أسرة منبر الدفاع الإفريقي
تشيع الصراعات التي تسببها الهجرة السنوية للأبقار في جنوب السودان، إذ تأكل الأبقار أحياناً محاصيل المزارعين أو تتلفها، وربما يتعامل المزارعون معها بقتلها، ويتصاعد هذا الوضع حتى تستعر الحرب بين العائلات أو القرى. وبدورها تعمل بعثة الأمم المتحدة في جنوب السودان على دعم الجهود التي تنتقل من قرية لأخرى لتيسير الحوار لحل هذه النزاعات.
وأفاد موقع «ريليف ويب» أنَّ السيد جوزيف نجورياكو، مسؤول الشؤون المدنية بالبعثة الأممية، قال خلال الكلمة التي ألقاها أمام المجتمعين في ولاية واراب في مطلع عام 2021: “يكمن هدفنا من المجيء إلى هنا اليوم في تشجيعكم على الاستعانة بالحوار لحل أي خلافات بدلاً من اللجوء إلى العنف.”
فقد اجتمع نحو 200 مواطن ومواطنة، من بينهم نساء وشباب وقيادات محلية من المنطقة، لمناقشة سبل إرساء السلام قدر الإمكان بين الرعاة والمزارعين خلال موسم هجرة الأبقار الحالي.
وقال المواطن وول نجونج أوشالا، أحد أهالي قرية باب تشوك في منطقة ملوال مووك، خلال حديثه إلى رعاة الأبقار في إحدى فعاليات البعثة الأممية: “نرجوكم ألَّا تدعوا أبقاركم تلف محاصيلنا، ونحن [المزارعون] مستعدون لتقاسم الموارد الموجودة معكم بطريقة سلمية.”
كما تعمل الأمم المتحدة على مساندة محكمة متنقلة لإصدار أحكام في النزاعات التي لا يمكن حلها من خلال الحوار وحده، وقد وقع المزارعون والرعاة اتفاقية «ماريال باي» في عام 2016 التي تنص على كيفية حل النزاعات، وكيفية حصول الرعاة على إذن للتنقل بالأبقار، وكيفية دفع تعويضات في حالة حدوث خسائر.
وأشار المتحدثون خلال الفعالية إلى ضرورة تقليص كمية الأسلحة غير القانونية المنتشرة في المنطقة.
فيقول المواطن كيروبينو مايار، وهو من رعاة الأبقار في مدينة تونج: “كان البشر في سابق الأيام يركضون للنجاة بأنفسهم من الأسود التي تهاجمهم. ويركض البشر في هذه الأيام للنجاة بأنفسهم من بشر آخرين، إذ يحملون بنادقاً ويقتلون بعضهم البعض؛ فعلينا إيقاف هذا الوضع، ولنتصالح، ودعونا نحول دون حدوث هذه المشكلات.”