فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني مؤسسات تبحث عن أساليب جديدة لإيجاد حفظة سلام أفضل أسرة ايه دي اف ينعت ينعت حفظ السلام أحيانا بأنه مفارقة لأنه يتطلب القدرة على استخدام القوة وضبط النفس من أجل عدم استخدامها. وقد لخص الأمين العام السابق للأمم المتحدة داغ همرشولد هذا التحدي عندما قال، “إن حفظ السلام ليس مهمة للجنود، ولكن الجنود هم وحدهم القادرون على القيام به”. حفظة السلام العصريون يواجهون مهام مضنية. يجب أن ينتشروا في بلد أجنبي قد لا يتحدثون لغته. وعليهم أن يقيّموا الحالة على أرض الواقع بسرعة في مكان اندلعت فيه الحرب أو لا تزال دائرة فيه. ويجب عليهم تشجيع الحوار بين الأطراف المتحاربة، وحماية المدنيين، واحترام القانون الدولي، والعمل في إطار ولاية البعثة، وما إلى ذلك. إن تعقيد عمليات حفظ السلام الحديثة يجعل من التدريب امراً مهماً للغاية. ولكن ما هي أفضل طريقة لتعظيم نتائج هذا التدريب وسط قيود التمويل والوقت؟ يخضع موظفو الأمم المتحدة المنتشرون في بعثات حفظ السلام لثلاث مراحل من التدريب. التدريب في مرحلة ما قبل الانتشار هو دورة مكثفة على كل شيء يجب أن يعرفه أي فرد من أفراد حفظ السلام قبل أن يخدم في بعثة لحفظ السلام. وتستمر عادة لمدة أسبوعين. ويجري التدريب التوجيهي الخاص بالبعثة في البلد، ويعيد التذكير ببعض الأشياء التي تدرس في مرحلة ما قبل النشر مع تقديم معلومات جديدة بشأن المسائل التي تتعلق بالبعثة فقط. ويستمر من يوم إلى ستة أيام. ويجري التدريب المستمر أثناء النشر، ويمكن أن يكون تدريباً متخصصاً أو دورات للتطوير الوظيفي أو مهارات تقنية. يشير المنتقدون إلى أن حجم مواد التدريب التي يتوقع ان يتقنها حفظة السلام قبل نشرهم هو حجم ضخم. على سبيل المثال، غطت دورة ما قبل النشر استمرت لمدة اسبوعين لضباط الشرطة في عملية الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفور 21 موضوعاً، بما في ذلك قراءة الخرائط، واستخدام أجهزة الاتصال اللاسلكي، وولاية البعثة والوعي بالألغام الارضية. “كيف يمكن لأي شخص أن يتوقع أن يتعلم كل هذه المواضيع، وأن يطبقها على حالة الصراع، خلال اسبوعين: بحسب ما قالته الباحثة أن فلاسبولر. “يمكن أن نقول بأن توقع هذا نابع من الطموح!”. يبحث المدربون والبلدان المساهمة بقوات عن طريقة أفضل. مدربو بعثة الأمم المتحدة لتقديم المساعدة في الصومال يختتمون دورة تدريب المدربين علىحقوق الإنسان لضباط الاتحاد الأفريقي والجيش الوطني الصومالي. بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال مراكز التدريب على حفظ السلام تضاعفت خيارات التدريب في السنوات الخمس والعشرين الماضية مع توسع عمليات حفظ السلام وتزايد عدد البلدان المساهمة بقوات فيها. توجد الآن مؤسسات تدريب ودورات معدة سلفاً يمكن تكييفها لتتناسب مع احتياجات القوات التي يتم نشرها. في عام 1995، أُنشئت الرابطة الدولية لمراكز التدريب على حفظ السلام لمساعدة هذه المؤسسات على تبادل المعلومات. وتضم 265 عضواً، بما في ذلك الوكالات الحكومية والجامعات ومراكز البحوث والمنظمات الإقليمية. وتضطلع