أسرة منبر الدفاع الإفريقي
كان خليج غينيا سابقا من أبرز بؤر القرصنة والاتجار في العالم، ولا يزال يشكل تحدياً أمنياً للمجموعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (الإيكواس).
تضم المجموعة 15 دولة، منها 12 دولة ساحلية، وأجرت «عملية المجال الآمن 3» مؤخراً، وانطلقت النسخة الثالثة من تدريب الأمن البحري الذي تجريه الإيكواس من مدينة كوتونو في بنين يوم 5 آب/أغسطس واختُتمت يوم 9 آب/أغسطس.
جرت فعاليات التمرين تحت قيادة مركز التنسيق البحري متعدد الجنسيات التابع للإيكواس للمنطقة «هـ»، وتضم هذه المنطقة كلاً من بنين ونيجيريا وتوغو، وتضمنت الفعاليات مهام المراقبة البحرية والجوية، وتدريب التدخل لوحدات العمليات، والمسوحات، وتبادل المعرفة والأبحاث.
افتتح التمرين العميد بالبحرية النيجيرية أنيدي أنيدو إيبوك، مدير مركز التنسيق البحري بالمنطقة «هـ»، وهذا التمرين ركن من أركان الاستراتيجية البحرية المتكاملة للإيكواس. واعتُمد في عام 2014 للتصدي لتحديات الأمن البحري العابرة للحدود الوطنية وتأثيرها على التنمية الاقتصادية في المنطقة.
وقال إيبوك في كلمته الافتتاحية: ”في ظل تهديدات القرصنة والسطو المسلح في البحر والأنشطة البحرية غير المشروعة، قررت الإيكواس حشد مواردها وتنسيق جهودها لتأمين مجالها البحري؛ فلهذه التهديدات تداعيات جسيمة على الاستقرار الاقتصادي وتنمية اقتصادنا الأزرق، وتقوض إمكانات النمو الاقتصادي وأرزاق مجتمعاتنا المحلية.“
وأضاف قائلاً: ”يدل ردنا بعملية المجال الآمن 3 على التزامنا الراسخ بالقضاء على هذه التهديدات وتوفير بيئة بحرية آمنة مواتية للتجارة.“
كما عرض أجندة التمرين وأهدافه وكيف يتماشى مع الخطة الأوسع لمركز تنسيق العمليات البحرية في المنطقة «هـ».
وقال: ”للتمرين ثلاثة أهداف: مكافحة الجرائم البحرية بالعتاد والتدريب وتبادل المعلومات الاستخبارية، وتعزيز تبادل المعلومات والتعاون، وتوفير بيئة آمنة للتجارة البحرية، فتنتعش التجارة والنمو الاقتصادي، وتكمن مهمة المركز في تعزيز الأنشطة التي تهدف إلى التعاون والتنسيق وحشد الموارد والتوافق العملياتي بين الدول الأعضاء في المنطقة «هـ».“
كان العقيد بالبحرية النيجيرية إيدونغيست أودوسين يمسك بدفة إحدى السفن الأربع المشاركة في التمرين. وقامت السفن بدوريات وراقبت مساحة إجمالية تبلغ 105,746 ميلاً بحرياً مربعاً، في ظل الإسناد الجوي بالمروحيات.
ونقل موقع «ذيس داي لايف» الإخباري النيجيري عنه قوله: ”أظهرنا للعالم بحق أننا نستطيع تضافر جهودنا على المستويات دون الإقليمية لضمان السلامة والأمن البحريين لازدهار الاقتصاد الأزرق لدول المنطقة «هـ».“
ونوَّه إيبوك إلى تضاؤل الجرائم البحرية، من 49 حادثة قرصنة مبلغ عنها في عام 2018 إلى حادثتين فقط في عام 2023، وذكر أن هذا النجاح إنما يرجع إلى الجهود المنسقة بين الإيكواس والدول الأعضاء والشركاء الدوليين.
فقد قدَّم الاتحاد الأوروبي، من خلال مشروع الشبكة الأقاليمية لخليج غينيا، الدعم اللازم إلى جانب شركاء دوليين آخرين، مثل مكتب الأمم المتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة والولايات المتحدة والدنمارك وألمانيا.
وأعرب اللواء بحري النيجيري مصطفى حسن عن سعادته بأن يرى تمرين هذا العام يستغل نجاح «عملية المجال الآمن 1» و«عملية المجال الآمن 2»، وقال إن الأمن في خليج غينيا وحوله تحسن بفضل جهود الإيكواس.
ونقل موقع «ذيس داي لايف» عنه قوله: ”لم نصل إلى حيث نريد بعد من حيث السلامة والأمن البحريين، لكننا تجاوزنا أحلك الأيام حين كان المجرمون البحريون يعيثون فساداً في خليج غينيا دون عقاب.“
كما أعلنت الإيكواس أنها تعتزم إجراء «عملية المجال الآمن 4» في آذار/مارس 2025.
وقال إيبوك: ”لا غنى عن التعاون المستمر بين دولنا الأعضاء لحماية تراثنا البحري المشترك وضمان تدفق التجارة الدولية بحرية؛ فجهودنا المشتركة اليوم تمهد الطريق لمستقبل بحري ينعم بمزيد من الأمن والأمان في المنطقة «هـ».“