الجماعات المتطرفة ازدهرت على الإنترنت لا يمكن إسكاتها، لكن يمكن هزيمتها.
أسرة إيه دي اف
الصور من وكالة رويترز
عندما يتعلق الأمر بالتجنيد لصالح التطرف، تغيرت الوسيلة على مر السنين، ولكن الاستراتيجيات والرسالة لا تزال كما هي.
لدى المتطرفين الإسلاميين تاريخ طويل من العمل في الخفاء ونشر الدعاية بأي وسيلة متاحة. استخدم الواعظون الراديكاليون خلال الفترة ما بين السبعينات إلى التسعينات أشرطة صوتية ومنشوارات تسلم من شخص إلى آخر كوسيلة للتأثير.
في عصر الفيديو، غالبا ما يستخدم المجندون أشرطة VHS. وقد اشتهر أحد مؤسسي حركة الشباب، إبراهيم الأفغاني، بتوزيع أشرطة للمتمردين الذين يقاتلون الاتحاد السوفياتي في أفغانستان. في تسعينيات القرن العشرين أصبحت هذه الأشرطة منتشرة جداً في الصومال، وكان يتم عرضها في المنازل والمسارح الصغيرة.
كتب دان جوزيف وهارون معروف في كتابهما الذي يحمل عنوان ”داخل حركة الشباب” أن أشرطة الفيديو VHS كانت بدائية مقارنة بالإنتاج عالي الوضوح الذي نشرته جماعات إسلامية متطرفة بعد ذلك.” “ولكنهم صوروا الحرب باعتبارها المقاومة الأكثر بطولية التي شنتها جماعة مسلمة على الإطلاق ضد قوة حديثة على نحو فعّال”.
واستخدم الأفغاني هذه الفيديوهات للحصول على الدعم من القاعدة واجتذاب الآلاف لمناصرة فكره المتطرف.
وبالنظر إلى هذا التاريخ، فليس من المستغرب أن يحتضن المتطرفون الإنترنت وأن يزدهرون هناك. احصى تحليل أجرته مؤسسة بروكينغز في عام 2015 أكثر من 45,000 حساب على شبكات التواصل الاجتماعي يسيطر عليها أنصار داعش. تملك داعش وكالة إخبارية تنتج أشرطة فيديو ومواد أخرى ذات جودة عالية باللغات الإنجليزية والعربية والروسية والماندرين والعبرية وبلغة الإشارة.
ولقد كتب هارون اوله في كتابه “الحرب العالمية الرقمية” أن “دخول الإسلاميين إلى الفضاء الإلكتروني كان أمراً محتوما ً”. “بمعنى أنه لم يكن شيئا جديداً: لقد تمتع الإسلاميون بتاريخ عريق من استخدام أحدث التقنيات بمهارة في التواصل مع الجمهور في الوقت الذي ظهرت فيه مواقع التواصل الاجتماعي الجديدة”.
على الرغم من أن التجنيد الرقمي هو استمرار لاستراتيجية قديمة، إلا أن الإنترنت كان بمثابة أداة أدت إلى تغيير اللعبة. فهي تسمح للمتطرفين بالوصول إلى الأشخاص الذين لم يكن بامكانهم الوصول إليهم في السابق وجها لوجه. ويشمل هؤلاء النساء والأطفال. كما أنه يعجل بعملية التطرف من خلال جعل الناس يتفاعلون في غرف الدردشة مع مجتمع من المنظرين الإيديولوجيين بدلا من مجرد القراءة أو مشاهدة المواد وحدهم.
ولأن شبكة الإنترنت تخلق غرفة صدى يمكن فيها أن يحاط المجندون المحتملون بأشخاص متشابهين في طريقة التفكير، فقد أصبحت مساحة يتم التنافس فيها على الفوز بالقلوب والعقول. في كتاب LikeWar: يقول مؤلفا كتاب تسليح وسائل الإعلام الاجتماعية، بيتر وارن سينغر وإيميرسون بروكينغ، أن هناك الآن معركة من أجل الفوز “بالإستحسان” أو النفوذ.
قال سينغر في حدث عقده مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية، “إذا كانت الحرب الإلكترونية تدور حول اختراق الشبكات، فإن حرب الإستحسان تدور حول اختراق الناس على الشبكة من خلال جعل الأفكار تلقى رواجاً”. “لديك جيوش على الإنترنت تستخدم نفس التكتيكات لتحقيق أهداف العالم الحقيقي “.
إذا كان هذا حقاً نوعاً جديداً من الحروب، فالسؤال الذي يجب أن تطرحه قوات الأمن هو: “كيف نربح الحرب؟”
صعوبة الإسكات
إن إحدى الاستراتيجيات الرامية إلى منع المتطرفين من نشر الدعاية من خلال وسائل التواصل الاجتماعي هي استراتيجية بسيطة: أغلاق حساباتهم و منعهم من العودة. بيد أنه ليس من السهل تنفيذ هذه الاستراتيجية.
