فيسبوك تويتر لينكدإن بينتيريست البريد الإلكتروني وكالة فرانس برس نمل أبيض قرض ما في طريقه إلى الصناديق المغطاة بالتراب التي تحوي أعمال حياة المصور الفوتوغرافي كوسمي دوسا في منزل أسرته بالعاصمة البنينية بورتو نوفو. وبرغم هذه الظروف، إلا أنه تم العثور على 15000 صورة سالبة (نيجاتيف) بداخل الصناديق ومحفوظة بطريقة جيدة داخل أغلفتها الوقائية. ومما أدخل السرور على أسرته، أن الصناديق كانت تحوي كنزًا دفينًا من الصور. فقد تم اكتشاف أكثر من 600 صورة لحفلات زفاف وجنائز وحفلات تخرج ومشاهد للحياة اليومية تعود إلى آخر أيام الحكم الاستعماري وأوائل أيام الاستقلال. وفي هذا الصدد قال جين كلود أحد أبناء دوسا: “لم نكن نعرف أبدًا أن هذه الصور مثيرةٌ وتساهم في تاريخ البلاد وتراثها”. والآن، تشكل أعمال والده الأساس لإنشاء مشروع أرشفة يهدف إلى حفظ التاريخ الماضي لهذه الأمة الأفريقية الغربية للأجيال القادمة. رجل يحمل كاميرا كبيرة في استوديو المصور الفوتوغر افي الراحل كوسمي دوسا في بورتو نوفو في بنين.وكالة فرانس برس/وكالة غيتي إيميجيز والمسؤول عن القيام بذلك المشروع هو السيد فرانك أوغو، وهو أمين أرشيفي تاريخي متحمس لذلك الأمر في مدرسة التراث الأفريقي Ecole du Patrimoine )Africain EPA) في العاصمة التي سيتم فيها حفظ هذه الصور في الأرشيف. ويقول معبرًا عن شكواه: “إن حفظ الأرشيف ليس من المجالات التي تؤخذ على محمل الجد والاهتمام الكبير في بلادنا”. ويضيف “تختفي الأرشيفات يومًا بعد الآخر، وإذا اختفت فسوف تختفي أجزاءٌ كبيرة من تاريخ بنين.” توفي المصور كوسمي دوسا في عام 2003 الذي تعلم التصوير الفوتوغرافي من خلال الدروس بالمراسلة عن بعد، وقد ظلت أعمال حياته المهنية المجمعة مغطاة بالتراب في الاستوديو الخاص به لأكثر من 10 أعوام. وقد كان دوسا في حياته يطوف جميع أنحاء بنين لالتقاط الصور وتسجيل الحياة اليومية للمواطنين. وقد حصلت البلاد على استقلالها عن فرنسا في عام 1960. وكان دوسا هو المصور الفوتوغرافي الرسمي للرئيس هوبيرت ماغا، وهو أول رئيس لجمهورية بنين بعد الاستقلال. وفي هذا السياق، يقول أوغو: “يجب علينا حفظ تراثنا حتى يكون لدى الأجيال القادمة فكرةٌ عن تاريخ شعبنا”. وكجزء من هذه الخطة، تم تسجيل مجموعة الصور الضخمة رقميًا في موقع إلكتروني مخصص للباحثين – www.photoafricaine.org – قبل إرسالها إلى الأرشيفات الوطنية لدولة بنين.