فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني وجهة نظر الرأس الأخضر في أفريكا إنديفور النقيب دومينجوز تافاريس، القوات المسلحة لجمهورية الرأس الأخضر لقد أحدث استخدام التكنولوجيا الرقمية تحولاً في الحياة في إفريقيا؛ إذ أصبحنا نستخدم تقنيات الإنترنت والهاتف الجوال في كل مكان، ونعتمد على هذه التقنية في كل شيء ابتداءً من الخدمات المصرفية عبر الهاتف إلى توجيه الأقمار الصناعية المستخدمة لرصد المحاصيل وتتبع أحداث المناخ. كان هذا الانتشار الرقمي إيجابيًا في معظمه، إلا أن التحديات التي صارت تواجه القارة باتت واضحة؛ إذ يستغل المجرمون نقص قوانين الأمن السيبراني، وصارت الجريمة التقليدية تأخذ بعدًا دوليًا بالاستعانة بشبكة الانترنت. ذكر تقرير صادر عن شركة Serianu المتخصصة في التكنولوجيا أن البلدان الإفريقية خسرت ما لا يقل عن ملياري دولار جراء الهجمات السيبرانية في عام 2016، كما شكلت القارة أيضًا نقطة انطلاق للجرائم السيبرانية، بما في ذلك حالات التصيد الاحتيالي وهجمات البرمجيات الخبيثة وغير ذلك من الجرائم عالمية النطاق. إن “أفريكا إنديفور” هي منتدى سنوي لكبار القادة يشترك في تنظيمه القيادة العسكرية الأمريكية لقارة إفريقيا وإحدى البلدان الإفريقية الشريكة، ويحضره ممثلون كبار عن العديد من الدول الإفريقية. وقد حضر مؤتمر “أفريكا إنديفور 2017” الذي احتضنته مالاوي ممثلون عن أربعين دولة. قام المؤتمر بتسليط الضوء على أوجه القصور في الأمن السيبراني التي يتعين على خبراء الأمن في القارة معالجتها. وقد بدأت بلدي دولة الرأس الأخضر بالفعل في تناول موضوع الأمن السيبراني، وأعتقد أننا يمكننا أن نساعد غيرنا بأن نصبح شركاء في مكافحة الجريمة الإلكترونية. وتتمثل الخطوة الأهم في إقناع صانعي السياسات بأهمية مسألة الأمن السيبراني والحاجة إلى إصدار قوانين من شأنها- إذا رآها شركاؤنا الدوليون ملائمة – أن تعالج الجريمة السيبرانية معالجة فعالة. لقد عرفنا في مؤتمر 2017 أن الأمن السيبراني غالبًا ما يبدأ عند المستخدم، الذي قد يؤدي جهله أو إهماله إلى الكشف عن كل بياناته الشخصية على المنصات الرقمية. وقد قدم ممثل هولندا عرضًا تقديميًا سلّط الضوء على أهمية التحلي بالحذر عند استخدام مواقع معينة وأهمية استخدام كلمة مرور قوية وآمنة. كما تناول المؤتمر أيضًا طبيعة الجريمة المنظمة العابرة للحدود الوطنية والتي تشمل عنصر الأمن السيبراني. تستعين هذه التنظيمات الإجرامية بإمكانيات تتيح لها القيادة والتحكم الإلكترونيين للقيام بعمليات في مجالات القرصنة البحرية والصيد غير المشروع والإتجار بالبشر والحيوانات وتهريب البضائع. ويشجع المؤتمر على التواصل والتعاون بهدف التحليل والتغلب على تحديات التشغيل المتوافق، التي قد تسهم بدور أساسي في إغلاق هذه الشبكات. عملت الرأس الأخضر منذ بدايات هذه الألفية على توسيع دائرة الوصول للإنترنت لجميع أنحاء جزرها التسعة، وتستعين البلاد في الوقت الحالي بكابلين من كابلات الألياف الضوئية العابرة للمحيط الأطلسي. وتتمثل الخطة بعيدة الأمد في بناء “جزيرة سيبرانية” تتبوأ فيها الرأس الأخضر الريادة في الخدمات، بما في ذلك صيانة البرامج وتطويرها والتوريد للشركات متعددة الجنسيات. ويتطلب هذا المستقبل الواعد ضمانات سيبرانية قوية. أطفال يلعبون في مياه ميناء سال ري في البلدة الرئيسية في جزيرة بوا فيستا الهامة في الرأس الأخضر. وفي عام 2016، أقرّت الرأس الأخضر الاستراتيجية الوطنية للأمن السيبراني، مؤكدة بذلك على أهمية الأمن السيبراني في تنمية البلاد. إن الهدف الأساسي للاستراتيجية هو حماية البلاد من التهديدات والجرائم السيبرانية والذي يتحقق عن طريق تحديد المسؤوليات لمختلف الأطراف الوطنية والدولية والعالمية. إن افتراض أن الأمن السيبراني هو سر التنمية يتأكد باستمرار منذ بداية تفعيل هذه الاستراتيجية في عام 2016؛ فالبلاد تعتمد إلى حد كبير على تقنيات التواصل، وتنتج نقاط الضعف بشكل متزايد عندها نتيجة لهذا الاعتماد. تملك البلاد هيكل حوكمة إلكترونية، ونسبة استخدام مرتفعة للإنترنت (حوالي 70 في المئة من السكان)، ومجتمع تربطه علاقات شخصية وتجارية متزايدة. لقد وضعت الاستراتيجية الوطنية للرأس الأخضر لمعالجة قضية الأمن السيبراني لسكاننا المدنيين ولمؤسساتنا العامة والخاصة. وهي تبعث برسالة قوية بأننا لن نسمح أن تصير الرأس الأخضر ملاذًا للمجرمين السيبرانيين الذين ينجذبون لبلدان لا توجد فيها عواقب قانونية للجريمة السيبرانية. وتسعى البلاد لبناء علاقات تعاون مع الاتحاد الأفريقي والمجتمع الاقتصادي لدول غرب أفريقيا، بدعم من شركاء مثل الولايات المتحدة. يتمثل الهدف الرئيسي في إنشاء مركز وطني للأمن السيبراني يتضمن فريق للاستجابة لحالات الطوارئ التي تحدث في الحواسيب قادر على العمل في جميع القطاعات، بما في ذلك الدفاع الوطني. تنبع خطورة الفضاء السيبراني من كونه عالم مفتوح لا يوجد فيه المجرم والجريمة بالضرورة في مكان واحد، وقد تكون الأهداف مدنية أو بنية تحتية عسكرية أو شبه عسكرية. كما أن الأهداف بعيدة المنال تبدو قليلة، ولذلك لا بد أن يكون الجيش قادرًا على التعامل مع التهديدات السيبرانية التي تهدد الأمن، كما لا بد من مشاركة هذه المعلومات عبر الحدود لأنه لا غنى عن التعاون في المجال الرقمي. لقد أتاح مؤتمر AE17 منبرًا لطرح المخاوف الأمنية الوطنية والإقليمية في إفريقيا؛ ولتكن نتائجه هي القاعدة الصلبة التي نبني عليها مزيدًا من التكامل وإمكانيات التشغيل التوفقي لمعالجة التهديدات المستندة إلى الإنترنت، والقصور في الأمن السيبراني والطبيعة المتغيرة باستمرار للأنشطة الإجرامية في الوقت الحالي.