فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني روز نامايانجا نسريكو محامية أوغندية، ومؤلفة، ومديرة قطاع أمني وعضو سابق في البرلمان. وتشغل منصب وزيرة الإعلام والإرشاد الوطني في حكومة أوغندا منذ أيار/ مايو 2013. ظهر هذا المقال في الأصل على موقع Aljazeera.com. وتم تنقيحه ليناسب هذه الصياغة. في أيلول/ سبتمبر 2014، اكتشفت السلطات الأوغندية خلية تابعة لحركة الشباب الإرهابية تعمل في أكبر مدننا، كمبالا. تم اكتشاف متفجرات في الغارة، ولا يوجد شك يُذكر في أن هذه الجماعة من الإرهابيين لم يكن لديها أي نية أخرى سوى ارتكاب مذبحة في شوارع المدينة. لم يمض سوى أربع سنوات فقط عندما انفجرت قنابل زرعها المتطرفون في موقعين تجمعت فيهما حشود سلمية لمشاهدة كأس العالم لكرة القدم. والآن، وبعد نحو عام من الأحداث الوحشية للهجوم على مركز وستغيت للتسوق في نيروبي، تبين هذه التطورات الأخيرة أن الحكومات في كافة أنحاء شرق أفريقيا لا يمكن أن تتخلى عن حذرها على الإطلاق. اتخذت حكومة أوغندا خطوات فورية لتعزيز أمنها القومي- بزيادة الأمن في الأماكن العامة، وعقد شراكة مع منظمي الفعاليات العامة، وتفعيل المزيد من إجراءات مكافحة الإرهاب، بما في ذلك المراقبة. إن عملية اكتشاف المخطط الأرهابي في أيلول/ سبتمبر 2014 تستحق الفحص. فإلى جانب النجاحات الأخيرة في تفكيك فروع رئيسية للخلايا الإرهابية في شرق أفريقيا، استندت تكتيكاتنا على قاعدة تحالف واسع من الخبرات – من تبادل المعلومات مع عدة دول من أعضاء الاتحاد الأفريقي، مع مساعدة دولية إضافية. نحن نعلم أنه لا يمكن التصدي لشبكات إرهاب معقدة ومتطورة في كثير من الأحيان من خلال جهد دولة بمفردها. فقد أثبتت شبكات إرهابية مثل حركة الشباب أنها تستطيع العمل بفعالية عبر الحدود القابلة للاختراق، باستخدام التكنولوجيا والشبكات الإجرامية المتطورة – الاتجار بالأطفال، والصيد غير الشرعي وتهريب المخدرات – التي لا تعترف بالحدود الصارمة للدول القومية. والآن مع وفاة أحمد عبدي غودان، الزعيم الروحي لحركة الشباب، بفضل ضربة جوية أمريكية مع قوات بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال التي تعمل في شراكة على الأرض في الصومال، يبدو أن التحالف الدولي متعدد الشعب هو الجواب الذي يتصدى بفعالية للهيمنة الزاحفة للفصائل الإسلامية المتطرفة في شرق أفريقيا. كانت خلية كمبالا الإرهابية ذكرى مقلقة بأن الأمر يحتاج إلى أكثر من مجرد ضربات جوية موجهة لقطع مخالب الخلايا المتطرفة التي تعمل في كافة أرجاء منطقتنا. غير أن النجاح النسبي لبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يشير إلى أن أفريقيا يمكن أن تكون نواة لاقتلاع الإرهاب بنجاح من قارتنا. ونحن كأوغنديين، تجلى التزامنا بمكافحة الإرهاب في البداية عندما كنا أول دولة تنشر قوات في الصومال. عملنا لنحو سنتين قبل أن تنضم إلينا قوات دول مساهمة أخرى. وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال هي الآن قوة سلام ذات مصداقية تفاوضت مع الشبكة المنقسمة بشدة والممزقة لأمراء الحرب، والعشائر والفصائل المسلحة من أجل تحقيق نوع من الاستقرار في العاصمة مقديشو. لا يزال أمام الصومال شوط لتقطعه قبل أن تتباهى باستعادة الركائز الأساسية لدولة فاعلة، ولكنها كانت قوة أفريقية، بالتزام مالي وتكنولوجيا غربية، هي التي حققت أكبر قدر من التقدم. إن بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال هي مثال للتعاون الدولي. كان الالتزام المالي هائلاً – معونة بلغت 1,5 مليار دولار، مع أموال إضافية لبعثة الاتحاد الأفريقي. ولكن بالمقارنة مع عمليات حفظ سلام في جمهورية الكونغو الديمقراطية أو أفغانستان، فإن إنجازات تحالف الدول الأفريقية مقابل الموارد التي أنفقت، كثيرة للغاية. في الصومال، قامت القوات بالتدرب على السيطرة بشكل مسؤول على الأسلحة للحد من الخسائر في صفوف المدنيين. وتواصلت مع السكان المحليين وزودتهم بالرعاية الطبية الأساسية. وعندما تواصل الخلايا الإرهابية تأصيل خطابها عن التدخل الغربي في أراض أجنبية، يبين وجود قوة أفريقية إقليمية متحدة أن باستطاعتنا كسب قلوب وعقول أولئك الذين يشككون في دوافعنا. لقد أظهرت اعتقالات أيلول/ سبتمبر 2014 – والتقدم الذي تحقق في السنة السابقة – أن التعاون الدولي مع الدول الأفريقية في جوهره، هو أكثر رد فعال على الإرهاب. نحن في أفريقيا، نثبت أن بإمكاننا التصدي لهذه التحديات على قدمينا. ولن يتحقق الفوز في هذه الحرب إلا إذا كانت قيادتها من الداخل.