في تقرير صدر عام 2018، ذكرت منصة التواصل الاجتماعي تويتر أنها أغلقت 1.2 مليون حساب مشتبه بكونها حسابات ارهابات على مدار عامين و 275000 حساب في النصف الأخير من عام 2017 وحده. وقالت الشركة إنها اعتمدت علىإبلاغها من قبل من الأفراد والمنظمات والحكومات، وعلى التكنولوجيا التي يمكن أن تكشف حساباً لمتطرف وأن تمنعه قبل أن يقوم بأول تغريدة له.
وقالت الشركة إنها بصدد جعل تويتر “مكاناً غير مرغوب فيه” للأشخاص الذين ينشرون الأيديولوجية المتطرفة، وأعربت عن ارتياحها لرؤية جماعات تترك الموقع.
ولكن هذا النجاح عابر. يُظهِر التاريخ أنه عند إزالة حساب واحد، تظهر عدة حسابات لتحل محله. وقد تفاخر أحد مستخدمي تويتر التابعين لداعش، أسوارتي ميديا، بعدد المرات التي أغلق فيها تويتر حسابه — أكثر من 600 مرة. بالإضافة إلى ذلك، عندما تصبح مواقع مثل تويتر غير مضيافة، ينتقل المتطرفون ببساطة إلى منصات أخرى. وهم يستخدمون خدمات مشفرة بما في ذلك الواتساب وتلغرام وخدمات مشاركة الملفات التي يمكنهم من خلالها تبادل ملفات بي. دي. أف. بسيطة، مثل مجلة داعش المسماة الرومية.
وبحسب ما كتبته صحيفة نيويورك تايمز في مقال عن الجهود الرامية إلى إسكات المتطرفين على الإنترنت فإن “الكراهية، كما يبدو، تنتقل بسرعة أكبر من عدالة وادي السليكون “.
وعلى نحو مماثل، فإن العديد من الناس الذين يدعون إلى التطرف بارعون في عدم مخالفة قواعد وسائل الإعلام الاجتماعي. لدى أحد أشهر الواعظين الإسلاميين في العالم، وهو محمد العريف، 21 مليون متابع على تويتر. وقد ألهم العديد من الشباب للانضمام إلى داعش وإنشاء برامج يسميها “سناب فتوى” على سناب تشات. ومع ذلك، وبما أنه حريص على عدم الدعوة صراحة إلى العنف، فإنه لا ينتهك شروط الاستخدام الخاصة بهذه المنصات.
كتب اولاه في افتتاحية نشرتها صحيفة الغارديان،”لا يمكنهم إيقافه، على سبيل المثال، وهو يتحدث ضد طغيان بشار الأسد، بينما يتحدث أيضاً بشكل إيجابي عن القانون الديني والحكومة الإسلامية “. “ولكن إذا وضعت هاتين الفكرتين معاً وأضفت سياقاً خطيراً، ينتهي بك الأمر إلى مكان سيء “.
محاربة النار بالنار
تعتقد المجموعات التي تكافح التجنيد الراديكالي عبر الإنترنت، مثل مجموعة جيغسو التابعة لجوجل، أن أفضل استراتيجية تتلخص في هزيمة الإرهابيين في لعبتهم الخاصة بهم. بالشراكة مع مجموعة تدعى Moonshot CVE، أطلقت جيغسو ما تسميه طريقة إعادة التوجيه.
تستند هذه الاستراتيجية على فرضية بسيطة مفادها أن معظم الناس الذين تطرفوا عبر الإنترنت يبدأون بالبحث عن إجابات على الأسئلة المهمة، ثم يتم جرهم في وقت لاحق في مسار التطرف. إذا كان بالإمكان إعطائهم إجابات مختلفة في بداية رحلتهم، فإنه مكن إنقاذهم.
قالت ياسمين غرين، مديرة البحوث والتكنولوجيا في جيغسو، “في معظم الحالات ومن محادثاتي مع المجندين السابقين من قبل داعش أو المؤيدين له أو المتطرفين، فإنهم كانوا أناسًا لديهم أسئلة شبه مشروعة، لكنهم ساروا في طريق سيء “. “يمكن لمعلومات أكثر، ومعلومات أفضل، تتوفر في وقت سابق من العملية أن توجههم في اتجاه مختلف “.
ويستخدم البرنامج قوة الإعلان عبر الإنترنت للكشف عن الوقت الذي يبحث فيه شخص ما عن معلومات عن جماعة متطرفة. ثم يُظهر البرنامج ذلك الشخص إعلاناً لفيديو يوتيوب لرجل دين أو منشق عن المتطرفين.