الدول الأفريقية بدور رائد في تزويد بعثات حفظ السلام بالأفراد. فهناك، في أي لحظة من اللحظات، 60000 جندي من 39 دولة أفريقية يخدمون في عمليات دعم السلام في جميع أنحاء العالم. لدى بلدان مثل غانا ورواندا والسنغال وجنوب أفريقيا احتياطيات كبيرة من المعارف في مجال حفظ السلام التي اكتسبتها من عمليات يعود تاريخها إلى عقود خلت. كما أن أصول التدريب المحلية آخذة في التزايد في القارة. ففي عام 2004، افتتحت غانا مركز “كوفي عنان” الدولي للتدريب على عمليات حفظ السلام. وهو مركز لتدريب الأفراد من جميع أنحاء غرب أفريقيا، ويوفر التدريب قبل النشر وغيره للعسكريين وأفراد الشرطة والمدنيين العاملين في عمليات دعم السلام. وقد قدم المركز أكثر من 400 دورة دراسية لأكثر من 11000 شخص منذ افتتاحه. وبالإضافة إلى المركز الأفريقي للتدريب على عمليات حفظ السلام، هناك سبع مؤسسات أخرى للتدريب على حفظ السلام في أفريقيا. كما يساهم الشركاء الأجانب في ذلك. فمنذ عام 1997، قام برنامج التدريب والمساعدة في مجال عمليات الطوارئ في أفريقيا الذي تموله وزارة خارجية الولايات المتحدة بتدريب مئات الآلاف من حفظة السلام من البلدان الأفريقية. ومع قيام الدول بتوسيع قدراتها في مجال التدريب على حفظ السلام، فإنها سوف تنظر في السبل الكفيلة لجعل هذه القدرات أكثر فعالية. التركيز على التأثير من الناحية التاريخية، كان يتم تقييم التدريب على أساس الوقت المستغرق في الفصول الدراسية أو عدد الشهادات التي تم منحها. هذه معايير بسيطة، ولكنها لا تقيس فعالية التدريب. تقيس التقييمات الأحدث الاستحواذ على المعلومات و تطبيق المهارات من قبل الجنود المدربين. على سبيل المثال، إذا تعلم أحد حفظة السلام أن هناك حالات معينة يجب عليه فيها التدخل لحماية المدنيين، فإن إظهار هذه الحقيقة ببساطة على برنامج باور بوينت أمر لا يكفي. الطريقة الوحيدة لمعرفة ما إذا كان حافظ السلام قد استوعب المعلومات هي معرفة ردة فعله في سيناريو معقد ودقيق. هذا هو الفرق بين نقل المعرفة وتغيير السلوك، بحسب ما قالت فلاسبولر في كتابها المعنون “المراكز الأفريقية للتدريب على عمليات حفظ السلام: التنشئة الاجتماعية كأداة للسلام ؟” وكتبت فلاسبولر قائلة أن “المعرفة والالتزام ليسا كافيين، بالنظر إلى التعقيدات التي يواجهها حفظة السلام”. “لا يمكن إعداد حفظة السلام لمواجهة التعقيد الأخلاقي للواقع الذي تواجهه البعثة عن طريق تعليمهم قواعد السلوك والقوانين [فقط]”. جنود بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال يحضرون درساً حول منع الاستغلال والاعتداء الجنسيين. بعثة الاتحاد الأفريقي في الصومال وقالت سوزان موناهان، التي كانت تعمل سابقاً في مركز بيرسون لحفظ السلام في كندا، أن العديد من أساليب التدريس القديمة لا تصلح ببساطة لتدريب حفظة السلام. وقد جدت أن البالغين يتعلمون بنسبة 10 في المئة مما يقرأونه، و 20 في المئة مما يسمعونه، و 90 في المئة مما يفعلونه. وكتبت موناهان قائلة، “لا يمكننا إلقاء محاضرات لمدة خمسة عشر يوماً والاعتقاد بأن المتعلمين سيغادرون الفصل الدراسي