكل ثلث روَّاد الأعمال الجدد في بنين.
يصف تقرير أممي كيف افتتحت رائدة الأعمال البنينية ساندرا إيدوسو متجراً للحرف اليدوية في مدينة كوتونو، العاصمة التجارية للدولة؛ ففي ظل قيود كورونا المفروضة وتطبقها السلطات، استخدمت هاتفها الذكي للدخول إلى موقع تسجيل الشركات والأنشطة التجارية الجديد في بنين، وتمكنت في غضون 10 دقائق من إدخال معلوماتها، وتصوير وثائق هويتها وتحميلها، وسداد الرسوم ببطاقتها الائتمانية.
ووصلتها رسالة عبر البريد الإلكتروني بعد ساعتين تتضمن شهادات التأسيس، وهكذا أنشأت نشاطها التجاري رسمياً.
يبيع متجرها المسمَّى «كولير دو أفريك» الآن منتجات مصنوعة يدوياً من الأشياء المهملة الموجودة في ربوع المدينة، وقالت لإذاعة «صوت أمريكا»: “لولا أنَّ هذا المتجر أنشأ نشاطاً تجارياً عبر الإنترنت، فإذا كان على المرء أن يقف في طابور، وينتظر في طابور، ويمر بمتاهة الإدارة لإنشاء نشاط تجاري، لما كنت قد فعلت ذلك؛ فالأمر بهذه السهولة؛ ولبقيت في القطاع غير الرسمي.”
توجد منصة حكومية رقمية تابعة للأمم المتحدة تسمى «التسجيلات الإلكترونية» تصنف بنين بالاشتراك مع إستونيا على أنها أسرع دولة في العالم لإنشاء نشاط تجاري، يبلغ متوسط الوقت اللازم لإنشاء نشاط تجاري في الاتحاد الأوروبي ثلاثة أيام، بينما يبلغ سبعة أيام في نيويورك.
يعمل برنامج «التسجيلات الإلكترونية» في بلدان نامية أخرى، كليسوتو ومالي، ويعمل على تيسير الإجراءات الرسمية وجعلها تتسم بالشفافية، لا سيما للأنشطة التجارية الصغيرة. فالإجراءات الإدارية الورقية حول العالم تتصف بطوابير طويلة أمام المكاتب الحكومية وقضاء ساعات في تلافيف البيروقراطية، كما يمكن أن تتضمن مثل هذه الإجراءات التوجه إلى عدة مكاتب حكومية للانتهاء من نماذج تكاد تكون متطابقة.