فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني تكنولوجيا المراقبة تساعد على تأمين المناطق الحدودية أسرة أ. دي. أف. مع خروج تونس من أكثر فترة مضطربة في تاريخها، أصبح هناك شيء واحد واضح: يجب عليها تأمين حدودها. هذه الحقيقة تجلت خلال هجوم دموي وقع في مارس 2016 دخل فيه العشرات من المقاتلين المنتمين إلى داعش إلى تونس من ليبيا، واجتاحوا بلدة بن غردان الحدودية، وفتحوا النار على مباني الشرطة والجيش. وبعد معركة نارية استمرت ساعات، قتل أكثر من 50 شخصاً، بمن فيهم 36 مسلحاً. وازدادت حدة الانزعاج من هذا الحادث عندما تم التعرف على المهاجمين، ووجد أن معظمهم من التونسيين. وقد نشأ بعض الشبان في نفس المدينة التي هاجموها. جندي من قوات الدفاع الكينية يطلق طائرة بدون طيار طراز AeroVironment RQ-11 Raven أثناء التدريب مع الجيش الأمريكي. الرقيب الأول، تيفاني لوندبيرغ / جيش الولايات المتحدة الأمريكية. غادر ما يصل الى 7000 شاب تونسي البلاد للانضمام الى الجماعات المتطرفة في السنوات الاخيرة. ومع تحول ليبيا الى حالة من غياب القانون، اجتاز المتاجرون بالمخدرات والأسلحة والناس الحدود التي يبلغ طولها 459 كيلومترا بين البلدين جيئة وذهاباً. يقول وزير الدفاع التونسي، فرحات حرشاني، خلال جولة في المنطقة الحدودية: “يجب على القوات المسلحة والمواطنين أن يتوخوا اليقظة، لا سيما في مواجهة الأزمة المستمرة في ليبيا”. وأضاف: “حل الأزمة في ليبيا سيمكن تونس من تأمين حدودها”. سعت تونس للدفاع عن نفسها. وفي عام 2016، استخدم المهندسون حفارات لوضع أكوام من الأوساخ وحفر الخنادق المليئة بالماء المالح لتشكيل حاجز طبيعي بطول 250 كيلومترا على طول الحدود. وبمساعدة الوكالة الأمريكية للحد من التهديدات الدفاعية، تقوم تونس بإطلاق برنامج مراقبة حدودية بقيمة 25 مليون دولار يتضمن استخدام أجهزة استشعار الحركة والكاميرات الحرارية ومحطة مراقبة مركزية. ومن المتوقع أن يبدأ تشغيل هذا النظام في عام 2018. ضابط شرطة يشارك في عملية عسكرية للقضاء على المسلحين في قرية على بعد 50 كيلومتر من بن غردان، تونس، بالقرب من ليبيا. رويترز يقول وزير الداخلية التونسي، الهادي مجدوب: “مراقبة الحدود هي الإطار الذي يدعم نظامنا الأمني”. ومثلها مثل تونس، تتجه بلدان أخرى ذات حدود غير آمنة إلى استخدام التكنولوجيا. فعلى الرغم من عدم وجود حل بسيط، إلا أن التكنولوجيا الجديدة المنخفضة التكلفة تعطي البلاد اليد العليا بالتعامل مع المتسللين وتؤدي إلى تحسين الوعي الميداني على الحدود. وفيما يلي بعض الأدوات التي تساعد في ذلك: الرادار يعود استخدام تكنولوجيا الرادار إلى الثلاثينيات. ويعمل الرادار عن طريق إصدار الإشعاع الكهرومغناطيسي الذي يتدفق في شكل موجات. من خلال تتبع كيفية ارتداد هذه الموجات عن الأشياء، يستطيع مستخدم الرادار رؤية صورة للموقع المراد استكشافه. ويمكن لرادار المراقبة الأرضية المستخدم ليلاً تحديد موقع شخص من مسافة 10 كيلومترات. الرادار أداة قيمة لبناء صورة كاملة للبيئة الحدودية. وهو يجمع المعلومات من 360 درجة، ويمكنه اختراق معظم الظروف الجوية، وفترة كمونه منخفضة، مما يعني أنه يجمع المعلومات بسرعة، وأنه يمكنه