مؤسسة تومسون رويترز
يستخدم الباحثون أداة رصد لتتبع إمدادات المياه في جميع أنحاء العالم وتأخذ بالحسبان البيانات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية للتنبؤ بالصراعات المتصلة بالمياه.
تم اختبار الأداة التي طورتها شراكة المياه والسلام والأمن القائمة في هولندا في دلتا النيجر الداخلية في مالي وتوقعت بنجاح أكثر من ثلاثة أرباع الصراعات. فالعديد من الصراعات المميتة تبدأ مع نشوب نزاعات على الموارد الطبيعية الشحيحة، وتأمل المجموعة في أن تسمح هذه الأداة بالتدخل والوساطة في وقت مبكر.
ويقول الباحثون إن الذكاء الاصطناعي يستطيع أن يتنبأ بالأماكن التي قد تندلع فيها الصراعات قبل عام من اندلاعها، وأن يسمح باتخاذ الإجراءات اللازمة لمنعها.
وقالت سوزان شمير من معهد اي إتش إي دلفت للتثقيف في مجال المياه الذي يقود شراكة المياه والسلام والأمن، “نريد اكتشاف الصراع في وقت مبكر بما فيه الكفاية… للانخراط في عملية حوار تساعد على معالجة هذه الصراعات — ومن الناحية المثالية تخفيف حدتها في وقت مبكر أو حلها”.
وقالت شراكة المياه والسلام والأمن أن أداتها هي خطوة إلى الأمام وأنها تعتمد على التقدم في مجال الاستشعار عن بعد، والتعلم الآلي، ومعالجة البيانات الكبيرة لتوفير انذارات يمكن العمل عليها. ويستخدم النظام بيانات من الإدارة الوطنية للملاحة الجوية والفضاء (ناسا) ووكالة الفضاء الأوروبية التي ترصد الموارد المائية في العالم. ثم يقوم بتحليل المعلومات باستخدام البيانات الواردة من الحكومات والهيئات الدولية ومنظمات البحث لتحديد النقاط الساخنة للصراعات المحتملة.
وقال تشارلز آيسلند من معهد الموارد العالمية، الذي يعمل أيضًا على النظام، “إن التعلم الآلي قادر على اكتشاف الأنماط في البيانات التي لا يستطيع البشر اكتشافها”.
في الاختبارات التي تستخدم بيانات عام 2016 من دلتا النيجر الداخلية، توقعت الأداة بشكل صحيح أن الصراعات المائية ستندلع إلى مسافة أبعد جنوبًا في عام 2017 مع نمو السكان مع تضاءل الموارد بسبب تحويل المياه إلى المحاصيل النقدية.
واضاف أيسلند، “يعمل نظام الإنذار المبكر كأداة لتحديد الأولويات”. “يمكننا تحديد النقاط الساخنة — الأماكن التي يجب عليك التعامل معها على الفور”.