Africa Defense Forum
Africa Defense Forum

القوات الجوية النيجرية تصنع جهاز تنفس صناعياً للطوارئ

أسرة‭ ‬إيه‭ ‬دي‭ ‬اف

أثبتت‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬التصدي‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭ (‬كوفيد‭-‬19‭) ‬أهميتها‭ ‬الحاسِمة‭ ‬لإنقاذ‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الحالات،‭ ‬إلّا‭ ‬أن‭ ‬معظم‭ ‬البلدان‭ ‬الإفريقية‭ ‬تعاني‭ ‬من‭ ‬نقص‭ ‬شديد‭ ‬في‭ ‬توفرها؛‭ ‬فكانت‭ ‬تلك‭ ‬الحاجة‭ ‬باعثاً‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬النيجيرية‭ ‬للإعلان‭ ‬عن‭ ‬قيامها‭ ‬بتصنيع‭ ‬نسختها‭ ‬الخاصة‭ ‬من‭ ‬جهاز‭ ‬تنفس‭ ‬صناعي‭ ‬للطوارئ‭ ‬وتعتزم‭ ‬إنتاجه‭ ‬على‭ ‬نطاق‭ ‬واسع‭.‬

فقد‭ ‬كشف‭ ‬الفريق‭ ‬طيار‭ ‬صديق‭ ‬أبو‭ ‬بكر،‭ ‬رئيس‭ ‬هيئة‭ ‬الأركان‭ ‬الجوية،‭ ‬عن‭ ‬اثنين‭ ‬من‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬في‭ ‬نهاية‭ ‬أيّار‭/‬مايو‭ ‬بمدينة‭ ‬كادونا،‭ ‬وقد‭ ‬قام‭ ‬الباحثون‭ ‬بمركز‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للبحوث‭ ‬والتطوير‭ ‬ومعهد‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬للتكنولوجيا‭ ‬بكادونا‭ ‬بتصنيع‭ ‬هذا‭ ‬الجهاز‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬كلية‭ ‬الطب‭ ‬البيطري‭ ‬بجامعة‭ ‬أحمدو‭ ‬بيلو‭ ‬بمدينة‭ ‬زاريا‭.‬

وقد‭ ‬تسبب‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬زيادة‭ ‬الطلب‭ ‬العالمي‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي،‭ ‬مما‭ ‬أدى‭ ‬إلى‭ ‬ارتفاع‭ ‬أسعار‭ ‬هذه‭ ‬التكنولوجيا‭ ‬باهظة‭ ‬التكلفة،‭ ‬وصرّح‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬أن‭ ‬الواقع‭ ‬خلق‭ ‬فرصة‭ ‬لنيجيريا‭ ‬لتصنيع‭ ‬نسختها‭ ‬المحلية‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬بالتعاون‭ ‬مع‭ ‬الهيئات‭ ‬الأخرى‭ ‬بالحكومة‭.‬

وقال‭ ‬أبو‭ ‬بكر‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬إزاحة‭ ‬الستار‭ ‬عن‭ ‬الجهاز‭ ‬الجديد‭:‬”يسعدني‭ ‬أن‭ ‬أبلغكم‭ ‬أننا‭ ‬انتهينا‭ ‬من‭ ‬إجراء‭ ‬الاختبارات‭ ‬التي‭ ‬أثبتت‭ ‬نجاحها،‭ ‬وأصبح‭ ‬الجهاز‭ ‬جاهزاً‭ ‬الآن‭ ‬لاختباره‭ ‬على‭ ‬البشر‭ ‬واعتماده‭ ‬من‭ ‬قِبل‭ ‬الهيئات‭ ‬المعنية‭.‬“‭ ‬وكان‭ ‬جميع‭ ‬الحاضرين‭ ‬في‭ ‬أثناء‭ ‬الإعلان‭ ‬عن‭ ‬الجهاز‭ ‬الجديد‭ ‬يرتدون‭ ‬كمامات‭ ‬وتفصل‭ ‬بينهم‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬المقاعد‭ ‬الفارغة‭ ‬لمراعاة‭ ‬إجراءات‭ ‬التباعد‭ ‬الاجتماعي‭ ‬الصحيحة‭.‬