رصد الآلاف من الأشياء في وقت واحد. الرادار أيضاً متعدد الاستخدامات. ويمكن تثبيته على برج أو على مركبة متحركة. وتقوم بعض البلدان، بما في ذلك جنوب أفريقيا، بتجربة تثبيت الرادار على المناطيد الهوائية من أجل الحصول على تغطية أوسع نطاقاً. يمكن لمنطاد هوائي يطير على ارتفاع 1500 متر أن يغطي ما يصل الى 150 كيلومتراً لمدة شهر في المرة الواحدة، وذلك وفقاً لمجلس البحوث الصناعية والعلمية في جنوب أفريقيا (CSIR). ”يمكن لنظم المراقبة الدائمة التي تغطي مساحة المنطقة والتي تستخدم تكنولوجيا الرادار لرصد الوضع ليلا ونهارا، وكذلك في جميع الأحوال الجوية، أن تحقق نتائج كبيرة فيما يتصل بمراقبة حدودنا، ومساعدة قوة الدفاع الوطني لجنوب أفريقيا وغيرها من وكالات إنفاذ القانون على نشر القوات بكفاءة وفعالية “، بحسب ما كتبه فرانسوا أندرسون من مجلس البحوث الصناعية والعلمية في جنوب افريقيا (CSIR). في منتزه كروجر الوطني في جنوب أفريقيا، يستخدم حراس الغابات نظام مراقبة واسع النطاق يعرف باسم الميركات (Meerkat) لرصد البشر والحيوانات، خاصة في الليل. وتستخدم كينيا أيضا أنظمة رادار تم نشرها بشكل استراتيجي لرصد حدودها المتأزمة مع الصومال. يمكن نشر الرادار بطرق غير تقليدية أخرى. ويمكن للرادار المخترق للأرض أن يكتشف أسلحة مدفونة أو أجهزة متفجرة مرتجلة، ويمكن للرادارات التي تحدد مواقع المدفعية أن تتبع مواقع إطلاق قذائف الهاون والصواريخ والقذائف. ويمكن لأنظمة الرادار الأحدث أن تخترق أوراق الشجر الكثيفة للغابات، التي كان اختراقها يشكل مشكلة في السابق. الأقمار الصناعية على الرغم من أن الكثيرين يعتقدون أن تكنولوجيا الأقمار الصناعية متاحة فقط للدول الغنية، إلا أن هذا لم يعد هو الحال. فقد انخفضت تكلفة شراء صور المراقبة التي تلتقطها الأقمار الصناعية التجارية أو إطلاق قمر صناعي للفضاء انخفاضاً كبيراً. يقول والتر دورن، وهو خبير في مجال التكنولوجيا وحفظ السلام، أن صور القمر الصناعي عالية التحليل بدقة تبلغ 0.2 متر باتت في متناول العديد من المنظمات والدول. ويورد دورن في كتابه بعنوان “حفظ السلام الذكي: نحو عمليات الأمم المتحدة الممكنة تكنولوجياً” أن “الأسعار تنخفض، وكذلك فترات الكمون ومواعيد التسليم، وهذا يعني أن القيام بالاستطلاع في وقت مقارب لزمن الحدوث الأني ممكن الآن”. أما الأقمار الصناعية الصغيرة الجاهزة المعروفة باسم CubeSats والتي يتم تجميعها من حافظات التجهيزات، فإن تكلفتها تصل إلى 10,000 دولار أو أقل من ذلك. جنوب أفريقيا هو أحد البلدان التي تستفيد من هذه التكنولوجيا. فهو يستخدم المراقبة عبر الأقمار الصناعية لتتبع المهاجرين، والصيد غير المشروع والتهريب، لا سيما بالقرب من حدوده مع زمبابوي. وعلى الرغم من أن القمر الصناعي قد يمر مرة أو مرتين في اليوم فقط فوق منطقة ما، إلا إنه يمكن أن يساعد المهنيين الأمنيين على تحديد أشياء مثل مسارات المشي، والخروقات في خط السياج، والمستوطنات المؤقتة أو غيرها من مؤشرات النشاط البشري. