فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني هكذا تحدث فخامة رئيس جمهورية الصومال حسن شيخ محمود في القمة الاستثنائية الثامنة والعشرين للهيئة الحكومية المشتركة للتنمية (إيقاد) التي جمعت رؤساء الدول والحكومات في مقديشو بالصومال في 13 من سبتمبر 2016. وقد كانت هذه هي المرة الأولى التي تنعقد فيها القمة في الصومال منذ تأسيس الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية في عام 1986. وقد تم اختصار تعليقاتهِ لتناسب هذه الصياغة. اليوم هو يومٌ تاريخيٌ بحق الصومال وشعبها الصامد وجميع دولنا الشقيقة المجاورة وشركائنا الهامين. وأقول لكم جميعاً إن الصومال والصوماليين قد فتحوا صفحةً جديدة ونحن نسطر اليوم فصلاً جديداً في تاريخنا. وهذا الفصل يمتاز بالأمل والحوكمة الشاملة والتنمية بجميع أشكالها. الصومال من الدول الأعضاء المؤسسة للهيئة الحكومية المشتركة للتنمية، ولذا فمن دواعي فخرنا الشديد أن تستضيف بلادنا أخيراً أولى قممها لرؤساء الدول والحكومات. تخوض الصومال في الوقت الحالي – بمساعدة أشقائها من الدول الأفريقية – حرباً ناجحة ضد الإرهاب الدولي. وأقول الإرهاب الدولي لأنه لا توجد دولة محصنة من الإرهاب اليوم، سواء من جماعة الشباب المجاهدين أو تنظيم القاعدة أو تنظيم الدولة الإسلامية في العراق والشام (داعش) أو بوكو حرام أو غيرها. والإرهاب شرٌ بلا غرض أو موقع جغرافي بعينه، ولا يمكننا هزيمته والانتصار عليه إلا بالشراكة دولياً على مستوى جميع القطاعات. خلال السنوات الأربعة الماضية، تمكن الجيش الوطني الصومالي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال من استعادة السيطرة على مدن وبلدات هامة. واليوم، لا تسيطر جماعة الشباب إلا على أقل من 10 بالمائة من أراضي البلد. وفي الأشهر الأخيرة، تم القضاء على الكثير من قادة الجماعة الرئيسيين وانشقاق آخرين ولفَظَ الشعب الصومالي أيدلوجيتها العنيفة. وقد أثبتت القوات الوطنية الصومالية وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال أن جماعة الشباب ضعيفة ومنقسمة ويمكن هزيمتها من خلال عمل عسكري منسق. ولهذا، فمن واجبي كرئيس للبلاد أن أقول إن الصومال وشعبها مدينون بالشكر والاعتزاز لخدمات الأمن الصومالي ولدولها الأفريقية الشقيقة ولبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال الذين قدموا تضحيات هائلة لإنقاذ الصومال واستعادة أمنها واستقرارها. هم جميعاً في قلوبنا ولن ننساهم أبداً. وسوف تكون ذكرى تضحياتهم بالتأكيد هي الإلهام الأكبر للتقدم والدفع نحو التنمية الإقليمية والرخاء لمنطقة دول الهيئة الحكومية المشتركة للتنمية ولقارة أفريقيا والعالم أجمع. نظراً لنجاح العمليات المشتركة بين الجيش الوطني والصومالي وبعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال، فقد تحولت جماعة الشباب إلى تكتيكات الحرب غير المتماثلة باستخدام فرق صغيرة لتنفيذ ههجمات إرهابية أعلى تأثيراً وعلى أهداف سهلة غير حصينة في الصومال وبشكل أكثر تزايداً في دول الجوار. ورداً على ذلك، أود أن أشير إلى أننا في حاجة إلى وضع سياسات تشريعية وأمنية مشتركة تمكننا من اتخاذ رد فعل تجاه هذه التهديدات بتضافر وسلاسة. وبجمع ذلك مع الجهود العظيمة من الجميع – وخاصةً الشعب الصومالي نفسه – فقد اجتازت الصومال منعطفاً حرجاً نحو الاستقرار والتقدم. واليوم، المتاجر مفتوحة والمدارس مليئة بالطلاب وأسواقنا مزدحمة بالتجار والمستهلكين. يمثل الأمل والثقة والتقدم الفصل الجديد في تاريخ الصومال وشعبها. وبالنسبة لنا الآن، لا مجال للرجوع إلى الوراء، بل التقدم للأمام معاً وبالتعاون مع الإقليم وباقي دول العالم.