هذا،‭ ‬وتوفّر‭ ‬الأجهزة‭ ‬الجديدة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬للمرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬مشكلات‭ ‬حادة‭ ‬في‭ ‬التنفس؛‭ ‬إذ‭ ‬يؤدي‭ ‬الفيروس‭ ‬الذي‭ ‬يتسبب‭ ‬في‭ ‬مرض‭ ‬كوفيد-19،‭ ‬في‭ ‬بعض‭ ‬المرضى،‭ ‬إلى‭ ‬ملء‭ ‬أكياس‭ ‬الهواء‭ ‬الصغيرة‭ ‬الموجودة‭ ‬في‭ ‬الرئتين‭ ‬بالسوائل،‭ ‬مما‭ ‬يجعلهم‭ ‬يشعرون‭ ‬بصعوبة‭ ‬في‭ ‬التنفس‭.‬

وصرّح‭ ‬اللواء‭ ‬طيار‭ ‬بول‭ ‬جيميتولا،‭ ‬مدير‭ ‬قطاع‭ ‬البحوث‭ ‬والتطوير‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬النيجيرية،‭ ‬أن‭ ‬تصنيع‭ ‬الأجهزة،‭ ‬المعروفة‭ ‬باسم‭ ‬‮«‬ناف‭ ‬إي‭-‬فَنتس‮»‬،‭ ‬يمثل‭ ‬تحوّلاً‭ ‬للقوات‭ ‬الجوية‭ ‬نحو‭ ‬تبني‭ ‬الحلول‭ ‬المحلية‭ ‬للتصدي‭ ‬للمشكلات‭ ‬الوطنية‭. ‬

وقال‭ ‬العقيد‭ ‬أوسيتشيناكا‭ ‬أوباديك،‭ ‬رئيس‭ ‬الفريق‭ ‬البحثي،‭ ‬لهيئة‭ ‬الإذاعة‭ ‬البريطانية‭: ‬”لن‭ ‬تقتصر‭ ‬فوائد‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬على‭ ‬مساعدة‭ ‬مرضى‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وحدهم،‭ ‬وإنما‭ ‬ستساعد‭ ‬أيضاً‭ ‬غيرهم‭ ‬من‭ ‬المرضى‭ ‬الذين‭ ‬يعانون‭ ‬من‭ ‬أمراض‭ ‬الجهاز‭ ‬التنفسي‭.‬“

وجدير‭ ‬بالذكر‭ ‬أن‭ ‬نيجيريا‭ ‬كانت‭ ‬قد‭ ‬سجّلت‭ ‬حتى‭ ‬1‭ ‬حزيران‭/‬يونيو‭ ‬ما‭ ‬يزيد‭ ‬على‭ ‬10‭,‬000‭ ‬حالة‭ ‬مصابة‭ ‬بفيروس‭ ‬كورونا‭ ‬وعدد‭ ‬287‭ ‬حالة‭ ‬وفاة،‭ ‬وتجاوز‭ ‬عدد‭ ‬الحالات‭ ‬على‭ ‬مستوى‭ ‬القارة‭ ‬147‭,‬000‭ ‬حالة‭ ‬وما‭ ‬زالت‭ ‬الأعداد‭ ‬في‭ ‬تزايد،‭ ‬وذلك‭ ‬وفقاً‭ ‬لما‭ ‬ذكرته‭ ‬هيئة‭ ‬المراكز‭ ‬الإفريقية‭ ‬لمكافحة‭ ‬الأمراض‭ ‬والوقاية‭ ‬منها‭.‬