وهم يعرفون بالضبط ما يجب عليهم القيام به”. “نحن بحاجة إلى إشراك المشاركين بنشاط في لعب الأدوار، ومناقشات المجموعات الصغيرة، وحل المشكلات”. تعمل خدمة التدريب المتكامل التابعة للأمم المتحدة لقياس الأثر من خلال تقييمات أفضل خلال النشر. تتبع هذه التقييمات نهجاً شاملاً من خلال إجراء مقابلات ليس فقط مع حفظة السلام، ولكن أيضاً مع القادة والأقران والمدنيين. في عام 2018، أعلن جان بيير لاكروا، وكيل الأمين العام للأمين العام للأمم المتحدة لعمليات حفظ السلام، عن تقييمات اداء أكثر صرامة للجنود ، بما في ذلك التركيز على القيادة والسيطرة، وحماية المدنيين، والسلوك، والانضباط. وتسعى الأمم المتحدة أيضا إلى إجراء تقييم أكثر صرامة للتدريب السابق للنشر من خلال وحدات اختبار الاستعدادية قبل وصول حفظة السلام إلى الميدان. “إننا نكرس اهتماماً كبيراً لتحسين تقييم الأداء”، بحسب ما قال لاكروا. “إننا نضع السياسات ونظم التقييم التي ستمكننا جميعاً، وبشكل جماعي، من تكييف جهودنا بشكل أفضل لتعزيز عمليات حفظ السلام”. يجب أن يبقى التدريب طازجاً كل التدريب قابل للتلف. يظهر الجنود المدربون على المهمات العسكرية مهارات متضائلة بعد 60 يوماً و، بعد 180 يوماً بالمعدل، يفقدون 60 في المئة مما تعلموه، وفقاً لمعهد البحوث السلوكية والعلوم الاجتماعية التابع للجيش الامريكي. “إن حفظة السلام المدربين في الماضي ليسوا مثل حفظة سلام المدربين في الوقت الحاضر”، بحسب ما قاله دانيال هامبتون من مركز إفريقيا للدراسات الاستراتيجية. وهذا هو السبب في وجوب تعزيز التدريب على حفظ السلام بصورة منتظمة. توفر الأمم المتحدة التدريب للقوات طوال فترة انتشارها وقد أنشأت مؤخراً أفرقة تدريب متنقلة للتركيز على التدريب الخاص بالبعثة في البلد. فعلى سبيل المثال، قد يتم نشر فريق تدريب متنقل متخصص في مكافحة الأجهزة المتفجرة المرتجلة في مالي لمساعدة حفظة السلام في التعامل مع التهديدات غير المتناظرة. ومع ذلك، فإن مشكلة فقدان المهارات هي مشكلة عميقة. لا يمكن للبلدان المساهمة بقوات أن تحافظ على قدرتها التدريبية إلا إذا أبقت على الوحدات معاً على مدى فترات ممتدة وقامت بتطوير مجموعة خاصة بهم من المدربين. هذا صعب لأنه يتم تبديل وحدات حفظ السلام كل ستة أشهر، ويتم الكثير من تدريب مرحلة ما قبل النشر من قبل مدربين دوليين. وقد استثمرت منظمات، مثل معهد الأمم المتحدة للتدريب والبحث، في برامج تدريب المدربين للمساعدة في بناء القدرات المحلية للتدريب على عمليات حفظ السلام لدى البلدان المساهمة بقوات. “من الناحية المثالية، يوجد طاقم مهني من مدربي حفظ السلام داخل نظام القوات المسلحة للدولة [التعليم العسكري المهني] في مدرسة أو مركز تدريب مؤسسي للتدريب على عمليات حفظ السلام”. لتعزيز الاستمرارية، أنشأت الأمم المتحدة نظام جاهزية القدرة على حفظ السلام.. تتعهد البلدان، من خلال هذا النظام، بأن يكون لديها وحدات جاهزة للنشر في غضون 60 يوماً من طلب الأمين العام. تتدرب هذه الوحدات معاً، وتملك معداتها الخاصة، ويجري تقييمها بانتظام لضمان الأداء العالي. ويؤدي ذلك