أسرة منبر الدفاع الإفريقي
ارتدى المقدم بحري برينس بواتينج زي البحرية الأمريكية عندما رجع إلى وطنه غانا في شهر آذار/مارس، وجاء ذلك في إطار تمرين «أوبنغامي إكسبريس» لعام 2021، وهو تمرين للأمن البحري استمرت فعالياته على مدار 13 يوماً، برعاية القيادة الأمريكية لقارة إفريقيا، وأجرته القوات البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا،بمشاركة 31 دولة، منها 20 دولة إفريقية.
وبواتينج من قوات الاحتياط بالقوات البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا /الأسطول الأمريكي السادس، وقد أدرك بنفسه أهمية التمرين الذي استضافته البحرية الغانية.
إذ قال لشبكة القوات الأمريكية في أوروبا: ”نتواجد هنا لمساعدة البحرية الغانية والقوات البحرية في خليج غينيا على التعاون معاً لمساعدتهم على حماية مواردهم والتأكد من توجيهها لمستحقيها – أصحابها. ولكم أنا سعيد بحصولي على فرصة لارتداء زي البحرية الأمريكية في مسقط رأسي.“
وكان تمرين «أوبنغامي إكسبريس 21» يهدف إلى تعزيز التعاون الإقليمي، والوعي بالمجال البحري، وسبل تبادل المعلومات والخبرة التكتيكية في مكافحة الصيد غير القانوني دون إبلاغ ودون تنظيم والقرصنة والإرهاب وتهريب المخدرات والأسلحة والاتِّجار بالبشر. وانتهت فعاليات التمرين يوم 17 آذار/مارس.
وتضمنت التدريبات البحرية في خليج غينيا والمحيط الأطلسي التدرب على أساليب صعود السفن، وعمليات البحث والإنقاذ، والاستجابة الطبية للإصابات، والاتصالات اللاسلكية، وطرق إدارة المعلومات. كما شاركت القوات الغانية والدانماركية والهولندية والبولندية في تمرين لأساليب الرماية في المناطق الحضرية.
وشارك أيضاً في التمرين كلٌ من كندا وفرنسا وألمانيا وإيطاليا وإسبانيا والمملكة المتحدة.
وصرَّح المقدم بالبحرية الغانية يوسف بنينج، القائم بأعمال مدير مركز التنسيق البحري متعدد الجنسيات التابع للمجموعة الاقتصادية لبلدان غرب إفريقيا، أنَّ تمرين «أوبنغامي إكسبريس 21» ساعد البلدان الإفريقية على تعزيز الاستفادة من قوتها ”بهدف التعاون مع أصدقائك أو جيرانك حتى يكون لديك بيئة أمنية أشمل.“
وقال بينينج لشبكة القوات الأمريكية في أوروبا: ”يمثل [التمرين] فرصة لاكتساب مهارات أكثر لتعزيز فهمنا الجماعي وبناء الثقة على المستويين الشخصي والمؤسسي.“
وقام رجال البحرية الأمريكية بتدريب المشاركين على استخدام نظام «سي فيجَن»، وهو عبارة عن أداة إلكترونية تسمح للمستخدمين بالتعرف على كم كبير من المعلومات وتبادلها لتحسين مستوى العملياتالبحرية. وقد أنشأت وزارة النقل الأمريكية نظام «سي فيجَن» في عام 2007، ويعد من الأدوات غير السرية للتوعية بالمجال البحري، ولا يتطلب سوى الاتصال بالإنترنت واسم مستخدم وكلمة مرور، ويسمح للمستخدمين بتعقب السفن التجارية على مستوى العالم باستخدام البيانات التي يجمعها من الرادار الساحلي والأقمار الصناعية ومصادر أخرى.
وقد سمح نظام «سي فيجَن» للبلدان بتبادل المعلومات عبر الحدود وتنسيق الجهود للتعامل مع مختلف التهديدات كالقرصنة. ويقول السيد ديفيد رولو، مدير مشروع التوعية بالمجال البحري للقوات البحرية الأمريكية في أوروبا وإفريقيا: ”لكل دولة حساب أو حسابين، بداية من أنجولا وحتى موريتانيا والمغرب، ويستخدمونه ويتبادلون المعلومات فيما بينهم.“
يساعد تمرين «أوبنغامي إكسبريس» خبراء التوعية بالمجال البحري على العمل معاً في سيناريو يحاكي التهديدات الواقعية، ويتحدث رولو عن الوضع قبل نظام «سي فيجَن» قائلاً: ”لم تكن لدينا أية طريقة للحصول على صورة مشتركة مع شركائنا عن العمليات عندما كنا نجري هذه التدريبات، وهكذا يمكن أن يصبح الأمر محفوفاً بالخطر إن لم تتعقب قواتك، لذا كنا بحاجة إليه مثلما كان شركاؤنا بحاجة إليه.“
وجدير بالذكر أنَّ وفرة الموارد الطبيعية مع غياب الأمن البحري يجعل خليج غينيا عرضة للجريمة، وتذكر منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية أنَّ نحو 40 طناً من الكوكايين تمر عبر غرب إفريقيا سنوياً. وتتزايد القرصنة والصيد غير القانوني وتهريب الأسلحة والمخدرات.
وقال الرائد بحري بخفر السواحل الغاني ويليام كوفي لشبكة القوات الأمريكية في أوروبا: ”تستفيد كافة القوات البحرية المشاركة من تمرين «أوبنغامي إكسبريس»، فهو يساهم في جمعنا، لا سيما بالنسبة للقوات البحرية في غرب إفريقيا، حتى نتمكن من التصدِّي لمختلف الجرائم التي نواجهها، إذ لا تستطيع مختلف البلدان، بمفردها، أن تتولَّى أوضاع الأمن البحري التي نواجهها.“
كما تخلل تمرين «أوبنغامي إكسبريس 21» تمريناً افتراضياً على الاستعداد للجائحات والاستجابة لها، شارك فيه خبراء طبيون من كوت ديفوار والجابون وغانا وليبيريا ونيجيريا والسنغال، علاوة على الولايات المتحدة والمملكة المتحدة.
وتبادل المشاركون الدروس المستفادة من جائحة فيروس كورونا (كوفيد-19) والأوبئة السابقة.
وقالت النقيب في البحرية الأمريكية آمي ويلكي، منسقة التمرين الطبي: ”يكمن الهدف من تلك الفعاليات، كتمرين «أوبنغامي إكسبريس»، في زيادة التعاون الإقليمي والتوافق العملياتي، وقد ركز هذا التمرين على كيفية القيام بذلك من منظور طبي، ممَّا سمح لنا بإقامة وبناء شراكات مع نظرائنا الطبيين في أرجاء خليج غينيا.“