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للبرامج استخدام أنظمة المعلومات الجغرافية من أجل القيام بتراكب الصور من مصادر أخرى، بما في ذلك الكاميرات الثابتة أو الصور المأخوذة من المصادر الجماعية. وقال دورن في كتابه: “من الممكن لإدماج البيانات هذا أن يساعد في توفير تحذير مسبق ضد الهجمات أو حركات التمرد عبر الحدود مع الدول المجاورة”. الكاميرات وأجهزة الاستشعار في السنوات الأخيرة، أصبحت كاميرات المراقبة الرقمية أخف وزنا وأرخص ثمناً، مع توفير دقة أعلى. ويمكن لأنظمة المراقبة بالفيديو عن بعد المثبتة على الأبراج أو المنصات المتنقلة أن تبث صور الفيديو إلى غرفة تحكم كي يتمكن المسؤولون من تتبع أو التعرف على شخصيات مشبوهة في منطقة حدودية. كما يتم إقران العديد من الكاميرات مع أجهزة استشعار لتتبع الحركة، والنشاط الصوتي، أو أجهزة الاستشعار الزلزالية المستخدمة لمراقبة المتفجرات. ولعل الأكثر إثارة هو زيادة توافر أجهزة الاستشعار التي يمكنها رصد طيف الضوء الغير مرئي بالنسبة للعين البشرية. ضوء الأشعة تحت الحمراء، الذي يكتشف الحرارة أو الإشعاع الحراري، يجعل الرؤية الليلية أمراً ممكناً. ومثلها مثل غيرها من التقنيات التي كانت في وقت واحد مخصصة حصرياً للاستخدام العسكري، أصبحت كاميرات التصوير الحراري متاحة للعامة. ”إن كسر حاجز الليل أمر ضروري،” حسب ما يقول دورن في كتابه. “لأن العديد من الأنشطة الأجرامية في المناطق التي مزقتها الحروب تتم تحت غطاء الظلام، بما في ذلك الهجمات (أو الاستعدادات لهجمات الفجر) وتهريب الأسلحة غير المشروعة والبشر. وبما أن العديد من الفظائع ترتكب ليلا، فإن حفظ السلام لا يمكن أن يكون عملاً نهارياً فقط “. الدمج عند استخدام أدوات مختلفة لمراقبة الحدود، من المهم دمج البيانات لتشكيل صورة تشغيل كاملة. يقول الدكتور توماس جاكوب، الذي شغل منصب نائب الرئيس المسؤول عن أمن الحدود والأنظمة المتكاملة في شركة إيرباص: “إنها أنظمة لأنظمة”. ويضيف: “إنها ليست مجرد أجهزة استشعار. ينبغي عليك دمج الكثير من النظم. “ عندما يتم هذا الدمج على نحو فعال، يكون بمقدور مركز القيادة والتحكم والاتصالات والكمبيوتر (C4) الموجود بالقرب من الحدود رصد جميع الأنشطة وإيفاد وحدة الاستجابة السريعة للتحقيق في أي أمر مشبوه. ويصبح هذا “المركز العصبي للمهمة، حيث يتم دمج مصادر مختلفة لتكوين رؤية شاملة واحدة”، وذلك وفقا لورقة بحث صادرة عن مجلس البحوث الصناعية والعلمية في جنوب افريقيا (CSIR) حول تكنولوجيا المراقبة. ” يمكن عرض معلومات من أنظمة متنوعة مثل الرادار والأقمار الصناعية وتغذية الفيديو من أنظمة القياس الجوي من دون طيار، وأجهزة الاتصال وغيرها على الشاشات لتوفير نظرة متكاملة لسيناريو الدفاع “. من خلال بناء صورة كاملة للحدود وتحديد مجالات الضعف أو المخاوف، يصبح مهنيو الأمن أكثر قدرة على استخدام مواردهم المحدودة. وباستهداف هذه النقاط الضعيفة، يمكنهم سد الثغرات في النطاق الذي يقومون بتغطيته. وتبين ورقة البحث الصادرة عن مجلس البحوث الصناعية والعلمية في جنوب افريقيا (CSIR) أن “هذا يعني تحسين المراقبة -بدون ارسال جيوش من رجال الدوريات -كما أن معلومات مثل آلية الردع أو التكتيكات القتالية الأنسب تصبح متاحة للقادة”. وتضيف، “إن جمع مختلف تقنيات المراقبة والكشف في أنظمة اتصالات وقيادة متكاملة [يحسن] القدرة على مراقبة أراضي البلاد”.