أسرةايه دي اف
قام السيد بريجي رافيني، رئيس وزراء النيجر، بجولة تفقدية للأراضي الزراعية والأحياء السكنية المغمورة بالمياه التي انهارت فيها المنازل الطينية في نهاية آب/أغسطس بعدما فاض نهر النيجر على ضفتيه وأغرق العاصمة نيامي.
وشعر سيادته بغضب شديد عندما رأى الكثير من الحواجز التي تصدَّعت بعدما أصلحها العمال قبل حلول موسم الأمطار.
وقال لوسائل الإعلام المحلية: ”كنت أظن أنَّ العاصمة نيامي في مأمن من الفيضانات.“
وبعدما أسفرت الأمطار الغزيرة عن حدوث فيضانات تاريخية منذ تمّوز/يوليو، ناشد رافيني المجتمع الدولي بمساعدة بلاده في اجتماع عُقد في أيلول/سبتمبر مع الدبلوماسيين الأجانب والمنظمات غير الحكومية الدولية.
وها هي الولايات المتحدة تلبي النداء.
فبعد لقائه بالسيد محمد يوسفو، رئيس النيجر، يوم 28 أيلول/سبتمبر، أعلن السفير إريك ويتاكر أنَّ وزارة الخارجية الأمريكية تعمل على توفير مساعدات إنسانية بقيمة 6.5 ملايين دولار أمريكي.
ووعدت الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية بمبلغ إضافي بنحو 600,000 دولار لمساعدة 8,750 من مواطني النيجر المتضررين من الفيضانات في منطقة مرادي الأكثر تضرراً إلى درجة أنَّ سكانها كانوا يسيرون في مياه تصل إلى خصرهم.
وتوفي 71 مواطناً على الأقل جرَّاء الأمطار والفيضانات، ونزح أكثر من 350,000 مواطن إلى الخيام والمخيمات وأماكن الإيواء التي أسرعت الدولة بتوفيرها والمدارس.
وتحدث ويتاكر عن منحة الوكالة المقرر أن تأتي على دفعتين في شهري تشرين الأول/أكتوبر وتشرين الثاني/نوفمبر.
حيث قال لوسائل الإعلام المحلية، نقلاً عن «صحيفة النيجر»: ”أمَّا الأولى، فهي عبارة عن تحويل نقدي حتى تتمكن الأسر من شراء المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية على الفور؛ وأمَّا الثانية، فستكون عبارة عن قسائم لشراء المنتجات واللوازم مثل الصابون والبطانيات وأدوات الطهي.“
وقامت وزارة الدفاع الأمريكية يوم 14 تشرين الأول/أكتوبر بتقديم كمية من المواد الإنسانية بقيمة 35,000 دولار لأسر القوات المسلحة النيجرية المتضررة من الفيضانات، وشملت المساعدات 50 محطة لغسل اليدين، و2,000 زجاجة من معقم اليدين، و2,000 قطعة صابون، و200 ناموسية، ومنتجات للنظافة الشخصية، وملابس أطفال.
هذا، وذكر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق المساعدات الإنسانية أنَّ النيجر تحتاج إلى مساعدات بقيمة 10 ملايين دولار في ظل هذه الفيضانات التاريخية.
وقد تبرَّعت الولايات المتحدة لكل من المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين، والمنظمة الدولية للهجرة، وغيرها من المنظمات الدولية، وتعاونت مع سائر تلك المنظمات.
وسلَّم ويتاكر يوم 15 تشرين الأول/أكتوبر كمية من الأجهزة واللوازم الطبية بقيمة 57,000 دولار لوزارة الصحة بالنيجر لتحديث عدد 74 مركزاً للصحة العامة.
وقال ويتاكر في حديثه مع «صحيفة النيجر»: ”هذا مثال آخر يبيَّن أنَّ متانة العلاقات بين الولايات المتحدة والنيجر لم تصل من قبل إلى المستوى الذي وصلت إليه الآن، فالولايات المتحدة تشعر بالالتزام تجاه النيجر وتجاه دعم شعب النيجر وحكومتها بحيث يتوفر لديهم كل ما يحتاجون إليه لكي ’تنهض النيجر.‘“
ولمَّا كانت الولايات المتحدة أكبر دولة تمنح مساعدات إنسانية على مستوى العالم، فقد صبَّت اهتمامها على منطقة الساحل الإفريقي التي مزقتها الصراعات.
وقال السيد جون بيتر فام، المبعوث الخاص للولايات المتحدة لمنطقة الساحل، في كلمة مكتوبة ألقاها في اجتماع وزاري رفيع المستوى يوم 20 تشرين الأول/أكتوبر:”لقد أضافت الحكومة الأمريكية لتوها مساعدات إنسانية بنحو 152 مليون دولار لدعم النيجر ومالي وموريتانيا وبوركينا فاسو [في أيلول/سبتمبر]، ليتجاوز بذلك إجمالي المساعدات الإنسانية الأمريكية هناك 310 ملايين دولار خلال العام الماضي.“