فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني جيكوب زوما رئيس جمهورية جنوب أفريقيا، تحدث في الاحتفال الختامي لتدريب أماني أفريقيا 2 الميداني في لوهاتلا، الكيب الشمالي، بجنوب أفريقيا، في تشرين الثاني/ نوفمبر 2015. تم اختصار خطبته لتناسب المجلة. يدل هذا التدريب على أن أفريقيا جادة إزاء السلام وأن القارة جادة أيضاً إزاء الاستثمار في السلام. كثيراً ما نعلن أننا نريد حلولاً أفريقية للمشاكل الأفريقية. ونحن عن طريق هذا التدريب نظهر ذلك الاستعداد لحل مشاكلنا في القارة. نحن فخورون حقاً بأن نعلن اليوم أن أماني أفريقيا 2 حققت نجاحاً هائلاً. فقد اتخذنا خطوة هامة صوب جعل القوة الاحتياطية الأفريقية وقدراتها على الانتشار السريع، جاهزة للتشغيل. لقد ألزمنا أنفسنا بإسكات المدافع في قارتنا بحلول عام 2020، تماشياً مع التزامنا بأجندة 2063. ومع ذلك، لا زلنا بحاجة لأن نكون مستعدين بفعالية للتدخل في حالات الأزمات لتحقيق استقرار بلداننا عندما تدعو الحاجة. والواقع أن بعض البلدان في قارتنا الحبيبة لا زالت تعاني من الصراعات، والنزاعات والحروب. إن شعوب جمهورية أفريقيا الوسطى، وجنوب السودان، ومالي، وليبيا، والصومال وجمهورية الكونغو الديمقراطية الشرقية لا تزال تعيش على أمل إحلال السلام. لذلك، من واجبنا كقيادة للقارة أن نساعد البلدان الشقيقة لتحقيق السلام. هذا ما يجعل هذا التدريب بالغ الأهمية. ومما يبعث على الارتياح بشكل خاص أن المناطق الخمس من قارتنا كانت ممثلة في هذا التدريب من خلال المجموعات الاقتصادية الإقليمية وألويتها. شاركت كلاً من المجموعة الإنمائية للجنوب الأفريقي، والقوة الاحتياطية لشرق أفريقيا، والقيادة الإقليمية لشمال أفريقيا، والمجموعة الاقتصادية لدول غرب أفريقيا والدول المتطوعة من مجموعة القدرات الأفريقية للاستجابة الفورية للأزمات، في هذا التدريب التاريخي، وهو الأول من نوعه. وبعيداً عن اختبار المواءمة، قطع هذا التدريب شوطاً طويلاً نحو تعزيز التعاون بين الاتحاد الأفريقي والآليات الإقليمية لأغراض عمليات حفظ السلام في المستقبل. وهذا التدريب فريد أيضاً في نوعه من حيث أنه مارس الطبيعة المتعددة الأبعاد لعمليات دعم السلام، فجمع العناصر العسكرية، والبوليسية والمدنية معا في نهج متكامل. في هذا الصدد، نحن نهنئ الدول والمناطق التي شاركت في هذا التدريب لتوفيرها الموارد والأصول اللازمة. إننا بحاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعبئة الموارد المحلية من أجل تمويل وتوطيد عمليات دعم السلام ديمومة بنا. إن تحديد وجمع الأموال سوف يضمن لنا تعزيز استدامة بعثاتنا وفي الوقت ذاته ضمان الملكية والاعتماد على النفس. علينا أن نبني أكثر فوق هذا الحدث الهام ونحن نتحرك صوب القدرة العملياتية الكاملة. أسهم هذا التدريب كذلك إسهاماً كبيراً في توطيد العلاقات الإيجابية، ليس فقط بين مختلف العناصر العسكرية، والبوليسية والمدنية، وإنما أيضاً بين البلدان الأصلية التي جاءت منها هذه القوات. كذلك ستتيح الفرصة التي وفرها تدريب أماني أفريقيا 2 تحسين العلاقات بين المجموعات الاقتصادية الإقليمية والاتحاد الأفريقي على المستوى القاري. والواقع أننا نؤمن إيماناً راسخاً بأن الجهود الجماعية للعناصر العسكرية، والبوليسية والمدنية لن تقدر بثمن في توفير استجابة فعالة وذات مصداقية للأزمات الإنسانية في القارة. ونقدم مرة أخرى التهنئة إلى جميع القوات على هذا النجاح. كما نشيد بلجنة الاتحاد الأفريقي لما وفرته من قيادة على مستوى المقر الاستراتيجي في أديس ابابا، بإثيوبيا. وفيما نواصل بناء قدراتنا، سنواصل أيضاً التعاون مع الأمم المتحدة ومع الشركاء الدوليين في سعينا لتحقيق السلام في القارة والعالم.