إلى تجنب إعادة التدريب المستمر ونقص المعدات وانعدام التماسك. وقد قال أحد مسؤولي الأمم المتحدة إن حفظ السلام أشبه ببناء محطة إطفاء بعد احتراق المنزل. وهم يأملون في أن يغير نظام جاهزية القدرة على حفظ السلام. هذه الديناميكية عن طريق تحسين الجاهزية. “لدينا الآن محطة إطفاء، ولدينا سيارة إطفاء. لدينا قدرات مسجلة باسمنا وهي قابلة للانتشار”، بحسب ما قاله مسؤول الأمم المتحدة: اكسب القلوب والعقول يصبح حفظ السلام أكثر فعالية عندما تكسب البعثة ثقة السكان المحليين ودعمهم. ويتطلب القيام بذلك تدريباً متخصصاً. ويعد عدم كفاية التدريب الثقافي أحد الحواجز الرئيسية التي تحول دون كسب الدعم المحلي. وجد تقرير 2012-2013 للأمم المتحدة حول التدريب على حفظ السلام أن الاحاطات التي قدمت لحفظة السلام حول الوعي الثقافي أثناء تدريب التوجيه الخاص بالبعثة لم تكن كافية، وأنه كان هناك حاجة إلى تدريب أكثر تعمقاً. وأشار العميد إيمانويل كوتيا من غانا، الذي خدم في بعثة الأمم المتحدة في لبنان، إلى أن بعض حفظة السلام كانوا يحتسون الكحول علناً خلال تلك البعثة، مما أغضب المدنيين اللبنانيين. بالإضافة إلى ذلك، ادى فشل الأمم المتحدة في التشاور مع القادة المحليين حول مشاريع بناء الطرق إلى التأخير والإعاقة. هذه كانت أخطاء ثقافية يمكن تجنبها بسهولة. الجنود السنغاليين العاملين في بعثة الأمم المتحدة والاتحاد الأفريقي في دارفور يتمرنون في موقع الفريق. بعثة الإتحاد الأفريقي والأمم المتحدة في دارفورUNAMID وقال كوتيا إن حفظة السلام، ولا سيما الضباط منهم، بحاجة إلى الأدوات التي تمكنهم من كسب تأييد الجمهور. وقال كوتيا: “تناولوا الشاي معهم”. “ادعوهم إلى المناسبات الاجتماعية والمسابقات الرياضية. هؤلاء هم شركائكم”. ولمحاكاة هذه الحالات، أنشأت بعض مؤسسات التدريب على عمليات حفظ السلام قرى صورية يصور فيها ممثلين السكان المحليين في إطار سيناريوهات صعبة. كما أن الوساطة وإدارة الصراع يساعدان أيضاً. يمكن لحفظة السلام الجيدين أن يعملوا كوسطاء موثوقين يمكنهم أن يتوسطوا للوصول إلى اتفاق بين الأطراف المتحاربة. ويقدم معهد الولايات المتحدة للسلام، من خلال برنامج التدريب والمساعدة في عمليات الطوارئ في إفريقيا، دورة لتدريب حفظة السلام على إدارة الصراعات. وقام المعهد بتدريب 5700 من حفظة السلام باستخدام التدريبات التجريبية، وحل المشاكل على أساس السيناريوهات، ولعب الأدوار. في دراسة أجريت في عام 2017 للتدريب على الوساطة، وجد معهد الولايات المتحدة للسلام أن حفظة السلام قالوا ان الوساطة هي واحدة من أكثر المهارات المفيدة لديهم أثناء خدمتهم في بعثة. ًوأراد كل من أجريت معهم مقابلات تقريباً مزيدا من التدريب على التوعية الثقافية وكيفية استخدام الحوار لنزع فتيل الصراع. وقال أحد الجنود التوغوليين لـمعهد الولايات المتحدة للسلام، “إذا ذهبت في مهمة، فإنك لن تذهب إلى هناك لاستخدام القوة”. “إذا كانت هناك أي مشكلة أو صراع، فإن أول شيء عليك القيام به هو استخدام التفاوض… يجب أن تكون جندياً جيداً من خلال التحدث إلى الناس، ومحاولة معرفة المشكلة”.