أسرة منبر الدفاع الإفريقي
كشفت تنبيهات نشرها موقع «سيفتي فور سي» المعني بأخبار الملاحة البحرية أن الهجمات السيبرانية استهدفت شركة بحرية كل ثلاثة أيام في المتوسط في شهري أيلول/سبتمبر وتشرين الأول/أكتوبر.
ومع أن تلك التنبيهات لم تتعلق بالسفن المبحرة في المياه الإفريقية، فقد نشرها المركز الإقليمي لدمج المعلومات البحرية في أنتاناريفو بمدغشقر في منطقة شرق وجنوب إفريقيا والمحيط الهندي لرفع مستوى الوعي.
وقال الملازم سعيد لافاني، مسؤول الاتصال الدولي لجزر القمر بالمركز الإقليمي، لمنبر الدفاع الإفريقي: ”تمثل الجريمة السيبرانية تهديداً ناشئاً للأمن البحري، وأوشكت أن يكون لها اليد الطولى، وتزحف إلينا في منطقة شرق وجنوب إفريقيا والمحيط الهندي.“
وأوضح أن الأمن السيبراني في القطاع البحري بات مشكلة كبرى بسبب الإقبال على أنظمة تكنولوجيا المعلومات لتنفيذ العمليات براً وبحراً، ويمكن أن يتسبب المخترقون في مشكلات قانونية وخسائر مالية فادحة لشركات الشحن فيما إذا وصلوا إلى بيانات سرية.
فقد كشفت شركة «دراغوس»، إحدى شركات الأمن السيبراني للمنشآت الصناعية، أن ميناء ناغويا، وهو أكبر ميناء في اليابان، اضطر في تموز/يوليو إلى التوقف عن العمل يومين على الأقل بعد أن أدى هجوم ببرامج الفدية إلى تعطيل أنظمة الاتصالات بالميناء ومنع عمليات الاستيراد والتصدير.
ويرى معهد الدراسات الأمنية أن الهجمات السيبرانية يمكن أن تكون وبالاً على إفريقيا، كالحادثة التي أثرت على شركة «ميرسك»، أكبر شركة لسفن الحاويات وسفن الإمداد في العالم، في عام 2017، فلم تكن «ميرسك» الهدف المقصود من الهجوم، لكنها تكبدت خسائر تُقدَّر بنحو 300 مليون دولار أمريكي، كما اضطرت إلى وقف أنشطتها في 17 محطة من محطاتها التي يبلغ عددها 76 محطة في أرجاء العالم.
ومن دأب عصابات المخترقين المطالبة بفدية مالية من الشركات والمنشآت المستهدفة لإعادة السيطرة على الأنظمة المخترقة.
وكشف تقرير جديد صادر عن شركة «هولمان فينويك ويلان» للمحاماة وشركة «سيبر أُول» للأمن السيبراني البحري أن شركات الشحن تكشف عن نقاط ضعفها لمجرمي الإنترنت في ظل إقبالها على الاتصالات الفضائية المتقدمة مثل شبكات المدار الأرضي المنخفض لتحسين الاتصال.
وأوضح السيد توم والترز، الشريك في شركة «هولمان فينويك ويلان»، أن الهجمات السيبرانية يمكنها تعطيل أي شيء كأنظمة اتصالات السفن وأنظمة إدارة مياه الصابورة وإدارة البضائع ومراقبة المحرك والتحكم فيه؛ ذلك لأن تكنولوجيا العمليات البحرية وإدارة عمليات الأسطول تكاد تكون كلها رقمية.
وقال لمجلة «ماريتايم إجزاكاتيف»: ”يمكن أن يتسبب توقف أي من تلك الأنظمة في خروج السفينة عن مسارها وجنوحها؛ فهذه قضية حيوية لجميع الأطراف المعنية بقطاع الشحن، ومن الواضح أن هذا القطاع لا بدَّ أن يفعل المزيد لحماية نفسه من خطر الهجمات السيبرانية
.“
وكشف التقرير أن متوسط تكلفة الهجمات السيبرانية ارتفع بنسبة 200% على مستوى العالم في الـ 18 شهراً الماضية، ليتجاوز 550,000 دولار لكل هجوم.
وقال السيد نيك تشب، العضو المنتدب لشركة «ثيتيوس»، إحدى الشركات العالمية للابتكارات البحرية، لمجلة «ماريتايم إجزاكاتيف»: ”كشف بحثنا أن القطاع [أي قطاع الشحن] شهد تحسناً كبيراً في فترة زمنية قصيرة، لكنه كشف أيضاً أن مجرمي الإنترنت يتطورون أسرع مما يتطور.“
تنفق ثلث الشركات التي شملها الاستبيان في تقرير «هولمان فينويك ويلان» و«سيبر أُول» أقل من 100,000 دولار سنوياً على إدارة الأمن السيبراني. ولا يعتقد ربع المشاركين في الاستبيان أن شركاتهم لديها تأمين لحمايتها من الخسائر الناجمة عن الهجمات السيبرانية.
وذكر لافاني أن بعض المناطق الساحلية والجزر في القارة تواصل رفع مستوى الوعي بالتهديدات السيبرانية.
فقد أطلق مرصد الأمن السيبراني في المحيط الهندي بجزيرة ريونيون حملة توعية بالأمن السيبراني في أواخر تشرين الأول/أكتوبر. ويهدف المرصد إلى خلق مجتمع من المتخصصين في مجالي الأمن السيبراني وحماية البيانات ورفع الوعي بقضايا الأمن السيبراني البحري.
وأوضح لافاني أن منطقة شرق وجنوب إفريقيا والمحيط الهندي نجت حتى الآن من مخاطر الهجمات السيبرانية التي تستهدف شركات ومنشآت الشحن.
وقال: ”على حد علمي، فإننا في المركز الإقليمي لم نسجل بعد أي حادثة من هذا القبيل في نطاق مسؤوليتنا.“
لكنه يعتقد أن معظم الدول الإفريقية لا تتخذ الإجراءات الكافية للاحتراز من الهجمات السيبرانية البحرية في المستقبل.
فيقول: ”إن الدول النامية وحدها هي التي تعي ذلك التهديد الناشئ، لأنها تعاني من مشكلات كثيرة جرَّاء ذلك
.“