والتوقيت مهم للغاية في هذا الجهد. تبين الأبحاث أنه بمجرد أن يتصل الشباب بجماعة متطرفة وأن يحيطهم “مجتمع متناهي الصغر” من الأشخاص الذين يتشابهون في التفكير المتطرف عبر الإنترنت، فإنه يصبح من الصعب الوصول إليهم. في مرحلة قيام المجندين بالترتيب للسفر إلى منطقة حرب أو للقيام بهجوم، يكون الأوان قد فات لثنيهم عن ذلك.
تقول جرين، “التطرف ليس خيار نعم أو لا “. “فهي عملية يكون لدى الناس فيها أسئلة حول الأيديولوجية والدين وظروف المعيشة، وهم يأتون إلى الإنترنت للحصول على إجابات. ولذا فهي تمثل فرصة للوصول إليهم… الهدف هو منحهم الفرصة للاستماع من شخص ما على الجانب الآخر من تلك الرحلة “.
إظهار الحقيقة
أشرطة الفيديو الدعائية الخاص بداعش تحتوي على حفنة من الموضوعات الثابتة. وهي تشمل إظهار أن المنطقة التي يسيطر عليها التنظيم مزدهرة ومحكومة بشكل جيد، وتظهر القوة العسكرية، وتدفع بالتلقين الديني، وتسلط الضوء على محنة المسلمين في جميع أنحاء العالم.
ويقول المسؤولون الذين أجروا مقابلات مع الشباب الذين تم اعتراضهم أثناء محاولتهم السفر للانضمام إلى جماعة متطرفة إن للمجندين الذين انغمسوا في هذه الفيديوهات لرؤية مشوهة ورومانسية للعالم الذي يدخلونه.
تحدثت غرين عن مقابلتها لفتاة تبلغ من العمر 13 عاماً تخطط للسفر إلى سوريا، ولكن تم انزالها عن متن الطائرة في لندن. ووصفت الفتاة للسلطات صورة لما كانت تعتقد أنها ستنضم إليه، بما في ذلك التسوق في المراكز التجارية، والزواج من الجهاديين، والعيش بسعادة إلى الأبد. وقالت للسلطات “ظننت أنني سأذهب وأعيش في عالم ديزني الإسلامي”.
“داعش يفهم ما يدفع الناس، و يصوغون الرسالة بعناية لكل جمهور بعينه”، بحسب ما قالته غرين.
وتسعى الجماعات المناهضة للتطرف إلى تبديد هذه الأساطير عن طريق أشرطة فيديو تبين حقيقة الحياة في الأراضي التي يسيطر عليها المتطرفون. وهم يظهرون الناس يصطفون للحصول على الخبز في الأراضي التي يسيطر عليها داعش، والمقاتلين الإسلاميين الذين يوقعون العقاب الوحشي على المدنيين، والأضرار الجانبية الدموية للهجمات الإرهابية ضد الأبرياء.
وعلى الرغم من أن العديد من هذه الجهود تقودها شركات خاصة، إلا أنه يمكن للجهود العسكرية والحكومية أن تكون مفيدة بشكل خاص لأنه هذه الجهات هي على الخطوط الأمامية لمكافحة المتطرفين. وهي في وضع جيد لتصوير الواقع ومقابلة المنشقين.
التعلم منها
على الرغم من أن الجماعات المتطرفة تستفيد من انفتاح الإنترنت، إلا أن الشبكة تجعلهم أيضاً عرضة للرصد أو لوقف أنشطتهم.
عادة ما يمر التجنيد عبر الإنترنت بعدة مراحل، بدءاً من الاكتشاف، الذي يجري فيه المجند الاتصال الأول، إلى إنشاء مجتمع صغير، يحيط فيه المجند مفكرون متشابهون في الرأي، إلى العزلة، التي يتم تشجيعه أو تشجيعها فيها على قطع العلاقات مع الأصدقاء والأسرة قبل أن يُدفع إلى القيام بأمر ما في نهاية المطاف.
يمكن لمسؤولي مكافحة الإرهاب الحصول على معلومات قيمة خلال كل خطوة. ويمكنهم أن يجمعوا أسماء المستعملين وغيرها من المعلومات عن المُجًندين المنتظمين، وأن يتتبعوا المواضيع والتكتيكات المتكررة المستخدمة للتأثير، وأن يتدخلوا في بعض الحالات قبل أن يقع المجند فريسة لجماعة متطرفة.
كتب ج. م. برغر، الخبير السابق في التطرف في مؤسسة بروكينغز الذي درس نشاط داعش على الإنترنت، “إن من مزايا وسائل التواصل الاجتماعي أنها تفرض التفاعلات البشرية على هيكل صارم نسبيا، مما يسمح لنا بدوره بتشخيص العملية الكامنة وراء التفاعل، والتعرف على العمليات عندما تتكرر “. “يمكننا أن نكون أذكى وأكثر فعالية في كيفية مواجهة داعش على وسائل الإعلام الاجتماعي من خلال تجريده من الغموض والتركيز على الاليات ”.