ويأتي‭ ‬تصنيع‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬‮«‬ناف‭ ‬إي‭-‬فَنتس‮»‬‭ ‬في‭ ‬وقت‭ ‬تسببت‭ ‬فيه‭ ‬سرعة‭ ‬انتشار‭ ‬فيروس‭ ‬كورونا‭ ‬في‭ ‬وضع‭ ‬الكثير‭ ‬من‭ ‬الأنظمة‭ ‬الصحية‭ ‬ببلدان‭ ‬القارة‭ ‬في‭ ‬موقف‭ ‬حرج‭ ‬بسبب‭ ‬نقص‭ ‬الأجهزة‭ ‬الطبية‭ ‬اللازمة‭ ‬لرعاية‭ ‬الحالات‭ ‬الحرجة‭.‬

فقد‭ ‬ذكرت‭ ‬منظمة‭ ‬الصحة‭ ‬العالمية‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل‭ ‬أن‭ ‬عدد‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬بالقارة‭ ‬تقدّر‭ ‬بنحو‭ ‬2‭,‬000‭ ‬جهازٍ،‭ ‬يوجد‭ ‬معظمها‭ ‬في‭ ‬جنوب‭ ‬إفريقيا،‭ ‬وذكرت‭ ‬لجنة‭ ‬الإنقاذ‭ ‬الدولية‭ ‬أنه‭ ‬يوجد‭ ‬بنيجيريا‭ ‬نحو‭ ‬100‭ ‬جهاز،‭ ‬ويوجد‭ ‬بجمهورية‭ ‬إفريقيا‭ ‬الوسطى‭ ‬ثلاثة‭ ‬أجهزة،‭ ‬ولا‭ ‬تمتلك‭ ‬الصومال‭ ‬أياً‭ ‬منها‭.‬

ولم‭ ‬تكن‭ ‬القوات‭ ‬الجوية‭ ‬النيجيرية‭ ‬منذ‭ ‬ذلك‭ ‬الوقت‭ ‬تسعى‭ ‬وحدها‭ ‬لتلبية‭ ‬الطلب‭ ‬على‭ ‬أجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي؛‭ ‬إذ‭ ‬كشَفت‭ ‬الهيئة‭ ‬الوطنية‭ ‬للعلوم‭ ‬والهندسة‭ ‬والبنية‭ ‬التحتية‭ ‬بنيجيريا‭ ‬عن‭ ‬تصميمها‭ ‬الخاص‭ ‬لجهاز‭ ‬تنفس‭ ‬صناعي‭ ‬في‭ ‬نيسان‭/‬أبريل،‭ ‬وتعمل‭ ‬شركة‭ ‬‮«‬بِني‭ ‬آجرو‭ ‬تيم‮»‬‭ ‬النيجيرية‭ ‬الناشئة‭ ‬على‭ ‬إنتاج‭ ‬أجهزة‭ ‬تنفس‭ ‬صناعي‭ ‬محلياً‭ ‬لمكافحة‭ ‬المرض‭.‬

وفي‭ ‬السياق‭ ‬ذاته،‭ ‬فقد‭ ‬بدأ‭ ‬الإنتاج‭ ‬الخاص‭ ‬لأجهزة‭ ‬التنفس‭ ‬الصناعي‭ ‬وغيرها‭ ‬من‭ ‬الأجهزة‭ ‬والمستلزمات‭ ‬الطبية‭ ‬الضرورية‭ ‬في‭ ‬التزايد‭ ‬في‭ ‬مختلف‭ ‬أرجاء‭ ‬القارة؛‭ ‬وتشمل‭ ‬قائمة‭ ‬الأشخاص‭ ‬الذين‭ ‬يبحثون‭ ‬عن‭ ‬هذه‭ ‬الحلول‭ ‬الملياردير‭ ‬الزيمبابوي‭ ‬ورجل‭ ‬الخير‭ ‬ستريف‭ ‬ماسيو،‭ ‬المؤسس‭ ‬المشارك‭ ‬لمؤسسة‭ ‬“حياة‭ ‬أفضل”‭ ‬والمبعوث‭ ‬الخاص‭ ‬للاتحاد‭ ‬الإفريقي‭ ‬المكلف‭ ‬بمهمة‭ ‬التوصل‭ ‬لاستجابات‭ ‬سوقية‭ ‬لفيروس‭ ‬كورونا‭.‬

التعليقات مغلقة.