مراحل داعش التجنيد عبر الإنترنت
الاكتشاف: يراقب مجندو داعش عن كثب المجتمعات القائمة عبر الإنترنت والتي يعتقدون أن المتعاطفين معهم قد يقضون فيها بعض الوقت. ويتيحون أنفسهم للإجابة على الأسئلة وتقديم المعلومات لمن يبدون فضولهم.
إنشاء مجتمع صغير: بمجرد تحديد المجند المحتمل، يتدفق أنصار داعش حوله أو حولها لتعزيز معتقدات جديدة لدى المجند. كتب ج. م. برغر في مقال لمركز مكافحة الإرهاب في ويست بوينت، “يتوفر المُجًندون في دفعات كبيرة للتفاعل مع الأهداف، وغالباً ما ينشرون 50 أو 60 تغريدة في اليوم، مع قيام بعض المستخدمين الضليعين بأكثر من 250 تغريدة في أيام معينة “.
العزل: يتم حث المجندين المحتملين على قطع الروابط مع أسرهم وأصدقائهم ومجتمعاتهم الدينية المحلية. تمكن هذه العزلة داعش من إسكات الأصوات المعارضة.
الانتقال إلى وسائل التواصل الخاصة: يشجع أنصار داعش الأهداف على نقل محادثاتهم إلى منصات رسائل خاصة أو مشفرة عبر الإنترنت.
تشجيع المجند على القيام بعمل ما: يحدد مجندو داعش نوع العمل الذي يوافق الهدف على تنفيذه. قد يكون هذا العمل هو السفر للانضمام إلى داعش أو تنفيذ هجوم إرهابي في وطنهم. وبمجرد تحديد ذلك، فإنهم يشجعون المجند على التنفيذ.
المصدر: ج. م. برغر، “تدخلات مخصصة على الإنترنت: استراتيجية التجنيد الخاصة بتنظيم الدولة الإسلامية ”
خمس سرود تجنيد مشتركة وكيف يمكن تقويضها
الحوكمة الرشيدة: تحاول الجماعات المتطرفة أن تظهر لأهدافها أن المجتمعات المحليةالواقعة تحت سيطرتها مسالمة ومحكومة بشكل جيد وتتسم بالورع الديني.
النقض: إظهار واقع المناطق التي يسيطر عليها الإرهابيون يقوض هذا السرد. ويمكن لفيديوهات تظهر العقوبات القاسية والعنف والفقر واليأس في هذه المناطق أن تكون أداة قوية لثني الناس عن الانضمام إلى المتطرفين.
القوة العسكرية: وغالبا ما تطري الجماعات المتطرفة لانتصاراتها في ساحة المعركة ومعداتها العسكرية.على سبيل المثال، يظهر داعش خطوط الدبابات المتدفقة عبر شوارع المدينة.
النقض: الخرائط التي تبين المساحة الصغيرة التي تسيطر عليها مجموعة ما ما يعاني منه المقاتلون من سوء التغذية ونقص العدة تدحض هذه الحجة.
الشرعية الدينية: تروج الجماعات المتطرفة لتفسيرها الضيق الملتوي للإسلام باعتباره النسخة الوحيدة الأصيلة للإيمان.
النقض: يستطيع الأئمة وغيرهم من القادة الدينيين دحض هذه التفسيرات من خلال إظهار أنها لا أصل لها في القرآن أو العقيدة الإسلامية.
الدعوة إلى الجهاد: وتدعي هذه الفيديوهات أن من واجب المسلمين المتقين الهجرة إلى “الخلافة” والقيام بهجمات إرهابية كشكل من أشكال الجهاد العنيف. يظهرون أن المقاتلين في المجموعة المتطرفة يعيشون حياة مليئة بالمغامرة والصداقة والمجد.
النقض: تبين المقابلات التي أجريت مع المنشقين والمقاتلين السابقين أن الواقع مختلف تماماً. وهم يروون قصصاً عن الاقتتال الداخلي والخوف والظروف المعيشية غير الإنسانية.
الضحايا المسلمين حول العالم: وتسلط هذه الفيديوهات الضوء على سوء معاملة المجتمع العالمي للمسلمين المعروف باسم “الأمة “. ويحثون المُشًاهد على العمل لوقف القهر الذي يتعرض له إخوانهم المسلمين على أيدي الكفار.
النقض: الغالبية العظمى من ضحايا المتطرفين الإسلاميين هم من المسلمين. إن إظهار ذلك يبدد الأسطورة القائلة بأن جماعة إرهابية هي المدافع عن المسلمين الأبرياء في جميع أنحاء العالم.
المصدر: RedirectMethod.org